ناشونال إنترست: مسرحيات القوة السعودية لن تؤدي لحرب
اهتمت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية بالتطورات التي تشهدها السعودية على المستوى الإقليمي، وقالت إنها أصبحت أكثر حزما، لكن مسرحيات القوة التي تلوح بها في الشرق الأوسط ليس من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في المنطقة .
وأشارت المجلة من خلال مقال للكاتب أميتاي إتزيوني -أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن- إلى الحرب التي يشنها ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان على اليمن عبر التحالف العربي الذي تقوده بلاده، وقالت إنه فرض حصار كاملا على اليمن بالرغم مما تعانيه البلاد من المجاعة والفقر.
وأضافت أن السعودية على الأرجح عزلت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لأنه لم يواجه حزب الله اللبناني، وأنها اتهمت إيران بإعلان الحرب في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنته جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران واستهدف مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
وقالت إن وسائل الإعلام تروج لوجود كتلتين متنافستين في الشرق الأوسط الأولى سنية بقيادة سعودية والأخرى شيعية بقيادة إيرانية، مشيرة إلى أن أيا من الدولتين ربما تعتبر قادرة على احتواء الأخرى أو التغلب عليها.
واستدركت المجلة بالقول لكن المعسكر السني يعتبر الأضعف وإنه في تراجع بطئ على حد قولها، في حين أن المعسكر الشيعي أقوى منه بكثير وإنه مستمر في تحقيق مكاسب كبيرة، وإن كانت بشكل تدريجي.
وقالت المجلة إنه عند مقارنة ما لدى السعودية بما لدى إيران من قوة، فإن إيران لديها قوة عسكرية تضم 550 ألفا شخص، فضلا عن امتلاكها لترسانة من الصواريخ البالستية والقذائف الموجهة قصيرة ومتوسطة المدى، وإنها تقترب من امتلاك السلاح النووي الخاص بها.
وأضافت أن إيران بصدد تطوير مروحيات هجومية متطورة وأن طهران تعتبر من بين الأفضل في العالم في تقنيات الطائرات بدون طيار، وأن لديها قوات الحرس الثوري الإيراني المؤلف من مقاتلين متخصصين مع خبرة قتالية كبيرة في ساحة المعركة.
وأما السعودية، فلا شك أن سلاحها الجوي يعتبر مثيرا للإعجاب، لكن جيشها أصغر بكثير بالمقارنة مع الجيش الإيراني، كما أنه يعتبر مترددا جدا في القتال وأنه يعتبر جيدا في حالة العرض العسكري على الأرض.
وأضافت المجلة أن القوات السعودية هي كبقية الجيوش العربية التي تشكلت لحماية الأنظمة الاستبدادية من الانتفاضات المدنية غير المسلحة وليس لخوض الحروب الفعلية.
وأشارت إلى أن السعودية تعتمد على السلاح الجوي في الحرب على اليمن، وأن قواتها غير قادره على التغلب على قوات قبلية بدائية مثل جماعة الحوثي.
وأضافت أن إيران تعتبر دولة مستقرة من الناحية السياسية بينما تباشر السعودية في محاولة للتغير على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي. وقالت إن هذه التحول الكاسح ينذر بالفشل وإن السعودية سينتهي بها المطاف دولة فاشلة تضاف إلى لائحة الدول الفاشلة في الشرق الأوسط، على حد قول المجلة.
وأشارت إلى أن هناك لاعبا قويا آخر في هذه المعادلة وهو المتمثل في حزب الله البناني الذي يعتبر القوة القتالية غير الحكومية الأكثر تنظيما في العالم، واضافت أن لديه حو عشرين ألف مقاتل مسلح بقدر كبير من التقنيات العسكرية التي اكتسبها من إيران ومن السوق السوداء.
وأضافت المجلة أن محاولات السعودية تغيير الواقع اللبناني ستكون غير مجدية، وذلك نظرا لنفوذها المحدود في لبنان فحزب الله هو المهيمن على البلاد.
وقالت إنه لا ينبغي للمرء أن يتوقع أن تقوم إسرائيل بتقديم العطاءات للسعودية في هذا السياق، وذلك بالرغم من تحالفها المتزايد معها.
وأضافت أن السعودية تفقد نفوذها في مصر التي تحتسب من المعسكر السني، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن أنه ضد الحرب، كما أن الأردن تتجنب هذا الصراع، وهي مشغولة بالتعامل مع الملايين من اللاجئين السوريين ومراقبة مواطنيها الفلسطينيين.
وأما الإمارات فدولة غنية ولكن ليس لديها الكثير لتقدمه في هذا السياق، وسط معاناتها من خلافات إزاء السياسات الخارجية.