من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار : عودة إلى “خطوط الرابع من تشرين” توافق سريع على صيغة بري للنأي بالنفس يعيد إحياء الحكومة
كتبت “الأخبار “: كما أن العودة إلى “خطوط الرابع من حزيران” كانت شرطاً لمفاوضات التسوية بين سوريا والعدو الإسرائيلي، فإن العودة إلى “خطوط الرابع من تشرين” الثاني ثبّتت التسوية اللبنانية، ووضعت حداً لمقامرة ولي العهد السعودي، وأعادت إطلاق العمل الحكومي
يطوي رئيس الحكومة، سعد الحريري، اليوم، نهائياً، صفحة “استقالته” من الرياض في الرابع من تشرين الثاني. كأنه لم يكن هو من ظهر على شاشة قناة “العربية” السعودية، ليُعلن أنه لم يعد رئيساً للحكومة. بين إذاعة البيان السعودي في ذلك النهار، واليوم، مرحلة صارت معروفة.
لكن لا بد من التذكير بها، وخاصة لجهة نشوء جبهة وطنية عريضة، تحمي الاستقرار الداخلي، ولو كان قرار العبث به صادراً من إحدى أكثر عواصم الإقليم قدرة على التأثير في السياسة اللبنانية. رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاستقالة المرسلة عبر البث الفضائي، وأيده في ذلك تحالف من القوى السياسية: الرئيس نبيه بري، حزب الله، النائب وليد جنبلاط، وجميع قوى 8 آذار، وقبلهم جميعاً، عائلة الحريري وقيادة تيار المستقبل. وأمام صمود الحريري نفسه في الرياض، وتماسك فريق عمله اللصيق في بيروت، وموقف عون والقوى الأخرى، تدخّلت الولايات المتحدة الأميركية، ومعها فرنسا ومصر، لثني وليّ العهد السعودي عن مقامرة اللعب بالاستقرار اللبناني.
اليوم، يجتمع مجلس الوزراء ظهراً، في قصر بعبدا، ليُصدر بياناً يؤكد فيه نأي لبنان بنفسه عن الصراعات العربية. بيان استهلك وقتاً قصيراً من التباحث بين عون والحريري وبري وجنبلاط وحزب الله والتيار الوطني الحر. اقترح بري صيغة حملها معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل، وعرضها على شركائه المعتادين في مفاوضات كهذه: المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، والوزير جبران باسيل والنائب وائل بوفاعور. سريعاً، لاقت الصيغة موافقة الجميع. بعض التحفظات أبداها الحريري، فعُدّل البيان وفقاً لها. كان خليل قد مهّد لهذا الأمر بمشاورات مع حزب الله وباقي الحلفاء في الحكومة، ومع الحريري الذي تشاور مع باسيل في العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي. بدا أن رئيس الحكومة مصمم، منذ عودته إلى بيروت من مكان “إقامته القسرية” في السعودية، عن طريق فرنسا ــ مصر ــ قبرص، على عدم الاستقالة. وبالتالي، لا مجال لخلافات عميقة. بيان يؤكد المؤكد، مبني على البيان الوزاري، وعلى خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس ميشال عون يوم انتخابه قبل عام وشهر.
وبحسب مصادر وزارية، فإن القوى التي توافقت على البيان، أجمعت أيضاً على ضرورة تفعيل العمل الحكومي، لكن من دون الاتفاق على ملفات محددة، “ومن دون أن يعني ذلك سهولة تمرير ما لم يكن ليمرّ قبل الرابع من تشرين الثاني”.
البيان الذي سيصدر عن مجلس الوزراء اليوم لن يُرضي القوات اللبنانية، التي لم يستشرها أحد في الصيغة المقترحة، لا خليل، ولا باسيل ولا الحريري. وبحسب مصادر وزارية، يُتوقع أن يسجل وزراء القوات تحفظاً. لكن من المستبعد أن يستقيلوا. فسمير جعجع يريد فعل المستحيل للعودة إلى الحضن الحريري، لكي لا يخوض الانتخابات المقبلة وحيداً.
خارجياً، سيحمل رئيس الحكومة البيان الذي سيقطع عطلة مجلس الوزراء التي امتدت شهراً كاملاً، إلى مؤتمر “مجموعة دعم لبنان”، التي ستنعقد في باريس يوم الجمعة المقبل، على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ومن المتوقع أن يحصل الحريري على دعم من المجموعة التي تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وألمانيا، ومصر، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية. لكن أصل المشكلة يبقى في الموقف السعودي. يقول الحريري لسائليه إن ما يقوم به سيحظى بغطاء سعودي. لكن مصادر وزارية تشكّك في ذلك. تلفت إلى أن رئيس الحكومة يتحدّث بالثقة نفسها التي أظهرها قبل أن يجبره محمد بن سلمان على الاستقالة. وتجزم بأن السعودية لن ترضى بالتسوية التي أنجزت. فهي ترى نفسها خاسرة. عاد الحريري إلى “خطوط الرابع من تشرين”. وهي عادت معه، لكن محمّلة بآثار صفعة قوية نتيجة مقامرتها غير المحسوبة. حافظت قوى الائتلاف الحكومي على التسوية الرئاسية التي حاول ابن سلمان فضّها، وبقي موقع حزب الله على ما كان عليه بل أقوى، وعهد الرئيس ميشال عون أكثر ثباتاً وأوسع تمثيلاً، فيما خسرت السعودية جولة، وتأثرت سلباً صورتها في المنطقة والعالم، وعند جزء من جمهورها التقليدي في لبنان، وأحرقت ورقة إجبار الحريري على الاستقالة بطريقة طبيعية.
البناء : أنصار الله والحكومة والجيش واللجان يُحكمون السيطرة على صنعاء… ومقتل صالح توازن الرعب الخليجي: قصف المدن واستمرار الحصار مقابل الصواريخ بيان التسوية الحكومية يُبصر النور اليوم… وأحداث اليمن تزيد أهميّة “النأي”
كتبت “البناء “: نهاية مأساوية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أعلنت نهاية الانقلاب الذي شكّل الرهان الأخير للرياض وأبو ظبي على تغيير مسار الحرب اليمنية. وبعد تطورات الأمس التي أعقبت مقتل صالح بدت الأمور في سياق المزيد من إحكام أنصار الله وحلفائهم ممن شاركوهم الحرب بوجه العدوان السعودي الإماراتي المدعوم من الجانبين الأميركي و”الإسرائيلي” على اليمن، وبدأ مَن تسنّى له الهروب من أنصار صالح بالنزوح نحو مناطق السيطرة السعودية، وخصوصاً إلى مأرب، بصورة بات من الصعب توقع أيّ تبدّل في مسار الحرب البرية في اليمن، وانحسار القدرة السعودية الإماراتية نحو مواصلة الدمار والقتل العبثي عبر تكثيف الغارات الجوية، التي قالت مصادر يمنية إنه سيرسم لها اليمنيون معادلة ردع عنوانُها، توازن الرعب الذي ولّدته الصواريخ اليمنية بعد نجاح اختبارَيْ إيصالها إلى الرياض وأبو ظبي، بحيث يصير على قادة الخليج الاختيار بين حرب استنزاف متبادلة، أو تسوية رفضوا مراراً الدعوة لقبولها، تقوم على شراكة وطنية يمنية منصفة تحتكم لصناديق الاقتراع في نهاية الطريق، يرتضي السعوديون ما يعلمونه مسبقاً من كونها ستنتج حكماً مستقلاً لليمن لا يتلقى تعليماته من الرياض، ويقيم علاقات متوازنة في الإقليم، ويجاهر بمفهومه للعروبة باعتبارها الشراكة في العداء لـ “إسرائيل” وليس لإيران، والتطبيع مع إيران وليس مع “إسرائيل”.
تحت تأثير ما جرى في اليمن وما سيجري، ومنع المزيد من تداعيات الصراعات الإقليمية على لبنان، تسارعت المساعي اللبنانية لملاقاة موعد سفر رئيس الحكومة يوم الجمعة المقبل للمشاركة في مؤتمر مجموعة دعم لبنان في باريس، لإنتاج التسوية الحكومية والانتهاء من صياغة بيانها الذي يتيح صدوره لرئيس الحكومة سعد الحريري المشاركة في المؤتمر بصورة كاملة الأوصاف كرئيس للحكومة، وليس كمتريّث في تقديم الاستقالة.
صيغة بيان التسوية، كما وصفته مصادر مطلعة لـ “البناء”، تلخيص لتوافقات لبنانية تضمّنتها بيانات ومواقف سابقة، فهو إعلان التزام بالقانون الدولي والقرارات الدولية وميثاق الجامعة العربية والحرص على علاقات لبنان بأشقائه العرب، ونأيه بنفسه عن صراعات المحاور العربية والإقليمية، ولبنان يتطلّع للأشقاء والأصدقاء أن ينأوا به عن صراعاتهم، وأن يلتقوا على تحييده من هذه الصراعات، حتى يحين أوانُ توافق عربي إقليمي ينشده لبنان ويمدّ يده للإسهام في صناعته، وتحقيقاً لاستقرار لبنان تحت سقف التوافق على هذا النأي ببلدهم عن الصراعات العربية والإقليمية، تلتزم الأطراف المشاركة في الحكومة بخطاب إعلامي وسياسي بعيد عن لغة التصعيد والتشنّج، يقطع طريق تعريض لبنان لتأزيم علاقاته العربية والإقليمية والدولية، ويمنع التوترات الداخلية والاحتقانات السياسية والطائفية والمذهبية، كما يلتزمون بعدم التدخل في الأوضاع الداخلية للدول الشقيقة والصديقة، بمثل ما يطلبون عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية، والحكومة والأحزاب والكتل المشاركة فيها، ومعهم الشعب اللبناني يثقون بقدرة وأهلية ومكانة ومهابة ووطنية رئيس الجمهورية كمؤتمن على الدستور، ورمز وحدة البلاد واستقلالها، للسهر على منع أيّ انزلاق للبنان نحو ما يعرّضه للخطر في هذه المرحلة الدقيقة، وضمان عدم تعريض علاقات لبنان العربية والدولية للتأزّم، وما يضمن تعزيز روح الوفاق والتضامن والوحدة وترسيخ الاستقرار.
بين الألغام الإقليمية والوضع المتفجّر في اليمن شقت التسوية السياسية الداخلية بنسختها المعدلة طريقها الى الإنجاز، ومن المتوقع أن تبصر النور اليوم، خلال جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا دعا إليها رئيس الحكومة سعد الحريري لإحياء التسوية، كما قال وزير الثقافة غطاس خوري، علماً أن الجلسة سياسية استثنائية لا تستوجب توجيه الدعوة إلى عقدها قبل 48 ساعة.
ويبدو أن النسخة النهائية لنصّ البيان قد أُنجز، بحسب معلومات “البناء” وحاز على التوقيع السياسي من “قوى التفاوض” والذي سيتلى في نهاية جلسة مجلس الوزراء على أن يشكّل مظلة الهبوط الآمن للحريري للعودة الى السراي الحكومي.
ووفق معلومات “البناء” فإن الخطوط العريضة للبيان أُنجزت خلال اللقاءت المكثفة في باريس بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية جبران باسيل والمسؤولين الفرنسيين الذين يتواصلون بدورهم مع القيادة السعودية، بينما كانت مشاورات باريس تتمّ بالتنسيق مع بعبدا وعين التينة وحارة حريك، حيث تولّى مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري تدوير الزوايا مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ومع معاون رئيس المجلس النيابي وزير المال علي حسن خليل اللذين عقدا اجتماعاً أمس في وزارة المال.
وقد أشارت مصادر “البناء” الى أن “حزب الله بالتنسيق مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري لعب الدور المفصلي لجهة تسهيل الأمور من خلال المرونة التي أبداها خلال مفاوضات صياغة البيان بناء على قرار من قيادة الحزب بتسهيل الأمور الى أقصى الحدود وتعبيد الطريق أمام عودة الحريري الى السراي الحكومي وتثبيته في موقعه وعودة الانتظام الى عمل المؤسسات”.
ومن بيت الوسط أكد النائب وائل أبو فاعور أمس، بُعيد زيارته الحريري أن “الامور تتجه الى الايجابية وتكاد تطوي صفحة الاستقالة وقد تمّ توضيح الكثير من النقاط والتفاهمات السياسية التي سيعبر عنها بموقف جامع لمجلس الوزراء”.
الديار : صالح يدفع ثمن “الرقص” مع “الافاعي” السعودية..وبيروت تترقب “وأد الفتنة” “رسميا” اليوم… ولا تعديل في شروط “التسوية” تحذيرات اوروبية: الرياض لن تتراجع والاقتصاد في “عين العاصفة”
كتبت “الديار “: الحدث في صنعاء والصدى في بيروت، وكل عواصم المنطقة، السعودية مرة جديدة تخفق ويدفع حلفاؤها الثمن، ما حصل في اليمن كان مقدرا ان يحصل على الساحة اللبنانية، لكن اللبنانيين استطاعوا حتى الان تجاوز الفتنة بخسائر تقارب “الصفر”، فيما دفع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ثمن آخر “رقصاته” مع “الثعابين” عندما انساق للاغراءات السعودية والاماراتية، فدفع حياته ثمنا لذلك، وتلقت الرياض ومن معها “صفعة” جديدة في “خاصرتها” الرخوة، وهذا ما دفع اوساط دبلوماسية في بيروت الى التحذير من رد الفعل السعودي لان الخسارة كبيرة جدا هذه المرة، وتتجاوز الاخفاق في خطة “الانقلاب” في بيروت..
وفي الدلالات اللبنانية للحدث اليمني ان الدائرة الضيقة للرئيس سعد الحريري وخلال اجتماع عقد مساء امس في بيت الوسط، خرجت اكثر ارتياحا بعد ان اثبتت الاحداث ان الخيارات الواقعية لرئيس الحكومة ومستشاريه جنبت فريقه السياسي ازمة خطيرة ومصير مجهول بعد ثبوت عدم وجود استراتيجية سعودية “لليوم التالي” للاستقالة، وجرى مرة جديدة تثمين تعامل كافة القوى السياسية مع الحدث الذي كان سيؤدي الى نتائج “كارثية”، بحسب تعبير احد مستشاري رئيس الحكومة المقربين..
اما اولى تداعيات الحدث اليمني داخليا فكانت الغاء صدور دعوة رسمية كان من المقرر صدورها بعد ظهر امس لعقد جلسة العودة عن الاستقالة، وقد اتخذ قراربعقدها بصورة استثنائية عند الثانية عشرة من ظهر اليوم، دون صدور هذه الدعوة من رئاسة الحكومة، كي لا تفهم “الرسالة” على نحو خاطىء في السعودية، بالتزامن مع الحدث اليمني… وهذا ما حصل بعد اتصالات اجراها الرئيس الحريري مع رئيس الجمهورية وكافة القوى المعنية بهذه الخطوة… وبحسب اوساط وزارية في 8 آذار فان “الرتوشات” الاخيرة على بيان “النأي” بالنفس وضعت بالامس خلال جولات مكوكية على كافة الاطراف المعنية، وكان اجتماع وزارة المال بين الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري الذي انضم اليه النائب وائل ابو فاعور، حاسما في رسم المعالم النهائية لـ “ميني” بيان وزاري جرى وضع اللماسات الاولية عليه بين الرؤساء عون- وبري -والحريري، وجرى “تنقيحه”في باريس بين الوزير جبران باسيل والرئيس الحريري وتم عرضه على المستشار السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، الذي اكد ثقة حزب الله برئيس الجمهورية ميشال عون “ولمساته” على هذا البيان الذي سيعتمد نصا يحفظ “ماء وجه” الرئيس الحريري، ويرضي حزب الله ولا يحرجه… وبحسب المعلومات فان الجملة “السحرية” في هذا البيان ستكون “النأي بالنفس عن صراعات المنطقة وحروبها وعدم التدخل بشؤون الدول العربية، وعدم تعريض امنها القومي للخطر”، بدل الاكتفاء بعبارة “النأي بالنفس” التي وردت في البيان الوزاري، على ان يجري التاكيد على مواجهة الارهاب والاعتداءات الاسرائيلية…
وفي هذا السياق، تؤكد الاوساط الوزارية ذاتها، ان موقف الطرف الذي يشعر ان خياره نجح في وأد الفتنة السعودية في اليمن او بتعبير آخر “انتصر” هناك، لن يدخل اي تعديل على التسوية السياسية المحلية، وابلغ من يعنيهم الامر، ان ما قبل احداث صنعاء، هو كما بعده والامور تسير على خير ما يرام، خصوصا ان تيار المستقبل بات اكثر اقتناعا بان خياره بمواصلة “ربط النزاع” يؤمن الاستقرار ويمنع حصول مواجهة غير “متكافئة” في ظل “عواصف” عاتية تنتظر المنطقة…
وبحسب اوساط دبلوماسية في بيروت فان مقتل الرئيس علي عبدالله صالح هو اكثر الضربات الموجعة لاستراتيجية قطع “اذرع” ايران في المنطقة، واذا كان السقوط الاول لهذه الاستراتيجية قد تم في بيروت على نحو سلمي فان انهائه بهذا الشكل في صنعاء، يؤكد بشكل اساسي ومباشر ان محور المقاومة في المنطقة لن يسمح لاحد بان “يسرق” انتصاراته على مختلف الجبهات المفتوحة، ومن اتخذ قرار اخراج زعيم حزب المؤتمر من المشهد اليمني على هذا النحو، اراد بوضوح تام ابلاغ من يعنيهم الامر في المعسكر الاخر بان “انصاف الحلول” لم تعد على اجندة هذا المحور واي مغامرة مهما كانت ابعادها سيتم التعامل معها بالحزم المطلوب فعنوان المرحلة هو “الحسم” دون تردد..
النهار : مجلس الوزراء اليوم لإقرار صيغة التسوية الكتائب : لن نسمح بحكم الزمن الرديء
كتبت “النهار “: لم يكن غريباً ان تستقطب التطورات المتسارعة في اليمن الاهتمامات السياسية والاعلامية في لبنان أمس نظراً الى ترابط المعطيات الاقليمية المتصلة بالصراع الايراني – السعودي في كل الساحات التي تتأثر بهذا الصراع ومنها لبنان. حتى ان بعض المعنيين بمجريات الجهود المبذولة للتوصل الى مخرج لأزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري ومن ثم التريث فيها تمهيدا لطيها ذهبوا الى التخوف من امكان ان تطرأ عوامل بفعل التطورات اليمنية عقب اغتيال الرئيس اليمني سابقا علي عبد الله صالح من شأنها ان تصيب الواقع اللبناني ببعض شظاياها السلبية الاضافية. لكن هذه الانطباعات لم تحجب استمرار الاتصالات والمشاورات واللقاءات البعيدة من الأضواء لانجاز مسودة صيغة بيان تجديد التسوية السياسية الذي يفترض ان يستجيب لمطالب الرئيس الحريري في مسائل عدة أبرزها وأهمها التزام صارم جدي لسياسة النأي بالنفس.
وفيما اثارت المعطيات المتكررة عن تحديد موعد لانعقاد مجلس الوزراء اليوم أو الخميس على ابعد تقدير استغراب الاوساط القريبة من الرئيس الحريري، شددت هذه الاوساط على ان رئيس الوزراء لا يزال ينتظر انجاز المشاورات الجارية لبت صيغة النأي بالنفس تحديدا قبل ان يوجه الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء التي تعود الصلاحية فيها اليه حصراً وليس أي مرجع آخر.
وبالفعل أمكن التوصل ليل أمس إنجاز هذه الصيغة ووجه الرئيس الحريري دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وعقد في هذا السياق لقاء طويل بين وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري بدا من خلاله ان ثمة أموراً لا تزال عالقة جرى تذليلها في الاتصالات التي استكملت بعد الاجتماع. وكان وزير الثقافة غطاس خوري قال امس إن مجلس الوزراء سينعقد خلال الساعات الـ48 المقبلة “بعد دوزنة بعض الامور ومن أجل احياء التسوية”. وأوضح ان تأليف حكومة جديدة عشية الانتخابات النيابية “قضية معقدة، “متوقعاً استمرار الحكومة الحالية. كما ان النائب وائل ابو فاعور الذي التقى أمس الرئيس الحريري رأى ان “الامور تتجه الى الايجابية وتكاد تطوى صفحة الاستقالة”. وعلم في هذا المجال، ان الرئيس الحريري، في مشاوراته التي أعقبت المشاورات الرئاسية في بعبدا وخلال اجتماعه في باريس مع وزير الخارجية جبران باسيل، وضع خمس نقاط وطالب بأن تكون في صلب أي بيان سياسي يصدر عن مجلس الوزراء للعودة عن استقالته. وهذه النقاط الخمس صاغها باسيل بتفويض من رئيس الجمهورية مع مدير مكتب الرئيس الحريري وهي تتمحور على: اتفاق الطائف، ومواجهة اسرائيل، ومواجهة الارهاب، والنأي بالنفس عن الصراعات العربية، وصون العلاقات العربية مضافاً اليها شرط عدم التعرّض سياسياً واعلامياً للدول الشقيقة والصديقة.
هذه العناوين حملها نادر الحريري الى معاون رئيس مجلس النواب وزير المال علي حسن خليل، وتبادلا الرؤيا في تفاصيلها، في اجتماعهما الذي عقد في وزارة المال. ثم حمل خليل لائحة المطالَب الحريرية وتوجَّه بها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في ظل تكتم شديد.
اللواء : مجلس الوزراء يلاقي اليوم مجموعة الدعم بإبعاد التأثيرات الإقليمية عن لبنان بيان مكتوب من 5 نقاط.. ووقف الحملات الإعلامية بند متقدّم وحاسم
كتبت “اللواء “ : سرَّعت الأحداث الدامية في المنطقة، بدءاً من اليمن، حيث لقي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مصرعه على ايدي الحوثيين، وصولاً إلى سوريا التي تشهد تبدلات في المواقف، وفي الميدان، في ظل تصاعد المخاوف من لعب إسرائيل بالنار، على خلفية الترتيبات الجارية، سرّعت من الاتصالات اللبنانية لإنهاء ذيول أزمة الاستقالة ببيان يصدر عن مجلس الوزراء يكرّس التسوية السياسية، ويطوّرها بإضافة عنوان جديد: “النأي بالنفس عن صراعات المنطقة”، وذلك بالتزامن مع الاستعدادات الجارية في العاصمة الفرنسية لعقد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
ونسبت “رويترز” إلى دبلوماسي أوروبي في باريس قوله ان هدف الاجتماع سيكون “ممارسة الضغط على السعوديين والايرانيين”..
وأضاف المصدر ان الاجتماع سيكون فرصة للتأكيد ان على اللبنانيين الالتزام بسياسة الدولة في “النأي بنفسها” عن أية صراعات إقليمية.
الجمهورية : مجلس الوزراء اليوم ينهي التريث.. وتساؤلات حول مصير اليمن
كتبت “الجمهورية “: خلافاً لكل الأجواء التي كانت سائدة حتى مساء أمس، دعا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري المجلس فجأة الى جلسة اليوم لإقرار ما تم الإتفاق عليه وإنهاء التريث، في وقت حَرفَ الحدث اليمني الأنظار، إذ انتهى بما سُمّي انقلاب الرئيس السابق علي عبد الله صالح على “الحوثيين” لمصلحة التحالف العربي بمقتله على أيديهم، ما فتح باب اليمن والمنطقة على شتى الاحتمالات.
أرخى ما حصل في اليمن جواً ضبابياً تخطى الساحة اليمنية ليشمل المنطقة كلها، خصوصاً انّ التطور الدموي الذي تَمثّل بمقتل الرئيس اليمني السابق على يد الحوثيين فتح الجبهة اليمنية على احتمالات يصعب تقديرها، او تحديد الرقعة التي ستشملها، او التكهّن بما قد يذهب إليه مصير اليمن وبحجم ردّ الفعل، وخصوصاً لدى الدول المحيطة به.
واذا كان “الحوثيون” يقدّمون قتل صالح على أنه إنهاء لِما يسمّونه “مؤامرة”، فإنّ القراءات التي قاربَت هذا الحدث وَضعت اليمن في مهبّ تداعيات، ليس أقلّها وضع هذا البلد على شفير حرب أهلية داخلية، متواكبة مع تصعيد في وتيرة الحرب التي تقودها دول التحالف العربي ضد “الحوثيين”، ما يعني فتح مرحلة جديدة من الصراع الدموي الذي قد يطيح ما تبقّى من هذا اليمن، الذي قيل عنه يوماً انه كان سعيداً.
وفي قراءة لما يجري في اليمن، إستبعدت مصادر ديبلوماسية ان تظهر نتائج حاسمة في المدى المنظور، وقالت لـ”الجمهورية”: “انّ ما جرى لم يكن في الحسبان، وباتَ جلياً انّ الوضع خرج عن السيطرة حالياً، وستتوقف تداعياته إلى حد ما على من سيسيطر على الارض”.
وأشارت “الى انه اذا سيطر “الحوثيون” على نحو كبير فستقوى شوكة إيران وفريق المُمانعة في لبنان والمنطقة، ولكن هذا لن يغيّر كثيراً في موازين القوى وسيستمر الخليجيون بمساعدة أميركية في ضرب “الحوثيين”.
وفي المقابل، إذا تراجع موقف “الحوثيين” على الأرض، فإنّ النفوذ الإيراني في المنطقة سيتأثر سلباً. ولكن في كلا الحالتين، ففي المستقبل المنظور لن يتغير الوضع في المنطقة كثيراً بسبب التطورات على الساحة اليمنية، سوى أنّ الحرب الأهلية الداخلية في اليمن ستشتدّ، ومواجهة التحالف مع إيران ستستمر”.
واستبعدت “أن يكون لتطورات اليمن الميدانية والسياسية ارتباط مباشر بالتسوية السياسية في لبنان”، مشيرة الى “أنّ هذه تخضع للاتصالات الدولية، ولا سيما منها الفرنسية والاميركية، للوصول الى صيغة يتحدد من خلالها معنى “النأي بالنفس” وترجمته على الأرض، ليتم الإتفاق عليه في لبنان”.
داخليّاً، ظل الاهتمام منصباً على توليد التسوية السياسية التي تنهي تريث الحريري واستقالته عملياً وتعيد الانتظام الى العمل الحكومي. وخلافاً لكل الأجواء التي كانت سائدة حتى مساء أمس دعا رئيس مجلس الوزراء المجلس فجأة الى جلسة تعقد الثانية عشر ظهر اليوم في قصر بعبدا.
وبعد أن كانت تراجعت إمكانية دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد نشطت الاتصالات ليلاً على خط عين التينة – بيت الوسط – حارة حريك تولاها الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري والوزيران علي حسن خليل وجبران باسيل الذين كانوا ينقلون الافكار الى الرؤساء الثلاثة.