عن توقيت استهداف الأردن: حميدي العبدالله
أعلن مسؤولون أردنيون أنّ الأجهزة المعنية أحبطت مخططاً كان يستهدف الأمن الوطني الأردني، وفي التفاصيل تمّ إحباط محاولات لشنّ هجمات على مؤسسات حكومية وغير حكومية واغتيال عدد من الشخصيات .
لا شك أنّ هذه ليست المحاولة الأولى التي تلجأ إليها جهات معنية لاستهداف الأردن، ولكن في هذه المرة، كما في المرات السابقة، لم يكن الأردن مستهدفاً بمثل هذه العمليات من نمط استهداف سورية أو إيران، أو أيّ دولة أخرى تعادي الكيان الصهيوني وعلاقاتها متوترة مع الولايات المتحدة والدول الغربية.
الأردن يستهدف عادةً عندما يكون هناك عدم رضا عن مواقفه وسياساته في بعض القضايا من قبل حلفاء الأردن، سواء كان هؤلاء حلفاء الكيان الصهيوني، أو بعض دول المنطقة، أو حتى الولايات المتحدة، حيث اختلفت مثلاً مع الأردن عند غزو العراق للكويت في عام 1990.
بمعنى آخر الإرهاب لا يستهدف الأردن بصورة دائمة ومنهجية، لا سيما أنّ مشغّلي التنظيمات الإرهابية وداعميها يعتبرون الأردن حليفاً، ويجب الحفاظ على الاستقرار فيه، وتمكينه من لعب الدور المنوط به في دعم الجماعات المسلحة، كما حدث منذ اندلاع الحرب الإرهابية ضدّ سورية، حيث لم يسجل قيام الإرهابيين بأيّ عملية ذات شأن ضدّ الأردن، باستثناء تلك الاحتكاكات التي حصلت في المحافظات الجنوبية على خلفية قضايا تعود إلى نهاية العقد الثامن من القرن الماضي.
إذاً، استهداف الأردن في هذا التوقيت بالذات يأتي، كما المرات السابقة من أحد حلفاء الأردن غير الراضين عن سلوكه في بعض المسائل والقضايا المطروحة.
لا يحتاج المرء إلى عناء كبير لمعرفة من يقف هذه المرة وراء الاستهداف، إذ من المعروف أنّ السلطات الأردنية لجأت مؤخراً إلى عزل ثلاثة أمراء من مناصبهم العسكرية بينهم شقيقين للملك وابن عمّه، وذكرت تقارير متقاطعة، بأنّ عملية العزل جاءت على خلفية إجراء هؤلاء الأمراء اتصالات مع مسؤولين في المملكة العربية السعودية، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، وقال إنهم كانوا متورّطين في الإعداد لانقلاب على الملك على غرار ما جرى في السعودية بدعم من الملك سلمان وولي العهد نجله محمد بن سلمان.
الأرجح أنّ توقيت إحباط الأردن للاستهداف جاء على خلفية هذه الأحداث والتطوّرات.