الخامنئي: مسرحيات ترامب الجنونية لن تمر دون رد
توعد الامام السيد علي الخامنئي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد، مؤكداً ضرورة التمييز بين مطالبات الشعب المحقة واعمال الشغب. وخلال استقبال سماحته الثلاثاء حشداً من اهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة ذكرى انتفاضة اهالي المدينة ضد النظام الملكي في كانون الثاني/ يناير عام 1978، قال السيد الخامنئي، في اشارة الى الرئيس الاميركي إن “هذا الشخص لا يتصف بالاتزان على الظاهر، لكن عليه ان يعلم ان هذه المسرحيات الجنونية لن تمر دون رد”. واضاف “ان اميركا تشعر بالسخط للغاية، ليس مني، بل منكم ومن شعب ايران وحكومتها ايضا، وهي ساخطة على الثورة الاسلامية بسبب هزيمتها النكراء امام هذه الثورة العظيمة ”.
وقال سماحته “ان المسؤولين الاميركيين لجأوا الى التصريحات الجوفاء، حيث يقول رئيسهم ان حكومة ايران تخشى من شعبها. لا ليس كذلك، ان حكومتنا منبثقة عن شعبها وتعمل من اجله، وقد تسلمت زمام الأمور بتفويض منه وتعتمد عليه، فلماذا انت خائف من الشعب الايراني؟ ولو لم يكن هذا الشعب، فلم تكن هناك حكومة”. واضاف السيد الخامنئي “يقول الرئيس الاميركي ان حكومة ايران تهاب بطش اميركا، فلو كنا نهابكم كيف استطعنا طردكم من ايران في عقد السبعينات، وها نحن قد طردناكم من المنطقة برمتها في العقد الجاري”.
كما اكد السيد انه “على المسؤولين الاميركيين ان يفهموا أنهم اخطئوا الهدف وربما سيكررون تجربتهم لكن عليهم ان يفهموا ان ممارساتهم ستؤول الى الفشل ايضا كما ان عليهم ان يفهموا ان الاضرار التي لحقت بنا خلال هذه الايام لن تمر دون عقاب”. وتابع ان “جميع نشاطات الأعداء شكلت هجمات مضادة للثورة خلال اربعين عاماً مضت، وان الشعب الايراني قال لاميركا وبريطانيا والمقيمين في لندن بكل قوة إنكم عجزتم هذه المرة ايضاً ولن تقدروا في المستقبل ايضاً”. واضاف السيد الخامنئي أن الشعب الايراني “حينما رأى أن العملاء لا يتوقفون عن اعمال الشغب، خرج في تظاهرات شملت جميع المدن الصغيرة والكبيرة في مختلف ارجاء البلاد خلال ايام متتالية”، مشيراً الى أن “خروج الشعب الداعم للنظام الاسلامي في ايران ليس طبيعيا ولم يحدث في اي مكان بالعالم، وانا اتحدث كمطلع عليها، حيث ان هذه النشاطات الشعبية المنسقة في مجابهة مؤامرات الاعداء وبهذا النظام والبصيرة والاندفاع والبواعث لم تحدث في اي بلد وهي مستمرة منذ 40 عاماً”.
وقال آية الله الخامنئي إن “الصراع بين النظام الإسلامي واعدائه لم يحدث منذ عام واحد او ثلاثة او خمسة اعوام، بل يجسد معركة ايران حكومة وشعبا مع الاعداء، ومعركة الاسلام مع مناوئيه، وهي مستمرة ولن تتوقف بعد ذلك ايضا”. واضاف أن “جميع التصرفات التي قام بها الأعداء خلال اربعين عاماً مضت هي هجمات مضادة للثورة لأنها اقتلعت جذوره السياسية في البلاد، ما ادّى بهم الى شنّ هجمات مضادة بشكل منتظم، اذ يعود اليها بعد ان يُمنى بالفشل في كل مرة، لكنه يعجز عن تحقيق هدفه بفضل صمود الشعب وصلابته الوطنية، وفي هذه المرة ايضا وقف الشعب بصلابة وقوة في مواجهة اميركا وبريطانيا والمقيمين في لندن، وقال لهم لقد فشلتم هذه المرة وستؤولون الى الفشل في المرات القادمة ايضاً”.
هذا ولفت سماحته الى أنه “لقد وضعت تحاليل مختلفة خلال هذه الايام عن الاحداث الاخيرة والتي ضمت عاملاً مشتركاً يتسم الواقعية وهو ضرورة التمييز بين مطالب الشعب الصادقة والحقة والممارسات الوحشية والتخريبية لمجموعة ما”. وتابع “لو وقف انسان او مجموعة تضم مئة او خمسمئة شخص في مكان ما وقدموا مطالبهم، فإن هذا الامر يختلف تماما عن استغلال بعض الاشخاص لهذا الحشد والقيام بالإساءة للقرآن الكريم والاسلام واحراق علم ايران وتدمير مسجد، حيث لا يمكن المزج بين هذين الأمرين”. وقال سماحته إن “المطالب والاحتجاجات الشعبية طبيعية ، حيث ان بعض الناس يبدون التذمر من بعض المؤسسات المالية او الاجهزة بسبب مشاكلها، وتصل انباء عن حشود في مدينة ما امام مؤسسة او مبنى المحافظة او مجلس الشورى، اذ كانت هذه الامور موجودة ولا يعارضها احد وينبغي الاستماع لمطالبهم والاستجابة لها قدر المستطاع”. واضاف السيد أن “الجميع يتحملون المسؤولية ولا أقول يجب “عليهم المتابعة” فأنا مسؤول ايضاً وعلى الجميع متابعة مطالب الشعب فهذه الأمور لا صلة لها بمن يحرق علم البلاد”، متابعاً أنه “هناك مثلث للأعداء نشط خلال هذه الأحداث ولم يبدأ نشاطاته امس او اليوم وانما حاك مخططاته وفقاً لما حصلنا عليه من دلائل والتي برز بعضها في تصريحاتهم وبعضها الآخر بلغتنا عن طرق استخبارية”.
وفي السياق، أوضح السيد أن “هذا المثلث يتمثل احد اضلاعه بالمخططات الاميركية والصهيونية التي وضعت منذ اشهر حيث يتم البدء في المدن الصغيرة والتقدم باتجاه العاصمة، والضلع الثاني لهذا المثلث يتمثل بالأموال الطائلة التي تمنحها الأنظمة المحاذية للخليج الفارسي، حيث ان هذه الممارسات تتطلب نفقات باهضة والتي لا يتقبلها الاميركيون، والضلع الثالث لهذا المثلث يتمثل بزمرة المنافقين الارهابية”. واضاف “منذ اشهر كان الاعداء يعدون هذا المخطط وقد اقرت وسائل اعلام المنافقين، خلال هذه الايام، بصلاتهم مع الاميركيين، حيث أن هذه الزمرة قامت بتقديم خدماتها في تنفيذ هذا المخطط وعقد لقاءات مع هذا الشخص او ذاك وابراز اشخاص ما في الداخل والبحث عنهم وتقديم الدعم لهم لتوجيه دعوات للناس”. وقال “إن الذين يعقدون اجتماعات مع الاميركيين سواء كانوا في الخارج او في الداخل، عليهم ان يفهموا ان هذا النظام يقف بصلابة وسيتغلب على جميع العقبات بفضل الله تعالى”.