ناشونال إنترست: السعودية تسعى لإعادة أميركا الى المنطقة
تناولت مجلة ناشونال إنترست الأميركية التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران، وقالت إن السعودية تريد محاربة إيران حتى آخر أميركي، وأضافت أن الرياض تهدف إلى جر الولايات المتحدة للعودة إلى الشرق الأوسط، وذلك لإعادة التوازن لإسرائيل والسعودية .
ونشرت المجلة مقالا للكاتبة تريتا بارسي قالت فيه إن العديد من المراقبين يعتقدون أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يسعى إلى حرب مع إيران وحزب الله اللبناني.
وأشارت إلى التحالف غير المتوقع بين إسرائيل الصهيونية والسعودية الوهابية، ومعارضتهما لاتفاق النووي الإيراني، وجهودهما لتصعيد حدة التوتر في المنطقة.
وأوضحت أن الهدف النهائي للسعودية هو إعادة الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، وذلك حتى تتمكن واشنطن من استعادة هيمنتها العسكرية وإعادة التوازن إلى المنطقة بحيث يكون لصالح السعودية وإسرائيل.
وقالت الكاتبة إن هذا التوجه السعودي لا يتطلب حربا في لبنان فحسب، بل إنه يتطلب صراعا دائما بين الولايات المتحدة وإيران. وأضافت أن إسرائيل والسعودية تعتبران عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة مبررة لأنها تعيدها إلى ما كانت عليه قبل غزو العراق في 2003.
وأشارت إلى سياسة “الاحتواء المزدوج” التي سبق أن اتبعتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بشأن إيران والعراق، وهي التي تمثلت في قيام واشنطن بالتركيز على إسرائيل والسعودية ومصر، مع هدف واضح تمثل في عزل واحتواء كل من إيران والعراق.
وقالت إن طهران عارضت هذه السياسة وسعت إلى تقويضها بكل الوسائل، بما فيها استهداف عملية السلام الإسرائيل الفلسطيني.
وأضافت أن سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش أنهت هذا التوازن في المنطقة من خلال ارتكابه خطأ إستراتيجيا تمثل في غزوه للعراق، الأمر الذي أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة وإضعاف دور الولايات المتحدة فيها.
وقالت إن إسرائيل والسعودية كانتا أكبر الخاسرين في حرب العراق وانهيار “باكس أميركانا” أي سيادة السلام والاستقرار في ظل إمبراطورية أميركية.
وأضافت أن الولايات المتحدة كانت في ما مضى ترى فائدة في الهيمنة على الشرق الأوسط ، لكن المصالح الأميركية والإسرائيلية والسعودية تباينت بشكل حاد خلال العقدين الماضيين.
وقالت إن الولايات المتحدة لا تفقتر فقط إلى الموارد اللازمة لإحياء هذا التوازن السابق في الشرق الأوسط، بل إن الفوائد التي تعود على الأمن القومي الأميركي أصبحت في موضع شك، وأشارت إلى تحويل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اهتمامه إلى شرق آسيا بدلا من الشرق الأوسط.
وقالت إن معظم موارد أميركا ملتزمة بالشرق الأوسط في حروب لا تنتهي وهي ذات أهمية إستراتيجية هامشية متزايدة.
وأشارت إلى المخاوف الإسرائيلية والسعودية من التحول الأميركي إلى محور آسيا، وقالت إن تل أبيب والرياض كانتا تخشيان أن يضعف التزام واشنطن بأمنهما الإقليمي، وإن هذه المخاوف تزايدت في ظل رفض أوباما للحث الإسرائيلي والسعودي له لقصف إيران.
وقالت إنه إذا كان البرنامج النووي الإيراني والنفوذ الإيراني في العراق لا يعتبران سببا كافيا لقصف إيران، فإنه يجب على السعوديين إثارة أزمة يكون من شأنها إعادة الولايات المتحدة إلى مشاحنات الشرق الأوسط.
وقالت إن لبنان على وجه التحديد يمكن أن يخدم هذا الغرض، لكن السعودية لا تسعى لمواجهة أميركية لمرة واحدة في لبنان، بل تسعى إلى مواجهة أميركية إيرانية دائمة، وذلك في حرب لا تنتهي باسم السعودية.
وأشارت إلى تصريحات منسوبة وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس في 2010 الذي قال إن السعوديين يريدون محاربة الإيرانيين حتى آخر أميركي. وأضافت أن هذا الأمر يروق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو.
وقالت إن الغموض ليس في هذه الدراما، لكنه يكمن في موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أمور تتعارض مع المصالح القومية الأميركية، وأضافت أنه ليس ولي العهد السعودي ابن سلمان الذي يتصرف بشكل غير عقلاني، بل هو الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يوافقه على كل شيء في هذا السياق.