من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار: لا مؤتمر حوار ولا بحث في السلاح ومجلس الوزراء الى الانعقاد قريباً
كتبت “الأخبار”: تريث” الرئيس سعد الحريري في تقديم استقالته له معنى واحد: العودة عنها. وكل ما يشاع عن مؤتمرات حوار وبحث في سلاح المقاومة لا يعدو كونه شكليات لـ”هضم” هذه العودة، وإعادة الانتظام الى العمل الحكومي
أما وقد “تريّث” الرئيس سعد الحريري في تقديم استقالته، فإن الخطوة التالية المتوقعة هي عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، في وقت ليس ببعيد. وهو ما بدأه “رئيس الحكومة” فعلياً، أمس، بافتتاحه المؤتمر المصرفي العربي، وباعلانه انه سينصرف الى توقيع بريده المتراكم منذ ثلاثة أسابيع. وعليه، فإن “التريث” يعني عودة عن الاستقالة، وبذلك تكون مفاعيل أزمة إقالة الحريري واحتجازه في السعودية قد انتهت… وكأنها لم تكن.
وليس تفصيلاً، في هذا السياق، إعلان النائب وليد جنبلاط، بعد لقائه الحريري أمس، أن “الغيمة مرت”، وتأكيده “التمسك بمضامين التسوية”، وحديثه عن “انطلاقة جديدة”.
أما كل ما يشيعه السعوديون وأتباعهم في لبنان عن دعوات الى مؤتمر حوار أو طاولة حوار للبحث في سلاح المقاومة فلن يعدو كونه مجرد مشاورات يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا مع قيادات سياسية، لحفظ بعض ماء الوجه السعودي، ولـ”تبليع” جمهور تيار المستقبل الضربة التي وُجهت الى زعيمه “من بيت أبيه”، وتمهيداً لعودة انتظام العمل الحكومي. فلا رئيس الجمهورية الذي أشار في خطاب الاستقلال الى “تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي والتكفيري” في هذا الوارد، ولا حزب الله سيسلّم تحت ضغط استقالة ما لم يسلّمه تحت ضغط عدوان 2006. فيما يدرك الجميع أن قتال الحزب في سوريا بات جزءاً من صراع دولي ـــ اقليمي، وأكبر من اقالة الحريري نفسه. باختصار، بحسب مصادر مطلعة على موقف حزب الله، “هذه طروحات غير واقعية وليست مطروحة للبحث. ونقطة على أول السطر”.
المصادر نفسها تؤكد أن السعودية (وأتباعها في لبنان) خرجت من أزمة إقالة الحريري واحتجازه “خاسراً أول وأوحد”. وقد تحتاج الى بعض الوقت لتقييم سوء التقدير الذي وقعت فيه بناء على نصائح أطراف لبنانية بأن الضغط على حزب الله يتطلب الخروج من الحكومة وتفجير التسوية السياسية. ناهيك عن سوء إخراج الاستقالة وتوقيتها. ففي المعلومات أن السعوديين طلبوا من دار الفتوى الايعاز الى خطباء المساجد بمهاجمة حزب الله والدعوة الى التظاهر في خطب الجمعة التي تلي الاستقالة. لكن مرور أسبوع في ظل الالتباس الذي ساد وضع الحريري في الرياض، معطوفاً على تحركات الدائرة اللصيقة به، أدى الى امتناع الدار عن تلبية الطلب. كما طلب السعوديون من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، أكثر المتحمسين للاستقالة، القيام بخطوات “ما فوق سياسية”، كقطع طرقات وغير ذلك، ما وضعه في إحراج بين رفض الضغط السعودي وبين غياب الغطاء السني لخطوات كهذه، وبين الوقائع على الأرض في ظل وجود جيش ملتفّ حول رئيس الجمهورية.
في المقابل، كانت المكاسب اللبنانية بالجملة:
أولاً، انتزع لبنان تجديد الاعتراف الدولي بأهمية الحفاظ على استقراره. فالتحرك الفرنسي ـــ المصري للوصول الى مخرج من الأزمة التي افتعلتها الرياض كان واجهة لإجماع دولي على رفض هذه السابقة في العلاقات بين الدول.
وإذا كان الفرنسيون قد تصدّروا هذا التحرك لاعتبارات تاريخية وأخرى ذات صلة بعلاقتهم بآل الحريري، إلا أن ذلك لم يكن ليتم من دون ضوء أخضر أميركي. إذ إن واشنطن تعتبر الاستقرار في لبنان مكسباً مهماً لها في ظل انعدام التوازن لمصلحة حلفائها في البلد. هذا الضغط أدى الى إجبار السعودية على إطلاق الحريري وترك الأمر للفرنسيين لتدبّر المخرج “اللائق”. وبالتزامن مع وصول الحريري الى باريس السبت الماضي، كانت مروحة الاتصالات الفرنسية تشمل القاهرة وطهران والرئيس عون وحزب الله وبقية الأطراف السياسية، وتم التوصل بنتيجتها الى “التريث في تقديم الاستقالة”. ومع نزول رئيس الحكومة في مطار بيروت ليل الثلثاء كانت كل الأطراف السياسية الرئيسية في جو بيانه الذي سيعلنه من قصر بعبدا في اليوم التالي.
ثانياً، انتزع رئيس الجمهورية اعترافاً محلياً ودولياً ببراعته في إدارة الأزمة وبأهمية “الرئيس القوي” في قصر بعبدا.
ثالثاً، رغم الاهانة التي وجّهت اليه، تمكّن الحريري من إنعاش شعبيته على أبواب الانتخابات المقبلة، بعدما كانت المعطيات الانتخابية تشير الى أن خصومه المنشقين عن تياره، كأشرف ريفي، يقضمون من شعبيته، إلى حد أنه كان يدرس طرحاً بالاستقالة في آذار المقبل لتعويم وضعه انتخابياً، وهو ما لم يعد في حاجة اليه اليوم.
رابعاً، انتزع حزب الله، المستهدف الأول من كل “الخربطة” السعودية، اعترافاً دولياً ومحلياً بدوره العاقل في مقاربة الأزمة.
فمنذ اليوم الأول لبيان الاقالة، تعامل الحزب مع الأمر، كما الرئيسان عون ونبيه بري، على أساس أن الحريري محتجز ومكره على تقديم الاستقالة لأن مصلحته السياسية والمالية والانتخابية ان يكون في السرايا. لذلك قرّ الرأي على عدم قبول الاستقالة وكل ما يصدر عن رئيس الحكومة أثناء وجوده في السعودية.
في غضون ذلك، لم تنقطع الاتصالات بين عائلة الحريري وحزب الله، مداورة ومباشرة، وعلى خطين: خط بهية الحريري مع مراجع عليا في الحزب، وخط نادر الحريري ــ حسين الخليل. وسمع مسؤولو حزب الله تقديراً كبيراً من العائلة “لتصرفه بنبل، وعدم استغلاله لحظة الضعف الحريري، وحفاظه على كرامة رئيس الحكومة ووحدة البلد”. كما استقبل الحزب، عشية عودة الحريري ليل الثلاثاء، موفداً فرنسياً تمنى إبقاء الخطاب هادئاً والتجاوب مع المبادرات المطروحة لتمرير فكرة التريث. علماً ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كان قد استبق هذه التمنيات في كلمته الأخيرة، ليل الاثنين، بتسليف الحريري موقفاً في ما خص “النأي بالنفس” عندما أعلن أن المهمة “أنجزت في العراق” وأن الحزب “لم يرسل أسلحة إلى اليمن أو البحرين أو الكويت”… إعلان أتى، هو الآخر، في سياق فقء “الدمّلة السعودية”. إذ تدرك الرياض أن الحزب ما كان ليفكر بالانسحاب من العراق لولا أن “المهمة أُنجزت”، ولا هو في وارد السكوت عن مجازرها في اليمن.
البناء: ربط نزاع أميركي مع الحلّ في سورية… وتوظيف تفاوضي للمعارضة في الرياض الصيغة الفرنسية التي أعادت الحريري تضمّنت تجميد الاستقالة وبحث المخارج توازن وتوازي مواقف الحكومة ومكوّناتها من السعودية وإيران إطار التفاوض
كتبت “البناء”: وضعت مصادر دبلوماسية متابعة لمسار التفاهمات الروسية الأميركية حول سورية، التي بدأت ببيان فييتنام وتعزّزت بالاتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، الحديث عن بقاء القوات الأميركية في سورية بربط نزاع تريده واشنطن، بانتظار رؤية مدى قدرة موسكو على إنهاء الوجود العسكري التركي، وتنظيم العلاقة العسكرية السورية الإيرانية ومداها، ما بعد الحرب في سورية، من جهة، ومن جهة مقابلة مدى جدية الأتراك في إنهاء جبهة النصرة، وقدرة سورية وحلفائها على إنجاز ذلك إذا تلكّأت تركيا. وعندما يتضح كلّ ذلك تقرّر واشنطن سقفاً لمصير قواتها في سورية، وهي مضطرة لتغطية هذا الوجود ما بعد داعش بعنوان قابل للتبرير، وأشارت المصادر إلى أنّ الحديث عن الاطمئنان لمسار التسويات، واستبعاد العنوان الكردي مؤشر له معنى، رغم تعامل موسكو ودمشق وطهران مع البيان الأميركي باعتباره تصعيداً تمّت ملاقاته بالتصعيد.
بالتوازي مع الموقف الأميركي بدت حال التموضع الأعرج لمعارضة الرياض على خط التسويات، بخطوة إلى الأمام عنوانها تفاوض بلا شروط مسبقة، وخطوتان إلى الوراء بعنوان التمسك برحيل الرئيس السوري، والإشارة لجنيف واحد، نوعاً من التحسّب التفاوضي سعودياً بالحسابات ذاتها الصادرة عن واشنطن، انتظار كيف سيتمّ حسم ملفي النصرة والأكراد، ومدى التعقيد الذي سيحمله كلّ من الملفين.
الإقرار بأنّ زمن الحروب الكبيرة قد انتهى، وأنّ زمن التسويات قد بدأ، لكن التحسّب والحذر لعدم التفريط بأوراق التفاوض سمة المرحلة، أبعد من سورية، ففي لبنان، جاءت عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت، وسرعة تراجعه عن الاستقالة إلى خطوة في منتصف الطريق اسمها التريّث، وفقاً للمصادر الدبلوماسية ذاتها، ترجمة للصيغة الفرنسية التي أنيط بها بتوافق دولي إقليمي إنهاء خطة التفجير السعودية لاستقرار لبنان، من بوابة احتجاز الحريري، ومضمون بيان الاستقالة الذي أُملي عليه، وتضمّنت الصيغة الفرنسية وفقاً للمصادر، إطار التريّث الذي أعلنه الحريري، بعدما كان الرئيس الفرنسي قد تبلغ من الرئيس اللبناني العماد ميشال عون هذا التمنّي كمدخل لبحث سياسي هادئ لمعالجة ظروف التصعيد السعودي الذي يشكل بيئة الاستقالة والأزمة التي رافقتها، منعاً للوقوع في فخّ تطيير الحكومة وتشكيل غيرها، وما سيثيره ذلك من إشكالات التأليف وتمثيل الأطراف والقوى، والبيان الوزاري الجديد، والبلاد على أبواب انتخابات خلال شهور.
التريّث ليس عودة لاجتماعات الحكومة إلا في حال الضرورة القصوى، ولا دخولاً في تصريف أعمال، بل وقفة في منتصف الطريق، تفسح المجال لحوار وتفاوض على ترجمة لمضمون عدم التورّط في النزاعات الإقليمية. وهو الأمر الذي قالت مصادر سياسية في قوى الثامن من آذار لـ “البناء” إنه مرتبط بإقامة توازن وتوازٍ لمواقف كلّ من الحكومة مجتمعة ومكوّناتها منفردة، في درجة الاقتراب والتصادم مع كلّ من السعودية وإيران، محور الصراع الإقليمي.
قالت المصادر في الثامن من آذار، إنه من غير المقبول أن تتمّ ترجمة أحادية للابتعاد عن الصراعات الإقليمية فتصير ابتعاداً عن إيران والتحاقاً بالسعودية، فيطلب من الحكومة تأييد مواقف السعودية مما تسمّيه تدخلات إيرانية، ولا يحتسب الثناء على السعودية من بعض مكوّنات الحكومة انتهاكاً لهذا الابتعاد المطلوب، بينما يُحسب تقدير دعم إيران لقوى المقاومة من مكونات أخرى في الحكومة انتهاكاً، ولا يصنّف انتقاد إيران وأحياناً التجريح بها انتهاكاً بينما انتقاد السعودية من المحرّمات.
تساءلت المصادر عما إذا كان الرئيس الحريري قادراً على إقناع السعوديين بمعونة فرنسية مصرية بأنّ سقف أيّ تجديد وتحديد للتسوية، يرتبط بهذا التوازن والتوازي، سواء في مواقف الحكومة مجتمعة أو في تقييم مواقف مكوّناتها، وقالت إنّ الحديث عن إيجابية موقف حزب الله والتمهيد لإعلان نهاية المهمة في العراق ونفي الوجود في اليمن ودول الخليج، يجب أن يقترن برفض علني للحكومة مجتمعة ولمكوّناتها منفردة لكلّ محاولة لوصف حزب الله بالإرهاب، وترجمة مضمون الوفاق الوطني والتضامن الحكومي بهذا الحدّ الأدنى من الموقف.
فتحت خطوة الرئيس سعد الحريري تريثه في تقديم استقالته من رئاسة الحكومة الباب أمام الحوار بين القوى السياسية حول أسباب الاستقالة وكيفية الخروج من الأزمة السياسية القائمة وإعادة إحياء التسوية الرئاسية وتثبيت الحريري في موقعه.
وقد أعادت المواقف السياسية خلال اليومين الماضيين المناخ الإيجابي إلى الساحة الداخلية، بعدما خيّمت المناخات السلبية خلال وجود الحريري في الرياض. ففي حين أعلن تيار المستقبل أن “خطوة الحريري تشكّل مدخلا جدّياً لحوار مسؤول يجدّد التمسّك باتفاق “الطائف” ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب”، لاقى حزب الله بيت الوسط في منتصف الطريق من خلال تأكيد كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها أمس، بأن “عودة الحريري وتصريحاته الإيجابية تبشر بعودة الأمور الى طبيعتها”.
ووفق معلومات “البناء” فإنه وفور إعلان الحريري تريثه بعد لقائه رئيسَيْ الجمهورية العماد ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري في عيد الاستقلال، بدأ الرئيس عون مساعيه وأجرى مروحة واسعة من الاتصالات والمشاورات مع القوى السياسية كافة في محاولة لتأمين التوافق حول النقاط الخلافية. وقالت أوساط وزارية مقربة من بعبدا لـ “البناء” إن “المشاورات التي بدأها الرئيس عون منذ يوم الأربعاء الماضي قطعت شوطاً هاماً من خلال الاتصالات التي أجراها مع مختلف القوى السياسية المعنية بالأزمة”. وتحدثت الأوساط عن أن “اعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير قرب عودته من العراق ونفيه أي وجود عسكري للحزب في اليمن، هو مقدمة للصيغة التي يتم البحث عنها لإعادة الأمور الى نصابها، وبالتالي يتركز الحوار على تحديد مفهوم جديد للنأي بالنفس بشكلٍ أدق وأشمل من الذي ذكر في البيان الوزاري للحكومة الحالية”. ورجحت الأوساط أن تصل المساعي الى نتيجة إيجابية خلال الأسبوعين المقبلين كحدٍ أقصى، واستبعدت أن يعود الحريري ويعرض استقالته على الرئيس عون”، واصفة اجتماعات بعبدا في عيد الاستقلال بين الرؤساء الثلاثة بـ “الجيدة، وأنها تبشر بالخير في المقبل من الأيام”.
ونفت الأوساط أي نية لدى رئيس الجمهورية بالدعوة الى طاولة حوار على مسألة سلاح حزب الله، مؤكدة أن “الحوارات التي يُجريها مع الأطراف كافية للوصول الى الحل”، ونقلت الأوساط عن عون ارتياحه لـ “خطوة الحريري الايجابية والتي أفسحت في المجال أمام ترميم الخلل الذي أصاب التسوية والى مواقفه الوطنية والتهدوية والى مشهد الوحدة الوطنية الجامع، وطمأنت الى الوضعين المالي والاقتصادي”.
الديار: التريّث ديكتوتارية وموضوع سلاح المقاومة والنأي بالنفس يحتاج إلى سنة لحلّه بري اجتاز “القطوع” و90 بالمئة من الأزمة ولبنان نحو الحل
كتبت “الديار”: هل في لبنان أزمة حكومية سياسية أم هنالك أزمة كيان وانتماء، وهل الجميع يطبّقون الفدرالية وشرها، دون إعلانها، ثم يقولون بلبنان الوطن ثم يقولون بلبنان أولا؟
قبل كل شيء عروبة أي بلد عربي مقياسها التصدّي للعدو الإسرائيلي ومساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم، لا القيام بحلف مع إسرائيل مثل الحلف السعودي – الإسرائيلي حاليا، الذي أقامه محمد بن سلمان مع اعلى القيادات الإسرائيلية، وباتوا ينسقون معاً، وأي عروبة في السعودية والرياض أصبحت في تل ابيب وتل ابيب أصبحت في الرياض.
نحن نعيش فدرالية وشرها، ولبنان ليس وطناً فعليا، بل هو كيان اصطناعي يضم طوائف وكل طائفة لها انتماء. أليس حزب الله والمقاومة بدأا بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، ومعهم رشاش كلاشينكوف وبالكاد قذيفة آر. بي. جي، ولم يجدا الا سوريا تساعدهما بقدر استطاعتها، ولكن ليس كثيرا، في بداية مقاومتها، لكنها دعمتهما معنويا وببعض الأسلحة ووجدت المقاومة نفسها وحدها تقاتل العدو الإسرائيلي لتحرير الجنوب، ولم تتحرك أي دولة عربية لمساعدة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، لا السعودية ولا الخليج ولا بقية الدول العربية، ولا هم ذهبوا الى مؤتمر طارئ لجامعة الدول العربية لوزراء الخارجية، ولا هم ذهبوا الى الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 425 الذي يقول بانسحاب اسرائيلي غير مشروط ن جنوب لبنان.
دخلت ايران على الخط وساعدت المقاومة ونشأت علاقة بين المقاومة وايران، وعلاقة بين شيعة لبنان وشيعة ايران، وولاء حزب الله لولاية الفقيه. فقد قدمت ايران كل المال والسلاح لحزب الله، فأصبح حزب الله في حلف مع ايران وفي ولاء مطلق مع معظم الطائفة الشيعية لولاية الفقيه او للمرجع الأعلى الشيعي في النجف وكربلاء. هذا هو وضع الطائفة الشيعية والمقاومة وحزب الله.
في المقابل، الطائفة السنية موالية للسعودية منذ زمن طويل وبعيد، والحاكم باسم الله في السعودية يستند الى الوهابية والى الشريعة الإسلامية، ويحكم الشعب باسم الله. والإسلام هو دين المملكة العربية السعودية، والسنّة في لبنان يوالون السعودية ويعتبرونها الدولة السنيّة القوية في المنطقة، وهي مرجع. والرئيس سعد الحريري رئيس وزراء لبنان، على تنسيق كامل مع السعودية، وهو يواليها وينفذ توجيهاتها.
وكان الرئيس سعد الحريري يناقش مع القيادة السعودية امورا كثيرة قبل تنفيذها، لكن الحريري وجد نفسه تحت ضغط لم يسبق له مثيل من محمد بن سلمان ولي اعهد، ولم يستطع النقاش في وضع لبنان، مع ان الرئيس سعد الحريري كان رمز الاعتدال ورمز العمل على اعمار لبنان وتسهيل المؤسسات من خلال رئاسته للحكومة طوال 10 اشهر، كان اللبنانيون يراهنون على امر هام، وكان الحريري القادر على القيام بنهضة عمرانية عبر رئاسته للحكومة وادارتها لنهضة الاقتصاد اللبناني وزيادة نموه وإخراج لبنان من الازمة الاقتصادية التي يعيشها في حالة صعبة جدا.
وجد الحريري نفسه انه لا يستطيع النهوض اقتصادياً في لبنان دون مساعدة الخليج، وبخاصة المملكة العربية السعودية، لكن الطائفة السنية توالي السعودية والطائفة الشيعية توالي ايران، فكيف الحل؟
النهار: “تريّث” الحريري يطلق مسار التسوية المعدَّلة
كتبت “النهار”: اذا كانت مفاجأة “التريث ” في الاستقالة التي أطلقها رئيس الوزراء سعد الحريري من قصر بعبدا الاربعاء قلبت الى حدود بعيدة المفاعيل السلبية لمفاجأة اعلان هذه الاستقالة في 4 تشرين الثاني، فان ذلك لم يحجب سيل التساؤلات والشكوك حول مآل هذا المسار وما اذا كان سيكفل نتائج فعلية ثابتة من حيث الالتزامات الملحة المتصلة بالنأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية والتدخلات في حروب وشؤون بلدان عربية. ذلك ان ما اعقب اعلان الرئيس الحريري استجابته طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التريث في الاستقالة بدا أوسع وأكبر من مجرد طلب واستجابة على الصعيد الداخلي وحده. ولم يكن أدل على ذلك من ان عودة الرئيس الحريري ليل الثلثاء الى بيروت واكبتها اتصالات اقليمية وعربية ادت الى الدفع بقوة، كما أكدت مصادر معنية لـ”النهار”، نحو بلورة حل من شأنه تثبيت الحكومة لان تبديلها بدا ضرباً من المخاطرة في هذه الظروف في ظل المعطيات التي اثارتها استقالة رئيس الحكومة.
ومع ان فرنسا ومصر اضطلعتا بالدور المحرك الاساسي لمنع انزلاق لبنان نحو أزمة أكبر وأخطر واحتواء استقالة الحريري، فإن المصادر أوضحت ان هذا المسعى المشترك اتسع الى نطاق كبير دولياً واقليمياً وان فرنسا تحديداً اضطلعت بدور مهم في اتصالاتها مع المملكة العربية السعودية ومن ثم ايران لتقديم ضمانات الحد الادنى التي تكفل منع انزلاق لبنان نحو ازمة كبيرة. وأشارت المصادر الى ان المشاورات التي واكبت عودة الحريري أبرزت داخلياً اتجاهات شبه جماعية للتمسك بالحريري والسعي الى اقناعه بالعدول عن الاستقالة. واذ تبلغ الحريري قبل صباح الاربعاء معطيات تفيد أن فريق 8 آذار يبدو في وارد تقديم التسهيلات التي تتطلبها عودة رئيس الحكومة عن الاستقالة فان الأخير اتخذ موقفاً وسطياً مشروطاً يقوم على التريث في الاستقالة وانتظار الالتزامات الصارمة الجديدة بسياسة النأي بالنفس أولاً ترجمة لما ورد في البيان الوزراي.
المستقبل: الحريري يتريّث.. و”أهل الوفا” يبايعون خياراته
كتبت “المستقبل”: قُضي الأمر فانقضت مرحلة الترقب والتحليل والتأويل مع إضفاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فسحة من “التريث” والأمل على أرض الواقع السياسي المأزوم، افساحاً في المجال أمام بلورة شراكة وطنية “حقيقية” تضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح وتنأى به “جدّياً” عن نزاعات وصراعات الخارج بشكل يصون استقراره ويجدد الاعتصام بحبل “الطائف” دستوراً ووفاقاً وطنياً وصولاً إلى الابتعاد عن كل ما يُفسد للود قضية في العلاقات اللبنانية – العربية. هي “خارطة طريق” رسمها الحريري بتجاوبه مع تمني رئيس الجمهورية ميشال عون التريث في تقديم استقالته، علّها بخطوطها الوطنية العريضة تُشكل مدخلاً جدّياً للحوار المسؤول بين “أهل الربط والحل” في إعادة بناء الدولة وإعادة ترميم الثقة الأخوية المتبادلة بين لبنان والعرب. ولأنّه يثبت في كل خطوة يخطوها ألا همّ لديه أكبر من همّ البلد والناس، كان الحريري ظهر الأحد أمام “لحظة للتاريخ والجغرافيا” مع “أهل الصدق والوفا” الذين أمّوا “بيت الوسط” من كل أصقاع الأرض اللبنانية ليبايعوا زعامته ونهجه وخياراته على الملأ.. “ومن له عيون ترى فليرَ ومن له أذنان تسمع فليسمع”.
الجمهورية: مشاورات لـ”الطائف” والنأي بالنفس والعلاقات مع العرب
كتبت “الجمهورية”: عاد الوضع في لبنان إلى ما كان عليه قبل الرابع من تشرين الثاني مع بعض التصدّعات غير العصيّة عن الرأب في قابل الأيام. الأميركيون أوحوا، والفرنسيون والمصريون تحرّكوا باتّصالات حثيثة مع بيروت والرياض وفي اتّجاهات أخرى، فوُلدت التسوية لأزمة الاستقالة، وأولى خطواتها كانت تمنّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الرئيس سعد الحريري التريّث في هذه الاستقالة، فاستجابَ ليبدأ البحث عن مخرج تحدّثَ عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري متوقّعاً تبَلورَه خلال “أيام قليلة”. وكان لافتاً في هذا الصَدد زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي إليزابيت ريتشارد وبرنار فوشيه للحريري على وقعِ برقيتَي تهنئة ودعم تلقّاهما كلّ مِن عون والحريري من الرئيسين الأميركي دونالد ترامب الذي أكّد وقوفَ الولايات المتحدة “بثبات مع لبنان”، وأنّها “ستواصل دعمَ جهود لبنان لحماية استقراره واستقلاله وسيادته”. والفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكّد تمسّكَ المجموعة الدولية بوحدة لبنان وسيادته واستقراره إضافةً إلى أهمّية استمرار حسنِ سير المؤسسات فيه، مشدّداً على “أن استقرار لبنان يشكّل أولوية فرنسية. في المقابل، برز موقف إيراني متشدّد أكّد أن لا تفاوض على سلاح “حزب الله”. ما فُسّر على أنه تشدُّد إيراني في وجه الهجمة العربية والأميركية، أو ربّما لرفع سقفِ المطالب قبل التفاوض على أزمات المنطقة.
اللواء: تريث الحريري يُطلِق مشاورات “تصويب التسوية” إلتفاف رسمي وروحي وشعبي حول رئيس الحكومة.. وعون يدرس خيارات الحوار
كتبت “اللواء”: شيء واحد كشفته عودة الرئيس سعد الحريري، وحركة الاتصالات والاجتماعات والزيارات والاستقبالات التي كان هو محورها، ان الاستقرار مطلب لدى اللبنانيين، على كافة انتماءاتهم واتجاهاتهم، وأن “تجاوب الرئيس الحريري مع تمني رئيس الجمهورية التريّث في تقديم الاستقالة، هو “خطوة حكيم لأجل المزيد من التشاور”، على حد تعبير البيان الصادر عن الاجتماع المشترك لكتلة المستقبل والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي لتيار المستقبل برئاسة الرئيس الحريري.