رواية اعلامية عن التدخل الاميركي الفرنسي الذي أنقذ الحريري
نشرت صحيفة “الديار” معلومات اذاعها تلفزيون «ام. بي. سي.» عن مراسل التلفزيون المختص في شؤون الشرق الأوسط، ان الديوان الملكي ومستشاري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبخاصة الوزير السعودي لشؤون دول الخليج ثامر السبهان، اضافة الى وزير سعودي هم الذين كتبوا خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري، وقاموا باجباره على إلقاء الخطاب وإعلان الاستقالة. ومن اجل إبقاء الرئيس الحريري في السعودية مدة طويلة، غير آخذين بعين الاعتبار امكانية التدخل الأميركي القوي والفرنسي والاوروبي.
وفي المعلومات ان واشنطن تدخلت بقوة في موضوع اخراج الرئيس الحريري من السعودية، وخلال 48 ساعة حضر مدير المخابرات الأميركية المركزية الى الرياض، وابلغ رسالة واضحة بأن واشنطن لن تقبل بقاء الرئيس الحريري في لبنان، وهز التسوية السياسية وضرب الاستقرار في لبنان، وان واشنطن تعتبر الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان خطاً احمر لها.
لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي لم يتجاوب مع الاتصال الهاتفي الذي قام به وزير خارجية اميركا تيلرسون طالبا منه الافراج عن الرئيس سعد الحريري، وجد نفسه امام مدير المخابرات المركزية الأميركية، والمعروف ان مدير الـ «سي. أي. أي.» اكبر وكالة مخابرات في العالم، ومركزها واشنطن يتلقى اهم التقارير من كافة دول العالم. كما ان موقع ويكيديا إضافة الى نشرات المخابرات الدولية تقول ان الولايات المتحدة لديها 550 الف رجل مخابرات ينتشرون على كافة أراضي الكرة الأرضية. فواجه مدير المخابرات الأميركية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بلهجة قوية قائلا له : ان عدم تجاوبك مع وزير خارجية اميركا تيلرسون الذي اخذ موافقة الرئيس الأميركي ترامب وموافقة الامن القومي الأميركي في البيت الابيض على الاتصال بك وطلب اخراج الرئيس الحريري من المملكة العربية السعودية وعودته الى لبنان، يعتبر ضربا موجها ضد الولايات المتحدة ولا تقبله، وان المخابرات الأميركية ستوقف تنسيقها مع المخابرات السعودية، سواء من ناحية تحرك الوجود الإيراني على الساحة السعودية، ام من ناحية كل المعلومات المتبادلة معاً، كما ان البنتاغون الأميركي أي وزارة الدفاع الأميركية ستطلب من كافة الخبراء الاميركيين، التوقف عن العمل في المملكة العربية السعودية ما لم يتصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصيا بوزير الخارجية الأميركي وليس الوزير عادل الجبير وزير الخارجية السعودية، ويقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإبلاغ تيلرسون بأنه يوافق على سفر الرئيس سعد الحريري من السعودية وعودته الى لبنان، وابلغ مدير المخابرات الأميركية انه من الان وحتى حصول الاتصال من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأميركي، فان وزارة الدفاع الأميركية أعطت تعليماتها الى كافة الخبراء والضباط الاميركيين والطيارين الاميركيين الموجودين مع اسرابهم الجوية على الأراضي السعودية بعدم القيام بأي عمل وعدم الاتصال وإعلان ان وجودهم مستقل عن الجيش السعودي كليا وانه انذار على اعلى مستوى من القيادة الأميركية، لان الامر لا يتعلق بموضوع العلاقة السعودية – الأميركية، بل ان واشنطن تعتبر ان لبنان خط احمر، وانها أشرفت على التسوية في لبنان، واوصلت الرئيس العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بعد اتفاق مع الأطراف اللبنانية، رغم ان الوزير سليمان فرنجية كان مرشح فرنسا على مستوى رئيس الجمهورية الفرنسي هولاند.
ومن هنا، فقد غادر مدير المخابرات الاميركية السعودية مبلغا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشكل فظ وحاد : امامك ساعات لاتخاذ قرارات، والا فان واشنطن ستتحرك بقوة.
أضاف تلفزيون الـ «ام. بي. سي» الأميركي نقلا عن الخبير المختص في الشرق الأوسط وهو عمل لمدة 30 سنة في المنطقة العربية ولبنان وسوريا وإسرائيل واصبح رئيس قسم الشؤون العربية في تلفزيون الـ «ام. بي. سي» سيز الموثوق به جدا والمطلع على اتصال مع البيت الأبيض والبيت القومي ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركية، ان محمد بن سلمان لن يستمع منذ ان وصل ولي العهد ومنذ ان اصبح والده ملكا للسعودية كلاما فظا وحادا وانذارا في هذا الشكل من مديرية المخابرات الأميركية.
وانهى مدير المخابرات الأميركية حديثه بأنه اعطى التعليمات الى وكالة المخابرات الاميركية في السعودية بوقف أي اتصال مع المخابرات السعودية، وطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عدم الاتصال بالمخابرات الأميركية الموجودة على الأراضي السعودية.
بعد 3 ساعات قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالاتصال بوزير الخارجية الأميركي مبلغا إياه ان السعودية خضعت للقرار الأميركي وانها ستفرج عن الحريري، لكنه طلب مهلة زمنية بالايام كي يتم العمل على اخراج لا يهين هيبة المملكة العربية السعودية ولا يؤدي الى ظهورها بهذا الشكل من الانكسار.
ثم اتصل وزير الخارجية الأميركي تيلرسون بوزير خارجية فرنسا وابلغه رسالة الى الرئيس الفرنسي ماكرون، واخبره بكل ما جرى من اتصالات أميركية – سعودية، وان السعودية ستطلق سراح الرئيس سعد الحريري ليعود الى لبنان.
وقام وزير خارجية فرنسا بإبلاغ الرئيس الفرنسي ماكرون بكامل المعلومات الأميركية، فاتصل ماكرون بالرئيس الأميركي ترامب، وتشاورا معاً وابلغه انه بصدد زيارة لدولة الامارات أبو ظبي وعدة دول خليجية باستثناء السعودية التي ليست من ضمن جدول اعمال الزيارة، الا ان الرئيس ترامب تمنى عليه زيارة السعودية ولو لمدة ساعات، واكمال الضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وان يعمل على الاتيان بالرئيس سعد الحريري الى باريس ومنها الى بيروت.
واذا استطاع الرئيس ماكرون ان يأتي بالرئيس الحريري معه في الطائرة الى باريس، فسيكون ذلك حلا ممتازا. لكن ماكرون قال لا اريد تحدي القرار السعودي بهذا الشكل وافضل ان يعود الحريري بعد أيام الى باريس، وهذا ما سأعمل عليه.
وقام ماكرون بزيارة الرياض لمدة ساعتين وانهى الاتفاق النهائي لسفر الحريري الى باريس وعودته الى بيروت.