أسباب وجيهة للقاهرة من أجل دفع العملية السلمية: ايال زيسر

بعد مرور أربعين سنة على زيارة أنور السادات التأريخية للقدس، وبعد سنوات كثيرة من الغياب بسبب الربيع العربي، وبعد ذلك «الخلافة الإسلامية» التي مرت بها، تعود مصر لأخذ دورها القيادي في منطقتنا. وفي حالتنا، أيضا الجهد الإقليمي والأمريكي لدفع العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين قدما .

العالم العربي يئس وتعب في معظمه من الانشغال بالقضية الفلسطينية. وهو منهمك بمشكلاته الداخلية، التي هي مشكلات ملحة ومهمة أكثر بالنسبة للدول العربية من مساعدة الفلسطينيين في نزاعهم الداخلي أو في نضالهم ضدَّ إسرائيل.

بالنسبة لمصر الأمر لا يتعلق بقضية بعيدة غير ذات صلة. حسب موقف القاهرة فإن دفع العملية السلمية من شأنه أن يساعد مصر على مواجهة عدد من المشكلات الخطيرة التي تدق بابها.

أولا، تهديد الجهاد والإرهاب، الذي يضرب مرة تلو الأخرى في مصر، وفقط مؤخرا أودى بحياة مئات السكان في سيناء في مذبحة فظيعة.

في نظر المصريين توجد علاقة بين داعش فرع سيناء والإخوان المسلمين في مصر، وبالنسبة للقاهرة يعتبر داعش منظمة إرهابية تنفذ عمليات بعيدة في سيناء، في حين يشكل الإخوان المسلمون سرطانا في جسم مصر يمكن أن يكون خطره قاتلا.

حماس هي حركة شقيقة لـ «الإخوان المسلمين»، وفي السابق ساعدت داعش في سيناء، لكن مثل إسرائيل، أيضا مصر تعترف بالواقع وتفهم أن حماس لن تختفي فجأة عن وجه الأرض. العملية السلمية، وقبلها المصالحة الفلسطينية الداخلية، من شأنها أن تؤدي، كما يأمل المصريون، إلى «إنهاء» تهديد حماس، وربما على المدى الأبعد، إلى طرد الحركة من غزة على أيدي السلطة الفلسطينية. المصريون ليسوا ساذجين، لكن المصالح المصرية هي تخفيف ارتفاع اللهب، وكل تقدم أو أي حديث عن السلام من شأنه مساعدة مصر. خلافا لأسلافه فإن الرئيس السيسي يصمم على تحسين الاقتصاد المصري، الأمر الحيوي من أجل ضمان الاستقرار في الدولة على المدى البعيد، لكن من أجل ذلك مطلوب توفير أجواء سلام، وأكثر من ذلك مساعدة سخية من الولايات المتحدة حيث أن روسيا تستطيع التزويد بالسلاح وليس الدولارات.

في نهاية المطاف، مصر قادت في السابق العالم العربي والآن هي تنظر بعدم رضا كيف أن طهران وأنقرة تحاولان أخذ تاج القيادة الإقليمي لهما. عودة مصر لتولي عجلة القيادة في العالم العربي وفي المنطقة ترتبط بمواجهة إيران وتركيا، وليس مثلما في السابق مواجهة إسرائيل. ومن أجل ذلك أيضا مطلوب عملية سياسية.

بسبب ذلك هناك لمصر أسباب وجيهة لدفع العملية السلمية. وبيقين هي لن تندم إذا تحقق اتفاق كهذا أيضا.

اسرائيل اليوم