ابراهيم من القاع: نحن هنا لنثبت حدود وطننا بالجهد والتضحية
تم اليوم تدشين مركز أمن عام القاع الحدودي، برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وحضوره، وحضور رئيس المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري الخوري، النواب: نوار الساحلي، مروان فارس، علي المقداد، كامل الرفاعي، محافظ بعلبك بشير خضر، قائمقام الهرمل طلال قطايا، مدير عام الجمارك بدري ضاهر، وفاعليات عسكرية وحزبية ورؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وحشد من الفاعليات .
والقى اللواء ابراهيم الكلمة الآتية: “للقاع، الأرض السهلة المطمئنة التي صنعت تاريخا من الصمود، للقاع، البلدة التي أفرجت عنها الجبال على ما يقول الاديب أنيس فريحة، لتكون شبيهة باسمها، كريمة كأهلها، البلدة التي اختصرت كل حكايا القرى، وبالرغم من انها تنتظر الانماء منذ زمن، لا تزال تتمسك بالصمود والتضحية دفاعا عن لبنان واللبنانيين، بعدما اضحى اسمها مقرونا مع معركة فجر الجرود، التي صاغت ملحمة وطنية جديدة من ملاحم لبنان العاتي على المعتدين، لتتميز أيضا وأيضا بالتمسك بلبنان العيش الواحد، لكم منا يا اهل القاع والجوار كل الحب والعهد بالوفاء“.
اضاف: “ان احتفالنا بتدشين المبنى الجديد لمركز امن عام القاع الحدودي، الذي تقرر انشاؤه بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 7 الصادر بتاريخ 28/3/2012، يكتسب أهمية كبيرة في ظروف استثنائية دقيقة. فنحن هنا لنثبت حدود وطننا بالجهد والتضحية، فيما مصائر دول عدة باتت أسيرة الارهاب العابر للحدود، والمناكفات الدولية ومصالحها التي لا تقيم اعتبارا لحق الشعوب او حرية انسانها او تقرير مصيرها، وأعني هنا:
– اولا: ما حصل قبل أسبوع بشأن مدينة القدس، واسطة عقد عروبتنا وفضائها، الذي نتلو فيه قداديسنا وصلواتنا. على وقع استمرار العدو الاسرائيلي بإطلاق تهديداته، يتستر امام المجتمع الدولي بالديموقراطية وحقوق الانسان، غير آبه بقرارات الامم المتحدة ولا بعودة الفلسطينيين الى ارضهم.
– ثانيا الإرهاب الذي تكسرت أمواجه على حدودنا، والذي تتناغم أهدافه مع اطماع العدو الاسرائيلي وخروقاته شبه اليومية للقرار 1701“.
وأكد ابراهيم “ان أهمية هذا المعبر الحدودي، الذي كان يبعد عشرة كيلومترات من هنا داخل الاراضي اللبنانية، تكمن في موقعه الجيو – سياسي. فبلدة القاع ملاصقة للحدود السورية، هي آخر بلدة لبنانية على خط بعلبك – حمص، وبهذا المعنى شكلت ممرا وبوابة عبور على مدى التاريخ“.
وقال: “اليوم، وبعد اقفال قسري للمركز السابق نتيجة العمل الارهابي الذي تعرضت له المنطقة بأسرها، نحتفل واياكم بافتتاح هذا المعبر ونعلن امامكم استئناف العمل فيه، مجهزا بالعديد والعتاد ليكون اولا محطة أمن وآمان لأهل القاع واللبنانيين، ويضمن ثانيا للوافدين من والى لبنان حرية الانتقال بما تفرضه القوانين والاجراءات والاتفاقيات، وان تعود ثالثا بلدة القاع ومشاريعها كما كانتا، قبل ان تتخذ الهجمة الارهابية البربرية عليهما، وعلى المنطقة، طابعا فائق الخطورة منذ ارتسمت خطوط المواجهة اللبنانية مع تداعيات الحرب السورية، بحيث يتمكن اهل القاع وجوارها من صون أملاكهم واستثمار اراضيهم من دون معوقات او صعوبات“.
ورأى “ان وجود هذا المركز في هذه البقعة العزيزة على قلوبنا وانطلاق العمل فيه، بالتعاون مع باقي الاجهزة الامنية، كل حسب صلاحياته ومهماته كما في كل النقاط الحدودية، يشكل ركيزة اساسية من دعائم السيادة الوطنية، مع الالتزام التام بالمواثيق والاتفاقات الدولية والقوانين المحلية، لجهة احترام حقوق الانسان من دون تفرقة او تمييز، لأننا نرى ان: قوة الوطن هي في: فعالية ابنائه ودورهم وتمسكهم بسلمهم الاهلي، وعيشهم المشترك على مساحة الجغرافيا اللبنانية وفي بلاد الانتشار. وصلابة الدولة ومؤسساتها هو في انتظام سلطاتها الدستورية والتشريعية والتنفيذية، وتطبيق القانون، والتزام الشفافية ومحاربة الفساد، درء الخطر هو في تعزيز صمود الجيش والاجهزة الأمنية واستقلالية القضاء“.
وختم متوجها بالشكر الى كل من ساهم وساعد في تشييد هذا المبنى الجديد، “كما أعدكم بأنه مهما كانت الصعوبات، سنبقى كما عاهدنا اللبنانيين، ملتزمين تطبيق شعارنا “التضحية والخدمة” في سبيل الوطن والانسان فيه تحت سلطة القانون، وكلنا امل في عهد يضع نصب عينيه رفاهية شعبه وازدهاره، وينقل لبنان من محطة الامان الى واحة السلام“.