من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تعتقد أن الهاكرز الروس هم الذين يقفون وراء الهجوم الإلكتروني الكبير بواسطة فيروس NotPetyaوالذي تعرضت له أوكرانيا العام الماضي .
وزعمت واشنطن بوست بأن هاكرز وزارة الدفاع الروسية وبالتحديد القيادة العامة لهيئة الأركان يتحملون المسؤولية عن الهجوم، وذلك وفقا لوثائق سرية حصلت عليها الصحيفة، وأشارت إلى أن الاستخبارات الأمريكية توصلت لهذا الاستنتاج في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2017 الماضي.
من جهته، قال الرئيس السابق لوكالة GCHQالبريطانية للاستخبارات روبرت هانجان في تصريح للصحيفة إن “العلاقة المحتملة لروسيا بالهجوم تدل على العدوان المتنامي لروسيا في المجال الإلكتروني في إطار عقيدة الحرب المزدوجة“.
مؤسسة راند لأبحاث ودراسات الدفاع الأميركية تستخدم الأقمار الصناعية لجمع المعلومات عن مختلف أشكال الحياة على سطح الكرة الأرضية. وفي السنوات التي سيطر فيها تنظيم داعش على أجزاء من العراق وسوريا، كرست المؤسسة جزءا من عملها لجمع البيانات عن الحياة تحت سلطة التنظيم.
ونشرت مجلة نيوزويك الأميركية مقالا عن تقرير نشرته مؤسسة راند (نشأت عام 1948 لتقديم تقارير دفاعية للحكومة الأميركية) عن نشاطها في مناطق تنظيم الدولة، ورد فيه أن البيانات التي تم جمعها قدمت صورة غير مسبوقة عن الحياة داخل مناطق التنظيم، مشيرة إلى أن الباحثين في المؤسسة ظلوا يجمعون بيانات عن أكثر من 150 مدينة وبلدة في العراق وسوريا بشكل مستمر.
وقال مبرمج الأبحاث المحلل إريك روبنسون -الذي قاد مشروع جمع البيانات هذا- إن ما تفرد به مشروعهم هو الجمع بين كل البيانات لتقديم فهم أكثر شمولا وواقعية عن الاقتصادات المحلية، مضيفا أنهم استطاعوا استخدام الأضواء الليلية -على سبيل المثال- للتعرف على استهلاك الكهرباء وعدد السكان الموجودين، مشيرا إلى أنهم إذا علموا أن سكان مدينة ما قد هجروها جميعهم، فسيكون الدليل على ذلك عدم وجود أي شخص لإضاءة المصابيح.
ومن البيانات التي أوردها التقرير أن أكثر من 60% من الأضواء في منطقة التنظيم بسوريا قد أظلمت، في الوقت الذي كان فيه التنظيم يحاول جاهدا للحفاظ على التيار الكهربائي أو توفير مولدات تعمل بالوقود. وفي العراق كانت هذه النسبة أكثر من 80%.
وكان الباحثون يأخذون صورا عالية الدقة من الأقمار الصناعية التجارية مماثلة لصور خرائط غوغل بتفاصيل دقيقة، إلى حد معرفة عدد السيارات على الطرقات أو معرفة حركة مرور المشاة في سوق ما.
ويساعد عدد من “المتطوعين” -وفقا لما ورد في التقرير- في الاستعراض اليدوي لكل الصور، واحدة بعد الأخرى.
وفي مدن كالرمادي وتكريت ودير الزور، أوضحت الصور أن حكم تنظيم داعش رافقه خراب اقتصادي. فقد أظهرت الصور الرمادي مدينة أشباح، واختفت الشاحنات التجارية من الطرق في تكريت، وفي دير الزور انطفأت مصابيح الإضاءة في الأحياء التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة رغم أنه كان يمتلك حقولا غنية بالنفط خارج المدينة، كان بالإمكان تشغيل مولدات للكهرباء بها.
أما في مدينة الرقة -قلب “دولة الخلافة”- حيث كان التنظيم أكثر أمنا، أظهرت الصور أدلة على حكم فعال. فقد نجح في توفير الكهرباء للمستشفيات، حتى في الوقت الذي تنقطع فيه عن أجزاء أخرى من المدينة.
وفي الموصل حوّل التنظيم سوقا كبيرة مفتوحة إلى منطقة تسوق مغلقة، بدأت سريعا تجتذب الكثير من المتسوقين والسيارات. وعلق روبنسون على ذلك بأنه لو لم تكن هناك حملة عسكرية على التنظيم لحاول إعادة تكرار بعض نجاحاته المتواضعة في الموصل والرقة في مناطق أخرى، “ولأصبح عدوا مختلفا تماما“.
وجاء في التقرير أن سبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في مناطق التنظيم لا يعود بالضرورة لقسوة الحكم وكثرة الضرائب، بل لانشغال التنظيم الدائم بتفادي الهجمات عليه والغارات.
وأعطى تفكك “دولة التنظيم” تحليلات مؤسسة راند لصور الأقمار الصناعية أهمية جديدة، فلم تعد تهتم بالكيفية التي يحكم بها التنظيم، بل بالخراب الاقتصادي الذي خلفه.
وبدأ الباحثون يعملون مع وكالات الحكومة الأميركية لترتيب أولويات العمل في سوريا للمساعدة في استقرار المدن والبلدات التي تمت استعادتها من سيطرة التنظيم.
وأعرب روبنسون عن اعتقاده أن أكثر ما يقلق في هذه المناطق هو أنه إذا لم تتم إعادة بنائها وإعادة الحكم المحلي لها، فمن المحتمل أن تعود نسخة ثانية من تنظيم داعش أو أي مجموعة تشبهه إليها.
ويقول روبنسون إن شدة الاحتياج لإعادة البناء وللسلطة المحلية أكثر وضوحا في الرمادي، التي استمرت تعاني ثلاث سنوات تحت سيطرة التنظيم وسنتين تحت سيطرة الجيش العراقي، فقد أظهرت صور راند دمارا في كل أحياء المدينة وتحطم كل الجسور فيها.
وكان يسكن الرمادي في وقت مضى قرابة ثلاثمئة ألف نسمة، وتبيّن صور راند أن سكانها لا يزيدون على 36 ألفا فقط.