أهداف واشنطن من تشكيل حرس حدود في سورية: حميدي العبدالله
أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل ميليشيا مسلحة في مناطق انتشار القوات الأميركية قوامها 30 ألف شخص وصفتها بقوات حرس الحدود، وسوف تنتشر هذه القوات على الحدود مع سورية والعراق .
لا شك أنّ هذه الخطوة الأميركية تطرح الكثير من الأسئلة حول أسبابها ودوافعها والأهداف التي تخفيها. مثلاً لماذا أعلنت واشنطن عن هذا الإجراء، ولم تترك للميليشيات المرتبطة بها الإعلان عن هذه الخطوة؟
إجابةً على هذا السؤال يمكن الاستنتاج أنّ واشنطن أرادت من خلال الإعلان إيجاد مبرّر لبقاء قواتها في هذه المنطقة تحت ذريعة تدريب عناصر حرس الحدود.
ثانياً، لماذا حرصت واشنطن على القول إنّ هذه القوات سوف تنتشر على الحدود مع العراق وتركيا، ولم تشر إلى انتشارها في مواجهة قوات الجيش السوري وهو هدفها الحقيقي من تشكيل هذه القوة وليس حماية الحدود؟
واضح أنّ واشنطن تريد أن تدفع عن نفسها تهمة تقسيم سورية والادّعاء بأنّ مبرّر وجود هذه القوة هو صدّ أيّ خطر يأتي من خارج الحدود، وتحديداً احتمال تسلل إرهابيين عبر تركيا والعراق في محاولة من واشنطن لتزيين طرحها هذا.
في مطلق الأحوال، الإعلان الأميركي يحمل في ثناياه أهداف واشنطن الحقيقية في سورية، أيّ سعيها إلى تقسيم سورية بعد أن فشلت في تحويلها إلى ليبيا ثانية، وعجزت عن وقف زحف الجيش السوري وحلفائه واستعادتهم السيطرة على غالبية المناطق التي كانت خاضعة للجماعات المسلحة. وتخطط واشنطن لتوظيف هذا الإعلان لتحقيق واحد من ثلاثة أهداف، وربما الأهداف الثلاثة مجتمعة إذا استطاعت ذلك:
ـ الهدف الأول، استخدام هذه المناطق ورقة في التفاوض على التسوية النهائية للأزمة السورية علّ ذلك يمكّن واشنطن من تحقيق أهدافها، ومن بين هذه الأهداف دمج الجماعات المرتبطة بها بالسلطة في سورية، وتقليص الوجود العسكري لحلفاء سورية، وتحديداً إيران والمقاومة اللبنانية.
ـ الهدف الثاني، إذا تعذر تحقيق الهدف الأول، السعي إلى تقسيم سورية، وهذه الخطوة يمكنها أن تساعد على تحقيق هذه الغاية.
ـ الهدف الثالث، إذا تعذّر تحقيق التقسيم لاعتبارات تتعلق بالشرعية، وعدم توفر مقوّمات وجود كيان في مناطق سيطرة القوات الأميركية، تحويل هذه المناطق إلى جرح نازف في الخاصرة السورية على غرار شمال العراق.
هذه هي الأهداف الفعلية الكامنة خلف الإعلان الأميركي عن تشكيل حرس للحدود.