شروط الاشتعال على حدود القطاع تنتظر شرارة: اليكس فيشمان
في الـ 48 ساعة الأخيرة زال آخر كابحي عملية الثأر التي يخطط لها الجهاد الإسلامي ردا على تدمير النفق وقتل 12 من نشطاء الإرهاب الفلسطيني .
الكابح الأول أزيل في نهاية الأسبوع، عندما فهم الجهاد الإسلامي أن أربعة من رجاله الذين علِقوا في النفق ُتلوا وأن محاولاته للوصول إلى جثثهم أو تلقيهم من إسرائيل لن تؤتي ثمارها. وما أن زال الأمل في الوصول إلى الجثث، حتى أزيل كابح عملية الثأر. أما الكابح الثاني، المصالحة الفلسطينية الداخلية، فدخلت في حالة إبطاء إلى درجة الشلل. هذه المصالحة المتعثرة، التي كانت حتى قبل بضعة أيام لا تزال تبدي علائم الحياة، علِقت في الصَّدْع بين إيران والسعودية في لبنان واليمن. فقد استدعى السعوديون أبا مازن على نحو مفاجئ، وفي واقع الأمر طلبوا منه وقف خطوات المصالحة، طالما بقيت حماس تتسكع مع الإيرانيين. فالسعوديون يخشون من إمكانية أن تسيطر الذراع العسكرية لحماس، التي انتقلت من قطر إلى بيروت، على القوة العسكرية الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في لبنان وتنقلها إلى خدمة المحور الإيراني. أما الإيرانيون من جهتهم فلم يسكتوا وألزموا وفدًا من حماس من قطر بالمجئ لزيارة رسمية إلى بيروت، لدى الرئيس اللبناني. وهكذا فإن شلل خطوات المصالحة يخفض دافع حماس لمنع الجهاد الإسلامي والحفاظ بكل ثمن على الهدوء على الحدود مع إسرائيل.
ليس مصادفة أن إصدار منسق أعمال الحكومة في المناطق تحذيرا مباشرا للجهاد الإسلامي. ففي إسرائيل يعرفون، حسب المنشورات، أن التعليمات لعملية الثأر صدرت منذ الآن من قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق. ومعقول جدًا الافتراض أن لإسرائيل فكرة ما عن النوايا والاستعدادات في الجانب الآخر، ومع ذلك يمكن دوما أن تكون مفاجأة تجبي ثمنًا باهظًا. وبالتالي فإن إسرائيل لا تزال تجرب الردع: تحذيرات علنية، رسائل سرية وتشديد الجاهزية والحضور العسكري البارز للعيان، بما في ذلك مناورة قيادة المنطقة الجنوبية في قطاع غزة.
وفي هذه الأثناء تُحفّز وسائل الإعلام الفلسطينية في غزة رياح الحرب وتدعي أن إسرائيل تحاول تسخين الحدود، مع توصيفات كأنها عقدت من تقارير المراقبين على الخط. وحسب هذه التوصيات فإن إسرائيل تستخدم على طول الحدود مركبات غير مأهولة، سيارات جيب وسيارات هامر. كما يقولون إن إسرائيل تستخدم بالونات الرقابة بحجوم أكبر مما في الماضي، التي تحمل منظومات غلكترونية استثنائية في حجمها، وعن عدد استثنائي من الطائرات غير المأهولة في السماء. إضافة إلى ذلك زعم أن الجيش الإسرائيلي يبني كثبانا للدبابات، وأن العمل على الجدار الأمني توقف، ومثله أيضا النشاط الزراعي الإسرائيلي على طول الحدود.
الخلفية جاهزة للاشتعال. وليس لإسرائيل أية مصلحة في اتفاق المصالحة الفلسطيني، ولهذا فإن ردها على كل محاولة مس بالبلدات أو بالجنود ـ أو عملية في أية جبهة أخرى خارج قطاع غزة ـ يمكن أن يكون بحجوم تعتبر غير متوازنة. دافع الجهاد للثأر واضح. أما حماس، فمن خلال إشعال النار بحجم محدود، فستبعث بتقديرها ضغطا أمريكا ومصريا على إسرائيل لوقف النار ـ وضغطا على السلطة للعودة إلى محادثات المصالحة. وإذا كانت المصالح لإضرام الشعلة كلها تلتقي ـ فإنه ستكون شعلة.
يديعوت