من الصحف الاميركية
لفتت الصحف الاميركية الصادرة اليوم إن كوريا الشمالية تسابق الزمن لتأمين القدرات الكاملة للصواريخ الباليستية بعيدة المدى قبل فرض عقوبات جديدة من قبل الأمم المتحدة، والتي ستؤدي إلى تضيق الخناق على اقتصادها، مشيرين إلى أن بيونج يانج ستواصل تطوير قدراتها النووية، وذلك لتزيد من نفوذها لإجبار الولايات المتحدة على تقديم تنازلات، بما في ذلك رفع العقوبات، وذكرت نيويورك تايمز أن كوريا الشمالية حققت تقدما ملحوظا خلال العام الجاري بشأن برنامجها النووي، غير أنها واجهت في الوقت نفسه عقوبات قاسية بصورة متزايدة من قبل الأمم المتحدة.
ونقلت الصحف عن البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة قولها إن إدارة الرئيس دونالد ترامب وافقت على تقليص المساهمة الإجمالية للبلاد في موازنة المنظمة الدولية للعام المقبل بنحو 285 مليون دولار، وقرر البيت الأبيض تقليص حجم البعثة ووظائف الدعم الأميركية في المنظمة الدولية بهدف “تعزيز الأولويات الأميركية حول العالم“، وبررت البعثة هذه الخطوة “بعدم كفاءة الأمم المتحدة ومصاريفها الكبيرة المعروفة”، وتعهدت بعدم السماح بما سمته استغلال كرم الشعب الأميركي.
قال كاتب بصحيفة واشنطن بوست إن كثيرين بدؤوا عام 2017 بفكرة أن رئاسة دونالد ترمب لن تكون أسوأ مما “نخشاه” لكنها انتهت بالفعل إلى أسوأ مما “خشيناه“.
وتساءل يوجين روبنسون عما إذا كان أحد قد سمع مرة رئيسا يستخدم عبارة “أناس ممتازين” لوصف مشاركين في مهرجان لمتطرفين بيض ونازيين جدد ومنظمة كو كلوكس كلان؟ وعما إذا كان أحد قد تخيل مرة -مجرد تخيل- أن يسمع سفيرة أميركية وهي تهدد ببلطجة فلا تستحيي بتسجيل أسماء الدول التي لا تصوت لصالح أميركا وإسرائيل بالجمعية العامة؟
وهل فكرت أنت -مجرد التفكير- في أن ترفض أكبر دول العالم عسكريا واقتصاديا استخدام القواعد العلمية والمنهج التجريبي، مفضلة استخدام “المعلومات البديلة” المصطنعة كأسس لقراراتها الكبيرة؟
وظل ترمب يقضي ساعات يوميا وهو يشاهد القنوات التي تكيل له المديح وتجعله منتعشا، ويتملكه الغضب من الذين يسعون لمحاسبته. وأصبح مساعدوه يقللون من كمية المعلومات التي يزودونه بها يوميا حول الأمن القومي سعيا لجذب انتباهه، كما أن أعضاء مجلس وزرائه أصبحوا يتنافسون لإرضائه بمعسول الكلام والمديح المتزلف الذي يربك “ملك الشمس“.
ولفهم مدى الانحراف الذي وصلت إليه إدارة ترمب -يقول روبنسون- إن من الأمور التي أصبحت بديهية بأميركا أن السلطة المدنية هي التي تسيطر على القوات المسلحة لتقييد احتمالات المغامرة، لكن البلاد اليوم تعتمد على ثلاثة جنرالات: رئيس الأركان ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، لكبح جماح هذا الرئيس الطائش غريب الأطوار.
وشهد الشعب هذا العام خضوع نواب الكونغرس الجمهوريين لترمب بدلا من التعويل عليهم لتقييد السلطة التنفيذية. وأشار الكاتب إلى أن كثيرا من هؤلاء النواب مقتنع بعدم كفاءة ترمب، لكنه يستمر في تأييده لخوفه من مؤيديه وطمعا في تنفيذ بعض أجندة المحافظين، مضيفا أن التاريخ لن يرحم هذه الانتهازية الجبانة.
كما أشار الكاتب إلى أنه لم يتطرق لاتصاف إدارة ترمب بالمحسوبية التي تمثلت في تعيين ابنته وزوجها بمناصب مستشارين كبار رغم عدم أهليتهما، بالإضافة إلى عجزه عن تعيين أفضل الكفاءات بالسلطة التنفيذية التي تشكو من نقص كبير في عدد موظفيها.
ولفت الانتباه للهزائم التي تلقاها الجمهوريون بولايتي فيرجينيا وألاباما، قائلا إنها ليست انتصارات للديمقراطيين ضد الجمهوريين، بل هي انتصارات الشعب ضد ترمب شخصيا.
وأعرب عن أمنياته بتسريع صدور نتائج تحقيق روبرت مولر، وأن يعمل الجميع للانتخابات النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لانتخاب كونغرس يستطيع السيطرة على “القطار المنفلت“.