من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: “التيار” مصرّ على التعديل الوزاري
كتبت “الاخبار”: تبدو فكرة تعديل وزاري يطال وزراء في التيار الوطني الحر حاضرةً بقوّة لدى قيادة التيار والوزير جبران باسيل، بعد سقوط فكرة تعديل وزاري يطال وزراء القوات اللبنانية، أمام عدم حماسة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري
بعدما طويت صفحة التعديل الوزاري الهادف إلى إقصاء وزراء القوات اللبنانية، لا تزال مطروحة “بقوة” فكرة تعديل يطال وزراء في التيار الوطني الحرّ. وبحسب مصادر متابعة، فإن قيادة التيار الوطني الحرّ، ممثلة برئيسه الوزير جبران باسيل، ترغب في استبدال نحو نصف وزراء تكتل التغيير والإصلاح الحاليين بوزراء جدد، تحت عنوان فشل هؤلاء في إدارة وزاراتهم.
وفيما لم يبدِ الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، حماسةً لإجراء تعديلات وزارية تطال وزراء القوات اللبنانية، تبدو فكرة استبدال بعض وزراء التيار الوطني الحر حاضرة بقوّة لدى قيادة التيار، لأن “بعض هؤلاء لم يكونوا عند التوقعات بنجاحهم في وزاراتهم”. وحتى الآن، لم يتضح بعد إن كانت التعديلات ستجد فرصتها، وخصوصاً أنه سيكون صعباً إيجاد أسماء تراعي التوزيع المذهبي للوزراء الحاليين، فضلاً عن موقف رئيس الجمهورية ميشال عون.
ومع أن الحريري غضّ الطرف عن مسألة استبدال وزراء القوّات، إلا أن العلاقة بين الحريري والقوات تمرّ في أسوأ أحوالها، مع استمرار اقتناع الحريري بالدور السلبي الذي قام به رئيس القوات سمير جعجع في ما تعرّض له رئيس الحكومة في السعودية. إلّا أن الحريري، الذي يستبعد أكثر من مصدر حصول لقاء بينه وبين جعجع في المدى المنظور في ظلّ الاتصالات شبه المقطوعة بين الرجلين، ليس في وارد الدخول في مواجهة مع القوات في هذا التوقيت، واستفزاز الأميركيين والسعوديين الذين يسود الجفاء علاقتهم بالحريري في الوقت الحاضر.
على صعيد آخر، يؤكّد أكثر من مصدر معني أن الفترة المتبقية حتى عطلة الأعياد لن تشهد تطوّرات سياسيّة كبيرة، وأن مرحلة ما بعد رأس السنة ستشهد انشغالاً لبنانيّاً كبيراً بالانتخابات النيابية. وتقول مصادر وزارية إن الانتخابات حاصلة في موعدها، وإن “التحالفات الرئيسية حتى الآن، هي تحالف حزب الله وحركة أمل من جهة، وتحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل من جهة ثانية، مع ما يعنيه الأمر من تقاطع بين التحالفين بسبب علاقة حزب الله بالتيار الوطني الحرّ وتحسّن علاقة التيار بالرئيس برّي”.
وفي الإطار عينه، تؤكد مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر لـ”الأخبار” أن علاقة التيارين (الوطني الحر والمستقبل) هي في أعلى مستويات التنسيق والتقارب، “وتفاهُمُنا مع المستقبل يشمل ما بعد بعد الانتخابات النيابية المقبلة”.
في سياق آخر، لا تزال العبارات التي وردت في بيان باريس الصادر عن مجموعة الدعم الدولية للبنان قبل أيام، تثير البلبلة في بيروت. فالبيان، مع أنّه جاء قاسياً تجاه المملكة العربية السعودية ورفض تدخّلها في لبنان، إلى جانب المعزوفة المعتادة حول رفض التدخّل الإيراني، إلّا أن ورود القرار 1559 ضمن مجموعة القرارات الدولية المطلوب تنفيذها، لم تستسغه قوى سياسية لبنانية، ولا سيّما حزب الله وبرّي وقوى 8 آذار. وإذا كان القرار 1559 قد ورد ضمن سلّة القرارات الدولية، فإن إعادة بيان باريس التذكير بـ”إعلان بعبدا”، جاء مخيّباً للآمال في بيروت، وخصوصاً لناحية عدم تمكّن الحريري وباسيل من إضفاء تعديلات عليه. فـ”إعلان بعبدا” فقَدَ وهجَه الداخلي منذ سنوات، وأعلن حزب الله وحلفاؤه موته منذ زمن، فضلاً عن أن عون قال في أكثر من مناسبة مواقف داعمة للمقاومة تتناقض وروحية الإعلان، الذي يعدّ إرثاً ثقيلاً من تركة عهد الرئيس ميشال سليمان. ويتداول سياسيّون بارزون انتقادات حول البيان.
وكانت الترجمة العربية الأولى للبيان قد أسقطت القرار 1559 من حزمة القرارات الدولية المذكورة فيه، قبل أن تعود السفارة الفرنسية في بيروت وتوزّع نسخة تتضمّن الـ 1559، ما أثار بلبلة إضافية، حول ما إذا كان الأمر مقصوداً أم خطأً عاديّاً في الترجمة.
من جهة ثانية، أثارت زيارة قيس خزعلي، قائد عصائب أهل الحقّ، أحد فصائل المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي و”داعش”، للجنوب وانتشار فيديو له مع مجموعة من قادة المقاومة قرب بوابة فاطمة وحديثه عن دعم قواته للمقاومة اللبنانية، ردود فعلٍ في الداخل اللبناني وفي الكيان المحتل، ولا سيّما ما صدر عن رئاسة الحكومة اللبنانية. وأبدى الحريري انزعاجاً واضحاً من الزيارة، مطالباً في بيان باسم رئاسة الحكومة بمنع الخزعلي من دخول لبنان. فيما صوّب حزب القوات اللبنانية وبقايا 14 آذار على أن زيارة خزعلي تشكّل خرقاً لخيار “النأي بالنفس” الذي أعيدت الحياة إليه الأسبوع الماضي.
وتساءلت مصادر وزارية بارزة في تيار المستقبل، عمّا إذا كانت الزيارة رسالة من حزب الله في هذا التوقيت، أم أن الأمر عابر. وقالت المصادر لـ”الأخبار” إن “التسوية التي حصلت أخيراً حصلت برضى جميع الأطراف، وإذا كان الفريق الآخر لا يريد الالتزام بها، فعليه أن يخبرنا حتى نعرف كيف نتصرّف”، متسائلةً عن “جدوى مثل هذه التحرّكات في هذا التوقيت”. في المقابل، قالت مصادر أخرى إن “زيارة الخزعلي لا علاقة لها بالداخل اللبناني، وكلامه موجّه للعدو الإسرائيلي الذي يستبيح القدس ويهدّد بالاعتداء على لبنان بشكل دائم”. وقالت المصادر: “لا أحد خطّط لنسف التسوية أو التصرّف بكيدية، والجميع ملتزم بالتسوية، والأفضل أن لا تفسّر الزيارة بغير معناها الحقيقي”.
البناء: مشروع قرار للأمم المتحدة يجرّم نقل السفارات للقدس… ونتنياهو يناشد ماكرون التدخّل للتهدئة انتفاضة فلسطين تفتتح موسم الطعن… ولبنان من رمزية عوكر إلى حشد الضاحية الجامع باسيل يقرَع الأجراس للوزراء العرب… وعون يضعُ النقاط على الحروف للملوك والرؤساء
كتبت “البناء”: على مرمى يومين من قبل قرع وزير خارجية لبنان جبران باسيل أجراسَ الإنذار لوزراء الخارجية العرب قائلاً لهم، تعالوا ننتفض لعزّتنا ونتجنّب لعنة التاريخ وأسئلة أحفادنا عن تخاذلنا، لأنّ الانتفاضة وحدَها تحفظ ماء وجهنا وتُعيد حقوقنا، فإما أن نتحرّك الآن، وإلا على القدس السلام ولا سلامَ، فخذلوه، فسجّل خذلانهم بتعقيب أنّ القرار دون مستوى التوقعات والحدث. وعلى مرمى يومين من بعد يضع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون النقاط على الحروف في مؤتمر القمة الإسلامية التي يزيّنها بحضوره المسيحي المشرقي، ليمنح قضية القدس طابعها الحقيقي كقضية عابرة للديانات والجغرافيا والكيانات، حاملاً جدول أعمال لا بلاغة خطابة، وتنميق كلمات، وبيد المجتمعين مقدّرات سياسية ودبلوماسية واقتصادية، إذا جرى تفعيلها، ربطاً بمكانة جغرافية، إذا أحسن توظيفها، وجذور ضاربة في التاريخ، إذا تمّ استلهامها، ليشكّلوا قوة لا يمكن تجاهلها، قادرة على فرض جدول أولوياتها، لذلك القضية هي في الإجابة عن سؤال يحمله عون للمؤتمرين: “هل القدس أولويتكم، أم أنّ لكلّ من الحضور أولويات أخرى، تفرض عليه الانسحاب من جبهة القدس بحثاً عن نقاط الحدّ الأدنى لرفع العتب؟ وعندها يصير السؤال لمن يتشاركون الرؤية بأن القدس أولوية، هل أنتم مستعدون لتشكيل جبهة للقدس تصدقون القول والفعل لأجلها؟
مصادر متابعة للقمة الإسلامية والتحضيرات لأعمالها، قالت لـ “البناء” إنّ مشاورات تجري بين عدد من الدول المشاركة لتبنّي التقدّم بمشروع لقرار يعرض على مجلس الأمن الدولي يعتبر كلّ قرار باعتماد القدس عاصمة لـ”إسرائيل” باطلاً قانوناً، وبلا قيمة، وكأنه لم يكن، وتجريم كلّ دولة تُقدم على نقل سفارتها إلى القدس بمخالفتها للقانون الدولي، وبعد الفيتو الأميركي المتوقع، التوجّه للجمعية العامة للأمم المتحدة بالنص نفسه خلال أربع وعشرين ساعة تحت بند القرار 377، الذي ينصّ وفقاً لميثاق الأمم المتحدة على ما يلي “يجوز للجمعية العامة، عملاً بقرارها المعنون “متحدّون من أجل السلام” المؤرخ 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 1950 القرار 377 د 5 أن تعقد “دورة استثنائية طارئة” خلال 24 ساعة، إذا بدا أنّ هناك تهديداً للسلام أو خرقاً للسلام أو أنّ هناك عملاً من أعمال العدوان، ولم يتمكّن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم، حيث يمكنها أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو إعادة السلام والأمن الدوليين”.
بعيداً عما سيقّرره الحكام، وعن أروقة الدبلوماسية، يمضي الشعب الفلسطيني بتصعيد الانتفاضة وتوسيع نطاق المواجهات مع قوات الاحتلال في القدس ومدن الضفة الغربية وحدود قطاع غزة، وقد شهد يوم أمس افتتاحاً لموسم الطعن لعناصر الأمن “الإسرائيلي”، حيث أصيب حارس أمن “إسرائيلي” في عملية طعن غرب القدس، فيما اعتقلت قوات الاحتلال منفذ الهجوم وذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” أنّ عنصر الأمن “الإسرائيلي” أصيب جراء العملية بجروح خطيرة في الأجزاء العلوية من جسده، مضيفة أنّ الطعن حدث قرب محطة الباصات المركزية في شارع يافا في القدس الغربية.
المواجهة الفلسطينية الآخذة في التصاعد، وما فرضته من إيقاع سياسي فلسطيني، أدّى لرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، حضرت في الصحافة “الإسرائيلية” كمصدر قلق لحكومة بنيامين نتنياهو وخشيتها من خروج الأمور عن السيطرة، واضعة زيارة نتنياهو لباريس في إطار السعي لإغراء فرنسا برعاية المسار التفاوضي لاحقاً مقابل دورها في التهدئة حالياً، عبر توظيف موقفها الرافض للقرار الأميركي في الضغط على الفلسطينيين لوقف مساري الانتفاضة والمقاومة.
على مستوى التحرّكات خارج فلسطين، كما في الأروقة الدبلوماسية والنشاط البرلماني بقي لبنان في الصدارة، حيث شهد محيط السفارة الأميركية في عوكر أكثر من تظاهرة متتابعة لإيصال صوت الغضب الشعبي إلى الواقفين خلف جدران السفارة، لم يخلُ مشهده من بعض العنف المتوقّع في مثل هذه الحالات، وبعضه المبالغ له، وبعض التنديد الذي حاول جعل الصورة عكس مقاصدها وتسليط الضوء على هذا البعد الثانوي من الصورة، لتتجه الأنظار نحو التظاهرة الحاشدة التي ستشهدها الضاحية الجنوبية بدعوة من حزب الله والتي ستشارك فيها الأحزاب الوطنية كلّها بحشود شعبية، وحضور سياسي، تظهر حضوراً وطنياً جامعاً حول فلسطين والقدس، ويتحدّث خلالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بكلمة متلفزة ينتظر أن تتضمّن مواقف وخطوات تتصل بالمواجهة الشعبية والسياسية للقرار الأميركي ورؤية المقاومة لمستقبل المواجهة على مستوى المنطقة وحول فلسطين وفيها.
لا تزال القدس تشكّل العنوان الأوحد ومحور الأحداث على الساحة المحلية في ظل انعدام الحركة السياسية والحكومية المجمّدة على أن تعود إلى طبيعتها منتصف الأسبوع الحالي مع جلسة مرتقبة لمجلس الوزراء الخميس المقبل. وقد كان لبنان نجم التحرك على المستويين الرسمي والشعبي والسبّاق في الدفاع عن القدس، وأثبت أنه “البلد الشريك الأول لفلسطين في القضية، وأنه الصادق الوحيد الى جانب محور المقاومة في مواجهة ومقاومة العدو “الإسرائيلي” وأدواته الإرهابية في المنطقة”.
فبعد الجلسة النيابية الصارخة التي شهدتها ساحة النجمة والتي وحّدت الموقف الداخلي رفضاً لقرار الرئيس الأميركي الاعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، ودعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتحاد البرلمانيين العرب للانعقاد الأربعاء المقبل في المغرب، انتفض الشارع اللبناني بأحزابه ومنظمّاته الشبابية وقواه وفصائله الفلسطينية أمس. بينما شكّلت كلمة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب ثورة مدوّية على العرب أدهشت الحاضرين وتردّد صداها في العواصم والشوارع والساحات العربية.
وتحت شعار “شدّوا الرحال الى فلسطين”، نفّذ المتظاهرون تظاهرة حاشدة أمام مبنى السفارة الأميركية في عوكر يتقدّمهم شباب الطلبة الجامعيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جانب حركة الناصريين المستقلين – المرابطون والأحزاب والقوى والمنظمات الشبابية اليسارية والفصائل الفلسطينية، حيث تحوّل محيط السفارة الى ثكنة عسكرية. وأدان المتظاهرون خلال كلمات لعددٍ من رؤساء الأحزاب المشاركة، القرار الأميركي مطالبين الحكومة اللبنانية والدول العربية بوقف برامج التعاون مع أميركا وطرد سفرائها.
وتخلل الاعتصام أعمال شغب من بعض المشاركين أدّت إلى اشتباكات مع القوى الأمنية ووقوع 19 عنصراً من قوى الأمن الداخلي بجروح مختلفة، بحسب بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، التي أكّدت “توقيف 10 أشخاص يشتبه في قيامهم بأعمال شغب، بينهم 4 مواطنين لبنانيين و 6 من الجنسية الفلسطينية”.
وفي غضون ذلك، يبدو أن دائرة التحرّك الداخلي آخذة في التوسّع، فالضاحية الجنوبية اليوم على موعدٍ مع تضاهرة حاشدة دعا اليها حزب الله ستكون التظاهرة الأضخم التي شهدتها الضاحية الجنوبية، بحسب ما توقعت مصادر مطلعة، على أن تختتم بكلمة للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله سيشكل ملفّ القدس وفلسطين العنوان الأبرز فيها.
وقالت مصادر مطلعة لـ “البناء” إن “المشاركة في التظاهرة غير محصورة بجمهور معين، بل مفتوحة لكل اللبنانيين والفلسطينيين ولكافة الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية”. وأشارت الى أن “الإجراءات التي دعا اليها السيد نصر الله في إطلالته الأخيرة هي المستوى الأدنى في استراتيجية التحرك التي وضعتها قيادة المقاومة، والتي سيكشف عن تفاصيلها المتدرجة السيد نصر الله في إطلالات متلاحقة مواكبة للمستجدّات في فلسطين والعالم”.
النهار: نصرة القدس للتوظيف السياسي وأعمال الشغب!
كتبت “النهار”: تحرير فلسطين لا يمر في جونيه ولا في عوكر، ولا في أي بقعة من لبنان، وأعمال الشغب والاضرار بمصالح المواطنين لا تستعيد القدس، وجولات مسؤولي الميليشيات العسكرية من العراق وغيره لا تساعد في بناء السلم الاهلي في لبنان، ولا تفيده في علاقاته مع المجتمع الدولي أو مع اشقائه العرب. كما ان استمرار “حزب الله” في تحدي المؤسسات وضرب مفهوم الدولة، ونسف اتفاق”النأي بالنفس” الذي توافق عليه الافرقاء في الداخل، وبغطاء خارجي شكل مخرجاً لعودة الرئيس سعد الحريري عن استقالته، لا تخدم حالة الاستقرار التي ينشدها اللبنانيون.
لم يكن خطأ تسريب الفيديو الذي يصور مسؤول ميليشيا “عصائب أهل الحق” العراقية عند الحدود الجنوبية أو مصادفة انما هدف الى امرار رسائل داخلية وخارجية تترجم الكلام الاخير للامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي اطلقه في احتفال “يوم القدس العالمي” في 23 حزيران الماضي، وكشف فيه ان “أي اعتداء اسرائيلي على محور المقاومة قد يفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان”.
وجاء تبرير الميليشيا العراقية للزيارة في رد على بيان رئيس الوزراء سعد الحريري اتسم بالوقاحة اذ اعتبرت أن” زيارة الامين العام للحركة قيس الخزعلي الى الحدود جاءت للتعبير عن التضامن بين الشعوب الاسلامية والعربية للوقوف بوجه الكيان الصهيوني وتجديد العهد للقدس المحتلة.”
ورأت الحركة أن “بيان الرئيس الحريري عن الزيارة يحمل الكثير من المغالطات والتناقضات، حيث أن الزيارة جاءت وفق الاصول وبجواز سفر عراقي، أما اللباس العسكري فهو تعبير عن رسالة تضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد العدو المشترك”.
الجمهورية: الحكومة تتعثّر في انطلاقتها الجديدة… وحراك ديبلوماسي يُراقب “النأي”
كتبت “الجمهورية”: يستمر القرار الاميركي، الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، محور الاهتمام والمتابعة محليا واقليميا ودوليا، في وقت بَدا في المشهد أن لا خطوات عربية واسلامية فاعلة رَداً على هذا القرار، وانّ الرد ما زال يقتصر حتى الآن على انتفاضة الفلسطينيين في الاراضي المحتلة والتظاهرات التي تحصل في لبنان وبعض العواصم العربية والاسلامية والغربية التي تندّد بهذه الخطوة الاميركية غير المسبوقة، وتطالب بالعودة عنها، وينتظر ان تبلغ ذروة التحركات اللبنانية في التظاهرات التي ستنطلق في الضاحية الجنوبية اليوم، وفي بيروت غداً إستنكار للقرار ورفضاً له.
بعدما كانت الحكومة تأمل في ان يشهد الاسبوع الحالي انطلاقة جديدة لعملها بعد “بيان النأي عن النفس”، برزت معطيات وأحداث جديدة من شأنها التأثير في هذه الانطلاقة، وأبرزها:
اولاً، البيان الصريح جداً الذي صدر عن اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس الذي رطّب الذاكرة بالقرار 1559 الذي يفترض انّ القرار 1701 قد جعله لزوم ما لايلزم.
ثانياً، تداعيات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل، حيث حاولت اطراف لبنانية وفلسطينية تحويل التظاهرة أمام السفارة الاميركية في عوكر إحتجاجاً على قرار ترامب، الى أعمال شغب واعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة، لا ضد السفارة بل ضدّ الدولة اللبنانية عبر اجهزتها الامنية، وخصوصاً ضد الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين رَشَقهم المتظاهرون بالحجارة وأحرقوا مستوعبات النفايات وحطّموا ممتلكات.
ثالثاً، الزيارة الملتبسة للامين العام لـ”حركة عصائب أهل الحق” التابعة لـ”الحشد الشعبي العراقي” الشيخ قيس الخزعلي الذي دخل لبنان من دون علم السلطات اللبنانية، وزار برفقة قياديين من “حزب الله” المنطقة الحدودية في الجنوب، بلباس عسكري، وأدلى بتصريحات أقلّ ما يقال فيها انها دعوة الى إنشاء دولة إسلامية مذهبية، دعاها دعوة “صاحب الزمان”.
وعلى رغم تأكيد البعض أنّ زيارة الخزعلي للجنوب سبقت اعلان بيان النأي بالنفس ومؤتمر باريس للمانحين، إعتبر بعض المراجع الرسمية الزيارة “بمثابة خرق موصوف لبيان النأي بالنفس، وكذلك لبيان باريس”.
بدورها، سألت مصادر سياسية: “هل أنّ السيادة اللبنانية مرتبطة ببيان يصدر او لا يصدر؟ وقالت: “حتى لو كانت الزيارة حصلت قبل اعلان بيان النأي بالنفس، فما هي الغاية إذاً من بَث فيديو عن الزيارة بعد صدور البيان وغداة اجتماع باريس؟”.
اللواء: مَنْ يلعب على حبال الإستقرار من “العصائب” إلى عوكر؟ رفض رسمي لخروقات النأي بالنفس.. واقتراحات لبنانية جريئة في مؤتمر القاهرة
كتبت “اللواء”: من زيارة مسؤول “العصائب” إلى “تظاهرة عوكر” احتجاجاً على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي تحوّلت في “لحظة ما” إلى اشتباك مع القوى الأمنية، عندما حاول شبان غاضبون اقتحام السفارة وعمدت قوى الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المجتمعين، بدا المشهد آخذ بالتحوّل من وتيرة المكرس للاستقرار، إلى تحركات تضع الاستقرار على الطاولة، في خضم تصاعد تداعيات الاعتراض العارم اسلامياً وعربياً واقليمياً ولبنانياً على القرار الأميركي، والتي تبلغ مستوى قوياً في تظاهرة اليوم في الضاحية الجنوبية في وقت أكّد فيه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في القاهرة ان لا عروبة بلا القدس، ولا سلام دون القدس، وان ما فعله ترامب ضد الإنسانية، مطالباً بالتوجه إلى مجلس الأمن.
وفيما يستأنف الرئيس سعد الحريري نشاطه الرسمي في السراي الكبير اليوم لتوقيع ما تراكم من ملفات، ولديه جدول اعمال حافل، كشفت أوساط قريبة من بعبدا ان موقف لبنان من قرار ترامب يبلغ قمته مع كلمة الرئيس ميشال عون في قمّة اسطنبول، والتي ستتضمن وفقاً للمصادر نفسها، اقتراحات عملية لحماية القدس من انعكاسات قرار ترامب والإجراءات الإسرائيلية لتهويدها.
المستقبل: تظاهرات الغضب تتواصل .. وماكرون ينتصر للقدس
كتبت “المستقبل”: لليوم الرابع على التوالي، تواصل الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي إزاء “وعد ترامب” بأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، فخاض الفلسطينيون مواجهات بالحجارة والدواليب والمحروقة مع قوات الاحتلال، وسار عشرات الآلاف في مدن عدة في الشرق الأوسط والعالم هاتفين للقدس.
البيت الأبيض أعرب عن استيائه من رفض السلطة الفلسطينية استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس معتبراً أنها “تضيع فرصة مناقشة مستقبل المنطقة”، فيما أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده ترفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يُمثل “تهديداً خطيراً للسلام”، وطالبه بتقديم مبادرات حسن نية للفلسطينيين كتجميد الاستيطان. ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى قمة ثنائية اليوم في القاهرة.
ففي القدس اندلعت التظاهرات الشعبية رفضاً لإعلان الرئيس الأميركي نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وطعن فلسطيني يبلغ من العمر 24 عاماً من الضفة الغربية المحتلة حارس أمن إسرائيلياً بعدما اقترب من جهاز رصد المعادن عند مدخل محطة حافلات رئيسية، وقالت الشرطة إن الحارس في حالة حرجة. واحتجز المهاجم بعدما أمسك به أحد المارة.
الديار: تمثال لترامب في القدس وإسرائيل تتكل على عبّاس والملك عبدالله والسيسي بإنهاء الإنتفاضة
كتبت الديار: سقطت الجامعة العربية ومعظم الأنظمة العربية امام الشعور العربي الوطني والقومي الذي اشتعل نتيجة قرار الرئيس الأميركي ترامب اعتبار مدينة القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لإسرائيل.
وكم كان هزيلا بيان وزراء الخارجية العرب وضعيفا وصغيراً امام القرار الظالم والمستبدّ الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب في ان الولايات المتحدة اعترفت بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل وبأنها ستنقل السفارة الأميركية الى القدس رغما عن القرارات الدولية وضربا للشرعية الدولية، رغم ان واشنطن وافقت على كل القرارات في شأن القدس والضفة الغربية وحدود الـ 67، ثم يأتي الان الرئيس الأميركي ترامب ويتجاهل كل هذه القرارات الدولية ويعتبر القدس عاصمة إسرائيل.
الجامعة العربية كانت هزيلة جدا عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكانوا يحاولون إرضاء شعور الشارع العربي وفي ذات الوقت عدم المسّ بالولايات المتحدة والرئيس الأميركي ترامب بأي كلمة، بل عبارات لفظية مكتوبة عبر بيان، عن ان القرار أضرّ بتسوية السلام في الشرق الأوسط وانه يجب اخذ تدابير ديبلوماسية واقتصادية وغيرها، دون ذكر ما هي التدابير وكيفية اتخاذها، بل انتهى امس السبت مؤتمر وزراء الخارجية العرب الى فشل ذريع ومعيب في حق الشعوب العربية التي انتفضت في كل انحاء العالم العربي وفي حق جميع المسلمين والمسيحيين، على كافة الكرة الأرضية.
يمكن الإعلان ان الجامعة العربية انتهت، وان مؤتمر وزراء الخارجية العرب مُخجل جدا، وكل الكلمات التي ألقيت في المؤتمر كانت كاذبة وفقط تحت ضغط الشارع العربي، لكنه لم يتم اتخاذ أي توصية في شأن الردّ على قرار الرئيس الأميركي ترامب من قبل 22 دولة عربية.
معنى ذلك ان أنظمة عربية ستسقط امام شارعها وحتى ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قد تسقط امام الانتفاضة ضد جيش الاحتلال وضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن اعتماد القدس عاصمة إسرائيل، لان الرئيس محمود عباس ما زال يتحدث عن كيفية السلام ولا يتحدث بكلمة عن اتفاق أوسلو الذي أوصل الفلسطينيين الى هذه المصيبة الكبرى، إضافة الى المصائب التاريخية التي اصابت الشعب الفلسطيني.
كما ان أنظمة عربية أخرى معرّضة للسقوط نتيجة ثورة الشارع العربي وعدم قيام هذه الأنظمة العربية باتخاذ أي خطوة ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب ولو شكليا، سواء عبر استدعاء سفيرها لدى واشنطن ام غيرها.
في هذا الوقت تستمر الانتفاضة الفلسطينية على مدى الضفة الغربية وغزة وحتى داخل الخط الأخضر، ومع ان الاعلام الإسرائيلي لا يسمح ولا ينشر شيئاً عن المظاهرات الفلسطينية داخل إسرائيل 48 أي فلسطين التي تم اغتصابها سنة 1948 وتم اعلان دولة إسرائيل على أراضيها، فان الفلسطينيين داخل الخط الأخضر تظاهروا بعشرات الالاف في المدن العربية وفي تل ابيب لكن الاعلام الإسرائيلي حجب كل المعلومات ومنع حتى كافة المحطات الدولية الاوروبية والأميركية من نشر أي صور او خبر عن هذه المظاهرات.
اما في الضفة الغربية فسارت مظاهرة قوية من رام الله باتجاه مركز القيادة العسكرية الإسرائيلية التي تحكم وتحتل الضفة الغربية. واصطدم المتظاهرون مع الجنود الإسرائيليين، وسقط من الشبان الفلسطينيين 36 جريحاً منهم بالرصاص الحي، ومنهم بالرصاص المطاطي، كما أصيب اكثر من 51 شاباً فلسطينياً وصبية فلسطينية بالاختناق نتيجة القنابل الغازية التي تحمل مواد كيماوية مسممة للتنفس، وفي ذات الوقت مسيلة للدموع في شكل لا يعود المتظاهر يستطيع رؤية ما امامه. ورغم ذلك، ظهر الناطق باسم البيت الأبيض واعلن ان المتظاهرين، وفق ما قاله «في إسرائيل بينما هي فلسطين المحتلة لا يحق لهم التظاهر لانه من المعروف تاريخيا ان اليهود هم الذين يملكون القدس وهي عاصمتهم الحقيقية والتاريخية».