اوبزرفر: ترمب أصبح خطيرا
تناولت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية شأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما يدور حول صحته العقلية ومدى ملائمته للاستمرار في كرسي الحكم، وأشارت إلى أنه أصبح الآن يشكل خطرا يستدعي أن تكون صحته العقلية محل اهتمام عام .
ونشرت الصحيفة مقالا للأستاذة بكلية الطب في جامعة ييل بولاية كونكتيكت الأميركية قالت فيه إنها أحد أعضاء فريق مكون من الأطباء والخبراء المهتمين يتألف من 27 طبيبا نفسيا وعدد من خبراء الصحة النفسية، وإن أعضاء الفريق وضعوا قبل ثمانية أشهر تقييما لمخاوفهم المتعلقة بالصحة العقلية لترمب في كتاب.
وأضافت الخبيرة الطبية النفسية أن هذا الكتاب سرعان ما أصبح الأكثر مبيعا لدرجة أنه نفد من المكتبات في غضون أيام، وأن الفريق اكتشف أن هناك صدى لمساعيه في أوساط الجماهير في هذا السياق.
وقالت “رغم أننا نحافظ على قاعدة غولدووتر من ميثاق أخلاقيات المهنة الطبية” التي تحظر على الأطباء النفسيين تشخيص شخصيات عامة دون فحص شخصي ودون موافقة مسبقة، فإنه لا يزال هناك الكثير مما يمكن للأطباء النفسيين المهنيين الإخبار به قبل أن يدركه العامة.
وأوضحت الخبيرة النفسية أن هذا التقييم يعتبر ممكنا عن طريق مراقبة أنماط استجابات الشخص المعني، ومن تعامله مع وسائل الإعلام مع مرور الوقت، ومن تقارير تتعلق بمقربين منه.
وقالت “إننا نعرف عن ترمب في هذا السياق أكثر مما نعرف عن غالبية مرضانا”. وأضافت أن الصحة الشخصية للرموز العامة تبقى تعتبر شأنا خاص بأصحابها إلى أن تشكل تهديدا للصحة العامة.
وأضافت أنه من أجل إجراء تشخيص للحالة فإن المرء يحتاج إلى جميع المعلومات ذات الصلة، بما في ذلك المقابلة الشخصية، ولكن لتقييم مدى الخطورة فإنه لا يحتاج المرء إلا لمعلومات كافية لدق جرس الإنذار، فالأمر يتعلق بالحالة أكثر من الشخص، حيث قد لا يكون الشخص خطرا في وضع آخر مختلف.
وقالت الخبيرة إن ترمب في منصب الرئاسة يشكل خطرا، وأوضحت أن العنف في الماضي يعتبر أكبر مؤشر على العنف في المستقبل، وإن ترمب سبق أن أظهر عنفا لفظيا وأن تفاخر بالاعتداءات الجنسية، وأن حرّض على العنف في البلدان الأخرى، بما في ذلك التخويف المستمر لأمة معادية باستخدام الأسلحة النووية.
وأضافت الخبيرة النفسية أن السمات المحددة المرتبطة بالعنف تشمل الاندفاع والتهور وجنون العظمة وإساءة فهم العواقب وردود الفعل الغاضبة وانعدام التعاطف والعدوانية تجاه الآخرين والحاجة المستمرة إلى إظهار القوة.
وقالت إن هناك نمطا آخر يظهر أنه خطير وهو الذي يتعلق بأدائه المعرفي أو مدى قدرته على معالجة المعرفة والأفكار على نطاق واسع. وأضافت أن كثيرين لاحظوا انخفاضا واضحا في قدرته على تشكيل جملة كاملة أو على البقاء مع الفكرة أو على استخدام مفردات معقدة دون فقدان الصلة في ما بينها.
ورأت أن هذا كله يعتبر خطيرا، وذلك بسبب الأهمية الحاسمة لقدرة صنع القرار في المكتب الذي يشغله.
وقالت إن التدهور المعرفي يمكن أن ينجم عن أي عدد من الأسباب النفسية أو العصبية أو الطبية أو الأدوية التي يتناولها، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى التحقيق والكشف الدقيق.
وذكرت الخبيرة النفسية أن التشخيص بحد ذاته يعتبر أمرا يهم ترمب نفسه، ولكن الفريق يشعر بالقلق إزاء ما إذا كان الرئيس أو رئيس هيئة الأركان قادرا على العمل في مكتبه، وأن الفريق يهدف إلى التحذير وتثقيف الجمهور، وذلك حتى يتمكن من حماية أمن الرئيس وصحته وسلامته.
وأشارت إلى أنه لا يوجد في تاريخ الولايات المتحدة فريق طبي من المهنيين في مجال الصحة النفسية شعر بالقلق بشكل جماعي إزاء استمرار الرئيس في كرسي الحكم.
وأوضحت أن ترمب بحالته هذه لا يعتبر شخصا غير عادي، فمثله كثيرون، ولكن يعتبر من غير المألوف جدا العثور على شخص بمثل هذه العلامات من الخطر في مكتب الرئاسة.
وقالت إن حالة ترمب قد تعتبر غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، ولكن عند وجود قائد بمثل هذه الأعراض في أنحاء العالم فإن النتائج ستكون مدمرة بشكل كبير.
وتحدثت الخبيرة النفسية عن التفاصيل المتعلقة بالأمراض النفسية والعقلية وأعراضها ومخاطرها، وقالت إن السياسة تتطلب السماح للجميع بتكافؤ الفرص، وإن الطب كذلك يتطلب معاملة الجميع على قدم المساواة في حمايتهم من المرض.
وقالت إن التقدم الذي أحرزته التحقيقات التي يقوم بها المحقق روبرت مولر كان مقلقا للجميع، وذلك بسبب آثارها المتوقعة على استقرار الرئيس.
وأضافت أن ترمب سبق أن أظهر علامات واضحة على هشاشة نفسية في ظل الظروف العادية، فهو بالكاد قادر على التعامل مع النقد الأساسي أو الأخبار غير المؤثرة، فكيف سيكون الحال عند مواجهته باتهامات؟
واختتمت الخبيرة بالقول إنه إذا عانى ترمب جراء عدم الاستقرار العقلي، فإن الأمر سينعكس على السلامة العامة والأمن الدولي.