من الصحف الاميركية
لا زال الشأن السعودي الداخلي يحظى باهتمام المحللين في الصحف الاميركية الصادرة اليوم حيث ذكرت وول ستريت جورنال إن السلطات السعودية أطلقت في الأيام الأخيرة سراح ما لا يقل عن عشرين شخصية من الشخصيات البارزة التي اعتقلت في إطار الحملة التي جرت تحت شعار مكافحة الفساد ، ورأت أن ذلك يشير إلى أن المحتجزين يوافقون بوتيرة متزايدة على التوصل إلى تسوية مالية مع السلطات، مقابل إطلاق سراحهم، ونقلت الصحيفة عن مستشار رفيع للحكومة السعودية قوله إن مزيدا من المعتقلين سيخرجون قريبا وستعقد محاكمات لأولئك الذين يريدون تبرئة ساحتهم، مضيفا أن الحكومة تريد إنهاء هذه القضية في أقرب وقت.
وتطرقت نيوزويك إلى الخطط الكبيرة التي بجعبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمستقبل المملكة، ولفتت الى أن المقياس الحقيقي لتغير السعودية إلى الأفضل لا يكون بعدد الصفحات المليئة بالثناء، ولكن ما تبدو عليه الحياة بالنسبة للسعوديين العاديين، وأنه عند تقييم جهود ولي العهد من المهم تقييم ما يتحكم به، وبناء على هذه الخلفية يبدو الأمر كعلامة إيجابية على أن ولي العهد يريد أن يُنظر إليه باعتباره قوة دافعة للتغيير، ورأت أن السلطات السعودية قلصت بشدة الحق في حرية التعبير وتقوم بصفة دورية بمضايقة واعتقال ومحاكمة كل من يتجرأ على تقديم رأي مخالف، وأنه لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقع في فخ الوفاء بالوعود التي قد تتحقق أو لا تتحقق، بينما يتجاهل بأريحية الواقع القائم على الأرض.
اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بالأجواء السائدة في مدينة بيت لحم المحتلة بالضفة الغربية في أعقاب خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس، المتمثلة باعترافه بها عاصمة لإسرائيل وقراره نقل سفارة بلاده إليها، وتحدثت عن المزاج اليائس في أوساط الفلسطينيين في أعقاب هذه الخطوة.
وأضافت الصحيفة في تحليل كتبته إزابيل كريشنر أن كثيرا من الفلسطينيين في بيت لحم يصفون قيادتهم بأنها غير مسؤولة وأن المواجهات مع قوات الاحتلال تعتبر غير مجدية، وذلك في ظل عدم تحرك فلسطيني فاعل واسع النطاق، في ظل هذه الخطوة الأميركية التاريخية.
ونسبت إلى المواطن الفلسطيني محمد أبو صبية (41 عاما) الذي كان جالسا في سيارته في ورشة الإصلاح التعليق بشأن القدس بالقول “لقد تم بيعها”، مضيفا أن أولئك الذين لا يخرجون إلى الشوارع يعرفون أن هذه الأمر قد تم الاتفاق بشأنه.
وأضافت أن ما يضيف إلى التعليق اليائس لهذا الفلسطيني البائس هي الكتابات والرسومات التي على جدار الفصل، والتي من بينها صورة جديدة للرئيس ترمب وهو يرتدي القلنسوة السوداء اليهودية.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه لم يحدث إلى حد الآن أي تفجر عفوي فلسطيني واسع النطاق للعنف في أعقاب قرار ترمب بالنسبة للقدس، وذلك رغم التوقعات الوخيمة بالاضطرابات الكبرى، ورغم الجهود التي بذلتها كل من حركة التحرير الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتعبئة الجماهير.
وأضافت أن رد الفعل الشعبي الفلسطيني اقتصر حتى اللحظة على خروج بضعة آلاف في مدن وبلدات الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك للاحتكاك في النقاط المألوفة مع قوات الاحتلال في ما سمي بأيام الغضب التي دعت إليها الفصائل السياسية.
وأما الشابة الفلسطينية سمر صلاح (25 عاما) القادمة إلى بيت لحم من إحدى القرى المجاورة لمشاهدة زينة عيد الميلاد في بيت لحم، فقالت إنه ليس أن الناس لا يريدون أن يقفوا من أجل حقوقهم، ولكن لأنه عادة لا يكون لوقوفهم أي نتائج.
وأضافت نيويورك تايمز أن كثيرا من الفلسطينيين يعتبرون المواجهات مع قوات الاحتلال أنها لا طائل من ورائها، وذلك لأنهم يعتقدون أنها لن تسهم في عودة ترمب عن قراره، وذلك بالإضافة إلى أن آخرين من الفلسطينيين يكافحون من أجل لقمة العيش وتغطية نفقاتهم التي يعتبرونها أكثر إلحاحا من رمي الحجارة على الجنود الإسرائيليين.
وأشارت إلى أن استطلاعا حديثا للرأي أظهر أن 70% من الفلسطينيين يرون بأنه يجب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يستقيل، في حين قال عباس في رسالة بمناسبة عيد الميلاد الجمعة الماضي إن قرار ترمب شجع على الانقطاع غير القانوني بين مدينتي بيت لحم والقدس المقدستين.
وأضافت أنه كان هناك مخاوف من كلا الجانبين كأن يتصاعد إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة، فتبادر إسرائيل إلى توجيه ضربات انتقامية، ما يؤدي إلى تصعيد إلى حرب جديدة، لكن شيئا من هذا لم يحدث.