صحف اميركية: مبادرة ترمب للسلام أسوأ من سابقاتها
تناولت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست قضية السلام، إذ قالت الأولى إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عرض على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في آخر لقاء بينهما قبل نحو أسبوعين محتوى خطة سلام أميركية تتضمن حصول الفلسطينيين على دولة خاصة بهم في الضفة الغربية، لكن أجزاءها لا تتجاور، وشرق القدس ليس عاصمتها، وتتمتع بسيادة محدودة .
كما أن غالبية المستوطنات الإسرائيلية الشاسعة المساحة بالضفة الغربية والتي تعتبرها الغالبية الساحقة من دول العالم غير قانونية، سيتم الإبقاء عليها، كما لن يُسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين أو أبنائهم أو أحفادهم إلى أرض فلسطين.
وكان البيت الأبيض قد نفى أمس أن تكون هذه خطته، قائلا إن الأمر يتطلب شهورا لمجرد بلورة الخطوط العريضة للخطة، كما نفت الحكومة السعودية أنها تدعم النقاط المذكورة.
ومع ذلك قالت نيويورك تايمز إن العديد من السياسيين والمراقبين والخبراء العرب والأوروبيين أبلغوها أن عباس كشف النقاط المذكورة في مكالمات هاتفية خلال الأيام الأخيرة مع كثير من القادة العرب والأوربيين.
وقالت إن كثيرين في المنطقة وواشنطن يتساءلون إن كان محمد بن سلمان يقوم بمساع بعيدا عن الأضواء وعن واشنطن للضغط على الفلسطينيين، أم إن عباس، الذي ضعف سياسيا داخل فلسطين، يقوم بإرسال إشارات تخدم أغراضا خاصة به تشير إلى أنه يتعرض لضغط من الرياض؟
ويقول خبراء ومسؤولون بالمنطقة إن ما تردد عن الخطة بالإضافة إلى عزم ترمب إعلان اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى القدس الأربعاء المقبل، سيقوضان الدور الأميركي كوسيط محايد نظريا.
من جهة أخرى قال جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي والمكلف ببلورة خطة السلام المعنية، في حديث نادر إنهم وبعد قرابة العام من رحلات الاستماع بالشرق الأوسط وضعوا خطة شاملة، لكنه تكتم على محتواها.
مسؤولون فلسطينيون من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وكذلك من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتبروا هذه الخطة مهينة لا يمكن القبول بها.
وقال حسن يوسف، وهو أحد كبار المسؤولين بحماس وعضو المجلس التشريعي، للصحيفة إذا وافق القادة الفلسطينيون على هذه الخطة فإن الشعب الفلسطيني لن يسامحهم.
ومما زاد من صدمة الفلسطينيين ما تردد من أن ولي العهد السعودي قال لعباس إذا لم يوافق، خلال شهرين فقط، على هذه الخطة فسيمارس عليه ضغطا حتى يستقيل ليحل محله شخص يوافق عليها. كما أشارت الصحيفة نقلا عن فلسطينيين إلى أن ابن سلمان عرض دعما ماليا سخيا للفلسطينيين، كما ألمح إلى إمكانية دفع أموال مباشرة لعباس شخصيا، لكن الأخير رفض.
ووصف نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسم عباس ما تردد عن حصيلة لقاء الرياض بين عباس وولي العهد السعودي واصفا إياه بـ”الأخبار المختلقة”، وقائلا إن الفلسطينيين لا يزالون بانتظار تسلم العرض الرسمي من واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين اللبنانيين أن إحدى الأفكار التي رددها السعوديون هي تعويض الفلسطينيين عن خسارة الضفة الغربية بإضافة جزء من شبه جزيرة سيناء، لكن مصر رفضت ذلك.
ونقلت واشنطن بوست عن جاريد كوشنير قوله أمس في محاضرة له بمنبر سابان بمعهد بروكنغز بواشنطن إن اهتمام ترمب بالسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نابع من قناعته بأن “التطرف الإسلامي” و”العدوانية الإيرانية” لن يتوقفا إلا بهذا السلام.
وقالت الصحيفة إن مراقبين قالوا لها إن الجديد في الخطة التي بلورها فريق كوشنير هو طرحها كل العروض معا بدلا من عرضها واحدا بعد الآخر كما كان يتم في السابق، وذلك حتى يجد كل من الطرفين ما يلبي تطلعاته وما لا يلبيها، وهو أمر طبيعي حتى يضع قرارا متكاملا حول الخطة كلها في وقت واحد.