من الصحف الاميركية
اهتمت الصحف الاميركية الصادرة اليوم بالعلاقات الاميركية –السعودية فقالت إن السياسة الخارجية الجديدة للرياض كانت أكثر إشكالية، وقد تجسد ذلك -قبل تقلد بن سلمان السلطة الملكية- في تدخل السعودية في سوريا نيابة عن “الجهاديين المتطرفين”، وتدخلها عسكريا لدعم الملكية السنية في البحرين ضد الأغلبية الشيعية، ولكن أسوأ خطأ ارتكبه ابن سلمان هو الحرب الدموية الوحشية في اليمن المجاورة لترسيخ نظام دمية، وسرعان ما تحول الصراع اليمني الداخلي إلى حرب دولية.
وأفادت بعض الصحف بأن التنديد العلني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدور المملكة السعودية في اليمن جاء بعد حصول سيد البيت الأبيض على صور تظهر واقع الأزمة الإنسانية في البلاد، وذكرت أن التصريحات التي جاءت على لسان ترامب في السادس من الشهر الجاري، وطلب فيها من المملكة السماح فورا بإيصال المساعدات والأغذية إلى “الشعب اليمني الذي يحتاج إليها في حاجة ماسة”، لم تفاجئ الدبلوماسيين الأجانب فقط، بل والمسؤولين البارزين في البيت الأبيض أيضا.
ذكر مقال بموقع ناشيونال إنترست الأميركي أن علاقة الغرب بالسعودية كانت دائما متعلقة بالمعاملات منذ أن أنشأ الملك عبد العزيز الدولة السعودية الجديدة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى. ولم يكن لها أهمية تذكر عند الغرب إلا بعد اكتشاف النفط فيها عام 1938، ووصف المملكة بأنها تنتمي إلى عصر آخر وأنها بلاد ملكية مطلقة وليست دستورية.
وقال كاتب المقال دوغ باندو إنه رغم الإصلاحات التي بدأها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأكسبته شهرة عندما خفف بعض القيود التي كانت تكبل المملكة، فإن السياسة الخارجية الجديدة للرياض كانت أكثر إشكالية. وقد تجسد ذلك -قبل تقلد بن سلمان السلطة الملكية- في تدخل السعودية في سوريا نيابة عن “الجهاديين المتطرفين”، وتدخلها عسكريا لدعم الملكية السنية في البحرين ضد الأغلبية الشيعية.
ولكن أسوأ خطأ ارتكبه ابن سلمان هو الحرب الدموية الوحشية في اليمن المجاورة لترسيخ نظام دمية، وسرعان ما تحول الصراع اليمني الداخلي إلى حرب طائفية دولية تمكنت فيها إيران بكلفة زهيدة من استنزاف السعودية.
وأضاف الكاتب أن الحصار الذي فرضه ابن سلمان العام الماضي على قطر، والذي قسم الخليج، وانضمت إليه الإمارات والبحرين ومصر، دفع الدوحة باتجاه إيران وتركيا.
وانتقد زعم السعودية بأنها كانت تستهدف الإرهاب من هذا الحصار بقوله إنها تاريخيا كانت أحد أهم مصادر الأموال والأشخاص الإرهابيين، وخاصة أولئك الذين يستهدفون أميركا.
ورأى أن سعي ابن سلمان إلى تحقيق الهيمنة في الشرق الأوسط سيتناقض مع المصالح الأميركية في معظم الأوقات، إضافة إلى تهوره في استعداء إيران، وأنه يأمل أن يقنع -أو بالأحرى يتلاعب- بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتقوم بعمل الرياض “القذر” وتهاجم إيران.
وقال باندو إن على الولايات المتحدة أن تضع مسافة بينها وبين نظام يقوض القيم والمصالح الأميركية، وإن الأفضل لأميركا أن يكون هناك تكافؤ تقريبي بين إيران والسعودية. ورغم التهويل وإثارة الخوف الذي تروج له السعودية وإسرائيل، فإن طهران لا تشكل حتى الآن تهديدا يذكر لأحد، ولا سيما الولايات المتحدة.
وسيكون من الجيد لإدارة ترمب أن تبدأ بإنهاء الدعم الأميركي لحرب السعودية القاتلة والعقيمة في اليمن، وينبغي على ترمب أن يشير إلى أفضلية توجيه جهود السعودية ضد أي جيوب متبقية من مقاتلي تنظيم الدولة. كما يجب عليه أن يساند وزيريه ماتيس وتيلرسون في انتقاد محاولة الرياض الحمقاء لتحويل قطر إلى دولة “دمية“.
وأضاف أنه بدلا من أن تساعد أميركا بدون قصد المتطرفين الإيرانيين بإضفاء شرعية لعدائهم الأبدي لأميركا، ينبغي على الولايات المتحدة أن توسع الفرص المحتملة لإصلاح إيران، مما يشجع النضال السياسي في الداخل. ويتعين على واشنطن أن تحث السعودية والإمارات على عمل الشيء نفسه باتباع النهج الأكثر ليونة والذي تسير عليه قطر والكويت وعُمان. وإذا كان ابن سلمان يريد بدء حرب مع إيران، فيجب أن يعرف أنه سيكون بمفرده.