لفلسطين وأهلها سلام
غالب قنديل
كان قرار ترامب حول القدس متوقعا وهو منسق مسبقا مع جميع الحكومات العربية الدائرة في الفلك الأميركي ولا يملك أحد من أصدقاء واشنطن العرب او من خصومها القدرة على ادعاء المفاجأة امام ما أعلنه الرئيس الأميركي الذي يشتد التصاق إدارته بالكيان الصهيوني بينما تتراكم مؤشرات الفشل الأميركي الكبير بعد سبع سنوات من حرب الوكالة التي ادارتها واشنطن مباشرة و”من الخلف ” وألقت في أتونها بمعظم أوراقها في المنطقة لتدمير محور المقاومة والتخلص من الأخطار التي تعصف بالكيان الصهيوني وبمنظومة الهيمنة الاستعمارية الأميركية وأدواتها.
الهزائم المدوية لداعش والقاعدة في سورية والعراق واستشعار تل أبيب بالعجز عن التحكم بالمدى الذي تبلغه القدرات الدفاعية السورية وإمكانات حزب الله المكتسبة بعد سقوط رهانها على تحويل الميدان السوري إلى مستنقع يغرق جميع خصومها ويخفي خطرهم الوجودي على الكيان الذي لم يوفر وسيلة تدخل لدعم عصابات الإرهاب بالتعاون مع حكومات الأردن وقطر والسعودية تماما كما فعل في حرب تموز من خلال مجموعة شرم الشيخ.
القرار فهم جيدا في فلسطين المحتلة وقد اشتعلت الانتفاضة الشعبية مجددا وتبدو مرشحة للتصاعد والأمر هذه المرة يتناول قرارا اميركيا ومشيئة أميركية وهو يسقط في نظر الناس اكواما من دجل الحكومات العربية عن الوسيط الأميركي في دوامة التفاوض العقيم الذي انطلق مع اتفاقات اوسلو وبرهن على وظيفة أميركية أحادية لسلسلة المبادرات والاقتراحات الأميركية التي لم تهدف إلا لانتزاع مزيد من التنازلات لصالح الكيان الصهيوني وقد استرهنت السلطة الفلسطينية بدورها وبجميع مكوناتها الوجودية لتغدو وسيلة طيعة لضمان المصالح الأمنية للاحتلال الصهيوني ولتسهيل مطاردة واصطياد الشباب المقاوم الذي يجتهد لإبداع انماط وأدوات المواجهة رغم ما يتعرض له من القمع والتنكيل عبر اجهزة السلطة بفضل التنسيق الأمني المستمر مع كيان العدو.
تعرف الأنظمة التابعة لاسيما في الخليج ان إغلاق السفارات الأميركية ومكاتب التمثيل الصهيونية ووقف إمداد النفط وسحب مليارات الودائع من المصارف الأميركية والغربية هي خيارات عملية ومؤلمة ستفرض على واشنطن مراجعة حساباتها دون شك لكن هذه الأنظمة لا تريد وهي مستتبعة إلى حبل الوريد وتحضر نفسها لوليمة اعتراف وتطبيع مع الكيان الصهيوني وسوف تبذل أقصى ما تسطيع لوأد أي بادرة مقاومة اومواجهة.
حكام الغفلة من التبع سيزعجهم خفوت وهج حروبهم ضد المقاومة اللبنانية وضد سورية وسطوع عنوان القدس بين المحيط والخليج بل وفي العالم كله وكل تحرك ضد القرار الأميركي البائس سيبرز المغزى الفعلي لكل ما فعلوه في التآمر على سورية وحزب الله وما قاموا به لتخريب لبنان ولاستهداف قادته الكبار ورموزه ولبث الفتنة المذهبية بدافع إحراق هذا اللبنان العصي على الصهاينة جيشا ومقاومة.
الانتفاضة المتجددة داخل فلسطين المحتلة ستكون قابلة زمن عربي آخر وستزهر المقاومة الجديدة التي تفرض وقف مسار التنازلات المذلة بسواعد صبايا وشباب فلسطين من رفاق القائد الشهيد باسل الأعرج ومن ورثة القسام وتلامذة عماد مغنية وسائر شهداء الأرض وأبطال اجيال المقاومين وسترفرف مجددا رايات صفراء وصور قائد المقاومة المنتصرة السيد حسن نصرالله رغم انوف الكارهين.
ستقرع الدماء الفلسطينية راحة حكام الردة قصرا قصرا وستنطلق كوابيس الفشل في ليالي الشتاء القاسي على حكومات الخيبة فزرع المحور الفتي الذي هشم خرافة القوة التي لا تقهر سينبت في أرض فلسطين بآلاف السواعد وستشتعل ملايين الحناجر في كل مكان بين المحيط والخليج هتافا لفلسطين العربية وكلما اشتد لهيب الانتفاضة الفلسطينية ستعلو ألسنة اللهب في المزيد من العواصم المكبوتة والممنوعة عن البوح بعشق القدس وفلسطين.
فضيحة العار مبرمة عارية وكل الدجل المتراكم عن المقدسات يتهاوى ويسقط مع ورق التوت الأميركي عن عورات حكام الردة الذين أشهروا خناجرهم لطعن سورية وحزب الله ولتمزيق العراق وللغدر باليمن ها هي الصبية الفاتنة فلسطين تغتسل من عارالردة بزيتها وبدماء أبنائها وكل حريق في الكيان الغاصب سيطهر الأرض من نجس صهيون ومن نذالة الخونة وما اكثرهم …