في ذكرى ميلاد القائد: ما احوجنا اليه: ميسم حمزة
لقد اطل جمال عبد الناصر وهو يصنع لنا فجر الأمل ويفتح لنا بوابة الانطلاق نحو غد أفضل ورغم عمره القصير الذي عاشه في الأمة إلا أنه ترك لنا المبادئ ورسم لنا طريق مسيرنا وأرسى لنا أسس مستقبلنا، ووضع للأمة مستقبل الكرامة إرثا والاستقامة منهجا.
عقود مرت ويزداد عبد الناصر حضورا وتزداد مبادئه صحة ويغدو نهجه ضرورة الحاضر وأمل المستقبل ورغم المليارات التي أنفقتها أنظمة عديدة ودول كبرى لمحو سيرته وتشويهها إلا لم تفلح ابدا.
واليوم يصادف ذكرى ميلاد من نحتفل بمئويته وهو لا يزال خالدا في قلوب وعقول الملايين من العرب واحرار العالم، لاسيما وانه باعث القومية العربية ، وارتبط اسمه بمحطات تاريخية كثيرة منها إنهاء الاحتلال البريطاني وتأميم قناة السويس وإدخال قانون الإصلاح الزراعي وبناء السد العالي في بلاده كما كان من المساندين الاقوياء للحركات الثورية ، وفي الوطن العربي كانت القضية العربية المركزية قضية فلسطين ومساندة ثورة الجزائر وتونس واليمن والعراق وسعيه إلى تحقيق الوحدة العربية حيث كانت تجربتها الرائدة في وحدة مصر وسوريا .
واليوم، وفي ذكرى ميلاد هذا القائد العظيم، ما احوجنا إليه في عصر سقطت أولويات المعركة مع العدو الصهيوني وحلت مكانها المعاهدات، وما أحوجنا إليه في عصر يسعى البعض لإسقاط الهوية العربية لصالح الانقسامات ، فاليوم تزداد الصراعات العربية بينما ينعم العدو الصهيوني بعصر الأمن والامان وحيث أن الأمة التي رسم عبد الناصر ملامح وحدتها وعزتها تجد نفسها اليوم تائهة بين الأمم وتبحث عن قائد يحمل أفكار ناصر ويجدد نهضتها حيث يشهد الوطن العربي اليوم أحداثا طائفية ومذهبية وعرقية لتفتيته وسلبه هويته.