كيف هُزم علي عبدالله صالح؟؟ عبدالناصر المودع
أثارت الهزيمة السريعة والنهاية التراجيدية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اندهاش الكثيرين، والذين لم يكونوا يتوقعوا حدوث ذلك؛ ويرجع السبب في ذلك إلى قصة زائفة ومغلوطة حول حجم صالح الحقيقي ودوره في سقوط صنعاء وما سبقها ولحقها من أحداث؛ فوفقا لهذه القصة فإن (صالح) هو المخطط الرئيسي للحوثيين، وأنه كان الداعم الأساسي لهم ومن ثم فإنه المسئول الأول عن سقوط صنعاء وتمدد الحوثيين وسيطرتهم على مؤسسات الدولة ومناطق اليمن، وهو بذلك الطرف الرئيسي المتحكم بخيوط اللعبة السياسية في اليمن.
فصالح، وفقا لهذه القصة، حشد القبائل للحوثيين ومدهم بالسلاح والمقاتلين وسلم لهم معسكرات الجيش ومخازن الأسلحة ومؤسسات الدولة الأخرى، وسهل لهم السيطرة على معظم مناطق اليمن، وأصبح شريكا معهم في حروبهم العديدة ضد الخصوم المحليين والخارجيين. وما جعل هذه القصة تبدو حقيقية أن هناك جزءاً صحيحا منها، إلى جانب أن صالح وأنصاره لم يفندوها علنا، وساهموا في ترويجها.
والجزء الصحيح من القصة أن صالح كان خلال المرحلة التي تلت خروجه من السلطة يسعى للعودة لها بشكل أو أخر، أو المحافظة على ما تبقى لديه من سلطة ونفوذ على الأقل، كما أنه كان يريد أن ينتقم ممن أطاح به من السلطة، وإضعاف مراكزهم السياسية والعسكرية التي كانت تتم على حسابه.
وعندما بدا الحوثيون بالتحرك من معاقلهم في محافظة صعدة ساهم صالح في حث أنصاره من القبائل والعسكريين بعدم مواجهة الحوثيين ومساعدتهم في إضعاف خصومه، وهذا السلوك من صالح كان طبيعي ومتوقع؛ فلم يكن لديه من مصلحة في مساعدة خصومه المباشرين، والذين كانوا يشكلون تهديدا لما تبقى له من سلطة ونفوذ، وكانوا يسعون لإلغاء الحصانة التي منحت له ومحاكمته وتجريده من كل ما له من مال ونفوذ، وهم بذلك كانوا اشد خطرا على صالح من الحوثيين، واللذين كانوا، في ذلك الوقت، يمدون جسور التواصل معه، ويعلنون بأنهم يستهدفون خصومه فقط.
ومن ثم؛ فإن الحوثيين، خلال تلك الفترة على الأقل، كانوا بالنسبة لصالح بمثابة حلفاء مرحليين وخطر آجل مقارنة بخصومه في صنعاء واللذين كانوا يشكلوا خطر عاجل وداهم. وعليه؛ فإن صالح ساعد بشكل مباشر أو غير مباشر في تمدد الحوثيين وتقوية مراكزهم نكاية بخصومه قبل سقوط صنعاء واتقاءً لشرهم بعد سقوطها.
والجزء الرئيسي من القصة والذي يتم إخفائه في وسائل الإعلام يتعلق بدور الرئيس هادي في تمكين الحوثيين من السيطرة على الدولة اليمنية، فهادي القادم من الجنوب، والذي لم يكن يمتلك القدرة على حكم صنعاء، كان مركزه السياسي ضعيفا ومعرضا للسقوط في اللحظة التي يتم فيها تصالح طرفي الصراع على الحكم في 2011، فيما يسمى بالثورة، وهما الرئيس صالح من جهة وحزب الإصلاح وحلفائه العسكريين بزعامة الجنرال علي محسن الأحمر والقبليين بزعامة أبناء الشيخ عبدالله الأحمر من جهة أخرى.
وكانت احتمالية مصالحة (صالح) وحزب الإصلاح كبيرة بالنظر إلى القواسم المشتركة التي تجمعهم؛ حيث أنهم ينتمون إلى مكون اجتماعي وجغرافي واحد، ومصالحهم السياسية والاقتصادية تلتقي في الكثير من النقاط، بالإضافة إلى أن المبادرة الخليجية هدفت إلى إجراء مصالحة فيما بينهم، عبر حوار يشرف على إدارته الرئيس هادي؛ فدور (هادي) الأصلي، وفقا للمبادرة، كان يتمثل في إدارة حوار وطني ينتج عنه تصالح (صالح) وخصومه.
غير أن هادي قام بعكس الدور المرسوم له في المبادرة، وبدعم واضح من أطراف كثيرة، وخاصة الحزب الاشتراكي وغيره من القوى التي شاركت في “ثورة 2011″، واللذين كانوا يطمحون إلى استثمار وصول هادي للسلطة من أجل إحداث تغيير جوهري في شكل الدولة ونظام الحكم، وهو ما عملوا عليه خلال “مؤتمر الحوار”، وكانت أي مصالحة بين صالح وخصومه ستفشل تلك الطموحات.
فتلك القوى كانت ترى بأن أي تقارب بين صالح وخصومه سيؤدي إلى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثورة بصيغة جديدة. ولهذا سعى (هادي) وتلك القوى إلى منع حدوث تلك المصالحة بأي طريقة، وقاموا من أجل ذلك بزيادة شقة الخلاف بينهم، وإضعافهم بكل الوسائل، وكان الحوثيون هم أحد تلك الوسائل.
والحوثيون من جانبهم كانت لديهم مصلحة مباشرة في ضرب وإضعاف صالح وخصومه، والذين هم في الأصل خصوم سياسيين وإيديولوجيين، وعقبة أمام تمكنهم من الحكم.
ووفقا لذلك؛ التقت المصالح والأهداف بين الحوثيين و(هادي) والقوى التي ذكرناها، وأصبحوا حلفاء طبيعيين بشكل فعلي أو ضمني. وكان الحوثيون هم الأكثر استفادة من ذلك التحالف، حيث قامت تلك القوى بتعبيد الطريق أمام الحوثيين ليتمددوا من صعدة وحتى صنعاء، وكان العامل الأساسي والحاسم في ذلك، هو قيام الرئيس هادي بمنع قوات الجيش والأمن، باستثناء القوات التي كانت محسوبة على الجنرال علي محسن الأحمر، من القيام بواجبها في التصدي للحوثيين، وهو الأمر الذي جعل الحوثيين يقضمون الأراضي والسكان بكل أريحيه ودون عناء يذكر.
وكانت النتيجة من كل ذلك، أن الحوثيين وجدوا الدعم من الرئيس الفعلي (هادي) الذي كان يمتلك السلطة القانونية، والرئيس السابق (صالح) والذي كان لا زال يمتلك النفوذ في مؤسسات الدولة، إلى جانب بعض القوى المحسوبة على الثورة، والتي قدمت للحوثين الدعم السياسي والإعلامي. ولم يقتصر الأمر على القوى المحلية بل أن المبعوث ألأممي السابق (جمال بن عمر) قدم هو الأخر الدعم للحوثيين بعد أن تماهى مع رؤية الرئيس هادي والقوى الثورية الهادفة لإضعاف صالح وخصومه عبر استخدام الحوثيين أداة لذلك الغرض.
غير أن الحدث الذي خلط الأوراق وأربك حسابات (هادي) و(صالح) وبقية القوى، هو انهيار حزب الإصلاح بشقيه القبلي والعسكري عند أبواب صنعاء وانسحابهم من المعركة بأسرع مما كان متوقعا. وهو ما منح الحوثيين نصرا سهلا ومكنهم من السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية بكل أريحية.
ويمكن القول أن سقوط صنعاء بذلك الشكل أتى نتيجة لحسابات خاطئة من جميع الأطراف؛ فحزب الإصلاح ظل حتى أخر لحظة يعتقد بأن الرئيس (هادي) لن يفرط بسقوط عاصمة الدولة التي يحكمها، ولم يتيقنوا من ذلك إلا في فجر يوم 21 سبتمبر (يوم سقوط صنعاء) حين انسحبت القوات العسكرية التي أرسلها هادي لدعم الجنرال علي محسن من المعركة، وامتناع (هادي) من الرد على اتصالات (الأحمر)، وهو الأمر الذي جعل الجنرال علي محسن يقول لمن حوله -حسب الكثير من المصادر- بأن (هادي) يسعى لأن يتخلص منه بنفس الطريقة التي تمت مع (حميد القشيبي) وهو ما جعله يقرر الانسحاب من المعركة بتلك الصورة.
فيما الرئيس هادي من جهته كان يعتقد بأن الصراع على صنعاء سيخلق شكل جديد من توازن القوى بعد أن يُـمنى حزب الإصلاح بنصف هزيمة، ويحقق الحوثيون نصف نصر، ويصبح هو الطرف الذي يدير هذا الوضع ويتحكم به لمصلحته.
والرئيس السابق صالح من جهته لم يكن يعتقد بأن (هادي) سيفرط بالعاصمة وأن الإصلاح سيهزم بذلك الشكل، وأن الحوثيين سيحققون ذلك النصر السهل.
فبانسحاب الإصلاح من المعركة اختلت المعادلة لصالح الحوثيين؛ فلم يعد هناك من طرف لديه الرغبة وربما القدرة على مواجهتهم داخل صنعاء؛ فالرئيس هادي، الذي منع الجيش من قتالهم حين كانوا بعيدين عن العاصمة وأثناء حصارها، لم يكن راغبا وربما غير قادرا على الدخول معهم في معركة داخل المدينة.
فيما (صالح) لم يكن هو الأخر راغبا أو قادرا على مواجهة الحوثيين في صنعاء خلال تلك الفترة. فصالح رسميا لم يعد لديه أي سلطة قانونية تخوله بأن يأمر قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وغيرها من القوات، التي كان لازال يمتلك نفوذ فيها، ليحاربوا الحوثيين. كما أن تلك القوات لم يعد على رأسها أفرادا من أسرته أو حتى حلفائه، بعد أن أبعدهم الرئيس هادي وعين مكانهم خصوم (صالح) أو من لا يدينون لصالح بالولاء.
إضافة إلى ذلك؛ كان صالح يدرك بأنه مستهدف من الرئيس هادي والحوثيين والقوى التي قامت عليه بالثورة (حزب الإصلاح، وأحزاب المشترك) والمبعوث ألأممي بن عمر والسفراء الأجانب. فأي تحرك من قبله ضد الحوثيين كانت هزيمته مؤكدة، وكان من المحتمل أن يلقى مصيرا مشابها لما لاقاه مؤخرا؛ حيث كان سيفتح على نفسه جبهة واسعة من الأعداء أهمهم رئيس الجمهورية والحوثيين، والعالم الخارجي. كما أن مواجهته للحوثيين كانت عارية من أي غطاء سياسي أو أخلاقي أو قانوني، وكانت ستبدو خروجا عن الإجماع الظاهري الذي بدأ مع توقيع القوى السياسية لما سمي وثيقة السلم والشراكة الوطنية الموقع عليها ليلة سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وكان الحل الوحيد المتاح أمام (صالح) هو إظهار التحالف مع الحوثيين، والذين كانوا هم الآخرين محتاجين له، وهو ما جعلهم يتجنبوا إظهار العداء له، وقاموا بخطوات تشير إلى أنهم اقرب له من القوى الأخرى (الرئيس هادي، وحزب الإصلاح) فبعد دخولهم صنعاء ساعدوه على تفعيل نشاطه السياسي، وإعادة تشغيل قناة اليمن اليوم التلفزيونية، الذي كان هادي قد أغلقها عليه قبل ذلك، وكل ذلك أظهر صالح وكأنه المستفيد من دخول صنعاء، وهو ما ساعد على ترويج القصة التي تقول بأنه من أدخلهم صنعاء، وبأنه القادر على إخراجهم منها.
وقام بترويج هذه القصة خصوم صالح وأنصاره؛ فخصوم صالح؛ كالرئيس هادي وفريقه أرادوا من وراء ترديد تلك القصة التنصل من مسئوليتهم عن جريمة سقوط صنعاء، والتشهير بصالح لدى السعودية ودول الخليج، وحزب الإصلاح ردد القصة ليبرر هزيمته السريعة أمام الحوثيين وإظهار الأمر وكأنه قد تعرض لحرب شاملة من الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري؛ فيما صالح وأنصاره راقت لهم القصة لأنها تظهرهم بمظهر الطرف القوي القادر على التحكم بخيوط اللعبة، ومن ثم استثمارها سياسيا بإعادة صالح إلى السلطة.
والحقيقة التي أكدتها الوقائع أنه لم تحدث أي مشاركة واضحة من قوات الحرس الجمهوري أو الأمن المركزي أو غيرها من القوات التي كانت محسوبة على صالح في المعارك التي سبقت سقوط صنعاء، على الرغم من أنه لا يستبعد حدوث مشاركة لبعض أفراد من القوات المحسوبة على (صالح) كالحرس الجمهوري إلى جانب الحوثيين بعلم صالح وإرادته أو بدونها.
كما أن أبجديات السياسة وبديهياتها تؤكد بأن الحوثيين الحاملين لمشروع سياسي خاص بهم، لم يكونوا يقاتلوا خدمة لـ (صالح) وتنفيذا لرغبته، وتعزيزا لسلطته، وهو العدو الذي خاض معهم معارك ضارية وقتل زعيمهم. وبالمثل لم يكن صالح من الغباء ليسلمهم السلاح الذي كان بحوزته بشكل طوعي، كما تم ترويجه، فالسلاح لا يُـسلم في بيئة كاليمن لحليف فكيف هو الحال بعدو مفترض في أحسن الأحوال.
وخلال الفترة التي تلت سقوط صنعاء خدمت الظروف الحوثيين؛ حيث أصبحوا الطرف الأقوى ليس بكثرتهم ولكن بتماسكهم وسيطرتهم المباشرة على مفاصل الدولة وصراع خصومهم، وهو الأمر الذي جعلهم يوظفوا الجميع لمصلحتهم، ومن بين هؤلاء الرئيس هادي والذي قام بتعيين حوثيين في المؤسسات الحيوية كالجيش والأمن والمخابرات؛ حيث عين لهم رئيس أركان الجيش وقائد الأمن المركزي ووكيل لجهاز المخابرات، وهو ما منحهم السيطرة الرسمية على تلك المؤسسات. ولم يكن لدى الرئيس السابق صالح سوى التكيف مع ذلك وتجنب مواجهة الحوثيين، والظهور بمظهر الحليف المخلص من خلال تسهيل دخول الحوثيين إلى المناطق التي لم يكن لهم حواضن كبيرة فيها.
ويبدو أن (صالح) لم يكن لديه من خيار سوى الإدعاء بأنه حليف للحوثيين ليتقي شرهم بعد أن أصبحوا على باب منزله، خاصة وهناك ثار بينهم وبينه لقتله مؤسس الحركة وتنكيله بقادتها. ومن ثم؛ فإن صالح كان يدرك بأن رأسه مطلوب لدى الحوثيين، والذين لم يكونوا يخفون رغبتهم في التخلص منه حين تحين الظروف، وكان يتجنب الدخول معهم في أي مواجهة وإظهار الود لهم، ممنيا نفسه بظروف مناسبة ليتخلص منهم.
غير أن الحوثيين لم يتركوا لصالح الفرصة لكي يستعيد قواته، أو حتى يحافظ على ما تبقى لديه منها، مستغلين سيطرتهم على مؤسسات الدولة ومواردها؛ فمنذ الأيام الأولى لسيطرتهم على صنعاء قاموا بتعزيز مراكزهم في المؤسسات الحيوية على حساب (صالح) والقوى الأخرى، وتركوا (لصالح) الاستعراض الإعلامي والحشود الشعبية.
وقبل اندلاع الحرب في 26 مارس 2015 كانت الظروف مهيأة لنشوب صراع مسلح بين الحوثيين وصالح، غير أن اندلاع الحرب أجل ذلك الصراع، وأدى إلى تقوية الحوثيين بسبب الخطاء الاستراتيجي الذي ارتكبته دول التحالف حين استهدفت جميع القوات المسلحة اليمنية، بإيعاز وتحريض، على ما يبدو، من الرئيس هادي وأطراف في سلطته، والتي وجدت في التدخل الخارجي فرصة لأن تقوي مراكزها السياسية/العسكرية، والذي لم يكن ليتم ألا بتدمير القوات المسلحة اليمنية ومؤسساتها، وإنشاء قوات جديدة من أنصار (هادي) والانفصاليين الجنوبيين وحزب الإصلاح.
وبفعل ذلك الاستهداف، وتحت حجة مواجهة “العدوان” أصبحت تلك القوات في خندق وأحد مع الحوثيين، وهو ما ساعدهم على التغلغل فيها وإعادة تشكيلها بما يخدم مصلحتهم، وتفريغ المعسكرات من الأسلحة والذخائر بحجة رفد الجبهات وإبعادها عن الهجمات الجوية.
وكانت النتيجة من كل ذلك، أن قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الخاصة وغيرها من القوات التي شكلها صالح لحماية نظامه، تفككت، وتحول ولاء بعض أفرادها للحوثيين، وذهب الكثير من أنصار صالح إلى بيوتهم، ليصبح الحوثيين هم من يسيطر على جميع القوات المسلحة الفاعلة.
وعشية المواجهات بين الحوثيين و(صالح) كان هذا الأخير قد أصبح مكشوفا سياسيا وعسكريا؛ فجميع خططه واجتماعاته بأنصاره كانت تصل الحوثيين، بعد أن اخترقوا مطبخه السياسي ودائرته الداخلية المسئولة عن اتخاذ القرارات. ولم يعد لديه إلا قوة عسكرية صغيرة ممن تبقى له من حرس خاص وبعض المعسكرات الصغيرة المحاصرة والخالية من الأسلحة الثقيلة. وهي القوات التي قرر الحوثيين تجريده منها حين قاموا بمهاجمة قواته في جامع الصالح ومنازل أقاربه، واللذين كانوا يشكلوا قادة حرسه.
وكانت تلك الخطوات تعني بأن الحوثيين قد قرروا تصفية صالح سياسيا من خلال فرض الإقامة الجبرية عليه أو جسديا بقتله، ولم يتبقى له من خيار إلا فك تحالفه معهم، والدعوة للانتفاضة ضدهم من قبل جماهيره الضخمة والتي كانت غير منظمة ولا تصلح إلا للاستعراضات الجماهيرية.
وكما أتضح لاحقا فإن هزيمة (صالح) كانت مؤكدة، بالنظر إلى موازين القوى المختلة لصالح الحوثيين، وطبيعة سلطته المتهالكة التي كانت تعيش هي وزعيمها في خريف عمرها السياسي والفيزيائي، في مقابل القوة الفتية للحوثيين والتي لا يزيد متوسط أعمار قادتها عن 35 سنة، ولديها وقود من الأنصار الخلص والخرافات الحية في أذهانهم، ليلقى صالح مصيره الذي لم يكن مفاجئا إلا في توقيته وطريقة تنفيذه.