قرار الجامعة العربية هل هو قرار جماعي؟: حميدي العبدالله
اتخذت الجامعة العربية في اجتماعها الاستثنائي على مستوى وزراء الخارجية قراراً تضمّن وصفاً لحزب الله بأنه حزب إرهابي. لكن السؤال المطروح هل هذا القرار هو قرار جماعي صادر عن الجامعة العربية، ويعبّر عن مواقف كلّ دولها؟ الإجابة على هذا السؤال لها أهمية خاصة، لأنه في الإجابة تتحدّد ما إذا كانت مفاعيل هذا القرار إعلامية، أم أنه سترتب عليه مفاعيل سياسية تلزم دول الجامعة العربية باتخاذ مواقف من حزب الله انطلاقاً من هذا الوصف .
واضح إعلامياً وكأنّ القرار اتخذ بإجماع دول الجامعة العربية، مع تحفظ من قبل مندوب لبنان على بعض فقرات البيان الختامي.
لكن التدقيق في الاجتماع، ومواقف دول الجامعة العربية تفضي إلى تثبيت الوقائع الآتية:
أولاً، لوحظ أنّ الكلمات في الجلسة العلنية كانت محصورة بكلّ من وزير خارجية المملكة العربية السعودية، ووزير خارجية البحرين، في حين أنّ ممثلي الدول الخليجية الأخرى، أو وزير خارجية مصر لم يلقوا كلمات في الجلسة الافتتاحية يعلنون فيها مواقف شبيهة بمواقف كلّ من السعودية والبحرين. وبديهي أنّ هذا لم يكن صدفة، ويدلّ على أنّ عدم إلقاء كلمات يعني أنهم سايروا السعودية في مواقفها لكي لا يحصل تأزّم إضافي في العلاقات العربية – العربية دون حصول تطابق في المواقف بين السعودية والبحرين من جهة، وبقية الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية من جهة أخرى.
ثانياً، لوحظ غياب مشاركة وزراء خارجية دول أخرى مثل العراق ولبنان، وكانت المشاركة على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، ومستوى المشاركة هو الآخر له دلالات ويعكس التحفظ على تعريض الأوضاع العربية إلى مزيد من الاضطراب والفوضى.
ثالثاً، من الواضح أنّ دولاً عربية عديدة لن تلتزم واقعياً بمضمون ما جاء في قرار الجامعة العربية، وهنا يمكن الإشارة بوضوح إلى دول مثل الجزائر والعراق وحتى تونس والسودان وفلسطين، إضافةً إلى لبنان الذي يتحفظ على فقرات البيان، وغياب سورية بسبب تعليق عضويتها في الجامعة العربية. وبديهي أنّ هذه الدول لن تتعامل مع ما جاء في البيان إزاء حزب الله، وستظلّ تنظر إلى حزب الله بوصفه حركة مقاومة.
إذن، قرار الجامعة العربية لا يعبّر عن إجماع دول الجامعة العربية.