صحف اميركية: اقالة تيلرسون ستكون قريبة
نقلت صحف أميركية بازرة عن مسؤولين أميركيين أن” هناك خطة في البيت الأبيض لاستبدال وزير الخارجية الحالي “Rex Tillerson” بمدير “ال-CIA” المدعو “Mike Pompeo”.
كما نقلت هذه الصحف عن المسؤولين بأن السيناتور “Tom Cotton” هو الأوفر حظاً لتولي منصب مدير “ال-CIA” في حال انتقل فعلاً “Pompeo” الى وزارة الخارجية.
واعتبر صحفيون أميركيون أن” هذه التغييرات المرجحة تعني أن السياسة الأميركية ستأخذ منحى تصعيديا، فيما قالت التقارير الصادرة عن مجلات أميركية معروفة تعنى بالسياسة الخارجية أن” صعود شخصيات مثل “Pompeo” و“Cotton” يعني التصعيد ضد ايران.
وفي موضوع آخر، أفادت صحف بريطانية “انه تم الغاء الترتيبات لزيارة كان من المقرر أن يقوم بها ترامب الى بريطانيا بعد أشهر قليلة، وذلك بعد حرب كلامية بينه وبين رئيسة وزراء بريطانيا “Theresa May”.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً نقلت فيه عن مسؤولين كبار في الادارة الأميركية أن البيت الأبيض قام بإعداد خطة لإقالة وزير الخارجية الحالي “Rex Tillerson” واستبداله بمدير “ال-CIA” الحالي “Mike Pompeo”، وبأن التغيير هذا قد يتم خلال الأسابيع القادمة.
وأضاف التقرير انه وفقاً لخطة البيت الابيض، سيتم على الارجح تعيين السيناتور الجمهوري المدعو “Tom Cotton” ليحل مكان “Pompeo” كمدير “ال-CIA”.كما نقل عن المسؤولين بأن “Cotton” قد لمّح الى أنه سيقبل بتولي هذا المنصب في حال عرض عليه.
وبينما نقل التقرير عن المسؤولين بأن ترامب لم يعط موافقته النهائية على الخطة، لفت الى ما يقال بأن علاقات ترامب مع “Tillerson” في حالة تدهور والى أن ترامب بالتالي مستعد لاستبداله.
كما نقل عن أحد المصادر بأن ترامب تحدث بلهجة حادة عن “Tillerson” أمام معاونيه خلال الايام القليلة الماضية، لكنه لا يبدو مستعداً بعد لاستبداله.
هذا وقال التقرير ان تعيين “Pompeo” مكان “Tillerson” قد يشكل “تغيرا دراماتيكيا”، اذ إن “Tillerson” ينظر اليه على أنه شخصية براغماتية، بينما “Pompeo” يأتي من جناح ما يعرف بحزب الشاي ويحمل مواقف متشددة في ملفات مختلفة، من بينها ملفي ايران وكوريا الشمالية.
وفي نفس الوقت، أشار التقرير الى أن تعيين “Pompeo” قد يؤدي الى سياسة خارجية أميركية اكثر تناغماً، اذ ان ادارة ترامب دائماً ما وجهت رسائل متناقضة.
كذلك تابع التقرير بأن “Pompeo” أصبح المرشح الأوفر حظاً ليحل مكان “Tillerson” بعد أن نال إعجاب ترامب وأصبح من أقرب مستشاريه، أما السيناتور “Cotton”، فلفت التقرير الى أنه من أهم داعمي ترامب في مجلس الشيوخ الأميركي.
وكتب الصحفي “David Ignatius” مقالة نشرت في صحيفة “واشنطن بوست” تطرّق فيها أيضاً الى أرجحية إقالة وزير الخارجية الاميركي “Rex Tillerson”.
وقال الكاتب “ان وزير الحرب الاميركي “James Mattis” سيبقى يلعب الدور المحوري في السياسة الخارجية لدى ادارة ترامب، لكنه لفت في نفس الوقت الى ان التغييرات المتوقعة مع اقالة “Tillerson” المرجحة قد تكون مؤشرا على استعداد أميركي أكبر لاستخدام القوة، “الأمر الذي سيزيد المخاوف في الداخل والخارج حول نزاع محتمل مع كوريا الشمالية وإيران”، بحسب تعبير الكاتب.
وبالنسبة لمدير “ال-CIA” “Mike Pompeo” الذي يقال انه سيحل مكان “Tillerson”، فوصفه الكاتب بأنه شخصية نقيضة لوزير الخارجية الاميركي الحالي، وأضاف بأن “Pompeo” شخصية “لامعة” بينما “Tillerson” شخصية تعمل باحتراس.
كذلك تابع الكاتب بأن” الاجواء التي ستسود (في حال حصل التغيير) في السياسة الخارجية الاميركية ستكون ذات طابع تصعيدي متطرف“.
الا أن الكاتب شدّد في نفس الوقت على أنه من الصعب التكهن بمدى حجم التغيير الجوهري في السياسات اذا ما تم استبدال “Tillerson”، وهنا أشار الى أن “Tillerson” وايضاً وزير الحرب “James Mattis” شكلا تحالفا في الكثير من الملفات، وخاصة كوريا الشمالية، وبالتالي لفت الى ان ميزان القوة قد يتغير بعض الشيء في حال عيّن “Pompeo” وزيراً للخارجية، وذلك بسبب العلاقة الودية بينه وبين ترامب.
غير أن الكاتب توقع أن تستمر نفس السياسات مع كوريا الشمالية على الأمد القصير، اذ ان “Pompeo” وكما “Tillerson” يدرك ان الخيارات العسكرية الأميركية سيئة وانه يجب العمل مع الحلفاء.
أما حول السيناتور “Tom Cotton” (الذي يطرح اسمه لتولي منصب مدير “ال-CIA” في حال غادر “Pompeo” هذا المنصب ليتولى منصب وزير الخارجية)، فلفت الكاتب الى أنه يلعب دورا بارزا في الاشهر الاخيرة، خاصة فيما يتعلق برسم الاستراتيجية الأميركية حيال إيران.
وأضاف بأن” “Cotton” وكما “Pompeo” يحب المخاطرة، وعليه نبه من أن هذا الفريق (الذي قد يتشكل) لم يتم اختياره من أجل “ادارة التسويات” (بحسب تعبير الكاتب).
وفي الختام، قال الكاتب ان “صعود الصقور” لا يعني بالضرورة أن النزاع قادم، لكنه أضاف في نفس الوقت أن على بيونغ يانغ وطهران أن تدركا بأن واشنطن “تعيد حساباتها لجهة الاستعداد للمخاطرة“.
مجلة “Foreign Policy” بدورها نشرت تقريراً تناول نفس الموضوع، وقالت “انه ومع خروج “Tillerson” فإن كل من “Cotton” و“Pompeo” قد يدفعان السياسة الاميركية باتجاه التصعيد، وخاصة ضد ايران.
وذكّر التقرير بأن “Pompeo” كان قد دعا الى أخذ اجراءات من قبل الكونغرس تهدف الى الاطاحة بالنظام في الجمهورية الاسلامية، كما أشار الى أن “Cotton” دعا الى وضع هدف يتمثل ايضاً بالاطاحة بالنظام في ايران، كما لفت الى أن “Cotton” سبق وأن أيّد دعم “المنشقين الايرانيين” وأيضاً الاقليات العرقية والدينية في إيران (بغية الاطاحة بالنظام).
كذلك ذكّر التقرير بأن “Cotton” قال في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي أنه يمكن لإدارة ترامب شن ضربات عسكرية ضد إيران كتلك التي استهدفت مطار الشعيرات في سوريا.
هذا وأشار التقرير الى تخوف محتمل يتمثل بـ “عسكرة” الادارة الاميركية،اذ ان كل من “Cotton” و“Pompeo” خدما في الجيش الاميركي، بينما فريق ترامب للأمن القومي هو أصلاً يتكون من مسؤولين عسكريين حاليين وسابقين، ونبه من أن ذلك قد يؤدي الى تزايد المخاوف من أن ترامب يقوم بعسكرة السياسة الخارجية الأميركية على حساب الدبلوماسية التقليدية.