من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: قمّة روسية تركية إيرانية لتأكيد وحدة وسيادة سورية كإطار لنهاية الحرب بوتين والأسد من موقع المنتصر لحلّ سياسي يستوعب الأكراد ويُخرج تركيا وأميركا بعد 440 ساعة الحريري في بيروت… وعون: استعادة رئيس الحكومة معركة سيادية
كتبت البناء: تزاحمت الأحداث والمواقف بصورة فرضت قراءتها في سياق يسمح بفهمها ضمن سياق منسجم رغم تناقضها الظاهر أحياناً. فالاتصالات التي أجراها كلّ من الرئيسين الروسي والفرنسي مع زعماء العالم والمنطقة، حول المسارين السوري واللبناني، تحت عناوين صناعة التسويات وتكريس الاستقرار، تغلب كلّ التوقعات بموجات من التصعيد التي قد توحي بها تصريحات ومواقف أطراف، ربما ليست بصورة التوافقات الكبرى وحجمها، وتظن أنّ أمامها هوامش لخوض حروب صغيرة قبل اكتمال المشهد النهائي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتفرّغ من منتجع سوتشي لرسم خريطة طريق نهاية الحرب في سورية، رسم مع حليفه الرئيس السوري بشار الأسد شارة النصر على الإرهاب، لفتح الطريق أمام حلّ سياسي يستوعب الأكراد ويُخرج القوات التركية والأميركية من الجغرافيا السورية، وهو الحلّ الذي يقوم على التمهيد بدستور جديد وانتخابات رئاسية ونيابية، والذي توافق عليه الرئيس الروسي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة فيتنام لمنتدى آسيا والمحيط الهادئ “آبيك” قبل أيام، والذي سيكون موضع حوار يجمع الرئيس بوتين مع نظيريه التركي رجب أردوغان والإيراني الشيخ حسن روحاني في سوتشي اليوم، بعدما كان موضوع اتصالات أجراها بوتين بالرئيس الأميركي والملك السعودي والرئيس المصري، تضمّنت المشاورات الجارية في الرياض لإعادة صياغة هيكلية الوفد المفاوض للمعارضة نحو محادثات جنيف، لجهة السقف السياسي وتركيبة الوفد، بعدما نفّذ السعوديون نصف تعهّداتهم فأزاحوا رموز الهيئة الذين وضعت سورية عليهم فيتو كشركاء محتملين في الحلّ السياسي، وبقي النصف الثاني في تظهير الوفد الجديد وسقفه السياسي الجديد.
في المقابل كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع اتصالاته لصيانة الاستقرار اللبناني عبر السعي لإنشاء شبكة أمان دولية إقليمية تتمسك بهذا الاستقرار، ترجمها باتصالات شملت الملك السعودي وولي عهده والرئيس المصري والرئيس الإيراني ورئيس حكومة الاحتلال، بصورة بدت متّسقة مع المساعي التي يقودها الرئيس الروسي لوضع خريطة الطريق لإعلان نهاية الحرب في سورية.
في لبنان، وصل قبيل منتصف الليل رئيس الحكومة سعد الحريري بعد 440 ساعة على إعلان استقالته من العاصمة السعودية وانقطاع أخباره، قبل أن يتمكّن لبنان من تحريك المجتمع الدولي وطرح قضية رئيس حكومته المحتجز، وانطلاق المبادرة الفرنسية بنتيجة ذلك التي توّجت بانتقال الحريري إلى باريس ومنها إلى القاهرة فنيقوسيا قبل أن تحطّ طائرته في بيروت.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي خاطب اللبنانيين في عيد الاستقلال، مؤكداً الحرص على الاستقرار، وتفادي الأزمات والمواجهات، لكن ضمن ثابتتين، لن ننصاع لما يأخذنا إلى الفتنة، ولن نتنازل عن ذرة من السيادة، واستعادة رئيس الحكومة كانت معركة من معارك السيادة.
يحتفل لبنان اليوم بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال، حيث يترأس رئيس الجمهورية العرض العسكري الذي سيُقام في المناسبة بحضور رئيسَيْ المجلس النيابي والحكومة، وذلك وسط أزمة سياسية تمر بها البلاد نتجت عن إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض قبل حوالي الأسبوعين.
وإذ من المتوقع أن تشهد الساحة المحلية اتصالات ومشاورات ولقاءات مكثّفة غداة عودة الحريري الى بيروت، تزايد الحديث عن تسوية ما تلوح في الأفق لم تتضح معالمها بعد بانتظار مواقف الحريري وسياسته الجديدة لتبني القوى السياسية مواقفها أيضاً على الشيء مقتضاه.
وفي وقتٍ تعدّدت السيناريوات المتوقعة للمرحلة المقبلة، تحدثت مصادر حكومية لـ البناء عن مخرجٍ مؤقت يتضمّن تريّث الحريري إزاء تقديم استقالته إفساحاً في المجال أمام المساعي القائمة على أكثر من خط محلي وإقليمي ودولي لا سيما على خط باريس – القاهرة، لإعادة إنعاش التسوية القائمة في ربع الساعة الأخير مع احتفاظ السعودية بورقة تقديم الحريري استقالته رسمياً تلوّح بها في أي وقت تفشل المساعي .
أما مصير الحكومة الحالية في الوقت الضائع حتى تنجلي الأمور، فأوضحت المصادر نفسها أنه في هذا الوقت لن تتم الدعوة الى جلسات لمجلس الوزراء لا في بعبدا ولا في السراي الحكومي خلال الأسبوعين المقبلين، وبعدها تدخل البلاد في عطل الأعياد، وبالتالي يتم تصريف الأعمال في الوزارات وتسيير شؤون المواطنين ويمارس عون والحريري صلاحياتهما الطبيعية كاملة لجهة توقيع المراسيم من دون الدعوة الى جلسات حتى مطلع العام الجديد، حيث سيبادر الرئيس عون الى حسم الأمور وفق مقتضيات المصلحة الوطنية، وما ينص عليه الدستور بالتشاور مع القيادات السياسية .
وبينما وصل رئيس الحكومة إلى بيروت عند الساعة 11:20 من مساء أمس من دون أي استقبال سياسي له في المطار، عقب محطتيه المصرية والقبرصية، بعد انتقاله من الرياض إلى فرنسا، ولقائه الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والقبرصي نيكوس أناستسياديس، فإن مصادر قصر بعبدا لـ البناء تقول إنّه لم يطلب موعداً للقاء الرئيس عون لتقديم استقالته، وتؤكد أنه سيكون هناك لقاء بين الرؤساء الثلاثة في عرض الاستقلال ولقاء ثنائي بين عون والحريري على هامش التهاني في بعبدا، مع تشديد المصادر على أن اللقاء السياسي والحديث عن أسباب الاستقالة والمرحلة المقبلة متوقف على مشيئة الحريري، بيد أن الرئيس عون مستعدّ للخيارات كافة”، علماً أن مصادر أخرى توقعت إرجاء “لقاء المكاشفة والمصارحة” بين الرئيسين الى الخميس المقبل.
وعشية الاستقلال أطلق الرئيس ميشال عون سلسلة مواقف من المستجدّات السياسية في رسالة وجّهها الى اللبنانيين في المناسبة، أكد فيها أن لبنان في كل الحالات لن ينصاع الى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية ، في ردٍ غير مباشر على التصعيد السعودي وبيان مجلس وزراء الخارجية العرب الهجومي ضد لبنان.
وسأل عون: هل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطني فُرضَ علينا لاستعادة رئيس حكومتنا إلى بلده لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف، استقالة أو عدمها، وعلى أرض لبنان؟ . وقال إنها مسألة كرامة وطن وشعب أظهر حيالها تماسكاً وطنياً فريداً. فالسيادة كل لا يتجزأ سواء على الأرض أو في السياستين الداخلية والخارجية .
ودعا الرئيس عون اللبنانيين أن لا يسمحوا للفتنة أن تطل برأسها بينكم، لأنها الدمار الشامل الذي لا ينجو منه أحد .
وتوجّه عون الى الدول العربية بالقول: على الرغم من كل ما حصل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية، بأن تتخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها، فتحفظ نفسها والدول الأعضاء فيها، وتنقذ إنسانها وسيادتها واستقلالها . كما دعا المجتمع الدولي، الى أن يصون الاستقرار في لبنان، من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية .
وسريعاً، غرّد القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية، الوزير المفوّض وليد البخاري على حسابه الخاص عبر موقع “تويتر”، فكتب: “لا نريدُ لبنانَ ساحةَ خِلافٍ عربيٍّ بلْ مُلْتَقَى وِفاقٍ عربيٍّ”. وأرفق التغريدة بهاشتاغ ” خالد الفيصل”.
الأخبار: ماكرون يلتقي السيسي سرّاً: مبادرة لبقاء الحريري… وموفد فرنسي إلى بيروت
كتبت الاخبار: وأخيراً، عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعد احتجازه وإجباره على تقديم استقالته في المملكة العربية السّعودية، ثمّ انتقاله إلى باريس بوساطات عربية ودولية. وإذا كانت زيارة رئيس الحكومة إلى مصر في طريقه إلى بيروت للقاء الرئيس عبد الفتّاح السيسي مفهومة، بفعل الدور الذي قامت به مصر لإطلاق سراحه من الإقامة الجبرية في السعودية، فإن توقّفه للقاء سريع في قبرص ليل أمس مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستسياديس بقي غير واضح المعالم.
إلّا أن مصدراً فرنسياً مطلعاً أكّد لـ”الأخبار” أن اجتماعاً عقد في الساعات الماضية بين السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقي بعيداً من الأضواء، وتم خلاله الاتفاق على مبادرة مشتركة لمعالجة الوضع في لبنان. ورفض المصدر تأكيد أو نفي أن يكون الاجتماع عقد في قبرص، بعد زيارة خاطفة للرئيس الفرنسي للقاء نظيره المصري الذي زار نيقوسيا للمشاركة في قمة ثلاثية مع نظيريه اليوناني والقبرصي. وقال المصدر إن الرئيسين اتفقا على ثوابت أساسية، وهي منع جرّ لبنان إلى مواجهة سياسية تؤدي إلى تصعيد وتوتر أمني وسياسي واقتصادي. كما أكّدا تمسكهما ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة. وبحسب المصدر، سيوفد ماكرون في اليومين المقبلين مساعداً بارزاً له إلى بيروت، للقاء الرؤساء الثلاثة وقيادات أخرى، للتركيز على ضرورة منع حصول فراغ حكومي، ولشرح طبيعة الاتصالات التي جرت مع الجانب السعودي. ولفت المصدر إلى أن الحريري في أجواء هذه الاتصالات، وأن الجانبين الفرنسي والمصري أبلغاه بضرورة عقد مشاورات شاملة في بيروت، وأن يبقي الباب مفتوحاً أمام عودته إلى رئاسة الحكومة، سواء من خلال بقاء الحكومة الحالية، أو عبر إعادة تشكيل حكومة سياسية لا تستثني أي قوة.
ومن المنتظر أن يشارك الحريري صباح اليوم في احتفال عيد الاستقلال، إلى جانب الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، على أن يلي الاحتفال لقاء يجمعه برئيس الجمهورية في قصر بعبدا. إلّا أن عودته وما سيليها من تطوّرات، تخلّف انقساماً بالآراء، ليس داخل فريقه اللّصيق فحسب كما كان الحال طوال الأيام الماضية، إنّما لدى فريق عون و8 آذار أيضاً، الذي تبدي بعض شخصيّاته تفاؤلاً، فيما يرجّح البعض الآخر بدء أزمة سياسيّة كبيرة.
فرئيس المجلس النيابي، مثلاً، قرأ في الرسالتين اللتين وجههما الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان لعون، في مناسبة عيد الاستقلال، والتهنئة التي وصلته ورئيس الجمهورية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطوّراً إيجابيّاً. وقال أمام زوّاره أمس إن هذه الرسائل “كسرت السّم”. وأضاف: “حتى الآن لا شيء واضحاً. نحن في انتظار عودة الحريري لمعرفة ما الذي قرره. فإذا عاد عن الإستقالة نكون قد تخطينا أزمة كبيرة، ونحن على استعداد كي نعطيه ضمانات للنأي بالنفس. أما في حال قرر التمسك باستقالته، فسنكون أمام مأزق كبير”. وتابع أن “المصريين والفرنسيين مستمرون في الوساطة، ومن الواضح أنهم يلعبون دوراً ايجابياً وله تأثير كبير. مصر لعبت دورا أساسيا ونعوّل عليه”.
تفاؤل برّي الحذر مردّه معطيات وصلته بأن الحريري أبدى في الأيام الثلاثة الأخيرة “تعاوناً واضحاً”، وأجواؤه “كانت تشي بأنه جاهز للتسوية والعودة عن الاستقالة لقاء ضمانات”، في وقت أبدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليونة كبيرة في إطلالاته الثلاث الأخيرة.
ويقترب الوزير جبران باسيل من موقف برّي في التفاؤل باعتبار أن استقالة الحريري لا تزال قابلة للتفاوض، على عكس عون الذي نقلت عنه مصادر في التيار الوطني الحّر عدم ارتياحه للمرحلة المقبلة. وتقول المصادر إن ما يهمّ رئيس الجمهورية الآن هو بقاء الحكومة، وأنه سيتريّث في حال أصرّ رئيس الحكومة على استقالته، في انتظار المزيد من الاتصالات. وأضافت أن عون، في حال إصرار الحريري على الاستقالة، سيصرّ على إعادة تكليفه لتشكيل حكومة جديدة، وإذا اعتذر أو تعذّر التأليف، فسيسعى للاتفاق معه على تأليف حكومة برئيس يتفقان عليه، لضمان وجود حكومة فاعلة مع رفضه بقاء البلاد تحت سيف تصريف الأعمال.
وبالتوازي، لا يزال الانقسام داخل فريق الحريري على حاله، بين من يقول إن الاستقالة لا عودة عنها، ومن يرى أنه يمكن التوصّل مع عون إلى اتفاق على تسوية جديدة. وتطرح مصادر مطّلعة مطالب الحريري المتوقّعة، تنفيذاً للطلبات السعودية، تحت ثلاثة عناوين: التزام عون بالنأي بالنفس، انسحاب حزب الله من كل الساحات العربية بما فيها سوريا، وضمان وقف الحملات الإعلامية ضد المملكة انطلاقاً من لبنان.
احتجاج مصري… وإعفاء السبهان؟
على صعيد آخر، فُهم من التواصل اللبناني ـــ العربي ـــ الدولي أن غالبية الدول المعنية بالشأن اللبناني، بما فيها الإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، أكّدت تمسكها ببقاء الحريري على رأس الحكومة ورفضهم أي خطوة تهدد الاستقرار.
وكان الجانب المصري حاول تبنّي فكرة أن تتولى القاهرة ضمان التزام الحريري بسقف مقبول من السعودية وأميركا، وعرضت على السعودية أن تقوم هي برعاية الحريري بدلاً من الرياض. لكن الأجوبة لم تكن حاسمة. ويعود قلق القاهرة إلى أن نتائج الجولة العربية لوزير الخارجية المصري سامح شكري، الأسبوع الماضي، كشفت عن حجم القلق، خصوصاً في الكويت والأردن، مما يقوم به ولي العهد السعودي. حتى أن المصريين سمعوا في أبوظبي أن المسؤولين الإماراتيين لم يكونوا على علم مسبق بما جرى مع الحريري، وأنهم ساعدوا على إقناع ابن سلمان بتركه يعود الى بيروت.
وبحسب مصادر دبلوماسية عربية، فإن المصريين تثبتوا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب من أن السعودية أجرت مراجعة، بضغط أميركي، لتطورات الأسبوعين الأخيرين، وأن لدى ابن سلمان هاجساً واحداً، وهو كيفية توجيه ضربة كبيرة في اليمن. ولفتت المصادر إلى احتجاج مصري على استمرار تجاهل ابن سلمان للقاهرة في خطواته الاقليمية. وقالت إن “شكري شدد خلال جولته على أن القاهرة لا تقبل بأن يتم إخبارها بالخطوات عبر الاعلام، ولن تقبل تكرار بعض الأخطاء التي رافقت إنطلاقة المعركة ضد قطر”، حيث تبين أن السعودية والامارات بادرتا الى خطوات ضد الدوحة من دون إشعار المصريين بها مسبقاً.
وتضيف المصادر أن “مصر قلقة جداً حيال الأزمة في لبنان، ولذلك طالبت جميع حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم الامارات، بممارسة ضغوط على ابن سلمان لإقناعه بأن لا يبادر مرة جديدة إلى خطوات مرتجلة، وبأن يعمل على السير في تثبيت استقرار لبنان، من خلال ترك الحريري يعيد صياغة اتفاقاته اللبنانية ويبقى في رئاسة الحكومة”.
وبحسب المصادر العربية، فان ابن سلمان تحدّث أمام جهات حليفة له عن عدم ممانعته استمرار الحريري في قيادة فريقه السياسي حتى الانتخابات النيابية المقبلة. لكن السعودية تريد منه إعادة ترميم حلف 14 آذار وعدم التحالف مع التيار الوطني الحر في الانتخابات المقبلة.
وفي سياق آخر، دعت مصادر لبنانية إلى مراقبة الأداء السعودي في الفترة المقبلة، وتساءلت عما إذا كان صدر قرار بإعفاء “وزير الحرب السعودي على لبنان” ثامر السبهان من مهامه اللبنانية، وترك الأمر للسفير الجديد المعين وليد اليعقوب. ولفتت المصادر إلى أن السبهان غاب عن الشاشة منذ قرار سفر الحريري الى باريس، وأن فريقه العامل معه في لبنان يعيش حال قلق، وسط مخاوف على مستقبل العلاقة بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية على وجه الخصوص.
الديار: خطاب رائع لرئيس الجمهورية العماد عون يرفع معنويات اللبنانيين هل يتجاوب الرئيس الحريري مع إيجابية خطاب السيد حسن نصرالله؟ خطوط الاتصال عربية دولية لاعادة التسوية وكم يملك الحريري من حرية القرار؟
كتبت الديار: اطل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في ذكرى عيد الاستقلال ليعلن خطابا هو خطاب رائع رفع فيه معنويات اللبنانيين بعد ان عانوا القلق وعدم الاستقرار منذ اكثر من 3 أسابيع وحتى يومنا هذا.
واعلن عون ان لبنان لن ينصاع الى أي رأي او نصيحة او قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية، ورأى ان الازمة الحكومية الأخيرة شكلت للحكم وللشعب اللبناني تحديا واختبارا صادما وقال هل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطني لاستعادة رئيس حكومتنا الى بلده، وان القضية هي مسألة كرامة وطن وشعب اظهر حيالها تماسكا وطنيا فريدا، ووجه الرئيس عون 3 رسائل في آن فدعا اللبنانيين الى ان يفرحوا ويحتفلوا بالاستقلال وقد دفعنا اغلى الاثمان قد يعود عيدا بعد ان كان ذكرى.
وتوجه الى الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالقول انتم حراس الوحدة الوطنية وحماة الحدود فكونوا جاهزين دوما، اما في رسالته الى الدول العربية فقال ان التعاطي مع لبنا يحتاج الى الكثير من الحكمة والتعقل. وأضاف ان امالنا ما زالت معقودة على جامعة الدول العربية بأن تتخذ المبادرة لإنقاذ انسانها وسيادتها واستقلالها.
ودعا الرئيس عون رئيس الجمهورية المجتمع الدولي الى ان يصون الاستقرار في لبنان من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية.
ثم قال الرئيس ميشال عون كلاما واضحا في شأن إسرائيل فاتهمها بانتهاك سيادة لبنان برا وبحرا وجوا، واعلن انه في خطاب القسم قال في طليعة اولوياتنا منع انتقال أي شرارة من النيران الى لبنان، وقال انه يؤكد على ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية واحترامه ميثاق جامعة الدول العربية والمادة الثامنة منه، وانه في سياسته لقيادة لبنان تحاشى الدخول في النزاعات ودعونا الى الحوار والوفاق بين الاشقاء العرب.
ثم قال الرئيس ميشال عون لقد نأى لبنان بنفسه ولكن للأسف الاخرين لم ينأوا بأنفسهم ولا بنفوذهم عن لبنان، فمع بدء الحرب في سوريا بدأت التنظيمات الإرهابية تخترق حدودنا الشرقية وتحاول السيطرة على القرى والمناطق زارعة الموت والدمار عبر تفجيرات إرهابية. وسأل من اين جاء الارهاب الى لبنان ومن ارسله ومن موله ومن سلحه ومن دربه اليس لضرب الاستقرار وزرع الفتنة،
ثم هاجم إسرائيل وذكر الاعتداءات والحروب التدميرية التي شنتها منذ الستينات والسبعينات ضد لبنان الى اجتياحها سنة 82 ووصولها الى بيروت واحتلالها نصف لبنان ثم انسحابها محتفظة باجزاء من الجنوب. حتى اضطرت الى الانسحاب سنة 2000 تحت ضغط مقاومة اللبنانيين لتعود 2006 وتشن حربا ارتكبت خلالها ابشع المجازر ودمرت البنى التحتية في لبنان.
ودعا الرئيس ميشال عون اللبنانيين الى الوقوف شعبا وجيشا ضد العدو الإسرائيلي كما التكفيري.
وقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان مسألة الاستقالة الأخيرة اوجبت على لبنان وطنيا ضرورة استعادة رئيس حكومتنا الى بلده لاداء ما يوجبه عليه الدستور او العرف او الاستقالة او عدمها على ارض لبنان وقال انها مسألة كرامة وطن وشعب اظهر حيالها تماسكا وطنيا فريدا، فالسيادة كل لا يتجزأ، وانهى خطابه بثلاث رسائل والرسالة الأولى هي للاشقاء العرب وقال ان التعاطي مع لبنان يحتاج الى الكثير من الحكمة والتعقل، والرسالة الثانية الى المجتمع الدولي المدرك لأهمية الاستقرار في لبنان كي يعمل على صون هذا الاستقرار من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية.
اما الى اللبنانيين فكانت الرسالة الثالثة بوحدتكم تخطيتم الكثير من الصعاب والأزمات والمخاطر، فلا تسمحوا للفتنة ان تطل برأسها بينكم لانها الدمار الشامل ولا ينجو احد منها.
المستقبل: .. يوم السعد
كتبت المستقبل: 22 تشرين الثاني، العيد عيدان هذا العام.. هو يوم المجد والسعد في لبنان حيث لا مجد من دون استقلال و”لا سعد من دون سعد”. عاد الرئيس سعد الحريري إلى البلد معيداً الروح والتوازن إلى البنية الوطنية بعد 18 يوماً عجاف عاشها اللبنانيون على غير هدى واتزان تحت تأثير غيابه المدوي عنهم. من الرياض إلى باريس والقاهرة وقبرص، انتهت رحلة الترقب وحبس الأنفاس وانطلقت مع لحظة وصوله إلى بيروت ليلاً رحلة البحث عن أرضية وطنية مشتركة تحصّن البلد وأبناءه وتنأى به وبهم قولاً وفعلاً عن نيران المنطقة. ما بعد “الصدمة الإيجابية” لا بد من ترجمات إيجابية لوقع الصدمة ولا بدّ للالتباس في المواقف أن ينجلي، فقد آن أوان “الكلام في السياسة” بعدما آثر الرئيس الحريري الصوم عنه خارج أرض الوطن.
إذاً، وعلى وقع الاحتفالات الشعبية التي عمّت بيروت والمناطق، وصل الرئيس الحريري قبيل منتصف الليلة الماضية إلى مطار رفيق الحريري الدولي لينطلق على الفور وسط إجراءات أمنية مشددة باتجاه ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة وأرواح رفاقه الشهداء بحضور مدير مكتبه نادر الحريري، مكتفياً بالقول رداً على أسئلة الصحافيين: “شكراً للبنانيين”. وصباح اليوم يشارك الحريري إلى جانب رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري في حفل الاستقلال الذي سيقام في وسط العاصمة على أن ينتقل الرؤساء الثلاثة بعد انتهاء العرض العسكري إلى قصر بعبدا لتقبل التهاني بالمناسبة. في حين سيكون “بيت الوسط” ظهراً محجّة لجمهور “المستقبل” ومحبي الرئيس الحريري المتلهفين للقائه وتجديد الولاء والوفاء لنهجه الوطني وخطه السياسي.
الجمهورية: الحريري عاد ليلاً.. ومصير الاستقالة يتّضح اليوم
كتبت الجمهورية: مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت ليلاً حيث توجّه من المطار الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حضور مدير مكتبه نادر الحريري، وقرأ الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء وقال “شكراً للبنانيين”، من ثمّ عاد الى “بيت الوسط”، ازدحمت الساحة السياسية بوابلٍ مِن الأسئلة حول مصير استقالته وتالياً مصير الوضع الحكومي والخيارات التي يمكن اللجوء اليها حكومياً وعلى كلّ المستويات لإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده، علّه بنتائجه يشكّل معبراً الى سلطة جديدة ينبغي ان تنقل البلاد الى واقعٍ جديد، بمعزل عمّا سيؤول إليه مصير الأزمات المشتعلة في المنطقة. وأجمعَت كلّ المعطيات والمعلومات التي توافرَت لـ”الجمهورية” حتى مساء امس على انّ الحريري سيؤكد استقالته في بيروت مشفوعةً بمجموعة لاءات ستشكّل عنوانَ تعاطيه وحلفاءَه مع الأفرقاء الآخرين في هذه المرحلة. وتؤكّد المعلومات انّ الحريري، وحسب ما تسرّبَ من اوساطه لن يقبل تكليفَه مجدداً تأليفَ حكومة جديدة في حال انتهَت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد، وأكد مسؤول كبير لـ”الجمهورية” انّ رئيس الجمهورية ملزَم بالدعوة لهذه الاستشارات بمجرّد إصرار الحريري على الاستقالة وتخوّف من نشوء أزمة حكومية في البلاد ذات وجهين: الاوّل، إستنكاف الشخصيات السنّية ذات المواصفات الوازنة عن قبول التكليف، لاعتبارات داخلية وإقليمية، ترتبط بالأسباب والخلفيات التي انطوَت عليها استقالة الحريري. والثاني، وقوع البلاد تحت سلطةِ حكومة تصريف أعمال لا حول لها ولا طَول مع ما يمكن ان يَحول دون إجراء الانتخابات النيابية، مبكرةً أو في موعدها، خصوصاً انّ رئيس الجمهورية وأفرقاء آخرين بدأوا يُلمّحون في اتصالاتهم مع بعض عواصم القرار، وأمام بعض سفراء الدول الكبرى، إلى انّ هناك جهات محلية وخارجية تعمل على استيلاد مناخات لتعطيل إجراء الانتخابات، خصوصاً انّها قد لا تأتي بالنتائج التي تطمح إليها.
تحلّ الذكرى 74 للاستقلال هذه السنة في ظلّ وضعٍ غامض حيال مستقبل العلاقات السياسية بين مختلف الافرقاء السياسيين في ضوء استقالة الحريري ومصيرها، وبالتالي مصير الحكومة والحكم استطراداً، في موازاة ارتفاع حدة التوتر السعودي ـ الايراني والتهديدات الاميركية ـ الاسرائيلية. لكنّ لبنان يعوّل كثيراً على الوحدة الوطنية التي يشكّل العيد اليوم مناسبةً لانطلاقتها على أسسٍ جديدة تبقى رهنَ قدرةِ الحكم على خلقِ مناخات تسمح بها، وأبرزُها إبعاد لبنان عن النزاعات وسياسة المحاور…