الحديث مجدّداً عن حرب «إسرائيلية» ضدّ لبنان وسورية: حميدي العبدالله

من جديد عاد الحديث عن حرب سوف تشنّها «إسرائيل» ضدّ حزب الله وسورية. ذرائع تل أبيب للتلويح من جديد بشنّ حرب أخرى ما تسمّيه تعاظم نفوذ إيران في سورية، ولا سيما على المستوى العسكري، ونقل أسلحة وعتاد من سورية إلى لبنان، فهل فعلاً في الأفق حرب جديدة، أم أنّ ما تلوّح به تل أبيب يندرج في إطار الابتزاز والتهويل؟

لا شكّ أنّ تل أبيب، ومن ورائها الولايات المتحدة وعدد من حكومات المنطقة تفكر دائماً وترغب بشنّ عدوان واسع على لبنان للقضاء على المقاومة ولإسقاط الدولة السورية، وهذه رغبة واضحة يعلن عنها الكثير من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين وبصورة أقلّ صراحة بعض المسؤولين في حكومات المنطقة.

لكن تل أبيب وبعد حروب «إسرائيل»، ابتداءً من حرب عام 1973، ومروراً بنتائج غزوها واحتلالها للبنان عام 1982، ووصولاً إلى حرب عام 2006 على لبنان، وبعد حروب غزة في أعوام 2008 و2012 و2014، خلصت إلى دروس يصعب على أيّ مسؤول إسرائيلي تجاهلها. أهمّ هذه الدروس أنّ أيّ حرب تخوضها «إسرائيل» ولا تأتي بنصر حاسم وواضح ستكون تداعياتها سلبية على القيادة التي تتخذ قرار الحرب وعلى الكيان الصهيوني برمّته، لهذا لم يعد اتخاذ قرار الحرب بالسهولة التي كان عليها الوضع قبل هذه التجارب.

في هذه الفترة على وجه الخصوص، الوضع بالنسبة لأيّ عدوان إسرائيلي جديد أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً من السابق، أولاً، لأنّ قدرات المقاومة العسكرية وخبراتها القتالية وعديدها بات اليوم أقوى مما كان عليه في كلّ المواجهات والحروب السابقة، أيّ أنّ تل أبيب، وهذا ما يعترف به الكثير من قادتها، ستواجه وضعاً أكثر خطورة من كلّ حروبها السابقة لجهة الدمار الذي يلحق بها مقابل ما تلحقه من دمار بالجهات التي تستهدفها. ثانياً، هذه المرة ستواجه «إسرائيل» جبهة أكثر اتساعاً تمتدّ هذه المرة من الناقورة في لبنان إلى حوض اليرموك في مثلث الحدود السورية – الفلسطينية والأردنية. وثالثاً، ستواجه تل أبيب أعداداً من المقاتلين غير السوريين واللبنانيين، أيّ عراقيين وإيرانيين بقيادة الجنرال قاسم سليماني، وهذا ما تحدّث عنه الأمين العام لحزب الله صراحةً، على نحو غير مسبوق، تمكنوا من كلّ فنون القتال ويمتلكون الدافعية العقائدية، ويحوزون على أسلحة متطوّرة، وبالتالي ستكون نتائج هذه الحرب أكثر وقعاً على الكيان الصهيوني من كلّ حروبه السابقة، فهل يغامر قادة الكيان بشنّ الحرب في هذا التوقيت، بعد أن حسمت المعارك مع الإرهاب أو كادت، وبالتالي بات فائض القوة جاهزاً لمواجهة احتمال الحرب مع الكيان الصهيوني؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى