باسيل: لا يمكننا العيش بسلام إلا باحترام خيارات كل منا
إختتم رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته إلى طرابلس بحفل عشاء أقامته هيئة طرابلس في “التيار” ، في حضور مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور سامي رضا ممثلا وزير العمل محمد كبارة، النائب سمير الجسر، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، العميد جمال حمزة ممثلا قائد الجيش، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، متروبوليت طرابس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، منسق تيار المستقبل في طرابلس ناصر عدرة، وحشد من الفاعليات الروحية ورؤساء البلديات والقيادات العسكرية .
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى منسق قضاء طرابلس في التيار الوطني الحر داني سابا كلمة ترحيب تناول فيها وجود التيار الوطني في طرابلس مشيرا إلى حاجات المدينة ووضع المرافق العامة، و”ما تتطلبه المنطقة من مشاريع إلى جانب ما قامت به هيئة التيار من مشاريع وخلق ديناميكية جديدة للعمل الحزبي“.
وتحدث رئيس التيار الوطني الحر فشكر لهيئة طرابلس جهودها لتحضير هذه الجولة التي قام بها طوال اليوم، وشملت عدة مرافق ومناطق في المدينة، وقال: “كما إفتتحنا مركزا لهيئة قضاء طرابلس ومكتبا في جبل محسن، نطالب الهيئة بفتح مكتب في كل حي من أحياء طرابلس، حتى نستطيع التعبير عن حضورنا وفكرنا بمدينة ما تزال هي هي. لقد جربوا كثيرا لكي يجعلونا نفكر بأن طرابلس قد تغيرت، ولكنها هي عاصمة لبنان الثانية، وعاصمة كل اللبنانيين. هي مدينة منفتحة للجميع ومدينة ناسها طيبون مسالمون، لا تعرف إلا ان تعيش السلام. وحال الفوضى التي زرعوها فيها كانت حالا إستثنائية وليست هي الحال العادية والطبيعية. وما ان رفعت أيادي التخريب عن طرابلس حتى عاد الناس إلى طبيعتهم وعيشهم مع بعضهم البعض بسلام ومحبة مع الجيمع“.
أضاف: “كلنا عشنا في الشمال، صغارنا تعلموا في طرابلس ولم تكن تمر عطلة إسبوع إلا ونزور فيها طرابلس، إما لشراء الحلويات من “الحلاب” او لتناول الفول المدمس او لنقصد القلمون لشراء النحاسيات وقمر الدين، او لكي نتبضع من طرابلس. وطوال عمرنا نعرف ان طرابلس مدينتنا الثانية بقدر ما حاولوا ان يبعدونا عنها أو تصوير طرابلس بأن أهلها قد تغيروا، أو أن يصوروا لأهل طرابلس ان اللبنانيين واهل الشمال تغيروا، لم ينجحوا لحظة واحدة. فاللبنانيون والطرابلسيون يعودون إلى بعضهم البعض ويرجعون للعيش الواحد وهكذا بإمكان طرابلس ان تخلص ويخلص معها كل لبنان“.
وتابع : “هذه هي الطبيعة البشرية اللبنانية، وطبيعتنا إنتصرت على كل ما هو مصطنع فرضوه علينا وعلى هذه المدينة، وللأسف إن التجربة لم تعلم البعض انهم لن ينجحوا لأن المحاولة التي جرت مؤخرا واعتقدوا انهم قادرون على تغيير عقولنا وطبيعتنا الديمقراطية وخيارات ناسنا، فالناس عندما يختارون يجب ان نحترم خياراتهم، ونستطيع ان نعمل ديمقراطيا للتغيير. لا نستطيع ان نبني بلدا ونحن نقنع الناس بشيء وهمي، ونخوفهم من بعضهم. ولا يبنى بلد بحقد وكراهية، وبأوهام قد تصبح حقائق في عقول الناس“.
وقال: “خيارات الناس التي تحصل بقياداتها السياسية هي التي تحدث التبديل بشكل طبيعي وليس بالفرض، وهذه هي تجربة لبنان وتجربة المنطقة من حولنا. وآن الأوان لنعرف انه ليس بقدرتنا ان نعيش مع بعضنا بسلام وبطمأنينة إلا باحترام خيارات كل منا بقياداتها وبتمثيل الناس، عندها يستقيم البلد. وكل مرة نبتعد عن هذه العادة يختل البلد، وكل مرة نحترمها كما هو الحال اليوم يمشي حال البلد، لأن الأقوياء بتمثيل الناس هم الذين يعرفون مصالح ناسهم وهم الذين يستطيعون صنع السلام والشراكة للشجعان والأقوياء، وليس هناك من بلد يمشي بالضعفاء الذين حاولوا ان يتسللوا ويعيشوا على الشائعات، كما حاولوا ان يصوروا اننا رجمنا اليوم بالبيض والبندورة. هكذا هي اللذة عند البعض لكي يبعدوا الناس عن بعضهم، واجواء الطمأنينة التي نخلقها هي التي تسمح لنا ان نقوم بالإنماء في البلد واقتصاد سليم“.
وتابع: “طرابلس واجبنا تجاهها ولأنها عاصمتنا الثانية ولأنها تختزن الكثير من القدرات أن نعطيها اليوم إهتماما كبيرا لإنمائها لأن الشمال ينمو ايضا وكل لبنان. وطرابلس من المفترض ان تكون المحطة الأساسية في لبنان لإعادة إعمار سوريا، ولإعادة النهوض بالشمال. وطرابلس اليوم فيها كل المرافق العامة التي تسمح لها القيام بهذا الدور“.
وعدد باسيل المشاريع الموعودة لطرابلس والشمال، فقال: “هناك خمسة مشاريع إذا تم تنفيذها ودراساتها مؤمنة وكذلك اموالها وكان يمكن تنفيذها من اربع سنوات، منها محطة الكهرباء 550 مليون دولار، خط الغاز 455 مليون دولار، محطة تخزين النفط في البداوي 200 مليون دولار وهو المشروع الوحيد الذي لم تنجز دراسته، وهذه المشاريع بإمكانها نقل طرابلس واهلها إلى مكان آخر من الإنماء والحاجة إلى مشاريع صغيرة هنا وهناك او مراجعة المسؤولين لطلب وظيفة. هذه المشاريع بإمكانها توظيف كل ابناء طرابلس والشماليين وهذه المشاريع هي التي بإمكانها تأمين قيامة البلد وهنا نتحدث فقط عن المشاريع في وزارة واحدة، وبقطاع واحد، حتى لا نتكلم عن المنطقة الإقتصادية الخاصة ومشاريعها، وحتى لا نتحدث عن الميناء والمرفأ والمعرض، وقيسوا على ذلك من المشاريع الكبيرة الموجودة في هذه المدينة والتي بإمكانها تنمية إقتصادنا“.
أضاف: “لقد أمنا الجو السياسي المستقر اليوم ويجب عليكم انتم ان تحافظوا عليه من خلال هذا المشهد الذي نراه. والتيار الوطني الحر عنده مسؤولية أكبر بأن يكون صلة وصل بين كل الناس وجسر تواصل. ونحن علينا واجب في طرابلس وفي غيرها ان نقوم بدور مع الناس لا ان نفرق، وان نحكي الكلام الذي بإمكانه تقوية وحدتنا الوطنية ونحن قادرون على تحقيق ذلك لأن تيارنا طبيعته متعدد في المناطق والطوائف، ولأن الطرابلسيين في التيار معتقون كما الخمرة الجيدة ويعرفون تيارهم وصلتهم به متينة. ونحن نعرف انه في طرابلس ليس هناك من بإمكانه ان يخيف احدا، والطرابلسيون الأصيلون دورهم مستمر في بناء السلام وكلنا مسؤول عن الحفاظ على هذا المشهد الجامع الذي رأيناه اليوم، والذي تعبر عنه طرابلس في الحفاظ على السلام والإستقرار وللذهاب للعمل بطمأنينة نحو المستقبل الزاهر بالإقتصاد وبالإنتاج والإنماء وبالمشاريع التي نستطيع القيام بها، ولا يجب ان نتأخر عن إنجازها، فقط علينا ان نرسي وحدتنا الوطنية بنفس التصميم على بناء اقتصادنا وان نجعل إنساننا اللبناني حرا في لقمة عيشه غير مرتبط بأحد وبأي تيار سياسي ولا بأي مسؤول، وحقوقه تصله من خلال عمله، وهكذا نرى ان البلد يقوى ويسلم وهكذا نستفيد من هذه الفرصة التي نعزز فيها وحدتنا الوطنية التي نقويها باقتصاد سليم“.
وختم: “اليوم قلنا للغريب ان يرفع يده عنا ونحن ندبر أمورنا مع بعضنا، وبينا اننا قادرون على ذلك وقادرون ان نتفاهم مع بعضنا وهكذا نخلص بلدنا. نحن لبعضنا قبل كل الناس، ولا يجب ان ندع الغريب يدخل بيننا، مهما كان وأيا كان لا يهمه لبنان قدر إهتمامنا نحن بلبناننا، وليس هناك من سيحب لبنان اكثر من اللبنانيين وهكذا التجربة تقول، وهكذا إنتماؤنا للبنان يقول. وجاء الوقت لنعرف كيف نبني دولتنا من خلال الثقة مع بعضنا، والتي تعززت كثيرا خلال هذا العام ويجب ان نصنعها من بولاد حتى لا يستطيع احد ان يفككها، وهكذا يبنى لبنان“.
وفي الختام، قامت هيئة طرابلس بتسليم رئيس التيار نموذجا لسفينة من حرفيات وتراث الفيحاء.