نيويورك تايمز: ردود حذرة تجاه نوايا ترمب بالقدس
اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بعزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل، وبما تثيره من جدل في الأوساط الدولية، وقالت إن ردود الفعل إزاء هذه الخطوة المتوقعة لا تزال ضئيلة وحذرة .
وأوضحت أنه كانت هناك تحذيرات من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة ودعوات للاحتجاج أمام سفارات الولايات المتحدة في أنحاء العالم، وسط الخشية من تحطم الأمل في السلام، وذلك إذا أقدم ترمب على هذه الخطوة.
واستدركت بأن ردود الفعل في المنطقة تجاه عزم ترمب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل تبقى حذرة، وذلك رغم أن أي رئيس أميركي لم يسبق له أن أقدم على خطوة كهذه منذ سبعة عقود.
وأشارت إلى أن العرب والإسرائيليين كانوا غير متيقنين إزاء قدرة ترمب على القيام بهذه الخطوة وكيفية تبريره لها.
وأضافت الصحيفة أن إعلان ترمب المتوقع في خطابه الأربعاء بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يرقى لإيفائه تماما بالوعد الانتخابي الذي أطلقه، والمتعلق بنقل السفارة إلى القدس، وهو الشأن الذي يطالب به مؤيدو ترمب من اليهود والإنجيليين وحلفائهم في الجناح اليميني الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن الوضع النهائي للقدس بقي شائكا وموطن خلاف في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.
ونسبت إلى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي القول إن استغناء الولايات المتحدة عن تحفظها طويل المدى بشأن وضع القدس يدلل على أن واشنطن متحيزة بشكل لا يصدق.
وحذرت عشراوي من أن الخطوة الأميركية ستكون بمثابة إبادة كاملة لأي فرصة للسلام أو أي دور أميركي في صنع السلام، وأنه ستكون لها تداعيات لا يمكن احتواؤها بسهولة.
وقال المحلل أوفر زالزبيرغ من مجموعة الأزمات الدولية ومقرها القدس؛ إن خطوة ترمب بالنسبة للفلسطينيين ستشبه عملية تقسيم الكعكة أثناء التفاوض عليها.
وقال دانييل شابيرو -السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل- إنه يصعب إضفاء غموض متعمد في هذا السياق، وذلك لأن الولايات المتحدة ستكون مضطرة إلى تحديد التعريف الإقليمي للقدس الذي يعتمد عليه ترمب.
وأضافت الصحيفة أن توقيت إعلان ترمب هذا الشأن يعد محيرا لكل من حذر منه أو رحب به، وذلك في ظل انتظار الإسرائيليين والفلسطينيين اقتراحا من إدارة الرئيس ترمب لاستئناف عملية السلام.
وأثارت الاجتماعات الأخيرة في الرياض بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وجاريد كوشنر كبير مستشاري ترمب زوج ابنته إيفانكا والرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ تكهنات بأن ترمب وابن سلمان يحاولان تمرير خطة للسلام.
وأضافت أن الفلسطينيين يخشون أن يتبنى ولي العهد السعودي ابن سلمان اقتراحا غير صالح لهم، وذلك في ظل سعيه للتحالف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمواجهة إيران.
ويرى خبراء أن الحكومات العربية -وحتى السعودية- قد تضطر إلى شجب إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال أحد المفاوضين الأميركيين السابقين بمحادثات السلام آرون ديفد ميلر إن طرح الولايات المتحدة هذه الخطوة الآن بشأن القدس -قبل عملية السلام- لا معنى له على الإطلاق، خاصة أن الإدارة الأميركية لا تتمتع بأي مصداقية بعد في هذا الشأن، واعتبر خطوة ترمب في ما لو تمت بأنها “جرح ذاتي“.