مقالات مختارة

لا يمكن لجيش أن ينتصر على أطفال!: اوري سفير

 

إسرائيل هي احدى القوى العظمى العسكرية الكبرى في العالم كله. مع قدرة ردع هائلة، سلاح جو من الافضل في العالم، جيش ذو قدرات تكنولوجية من المتقدمة في العالم، استخبارات متطورة، قوات كوماندو باسلة، غواصات المانية من اكثر الغواصات نجاعة في المنظومات العسكرية، وغيرها. ولكن كل هذه القوة العسكرية لا تكفي عندما يحتاج الجيش الإسرائيلي لان يواجه فتاة فلسطينية ابنة 16. صحيح فعل الجنود إذ تجلدوا عندما صفعت الفتاة عهد التميمي من النبي صالح احد الجنود وشتمته. الفتاة مفعمة بالكراهية لإسرائيل وللجيش الإسرائيلي. وفي نظر الفلسطينيين مثلما ايضا في 90 في المئة من الرأي العام العالمي، هي بطلة تثور ضد الاحتلال. وكما هو معروف، في الرد على افعال التميمي اعتقلت ورفعت ضدها لائحة اتهام، رغم أنه لم يكن هناك سلاح في يديها، بتهمة الاعتداء على الجنود والتحريض .

ان التفكير بان شبان الضفة الغربية سيمتدحون الجيش الإسرائيلي ويصبحون محبي صهيون هو تفكير سخيف. فالحقائق بالنسبة للشابة وامثالها ليست هامة. ما هو مهم حقا لذوي نزعة القوة الأمنية هو صورة فتاة شقراء ـ حمراء شابة تهدد بقبضتها جنديا من الجيش الإسرائيلي. بالنسبة لنا هذه صورة هزيمة في المعركة في كل سيناريو.

في العالم كله لا يمكن لجيش ما أن ينتصر على اطفال، لا في الواقع ولا من حيث الوعي. هذه معركة خاسرة مسبقا يجب الامتناع عنها. التميمي والجندي الذي وقف امامها هما ضحيتان للوضع القائم في المناطق، بلا اي افق سياسي. قوة الجيش الإسرائيلي، قدرته على الردع وطابعه الاخلاقي هي حجارة اساس الامن القومي الإسرائيلي. وفي المناكفات اليومية بين جنودنا وبين شبان الضفة الغربية، كل هذه تتآكل. والسيطرة على الارض وعلى الناس تؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان القوة؛ الاحتلال هو وصفة مؤكدة لفقدان قدرة الردع، لفقدان الطابع الاخلاقي لإسرائيل وللمخاطرة بالهوية الديمقراطية اليهودية للدولة.

بدلا من أن نكون اقوياء على الضعفاء، علينا كمجتمع أن نكون اقوياء امام انفسنا؛ ان نكون صادقين وان نعترف بان لا وجود بالسيطرة على شعب آخر خلافا لارادته. بفضل قوتنا، علينا ان نصمم حلا نزيها من الدولتين، يفتح ايضا آفاق جديدة في المنطقة وفي العالم.

لن نجد أبدا طرفا فلسطينيا موحدا يؤيد تعايش دولتين، وعلى ما يبدو لن نجد هناك ايضا نوعا من نالسون مانديلا من السهل الوصول إلى التسوية معه. للزعامة الفلسطينية، مثلما هي لنا، توجد نقاط ضعف خاصة بها: حتى في غياب القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وكذا في الفساد الذي يستشري فيها. ولكن يخلاف لنا، لهم يوجد وقت؛ إذ انه يعمل في صالحهم. يقترب اليوم، وهم سيكونون الاغلبية بين البحر والنهر.

نحن بحاجة اليوم إلى حكومة تعمل على مبادرة وطنية من اجل العمل على حل الدولتين للشعبين، والا فاننا نترك مستقبلنا في ايدي جنودنا الذين قيض لهم ان يطاردوا شبانا فلسطينيين.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى