اللقاء الوطني: القرار الأميركي لن يغير من واقع التاريخ ولا من عروبة فلسطين
عقد اللقاء الوطني اجتماعه الدوري، في منزل الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وبرئاسته، واستعرض التطورات التي رافقت إعلان الرئيس الأميركي القدس عامصة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها .
دعا المجتمعون، في بيان، “ازاء القرار الحاقد الذي اتخذه الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وما رافقه من تداعيات ومواقف، الشعب الفلسطيني الشقيق لإطلاق انتفاضة شاملة في وجه الاحتلال”، مشيرا الى انه ” في زمن سقطت فيه أصوات المعالجات الدبلوماسية والاعتراف بالواقع المفروض وأنصاف الحلول والاتفاقات المذلة آن الأوان من اجل عمل عربي وإسلامي مشترك يحافظ على ما تبقى من ماء وجه الأمة“.
اضاف: “إن قرار ترامب برهن مرة أخرى أن الولايات المتحدة الأميركية لن تكون ولا يمكن لها ان تكون راعيا لسلام حقيقي يحفظ الحقوق ويصون الهوية والكرامة الوطنية إذ انها الراعية الأولى للارهاب الذي تمارسه الدولة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. والرئيس الأميركي بقراره هذا وجه إهانة لملايين العرب المسلمين والمسيحيين وأساء إلى مشاعرهم ومقدساتهم وللحق الإنساني وللشرعة الدولية لحقوق الإنسان“.
واكد اللقاء الوطني أن “القرار الرئاسي الأميركي يعتبر باطلا على كل المستويات القانونية والإنسانية والقومية والدينية وهو لن يغير من واقع التاريخ ولا من عروبة فلسطين وقدسيتها لدى العرب المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فضلا على ان القدس وفلسطين هي أرض محتلة ويجب ان تعود إلى أصحابها الشرعيين من بحرها إلى نهرها وأنه لا توجد مشروعية لوجود الكيان الصهيوني المحتل كي تكون له عاصمة فلا يحق لمن لا يملك أن يعطي حقا لمن لا يستحق“.
ودان اللقاء هذا “الوعد الأميركي الذي يذكرنا بوعد بلفور المشؤوم يؤكد ان الحقبات الاستعمارية كانت تستهدف الأمة بهويتها ووحدتها لتجعلها مناطق مستباحة ومشرعة لنهجها الاستعماري وهي تعمل بشكل حثيث لتحقيق الأحلام الصهيونية المزعومة وفي طليعتها قيام إسرائيل الكبرى التي تشكل تحد حضاري يقتضي أن تتوحد في مواجهته الأمة واستعادة مشروعها العربي التحرري النهضوي المستقل لتأكيد سيادة الأمة على أرضها. وإن أمتنا التي أعطت للانسانية مشاركة حضارية لن تتوقف عن مواصلة مسيرتها الحضارية رافضة أن يحكم العالم قطبا احاديا متوحشا ومن حق المجتمع الإنساني أن يعيش على هذا الكوكب بوئام من أجل نهضة إنسانية تسودها العدالة والحوار والتفاهم فالقدس هي عنوان الصراع بين الحق والباطل والكيان الصهيوني المحتل لا يمكن أن يعطي للقدس هويتها ودورها الجامع بين أبناء الأديان السماوية لأنه غاصب ومحتل وعنصري. فقد كانت القدس على مر السنين في ظل هويتها العربية عنوانا للتسامح وحرية العبادة فشكلت تحت هذه المظلة مدينة السلام والمحبة كما اراد لها الخالق.
وتابع البيان: “ومن المؤسف أن لا يكون مؤتمر قمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في اسطنبول على مستوى هذا الحدث الكبير لأهم قضية إنسانية فبدل ان يواجه الاحتلال الصهيوني للقدس والقرارات الأميركية الجائرة شرع احتلال القدس الغربية وهو امر يجافي الحقيقة والحق الوطني للفلسطينيين“.
وحيا اللقاء الوطني الشعب الفلسطيني البطل المنتفض في وجه الاحتلال الصهيوني على مدى سنوات الاحتلال وفي الميادين والساحات كافة في مواجهة القرارات الجائرة بحقه من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني. ويتوجه بالتحية لكل الشعوب العربية والإسلامية الحرة والشعوب الصديقة التي وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني، رافضة للقرار الأميركي الجائر الساعي إلى تشريع الاحتلال وتمكين المحتل من الأرض التي احتلها“.
كما ثمن اللقاء “الموقف اللبناني الرسمي والشعبي والروحي وشيد بموقفي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل على موقفيهما الذين أعطيا التزاما صادقا بهوية القدس في القمة المنعقدة في تركيا وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ومقررات القمة الروحية التي انعقدت اليوم في بكركي.
ودعا اللقاء الوطني إلى متابعة الأنشطة والتحركات الشعبية في مختلف دول العالم وتنفيذ مقررات القمم العربية السابقة المتعلقة بقطع العلاقة مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وتنقل سفارتها إليها.