صحف أجنبية: فجوة بين أوروبا وأميركا حيال التطورات في إيران
أشارت مجلات غربية وكذلك صحفيون أميركيون إلى وجود فجوة واضحة بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، والدول الأوروبية من جهة ثانية، حيال الأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران .
وفي السياق نفسه، لفت صحفيون غربيون إلى إمكانية ضلوع الاستخبارات الغربية بما شهدته إيران، خاصة في ظل ما نشر سابقا عن تكثيف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “الـCIA” لعملياتها.
وعلى صعيد آخر طالب دبلوماسي أميركي سابق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ خطوات تصعيدية ضد باكستان، تحت ذريعة ما وصفه الدبلوماسي بـ”نفاقها” في الحرب الأميركية “المزعومة” على الإرهاب.
نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرًا أشارت فيه إلى أنّ التطورات الأخيرة التي شهدتها إيران فتحت فجوة أخرى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاء أميركا الأوروبيين.
وتطرق التقرير الى ما قالته وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني حول الاحداث الاخيرة في إيران، حيث دعت “كافة الاطراف” الى الامتناع عن استخدام العنف، واعتبر التقرير أن “هذا الموقف يعكس الموقف الاوروبي عمومًا، الذي يرى أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت لاعبًا خطيرًا لا يمكن التنبؤ بأفعاله فيما يخص السياسة المتبعة حيال الشرق الأوسط“.
التقرير لفت كذلك إلى أنّ المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أكدوا أنه ليست هناك أية دولة من دول أعضاء الاتحاد والبالغ عددها 28 دولة، طالبت بتعديلات على بيان موغريني الذي صدر مساء الثلاثاء.
كما نقل التقرير عن مسؤول في الاتحاد الاوروبي قوله انه يجب عدم الوقوف مع طرف معين فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في إيران، وأن الانحياز لصالح طرف معين يعد تدخلاً، كذلك نقل عن المسؤول نفسه قوله أن المشهد في إيران يسوده الغموض، وهو ما يتطلب موقفا حذرا ومدروسا أيضًا.
وتابع التقرير “إن الدول والشركات الاوروبية أسرعت لاستئناف العمل التجاري مع إيران منذ التوقيع على الاتفاق النووي”، مشيرًا في هذا السياق الى التوصل إلى صفقات بقيمة مئات ملايين الدولارات منذ أن تم التوقيع على الاتفاق، وإلى أن وفودًا من المسؤولين ورجال الأعمال الإيرانيين زاروا بلدانًا أوروبية مختلفة مثل إسبانيا والسويد وبولندا.
أما الصحفي الأميركي المعروف ديفيد إغناتيوس فقد كتب مقالة نشرت في صحيفة “واشنطن بوست”، أشار فيها أيضًا إلى الفجوة بين إدارة ترامب والحكومات الأوروبية حيال التطورات الأخيرة في إيران، مشيرًا الى المواقف الاوروبية الرافضة لتغريدات ترامب ضد النظام في الجمهورية الإسلامية، ولفت أيضًا إلى رفض كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا طلبا أميركيا بإصدار بيان مشترك حول إيران.
وفي الوقت نفسه أعرب الكاتب–المعروف بأنه مقرب جدا من الاستخبارات الأميركية، عن تأييده لموقف ترامب، وقال “ان تبني الصمت هو موقف خاطئ”، كما شدد على ضرورة ان يقوم الغرب بإبقاء شبكة الاتصالات مفتوحة مع ايران-والمقصود ليس مع النظام في الجمهورية الإسلامية بل من أجل دعم “المتظاهرين”، بحسب تعبير الكاتب.
الكاتب تابع بالقول أن “تركيز إدارة ترامب على الاتفاق النووي في هذا الوقت تحديدًا سيكون خطأ كبيرا”، داعيًا إلى الإبقاء على هذا الاتفاق والتركيز على ما أسماه “تدخلات إيران في الخارج”، وأضاف:” إن التوقيت الآن مناسب جدا لتشديد الخناق على ما أسماه “خط أنبوب” إيران اللوجستي الى القوات الوكيلة لها في اليمن وسوريا و لبنان في ظل انشغال ايران بالداخل”، وفق تعبير الكاتب.
وكتب روبرت فيسك مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت، اعتبر فيها ان هناك الكثير من النقاط المشتركة بين ما حصل في إيران مؤخرا وما حصل في سوريا مع بدء الأزمة هناك عام 2011.
وأضاف الكاتب أن “الحرب “الاسرائيلية” على لبنان عام 2006 كانت محاولة للقضاء على أقرب حلفاء سوريا في لبنان أي حزب الله، وهذه المحاولة قد فشلت، والهدف التالي أصبح سوريا في عام 2011، والغرب و”إسرائيل” خسروا ايضاً بهذا المسعى إذ أن الرئيس السوري بشار الاسد تمكن من الصمود وقد انتصر”، وفق تعبير الكاتب نفسه.
عقب هذه الجردة تساءل الكاتب عما اذا كان قد حان دور إيران، لافتا مرة اخرى الى التطابق بين ما شهدته إيران مؤخرا، وما حصل في بداية الازمة السورية، واستغرب الكاتب في الوقت نفسه عدم تطرق وسائل الإعلام الأميركية والغربية عمومًا إلى ذكر الضابط الاستخباراتي الأميركي، الذي عين قبل ستة أشهر ليدير عمليات “الـCIA” بشأن إيران، وهو المدعو مايك داندريا.
وذكّر الكاتب بأن صحيفة “نيويورك تايمز” نشرت في حزيران/يونيو الماضي تقريرا حول دور داندريا الجديد، وقالت فيه أن تعيين داندريا جاء في سياق سلسلة من الخطوات داخل “الـCIA” تهدف الى تكثيف العمليات السرية تحت قيادة مدير الاستخبارات مايك يومبيو.
كذلك ذكّر بما نشرته “نيويورك تايمز” وقتها بأن داندريا هو الذي كلّف بتنفيذ رؤية ترامب حيال إيران.
بناء عليه، لفت الكاتب إلى إمكانية ربط الأمور ببعضها، مشيرًا إلى أن داندريا والاستخبارات الأميركية بالفعل قد يكون لهما دور في الاحداث التي شهدتها إيران مؤخرا.
كتب الدبلوماسي الأميركي السابق زلماي خليلزاد مقالة نشرت على موقع ناشونال انترست أعرب فيها عن تأييده للمواقف الأخيرة للرئيس الاميركي دونالد ترامب ضد باكستان.
واتهم الكاتب باكستان بممارسة لعبة مزدوجة منذ احداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، حيث قال ان اسلام آباد قدمت المساعدة من أجل إلقاء القبض على منتمين الى تنظيم “القاعدة” وقدمت الدعم للقوات الاميركية، لكنها في الوقت نفسه قامت بإيواء وتدريب ومساعدة مجموعات متطرفة مثل “طالبان” وشبكة “حقاني“.
وأضاف الكاتب أنّ “سياسة إسلام آباد المنافقة تشكل العامل الأهم في منع تحقيق النجاح في أفغانستان”، وعليه شدد على “ضرورة وقف ما أسماه الدعم الباكستاني للإرهابيين والمتمردين من أجل تقليص التهديد الإرهابي وتحقيق تسوية في أفغانستان تسمح بعودة القوات الأميركية من هذا البلد“.
الكاتب دعا إدارة ترامب إلى اتخاذ عدد من الخطوات ضدّ باكستان، أولها فرض عقوبات على الاستخبارات الباكستانية وأفراد باكستانيين متورطين بدعم “المتمردين والارهابيين”، كما دعا واشنطن الى وقف تصنيف باكستان بأنها من الحلفاء البارزين غير المنتمين الى حلف الناتو، والى تعليق كافة أشكال المساعدة العسكرية.
ودعا الكاتب إدارة ترامب أيضًا الى توجيه ضربات عسكرية على المتمردين داخل الأراضي الباكستانية، وإلى الاستعداد لتصنيف باكستان دولة راعية للإرهاب إلا في حال غيرت من سياستها، كما دعا الى تعليق المساعدة الاميركية الاقتصادية لباكستان وإلى فرض عقوبات مالية “تصعيدية” عليها، مثل تلك التي فرضت على إيران قبل الاتفاق النووي.