“الكابينيت”: الحرب المقبلة ستكون على عدة جبهات
أجرى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، خلال الفترة القصيرة الماضية، مناقشات مطولة حول تهديدات “الجبهة الشمالية”، التي شملت مناقشات حول نشاط القوات الإيرانية وحزب الله في سورية ولبنان .
واجتمع الكابينيت في أكثر من مناسبة، خلال الفترة الماضية لبحث “مرحلة ما بعد الحرب في سورية وإعادة سيطرة قوات الأسد على كامل الأراضي السورية”، كما كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد تطرق للتقديرات الإسرائيلية لتطورات على “الجبهة الشمالية”، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقال ليبرمان، في كلمة أمام جنود في مقر وزارة الأمن في تل أبيب بمناسبة عيد “العرش” (المظلة)، إنه “في الحرب المقبلة في الشمال لن تكون هناك جبهة لبنان. ستكون هذه جبهة واحدة، جبهة الشمال (المؤلفة من) سورية ولبنان معا“.
وتابع ليبرمان أن “الجيش اللبناني فقد استقلاليته، وتحول إلى جزء لا يتجزأ من منظومة حزب الله”، ومضى ليبرمان يقول إنه “لن تكون هناك حربا في جبهة واحدة بعد الآن، لا في الشمال ولا في الجنوب (قطاع غزة)، والحرب المقبلة ستدور في جبهتين“.
وأضاف أن “علينا الاستعداد لأي سيناريو محتمل، كما أن الواقع الجديد يُعدّ لنا تحديات جديدة. وإذا كنا في الماضي نتحدث عن جبهة لبنان، فإنه لم تعد هناك جبهة كهذه. توجد جبهة الشمال. وفي أي تطور سيطرأ، ستكون هذه جبهة واحدةـ سورية ولبنان معا“.
وأبدى المسؤولون الإسرائيليون، مؤخرًا، قلقًا من توترات قد تطرأ على “الجبهة الشمالية”، ومن زعم “تواجد وتمركز إيراني في لبنان وسورية”، وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، محادثات هاتفية مع العديد قادة الدول، خلال الفترة الماضية، حذر خلالها من ما اعتبره “تفجر الوضع الذي سيحدث نتيجة للتمركز الإيرانية في سورية ولبنان من خلال حزب الله وميليشيات موالية“.
هذا وتضمنت تقرير معهد دراسات الأمن القومي (INSS) التابع لجامعة تل أبيب، “التقديرات الإستراتيجية لإسرائيل 2017 – 2018″، تدريجا للتهديدات التي تواجهها إسرائيل بحسب خطورتها، تبدأ بما أسمي “حرب الشمال الأولى”، مقابل ثلاث قوى، هي إيران وحزب الله والنظام السوري، فيما يتوافق مع تصريحات ليبرمان.
وبحسب التقرير، الذي قدمه رئيس المعهد ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين، الأسبوع الماضي، إلى رئيس الدولة، رؤوفين ريبلين، فإن إيران تواصل تسليح وتمويل منظمات موالية لها قرب الحدود مع إسرائيل، مشيرا إلى أن النشاط الإيراني في بناء قوة الجيش السوري، مقابل سياسة الحكومة الإسرائيلية في مواجهة هذا التهديد، قد يؤدي إلى تصعيد في الجبهة الشمالية، والتي يتوقع ألا يقتصر على قوة واحدة، وإنما إلى مواجهات في الجبهتين السورية واللبنانية في الوقت نفسه، ويشارك فيها قوات حزب الله والنظام السوري والقوات الموالية لإيران، وكل ذلك على خلفية تواجد ومشاركة روسيا، والتي يرجح أن تبقى محايدة، ولكنها ستفرض قيودا على حرية القوات الإسرائيلية في العمل.