الحرب الوطنية السورية
غالب قنديل
تهاوت جميع الأقنعة وسقطت مساحيق الخداع والكذب وبات الأمر مفضوحا وصارخا بقوة حول كل ما يدور على أرض سورية حيث تخوض الدولة الوطنية بقيادة الرئيس بشار الأسد حربا للدفاع عن استقلال البلاد ضد عدوان أجنبي تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا بمعونة حكومات عربية عميلة وتابعة للغرب تحضر احوالها لصفقة شاملة مع الكيان الصهيوني تنهي قضية فلسطين وتكرس دولة الاغتصاب الاستعماري وتنهي حق العودة الفلسطيني.
المهم عرقلة طريق سورية إلى انتصارها الناجز تلك هي في الخلاصة الأولوية التي تحرك الإمبراطورية الأميركية بعد فشل حربها الضروس طيلة سبع سنوات بكل ما حشدت فيها وإليها من الدول وجيوش المرتزقة متعددة الجنسيات بمعونة حلف عدواني ضم الكيان الصهيوني وتركيا والسعودية وقطر وسائر دول الناتو وبعدما تمكنت سورية من الصمود والانتقال إلى هجوم شامل مع حلفائها لتصفية معاقل العصابات الإرهابية في مواجهة فضحت اكاذيب الولايات المتحدة والغرب وعملائه في المنطقة عن محاربة الإرهاب الذي قدموا له كل أشكال الدعم والمؤازرة والتسليح والتمويل وهذا ما يجب التذكير به دائما وعدم السماح لأي كان بطمسه من الرياض إلى اسطنبول فالدوحة ولندن وباريس وصولا إلى واشنطن حيث تشغل هذه العواصم آلة كذب خرافية في تزييف الحقائق والوقائع منذ كلامها البائس عن ثورة في سورية تكشفت عن الوجوه الكالحة لقتلة داعش والقاعدة وعصابة الأخوان وبطشهم الدموي.
التصريحات الأميركية المتلاحقة عن تمديد اجل بقاء الوحدات الخاصة الأميركية على الأرض السورية لا تقبل التأويل وهي قرار واضح بمواصلة العدوان الأميركي على البلد الذي أفشل خطة واشنطن المسماة الشرق الأوسط الجديد منذ حرب تموز 2006 ووظيفة هذه الوحدات دعم ميليشيات عميلة بغرض الانتقال إلى محاولة تقسيم سورية.
المخطط الأميركي الاحتياطي بعد قيام الجيش العربي السوري وحلفائه بتصفية داعش سيلقى الرد المناسب من الشعب العربي السوري والقيادة السورية والجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد الذي بات يمسك بزمام المبادرة في الميدان ويقف خلفه وإلى جانبه حلفاء أشداء يعلمون مقدار استهدافهم استراتيجيا من قبل الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.
هي حرب وطنية يقودها الرئيس بشار الأسد ومعه غالبية السوريين لأنها حرب لتطهير البلاد من عصابات الإرهاب والتوحش التي خبرها الناس بمذابحها وبهيمنتها اللصوصية المتوحشة وبجحافلها الأجنبية المستوردة من جميع أصقاع الأرض وبارتباطها الوثيق بالصهاينة وبالاستخبارات الأميركية وملحقاتها وهي حرب وطنية لأنها كفاح من اجل استقلال سورية وإسقاط جميع المحاولات لأخذها رهينة في قبضة الحلف الأميركي الصهيوني الرجعي ولطرد جميع القوات المعتدية على الأرض السورية والسيادة السورية وهي حرب وطنية لأنها تستهدف إسقاط مؤامرة اميركية لتقسيم سورية التي تصدت بجميع أبنائها منذ مطلع القرن العشرين لجميع محاولات التقسيم الاستعمارية الطائفية والعرقية.
هذه الحرب الوطنية تتصدى للمخطط الاستعماري الذي يضع في مقدمة أهدافه اليوم استنزاف القدرات السورية ومنع استنهاضها لترك الساحة الإقليمية مفتوحة امام الكيان الصهيوني لأن سورية هي عصب محور المقاومة وعاموده ورأس حربة الكتلة الشرقية الصانعة للتوازنات العالمية الجديدة.
لهذا النضال السوري المجيد جدول أعماله الزمني والسياسي لكن اهدافه النهائية واضحة وساطعة وقاطعة فالقيادة السورية مثل شعبها ترفض بقاء أي وجود ينتقص من السيادة الوطنية وهي مثل شعبها تنظر باخوة إلى جميع شركاء الوطن من السوريين وقد أطلقت جميع المبادرات الإيجابية اللازمة وهي تواصل التحرك لإعادة توحيد جميع السوريين ولم شملهم تحت راية الوطن الواحد والدولة الوطنية الواحدة وحول الجيش العربي السوري وتنتظر منهم المشاركة بقدر ما يستطيعون في تقطيع أذرع العدوان وعزل العملاء الذين يخترقون النسيج الوطني ويتيحون لأعداء سورية منافذ للتدخل العدواني حرصا على مصالحهم ومنافعهم الصغيرة.
سورية تخوض ملحمة تاريخية لفرض استقلالها ولقيامة قوتها واستعادة حيوية دورها بعد تلك الحرب الدامية والمعقدة التي لفتها خرافات الكذب المنظم طيلة سبع سنوات وهذه الحرب تشبه جميع الحروب الوطنية التي خاضتها شعوب اخرى في القرن الماضي من اجل استقلالها ووحدتها كما حصل في الصين وفيتنام وكوبا وغيرها وحيث انتصرت إرادة التحرر الوطني والاستقلال وهزمت قوى الاستعمار وعملاءها.
سورية لن تكون كوريا ثانية فلن تنجح محاولة الاحتلال الأميركي لتقسيمها وطبيعة المعادلات القاهرة التي ولدها الصمود السوري وثبات حلفاء دمشق وإدراكهم لمصالحهم الحيوية وطبيعة التوازنات المتحولة عالميا وإقليميا ستولد ديناميكية خاصة تفرض انتصار الحرب الوطنية السورية وطرد الغزاة الأجانب الأميركيين والصهاينة والأتراك وما بين السوريين سيتفاهم عليه السوريون داخل وطنهم وبرعاية دولتهم من غير تدخلات أجنبية.