ماذا بعد تحرير البوكمال؟: حميدي العبدالله
بعد تحرير البوكمال، تتجه القوات السورية والقوات الحليفة لها للعمل على جبهات جديدة، ومن بين أبرز هذه الجبهات، أولاً، الشريط الحدودي داخل محافظة دير الزور الممتدّ من شرق النهر بمحاذاة الحدود العراقية وصولاً إلى التخوم الإدارية لمحافظة الحسكة. ومعروف أنّ تنظيم داعش لا يزال يسيطر على هذا الشريط على طرفي الحدود، أيّ داخل العراق، وداخل الأراضي السورية، ويمتدّ تواجده شرقاً باتجاه عمق صحراء الأنبار. وإذا لم تتمّ تصفية وجود داعش في هذه المنطقة، فإنه سوف يحوّلها إلى قاعدة لانطلاق هجمات جديدة ضدّ القوات السورية وضدّ القوات العراقية، وقد تهدّد هذه الهجمات المكاسب التي تحققت في سورية وفي العراق، لذلك الأرجح أنّ القوات السورية وحلفاءها ستخوض معركة تطهير هذا الشريط شرق نهر الفرات بمحاذاة الحدود العراقية، وسيكون هناك جهد عسكري مماثل من قبل القوات العراقية داخل الحدود العراقية، حيث سوف تستمرّ المعارك إلى أن يتمّ تطهير هذا الشريط تطهيراً كاملاً .
ثانياً، هناك أولوية أخرى عند القوات السورية وحلفائها على المستوى العسكري تتلخّص باستكمال عملية تحرير المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش غرب نهر الفرات الواقعة بين مدينة الميادين ومدينة البوكمال، حيث لا يزال تنظيم داعش يسيطر على منطقة بامتداد حوالي أكثر من 50 كيلو متراً، وأيضاً استمرار داعش في هذه المناطق يشكل تهديداً للقوات الموجودة في مدينة الميادين والقوات الموجودة في مدينة البوكمال.
ثالثاً، معروف أنّ الجيش السوري يتواجد الآن شرق نهر الفرات في أكثر من موقع في محافظة دير الزور. ويحتاج الجيش إلى تحصين مواقعه هذه. صحيح أنّ خطوط التماس في هذه المناطق بينه وبين جماعة «قسد»، ولكن هذه الجماعة لا يؤتمن جانبها بسبب تبعيّتها للقوات الأميركية، كما أنّ تعزيز قوات الجيش السوري في هذه المناطق قد يكون له صلة بما ستؤول إليه الأوضاع بالنسبة للمناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الأميركية.
رابعاً، قوات الجيش السوري والقوات الحليفة لا تزال لديها مهمة على جانب كبير من الأهمية، وربما الخطورة، وهي مهمة تطهير البادية الواقعة بين التنف والحدود العراقية باتجاه محطة الـ تي تو وصحراء الشولا والسخنة، ومعروف أنّ هذه مناطق واسعة لا يزال داعش يسيطر على أجزاء منها، كما ترابط فيها قوة عسكرية أميركية في التنف.
قبل إنجاز كلّ هذه المهام من غير المتوقع أن تتحوّل القوات التي شاركت في تحرير المنطقة الشرقية بكاملها إلى جبهات أخرى مثل جبهة إدلب أو غيرها.