رعد: الاعلان الاميركي قرصنة ماكرة تهدف الى شرعنة احتلال القدس
ألقى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد كلمة في الجلسة العامة لمجلس النواب، المخصصة لموضوع القدس، وقال: “لعل مجلسنا النيابي هو أول مجلس ينعقد في عالمنا العربي بعد اعلان الرئيس الاميركي، القدس عاصمة الكيان الاسرائيلي الغاصب لفلسطين .
ولا غرابة في ذلك على الاطلاق، فلطالما بادر هذا المجلس ولا سيما في عهدكم، لحماية قضايا العرب والتضامن معهم واتخاذ المواقف التي تدافع عن حقوقهم وتصون كرامتهم وتتصدى لكل عدوان يستهدفهم أو يهددهم.
ولطالما شهد هذا المجلس جلسات مرافعة عن فلسطين وشعبها تنديدا بالاعتداءات الاسرائيلية وبممارسات الاحتلال الصهيوني.. معتبرا أن ذلك هو أقل الواجب وأضعف الايمان دعما ووقوفا الى جانب الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة الى وطنه وتقرير مصيره بمحض ارادته وتحرير كامل ارضه ومقدساته.
اليوم نحن أمام عدوان جديد تباشره اعلى سلطة في الادارة الاميركية. من أجل تحقيق مصالح أميركية – اسرائيلية مشتركة على حساب القدس وفلسطين والشعوب والدول العربية والاسلامية وعلى حساب الامم المتحدة وميثاقها والقرارات والقوانين الدولية.
ان الاعلان الاميركي أن القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي هو قرصنة ماكرة تهدف الى شرعنة احتلال القدس والاعتداء على هويتها، وعلى قدسيتها ورمزيتها وعلى فلسطين وقضيتها وشعبها، والى مصادرة حقوق الانسان وطعن كرامته وانتهاك سيادة وطنه.
انه تهديد وقح لعواصم العرب والمسلمين وللمقدسات الاسلامية والمسيحية، كما أنه اهانة لئيمة لكل النضالات والتضحيات الفلسطينية والعربية والاسلامية ولكل الشعوب الحرة وللدول التي تحترم المواثيق والقوانين الدولية. فضلا عن أنه استهانة حتى بالذين وثقوا بالادارة الامريكية وبدورها الرعائي المزعوم لتحقيق تسوية سلمية في فلسطين.
أكثر من ذلك، انه استباحة لفلسطين ولشعبها وللعرب ولدولهم ولمصيرهم، وهو أخطر من وعد بلفور، انه ليس عقد نية جرمية، لا بل انه ارتكاب فعلي للجرم، إلا انه من جهة أخرى إفصاح صريح عن النفعية المتوحشة التي تمثل الخلفية التي تستند اليها الادارة الاميركية في مواقفها وسياساتها، وفي صداقاتها وعداواتها، وهي خلفية تتناسب فقط مع العيش في الغاب.
هذه النفعية هي أبشع وأقذر تجليات التصحر الحضاري، خصوصا عندما ينطوي على فائض قوة ينعكس كما هو الحال في اداء الادارة الاميركية مثلا ديماغوجية وازدواجية وخداعا واستبدادا وسادية واستخفافا بالآخرين وعنصرية جامحة تفسر الاستعلاء والتجبر والطغيان، وبعض من هذا كله يكفي لاسقاط صدقية الدور الذي تتلبسه زيفا كراعيه للديموقراطية أو كوسيط لحل النزاعات“.
وأعرب عن اعتقاده أن “اللحظة الراهنة ليست لمحاكمة السياسات التي مهدت وجرأت الرئيس الاميركي على هذا الاعلان – العدوان. لكن الواجب الانساني والاخلاقي والوطني والقومي يلزمنا إدانة هذا القرار وشجبه وبذل أقصى الجهود من أجل إلغائه أو تجميده أو مواجهة مفاعيله. إن المواجهة الجادة للاهانة تقتضي عدم الاستهانة بتأثيراتها ومخاطرها.
إن الصمت أو الاذعان او اللامبالاة ازاء هذا العدوان يفتح شهية العدوى امام دول اخرى تلتزم الخلفية النفعية نفسها في العالم“.
ورأى أن “الاحتجاج والتصدي لهذا العدوان الموصوف هما السبيل الأنجح لوقفه والحؤول دون تناسل تداعياته التي قد تصل حد القضاء على ادنى الحقوق المشروعه والعادلة للشعب الفلسطيني.
إن قوة الاحتجاج وحجم اتساعه وصلابة التصدي تؤديان بلا شك الى فرض وقائع جديدة تلزم المعتدي بإعادة التقييم للموقف.
كما ان العمل السريع لانهاء الحروب والنزاعات البنية الدامية في المنطقة العربية والاسلامية والتوصل الى تسويات سياسية مرضية، سيسهم بالتأكيد في توفير المزيد من الجهود لموجهة السياسة الامريكية الراعية للعدوان ووقف تداعياتها في المنطقة.
ان الاساس الذي يشكل محفزا للنجاح او الانكفاء في المواجهة المطلوبة، يتمثل في قوة وصلابة واستمرار الموقف الفلسطيني الرافض للعدوان والثابت على حقه في تقرير مصيره وانهاء الاحتلال لأرضه. ولهذا الشعب المقاوم والشجاع ان ينتظر من كل اخوانه واشقائه والاحرار، الدعم المتواصل على كل الصعد وبكل الامكانات المساندة لإنتفاضته الجديدة والواعدة ولحقه المشروع في الدفاع عن وطنه وسيادته وكرامته“.
ودعا “الجميع، شعوبا وقوى وحكومات، الى تبني برنامج المواجهة الذي عرض لبعض مفرداته سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، واثقين من مفاعيله وتأثيره البالغ في مواجهة الاعلان العدواني. ونعتقد أن دولتك لن تفوته المبادرة للاتصال والتحرك لتأمين انعقاد جلسة استثنائية لرؤساء البرلمانات العربية في سياق رفض القرار الاميركي ومواجهته.
كما اننا نقترح ان يحتضن لبنان مؤتمرا دوليا اسلاميا مسيحيا جامعا للدفاع عن القدس ورمزيتها وعروبتها وقدسيتها ولرفض تهويدها وصهينتها. إن لبنان الوطن والرسالة والعيش الواحد هو الأولى والاجدر باحتضان مثل هذا المؤتمر“.
وختم: “باسم من نمثل من اللبنانيين, ومن موقعنا في المقاومة التي خبرت الاحتلال الاسرائيلي ورعاته الاميركيين، نتوجه بالتحية والاكبار الى شعب فلسطين المنتفض بوجه الاحتلال والعدوان ونؤكد وجوب دعمه وامداده بكل ما يمكنه من الدفاع عن حقه في ارضه واجلاء المحتل عنها والتصدي لمحاولات ابتزازه واخضاعه.
لقد أكدت الوقائع وتجارب الشعوب. أن ارادة اهل الحق واصحابه هي العامل المرجح للانتصار على قوى العدوان مهما امتلكت من قدرات وامكانات, ولقد قيل ذات يوم للامام علي بن ابي طالب (ع) : يا أمير المؤمنين ان سيفك قصير، فأجاب على الفور: الوثبة تطيله.
ان وثبة أهل الحق اليوم في القدس وفلسطين كفيلة بقطع دابر المعتدين.. وستبقى القدس عاصمة ابدية لفلسطين”.