مع هجرة ترامب إلى “الهادئ” هل تقامر “القطط” “الإسرائيلية” بحرب متدحرجة؟ : محمد صادق الحسيني
على عكس الضجيج الذي يُثيره الرئيس الأميركي بشأن إيران وموضوع الاتفاق النووي والتهديدات التي يُطلقها بين الفينة والأخرى ضدّ إيران، والتي دفعت برئيس الحكومة «الإسرائيلية» نتن ياهو ووزير حربه ليبرمان ووزير استخباراته السابق نفتالي بينيت إلى الاعتقاد مخطئين بأنّ الولايات المتحدة تتجه إلى اتخاذ إجراءات عسكرية ضدّ إيران، وجعلهم يدلون بتصريحات أكبر من حجمهم بكثير وذلك عندما هدّدوا بأنهم سوف يقومون بالعمل عسكرياً ضدّ الوجود الإيراني في سورية إذا ما تقاعست الولايات المتحدة عن فعل ذلك .
أما ما يجعلنا نقدّر أو بالأحرى نجزم بأنّ الولايات المتحدة ليست في هذا الوارد على الإطلاق، في هذه المرحلة على الأقلّ. ولأسباب متعدّدة لا مجال للتطرّق اليها في هذه المطالعة المختصرة، نقول إنّ دليلنا على ذلك هو قيام البنتاغون بالبدء بترحيل قوته البحرية الضاربة، والضرورية جداً في حال التخطيط لأيّ عمل عسكري ضدّ إيران، بدأت البنتاغون بترحيلها إلى المحيط الهادئ.
حيث أفادت المصادر الصحافية المختصة بأنّ:
أولاً: إنّ حاملة الطائرات الأميركية نيميتس Nimitz ومجموعتها الضاربة والمكوّنة من:
ـ حاملة الطائرات نفسها وعلى متنها 70 طائرة مقاتلة تابعة للسرب الجوي الحادي عشر Air wing 11.
ـ مدمّرات عدد 2.
ـ طرادات عدد 2.
فرقاطة عدد 1.
ـ سفينتَيْ إمداد وتزويد.
ـ سفينة صيانة وورشات تقنية.
ـ مع عديد جنود على متن هذه السفن القتالية يصل إلى سبعة آلاف وخمسمئة جندي 7500 .
نقول بأنّ المصادر قد أفادت بتحرّك هذه المجموعة البحرية يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 تاركة مراكز عملياتها في «الشرق الأوسط» باتجاه المحيط الهادئ، أيّ إلى مناطق عمليات قريبة من السواحل الصينية والروسية الحشد الاستراتيجي .
ثانياً: أما المجموعة البحرية الضاربة والمرافقه لحاملة الطائرات ثيودور روزفلت Theodore Roosvelt فكانت قد وصلت إلى المحيط الهادئ يوم 23 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2017.
ثالثاً: في حين وصلت المجموعة البحرية الأميركية الضاربة، وعلى رأسها حاملة الطائرات رونالد ريغان، إلى المحيط الهادئ، آتية من مقرّ الأسطول الأميركي السابع في قاعدة يوكوسوكا Yokusuka في اليابان، يوم 21 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2017.
أيّ أنّ إعادة الانتشار هذه تؤكد أنّ مهمات هذه المجموعات البحرية الأميركية الحاليّة ليست على علاقة بالوضع الإيراني، وإنما هي مهمات تشمل منطقة عمليات بعيدة عن الشرق الأوسط أو غرب آسيا، كما يسمّيها الإيرانيون.
وهذا ما يجعل تصريحات المسؤولين «الإسرائيليين» بلا أية قيمة ولا تعدو كونها صراخاً في بئر ماء لا يسمعه أحد وتقتصر مفاعيله على المماحكات السياسية الداخلية في «إسرائيل» وممراً خلفياً لانسحاب نتن ياهو من صخب حملة ملاحقته في موضوع رشى الغواصات الألمانية…!
في المقابل، فإنّ ما يعجز نتن ياهو ودائرته الضيقة عن فعله، فإنّ قطاعاً من رجال الاستخبارات «الإسرائيليين» المقامرين لا يزال يأمل القيام به في محاولة لجرّ أميركا إلى ميادينهم…!
ويعتقدون بأنّ من شأن ذلك أن يدحرج المنطقة او يدفعها للانزلاق نحو حرب إقليمية يظنّ أنها قد تفكّ بعض الخناق عنه وتدفع بإيران وحزب الله الخطر الأكبر والاستراتيجي على وجوده للابتعاد قليلاً عما يسمّيه «شبح الشمال» الداهم…!
وفي تأكيد جديد على معلوماتنا السابقة حول وجود توجهات إسرائيلية بهذا السياق، وبغطاء جناح أميركي وحماس سعودي، مع استعداد للتمويل وللعمل على القيام بحرب ضدّ جبهة المقاومة بشكل متدحرج…
فقد ورد هذا التأكيد مجدّداً على لسان وزير الاستخبارات السابق، إسرائيل كاتس، حيث قال: «انّ إسرائيل ستضطر وحدها لخوض حرب ضدّ إيران، إذا لم تقم الولايات المتحدة بذلك…».
السؤال الذي يطرحه متابعون متخصصون مطلعون على قدرات العدو الإجمالية هو: اذا كان ترامب نفسه غير قادر على ذلك، فكيف لهذا «البسَيْن» أن يقوم بذلك…!؟
وتسمية «بسيْن» هنا تنبع من اسمه، إذ إنّ أصل هذا المستوطن ألماني وكلمة او اسم كاتس Katz او Katze ايّ بكسر حرف الزين تعني قط… أما عدم وجود حرف e في الاسم المذكور، أيّ عدم كسر حرف Z في نهاية الاسم فيعود إلى أنّ هذا الاسم مأخوذ من لهجة محلية ألمانية في مقاطعة بادن فيرتبنبرغ التي عاصمتها شتوتتغارت…
المهمّ أنه «بسيْن»…!
كيف يريد هذا القط أن يزحلق فيلة وأسوداً ودببة إلى حرب لا يريدونها الآن لانعدام موازين تسمح باشتعالها…!؟
الأمر بين أمرين:
إما أن نعتمد المثل القائل اسمعوا أسرارهم من صغارهم..!
أو انّ الكيان بات يشعر بأنه محاصر من الجهات الأربع بحشود بشرية من المتطوّعين المطالبين بتحرير فلسطين قد باتوا قاب قوسين أو أدنى من دخول الجليل والجولان
وهم حاملون سطول مائهم لإغراقه وإغراق كيانه، كما قال الإمام الخميني يوماً، والقطّ كما هو معروف يخاف من سطل ماء واحدة فكيف به وهو يرى إشارات تجمع هذا البحر المائج؟
بعدنا طيبين قولوا الله…