الطريق الذي يوصلنا إلى دولة مدنية ديمقراطية قوية وعادلة: د. مروان فارس
يشهد لبنان هذا العام انتخابات نيابية يُفترض أن تُحدث تغييراً على صعيد الحياة السياسية اللبنانية، مع العلم أنّ قانون الانتخاب الذي تمّ التوصل إليه مؤخراً ليس هو القانون الذي يطمح إليه اللبنانيون، وفي هذا السياق جاء اعتراض الكتلة القومية الاجتماعية عليه في مجلس النواب، لأنّ حزبنا يريد قانوناً على أساس النسبية الكاملة ويعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي، بما يحقق صحة التمثيل ويتيح دوراً أكبر للأحزاب السياسية اللاطائفية في الحياة السياسية، ويحقق أوّل شروط الدولة المدنية التي تتعامل مع المواطنين على أساس المواطنة وليس وفقاً لانتمائهم المذهبي أو الطائفي .
القانون الذي سوف تجرى الانتخابات على أساسه، ليس هو القانون المرتجى، وسعينا الدائم هو للوصول إلى قانون يحقق عدالة التمثيل بالكاملز وبهذا نشقّ الطريق نحو دولة مدنية لا طائفية تحقّق وحدة اللبنانيين وتُحدث إصلاحاً وتغييراً حقيقيّين. إنّ الوصول إلى الدولة المدنية، ينقذ لبنان من نظامه الطائفي الذي لا ينتج إلا الأزمات.
في الانتخابات المقبلة لا بدّ من التجديد، والتجديد بحاجة إلى أفراد جدد، يحملون أفكاراً وحدوية، ويعملون لإلغاء الطائفية وتحقيق الإصلاح من خلال تشريعات لقوانين جديدة، تبدأ بقانون انتخابات نيابية يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة، على أساس النسبية المطلقة وخارج أيّ قيد مذهبي أو طائفي، تكون فيه البرامج شرطاً للترشح، بعيداً عن الحسابات المذهبية والطائفية الضيقة.
نحن نعتقد أن لا مجال للخروج من النفق الطائفي المظلم إلا من خلال السير على الطريق الصحيح، الذي يوصلنا إلى دولة مدنية ديمقراطية قوية وعادلة، تكسر هذا العتوّ الطائفي والمذهبي الذي يتغلغل في مفاصل الدولة كلّها، ما يجعلها دولة محاصصة وفساد، ومكبّلة بمصالح الطوائف والمذاهب، على حساب المواطنة ومصلحة لبنان.
إنّ لبنان يقع في دائرة الخطر، و«إسرائيل» هي العدو، ولا تزال تحتلّ أراضي لبنانية، ولذلك من الطبيعي أن نكون على رأس المطالبين بقيام دولة مدنية قوية وقادرة، تستفيد من عناصر القوة كافة التي يمتلكها لبنان، لتحرير ما تبقى من أرض محتلة، ولحماية سيادة لبنان براً وبحراً وجواً من الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية.
(البناء)