التايمز: المانيا تحذر من سياسة ترامب
كشفت دراسة استقصائية أن ألمانيا تعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يشكل تحديا أكبر من روسيا أو تركيا أو كوريا الشمالية، بينما حث وزير خارجيتها سيغمار غابرييل على اتخاذ موقف أكثر حزما معه .
وقال غابرييل إن وجهة النظر التقليدية للولايات المتحدة بأنها تقوم بدور الحامي بدأ “ينهار” و”تراجعها الدولي سيتستمر بعد الرئيس ترمب، ولذلك ينبغي على ألمانيا أن تكافح بشدة ضد التهديدات الأميركية كتلك التي تضع حدا لاتفاق إيران النووي أو تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل“.
وأضاف أن برلين عانت أيضا من سحب ترمب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ ومن قوة العقوبات الأميركية على روسيا، التي تهدد بناء خط أنابيب الغاز تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا.
وأشار تقرير صحيفة التايمز البريطانية إلى أن كلمات غابرييل رددت التحذير الصارخ للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الصيف الماضي بأن دول الاتحاد الأوروبي لم تعد قادرة على “الاعتماد الكامل” على الولايات المتحدة وبريطانيا، ولذا “يجب أن نكافح من أجل مستقبلنا كأوروبيين“.
وقد اعتبر هذا الأمر وقتها دعوة لألمانيا وفرنسا لتولي زمام المبادرة في دفعة جديدة للسياسة الدفاعية والأمنية للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تشكل جيش أوروبي كانت بريطانيا قد وقفت حائلا دونه فترة طويلة.
وأفادت الدراسة أن 43% من الألمان فقط اعتبروا واشنطن واحدة من أهم شريكين أجنبيين لبرلين، بعد أن كانت النسبة 60% العام الماضي. وبالمقارنة اعتبر 63%من الفرنسيين أنها واحدة من أهم شريكين أجنبيين لباريس، بعد أن كانت النسبة 60%. واعتبرت نسبة 6% فقط من الألمان أن بريطانيا أكبر شريك لها، بينما كانت النسبة في روسيا 11% والصين 7%.
كما أظهر استطلاع لمؤسسة كوربر، وهي منظمة بحثية، أن أكبر مخاوف السياسة الخارجية بالنسبة للألمان كانت اللاجئين. فقد أبدى 26% قلقهم من قدرة البلاد على التعامل مع طالبي اللجوء.
وجاءت العلاقات مع ترمب والولايات المتحدة في المرتبة الثانية، حيث وصفها 19% بأنها تشكل تحديا رئيسيا، تليها تركيا بنسبة 17%، وكوريا الشمالية بنسبة 10%، وروسيا بنسبة 8%.
أما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقد وصفته نسبة 4% فقط كأحد أهم ثلاثة تحديات تواجه ألمانيا، وكان هذا تذكير واضح بالأولوية المنخفضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ألمانيا، وهذه المسألة بالكاد برزت في الحملة الانتخابية الوطنية الأخيرة.
كما وجد الاستطلاع دعما قويا للمضي قدما في خطط تشكيل جيش للاتحاد الأوروبي، وكانت النسبة المؤيدة له 58%.
وقال غابرييل خلال لقاء مع سياسيين ومندوبين حكوميين بمؤسسة كوربر في برلين إن “ألمانيا لا يمكنها تحمل انتظار قرارات من واشنطن”.