القمة السورية الروسية في حميميم: التوقيت والتداعيات: حميدي العبدالله
لا شكّ أنّ توقيت عقد القمة السورية – الروسية في قاعدة حميميم في سورية هو توقيت غير عادي .
هذه القمة تأتي قبل قمّتين، ستجمع القمة الأولى الرئيس الروسي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وسوف تجمع القمة الثانية الرئيس الروسي مع الرئيس التركي في أنقرة. ومعروف أنّ كلاً من تركيا ومصر لهما دور وتأثير في ما يجري في سورية. تركيا لعبت الدور الأكبر والأخطر في الحرب الإرهابية التي شنّت على سورية طيلة ست سنوات. وتسعى روسيا لإقناع تركيا بالانسحاب من هذا المسار المدمّر للاستقرار في سورية وفي المنطقة والعالم والذي جلب الكثير من المخاطر على تركيا ذاتها، وفي مقدّمة هذه المخاطر، انتشار وحدات الحماية الكردية، امتداد حزب العمال الكردستاني التركي، على طول حوالي 700 كيلو متر من الحدود السورية التركية. معروف أنّ قمة أنقرة بين الرئيسين التركي والروسي ستكون مخصصة، إضافةً إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، للوضع في سورية، وتحديداً عقد مؤتمر وطني سوري للحوار في سوتشي حيث لا تزال أنقرة تعارض مشاركة الأكراد في هذا المؤتمر، وهذه المعارضة تدفع أكراد سورية للارتماء أكثر في أحضان الأميركيين، وبالتالي استمرار خطر استخدامهم ضدّ تركيا وضدّ سورية، وضدّ استقرار المنطقة لخدمة المصالح الأميركية. بديهي أنّ أيّ تفاهمات يمكن التوصل إليها بين الرئيس الروسي والرئيس التركي حول سورية تستوجب تنسيقاً روسياً سورياً، وهذا من بين أبرز أهداف وتوقيت اللقاء بين الرئيسين بشار الأسد وبوتين في حميميم، وفعلاً بعد القمة الروسية – التركية بساعات قليلة أعلن وزير خارجية تركيا أنّ «النظام السوري» لم يعد يشكل خطراً على تركيا.
أما قمة القاهرة، فمعروف أنّ مصر تدعم الحلّ السياسي، وتعارض الذين يدعون إلى ضرب مؤسسات الدولة السورية، وطالما أنّ موعد الحلّ السياسي يقترب مع انتهاء مرحلة تطهير سورية من الإرهاب، فمن الطبيعي أن يحصل تنسيق وتعاون روسي مصري لإعطاء دفعٍ قويٍ لمسار الحل السياسي، وتوزيع الأدوار لمواجهة القوى التي تسعى للعرقلة وتعطيل تسريع الحلّ السياسي.
توقيت زيارة بوتين، وما نجم عنها من تفاهمات سورية – روسية يرجح أن يساهم في تسريع البحث عن الحلّ السياسي، وتعطيل سعي الولايات المتحدة لممارسة الابتزاز للحصول على تنازلات تتعارض مع سيادة الدولة السورية ووحدة الأراضي السورية.