من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار: صراعات حريريّة على منجم الاتصالات
كتبت “الأخبار”: اندلعت، علناً، صراعات تيار المستقبل على “منجم” وزارة الاتصالات. تُرجِمت هذه الصراعات في اليومين الماضيين بقرارات أصدرها وزير الاتصالات جمال الجراح، استهدفت مستشارَه القوي نبيل يموت، والمدير عام لهيئة أوجيرو عماد كريدية.
يعيش تيار “المستقبل” حالة غير مسبوقة من التخبّط، في واحد من أهم “معاقله” في الإدارة العامة، وزارة الاتصالات. هذه الوزارة التي تحوّلت إلى منجم للمال، تسعى قوى سياسية عدة إلى “الغرف” منه. وقد ظهر هذا التخبّط جلياً أمس على شكل قرارات اتخذها وزير الاتصالات المستقبلي جمال الجراح، بقيت عصيّة على الفهم عند المتابعين. ففي يوم واحد فسخ الجراح عقد الاتفاق مع السيد نبيل يموت المكلف بصفة مستشار لوزير الاتصالات، ومن ثمّ أعاده بقرار آخر كمستشار أول. كذلك أصدر الوزير قراراً بوقف عقود الصيانة والتشغيل مع هيئة أوجيرو. ولعلّ أكثر ما يثير الاستغراب، أن “الحرب” القائمة في الوزارة ليست بين تيارين مختلفين أو خصمين في السياسة، بل بين أشخاص كلّهم تابعون لتيار المستقبل، وتمّ تعيينهم بقرار من الرئيس سعد الحريري، لكن لكل منهم أهداف مختلفة.
أصل المشكلة يعود إلى قرار الاستحواذ على حصة كبيرة من سوق الاتصالات، وتحويلها إلى مصدر للمال والتوظيف والخدمات، كما إلى حرب الصلاحيات بين الوزير ويموت من جهة أخرى. ويموت يوصف بوزير الظل، كونه الرجل الأقرب في قطاع الاتصالات إلى مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري.
وفي هذه القضية، يبرز اسم شركة “جي دي أس” التي يملكها تحالف رجال أعمال محسوبين على عدد من القوى الساسية، أبرزهم تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ. الجراح، ومن خلفه التياران، منح الشركة حق استخدام أملاك الدولة، لإيصال خدمة الانترنت والاتصالات عبر الألياف الضوئية إلى المنازل والمكاتب. وبقرار الجراح (راجع “الأخبار” يوم 18 أيار 2017) ، باتت لـ”جي دي أس” القدرة على تحصيل مكاسب كبرى بمئات مليارات الليرات، على أن تكون حصتها من العائدات 80 في المئة، فيما تحصّل الدولة 20 في المئة فقط. لكن الضجّة التي أثيرت بعد قرار الجراح قبل أشهر، أدت إلى إدخال شركتين إضافيتين لتقوما بعمل “جي دي اس” نفسه. وأوجيرو، المملوكة من الدولة، هي واحدة من الشركتين. وقد بدأت هيئة أوجيرو العمل في مجال تمديد الألياف الضوئية، حتى تقدّمت على “جي دي أس”. ويبدو أن هذا الأمر أزعج الوزير الجراح، لأن مدير الهيئة عماد كريدية الذي قيل إنه تمّ تعيينه لتمرير ما لم يلبّه المدير السابق عبد المنعم يوسف، سار على قاعدة أن “أوجيرو يجب أن تعمل”. وبناءً على ذلك، اندلعت الخلافات بين الجراح وكريدية، ما اضطر الأخير إلى طلب إجازة إدارية استمرّت لمدّة 21 يوماً، قبل أن يعاود العمل الثلاثاء الماضي. وبعد عودته تطوّر الخلاف، بسبب مطالبة الجراح بتوظيف عدد كبير من المحازبين من البقاع في هيئة “أوجيرو”، وطالب بإنشاء مراكز لأوجيرو في البقاع، لكن كريدية لم يتمكّن من تحقيق ذلك لأن التوظيف محكوم بالمحاصصة، ما دفع وزير الاتصالات إلى اتخاذ قرار بحق الهيئة ممثلة برئيس مجلس إدارتها مديرها العام عماد كيريدية. وفي القرار الصادر أول من أمس، اتهم الجراح كريدية بـ”القيام بأعمال الصيانة والتشغيل انتقائياً ولغايات خاصة وشخصية من دون مراعاة الحاجات الفعلية لسير العمل وخدمة المواطنين، بل يعمد إلى تنفيذ أعمال مخالفة للقانون متجاوزاً صلاحياته ومسؤولياته القانونية ومسبباً بهدر المال العام”! وبناءً على ذلك، قرر الجراح فسخ العقد الرئيسي بين “الاتصالات” وأوجيرو، طالباً من الأخيرة تقديم طلب إلى الوزارة قبل تنفيذ أي عمل، متضمناً المدة الزمنية المتوقعة للتنفيذ والكلفة.
السعودية تهدّد حلفاء حزب الله: يجب معاقبة من يتعاون معه سياسياً واقتصادياً وإعلامياً
أما يمّوت الذي أقاله الجراح من منصبه كمستشار له قبل ظهر أمس ثم أعاده “مستشاراً اول” بعد الظهر، فتقول مصادر الوزارة إن “الوزير يعتبره العقل المدبر لكل ما يقوم به كريدية”. ويمّوت معروف “بقربه من نادر الحريري”، وكان سابقاً مستشاراً في وزارة المالية من ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الوزارات، وكان محسوباً على الرئيس فؤاد السنيورة. وتقول مصادر في وزارة الاتصالات إن “الجراح امتعض لأن الحريري (نادر) أصرّ على أن يوافق يموت على كل الإجراءات المالية والإدارية في الوزارة، كذلك عملية التوظيف، فقرر الوزير الانقلاب عليه”. وبعد البلبلة التي حصلت، عقدت اجتماعات في بيت الوسط أمس، حضرها رئيس الحكومة ونادر الحريري وعدد من المعنيين في قطاع الاتصالات، وأُجبر الجراح على التراجع عن قرار إقالة يموت، فيما أكدت مصادر الرئيس الحريري أن قضية أوجيرو في طريقها الى الحلّ أيضاً. في هذا الإطار، عقد المجلس التنفيذي لنقابة العمال في الهيئة أمس اجتماعاً طارئاً لبحث المستجدات الناتجة من قرار وزير الاتصالات، معلناً أنه “نظراً للأهمية القصوى لهذا الموضوع، فهو يناشد المسؤولين كافة العمل السريع لمعالجة هذه الأوضاع المستجدة”. ورغم محاولة المقرّبين من رئيس الحكومة التخفيف من أهمية ما جرى، وتأكيدهم أن الامور ستعود إلى ما كانت عليه، فإن قرارات الجراح تطرح علامات استفهام كثيرة حول كيفية إدارة الامور في الهيئة القيادية في تيار المستقبل من جهة، وحول المستقبل السياسي للوزير الجراح، الذي نفّذ أمس محاولة انقلابية على نادر الحريري، الذي يعمل بصفته كبير مساعدي رئيس الحكومة.
من جهة أخرى، وبعد يوم واحد على إقرار مجلس النواب الأميركي قوانين العقوبات على حزب الله، دخل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان على خطّ الضغط، داعياً الى “لجم حزب الله”، وموجّها تهديداً لجميع حلفاء الحزب، ومعتبراً أنه “يجب معاقبة من يعمل ويتعاون معه سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، والعمل الجاد على تقليمه داخلياً وخارجياً ومواجهته بالقوة”.
البناء: جولة جديدة لجنيف: لافروف يؤيد وتيلرسون يشاغب… والجيش السوري يتقدم العبادي يحصل على دعم إيراني للوساطة مع السعودية… وشغور رئاسي كردي القوات لمقايضة العهد… والملف الانتخابي للفوضى… ومحتجّو حيّ السلم يعتذرون
كتبت “البناء”: قالت مصادر عراقية مطلعة على أبرز ما تضمّنته المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في السعودية وإيران، إنّ العراق نجح بالحصول على قبول مبدئي سعودي وإيراني بالوساطة الهادئة بينهما، مع إدراك حجم الملفات الشائكة الخلافية وتشعّبها، وأنّ تحييد العراق عن التجاذب السعودي الإيراني سيكون الخطوة الأولى على هذا الطريق، وقد بارك الإمام علي الخامنئي للعبادي فرصة قيام العراق بدور إقليمي بتصريح علني، قال فيه إنّ انتصارات العراق على الإرهاب تؤهّله للعب دور أكبر في المنطقة، بينما قالت المصادر نفسها إنّ العبادي نجح في إقناع السعوديين بلا جدوى استهداف الحشد الشعبي وتصويره ميليشيا إيرانية، بينما هو موضع اعتزاز العراقيين. وقالت المصادر إنّ العبادي حصل على دعم إيران لموقفه المتمسّك بعدم قبول حوار مع أربيل تُجريه رئاسة منتهية الولاية، ومن دون إلغاء واضح للاستفتاء، معتبرة أنّ تشكيل فريق موحّد من الحزبين الكرديين يزور بغداد على قاعدة إلغاء الاستفتاء سيكون مرحّباً به لبدء الحوار.
بالتوازي يواصل الجيش العراقي والحشد الشعبي التقدّم نحو مدينة القائم الحدودية مع سورية، لملاقاة تقدّم نوعي يقوم به الجيش السوري وقوى المقاومة أسفر عن تحرير حويجة صكر بالكامل ويستهدف تحرير كامل أحياء دير الزور بينما تتقدّم وحدات أخرى نحو البوكمال على الحدود مع العراق. وهذه التطورات العسكرية المحبطة للتحرك الأميركي الهادف للسيطرة على الحدود السورية العراقية، دفعت بالمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بدعم روسي للإعلان عن جولة جديدة لمحادثات جنيف في أواخر الشهر المقبل، فيما لجأت واشنطن لخطوات مشاغبة تمثلت بالعودة لإثارة ملف الأسلحة الكيميائية عبر تقرير لجنة التحقيق التي شكّكت موسكو بنزاهتها ورفضت تمديد مهمتها باستخدام الفيتو في مجلس الأمن، وذهب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لاستعادة النغمة التقليدية عن الموقف من الرئاسة السورية ضمن العملية السياسية، بما يذكر بمراحل سابقة تزامنت مع تقدّم الجيش السوري وشعور الأميركيين بالفشل، كما علقت مصادر سياسية متابعة على كلام تيلرسون.
لبنانياً، تداولت الأوساط السياسية ثلاثة تطوّرات، الأول يتّصل بما روّجته وسائل إعلامية محلية وخارجية عما وصفته بانتفاضة الضاحية بوجه حزب الله إثر خروج محتجّين على إزالة المخالفات في حيّ السلم وتوجيه بعضهم كلمات قاسية وشتائم لحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله، حيث خرج حي السلم بمن في ذلك أصحاب المخالفات، والإساءات باعتذار من حزب الله والسيد نصرالله، أما التطوّر الثاني فكان حال الفوضى التي تسيطر على الملف الانتخابي من بوابة عمل لجنة قانون الانتخابات، وما عُرض من خلافاتها على طاولة مجلس الوزراء من دون الوصول لنتيجة، ليصير مستقبل الانتخابات نفسها طي الغموض والمجهول، بانتظار توافقات سياسية أكبر من عمل اللجان.
التطور الثالث المتصل بالخلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وقد شهد عرضاً قواتياً للتيار لمصالحة تنهي الخلاف، مضمونها منح وزراء القوات في وزاراتهم حق إجراء التعيينات والتلزيمات وفق ما يرونه أسوة بما يفعله زملاؤهم في التيار الوطني الحر في وزاراتهم. وهذا يعني البدء كما قالت مصادر متابعة للملف بقبول مجلس الوزراء مشروع وزير الإعلام لتعيينات تلفزيون لبنان بداية، كتعبير عن السير بمشروع المصالحة، بينما نقلت المصادر تمسك التيار الوطني الحر بحق التصرّف وفقاً لآليات العمل في مجلس الوزراء بالتصويت على مشاريع القرارات والتحالفات بين الكتل الممثلة في الحكومة. وهو حق مشروع لكلّ كتلة للحصول على الأغلبية الللازمة لما تراه مناسباً من قرارات. ويمكن للقوات أن تفعل ما يفعله التيار على هذا الصعيد بدلاً من عرض صيغة محاصصة لن يقبل بها التيار.
المولوي خارج عين الحلوة!
في ظل الجمود الذي يسود عدد من الملفات المحورية كقانون الانتخاب وأزمة النازحين السوريين نتيجة الخلاف السياسي المستحكم حولهما، عاد الملف الأمني الى الواجهة من بوابة عين الحلوة مع تضارب المعلومات إزاء فرار ثاني رؤوس الإرهاب من المخيم، في عملية لم تؤكدها المرجعيات الامنية الرسمية، بينما رجّح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حصولها، واعداً بأخبار جيدة قريباً لم يكشف النقاب عنها.
وقال مرجع أمني فلسطيني مطلع في المخيم لــ “البناء” إن “المولوي كان موجوداً في منطقة التعمير – الطوارئ، أي خارج نطاق عمل القوى الأمنية الفلسطينية المشتركة، وبالتالي خرج من المخيم من دون علم القوى والفصائل الفلسطينية التي هي على تنسيق دائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية”.
وأشار المرجع الفلسطيني الأمني الى أن “المولوي كما دخل المخيم خرج منه”، مرجّحة حدوث عملية تزوير لهويته”، ولم يؤكد المرجع وقوف بعض الحركات الإسلامية خلف عملية تهريبه الى خارج المخيم”. كما نفى حصول صفقة حول تهريبه، مشيراً الى أن “التسويات تطال المطلوبين بإطلاق النار وإشكالات، لكن قضايا الجرائم الكبرى لن تخضع لأي تسويات أو صفقات بل يجب تسليم المطلوبين الى الدولة اللبنانية والقضاء ومحاكمتهم”، وتساءل: “كيف وصل المولوي الى سورية والى الحدود مع تركيا؟”. كما لفت الى أن “هناك معلومات توافرت للأجهزة الأمنية اللبنانية بأن المولوي وبعض مرافقيه يحاولون الهروب، بعد الضغط الشديد الذي مارسته عليهم القوى الفلسطينية كافة ومنذ فترة طويلة”.
وطمأن المرجع المذكور الى الوضع الأمني في المخيم، واصفاً اياه بالافضل من السابق، “لا سيما بعد القضاء على المجموعات الإرهابية في الجرود وبالتالي سقط مشروع هذه التنظيمات في المخيم الذي أرادوا تحويله امارة اسلامية، أما الآن فنرى كيف أن عدداً كبيراً من المطلوبين يتسابقون لتسليم أنفسهم للأجهزة اللبنانية”، متوقعاً “ارتفاع عدد المطلوبين الذين سيسلمون في القريب العاجل”، ومشدّداً على الموقف الموحد للفصائل الفلسطينية ومستبعداً “أي خطر على المخيم ولا على خارج المخيم”.
وكانت مديرية المخابرات في الجيش استدرجت الإرهابي الفلسطيني علي نعيم حميّد الملقب بـ “علي نجمة”، وهو من جماعة الإرهابي بلال بدر، من داخل مخيم عين الحلوة حيث جرى توقيفه، و”بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص”.
وعلمت “البناء” أن نجمة استدرج الى أحد مداخل المخيم وتم إلقاء القبض عليه، وكان قد شارك الى جانب بدر في المعركتين الأخيرتين ضد حركة فتح وأصيب في يده”.
كما أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة شخصين سوريين اعترفا بانتمائهما إلى مجموعات مسلحة في سورية، وتم تسليم الموقوفين إلى المحكمة العسكرية لإجراء المقتضى القانوني.
الديار: المولوي هرب أم تم تهريبه؟ “ضاحيتي أجمل” مستمرة ولن تتوقف بن سلمان لا يريد “حزب الله” في اليمن ومصادر ترد: “صح النوم”
كتبت “الديار”: “الميوعة” السياسية التي سبقت إقرار قانون الانتخابات التشريعية تستعيد زخمها من جديد في ظل عملية التسويف المستمرة في مجلس الوزراء، وفي اللجنة الخاصة لدراسة قانون الانتخابات التي تعقد جلسة جديدة اليوم وسط استمرار الخلاف حول مسألتي تسجيل الناخبين المسبق، والبطاقة البيومترية، وقد وصفت مصادر وزارية ما يجري بأنه جدل “بيزنطي” على “جنس الملائكة” متهمة بعض الاطراف بممارسة “لعبة” الضغط بعامل الوقت لتمرير تعديلات “مبتكرة” لتدارك الحسابات الخاطئة، ولكن هذا الامر لم يعد واردا على الاطلاق.
…وفيما بدأت تطرح علامات استفهام واسئلة حول “التهريب” الممنهج للارهابيين من مخيم عين الحلوة وآخرهم بالامس المطلوب شادي المولوي، عاد وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان الى هوايته المعتادة في التغريد متوعدا “حزب الله” “بالويل والثبور وعظائم الامور” وسط مناخات دولية ضاغطة تؤشر الى وجود “غيوم سوداء” داكنة في سماء واشنطن تقترب من الساحة اللبنانية عبر الحدود الفلسطينية، وهي ستطرح على لبنان تحديات من النوع غير المألوف في الاسابيع القليلة المقبلة..
وفي هذا السياق نقلت شخصيات لبنانية زارت واشنطن قبل ايام كلاما اميركيا عالي النبرة في ظل مؤشرات عن مرحلة تشبه ما قبل اتفاق اوسلو، مرجحة وجود اتصالات “سرية” بعيدة عن الاضواء تجري راهنا لتمرير “صفقة القرن” الاميركية، ووفقا لما نقله هؤلاء عن مسؤول اميركي رفيع المستوى يستعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب لطرح خطة سياسية شاملة على الطاولة أمام الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب قبل نهاية كانون الأول 2017… وبحسب تعبيره فإن طرحه سيكون بمثابة “هزة أرضية” سياسية في المنطقة، فترامب سيقود خطوة لتطبيع العلاقات بين دول الخليج واسرائيل، عبر اغراء الاسرائيليين بقفزة اقتصادية ودبلوماسية نوعية، والضغط على رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بقبول العرب بالتطبيع لدفعه الى اتخاذ قرارات لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني.
واغتنم المسؤول الاميركي القريب من دوائر القرار في البيت الابيض لقاءه مع “زوار” واشنطن ليسأل عما سيكون عليه موقف الدولة اللبنانية من هذا التطور الاستراتيجي في المنطقة؟ وابلغهم ان واشنطن لن تقبل الحياد فيما يعتبره الرئيس دونالد ترامب انجازه الاهم في عهده على طريق تطويق ايران؟ فخطة السلام سترتكزعلى تعميق العلاقات مع الدول المعتدلة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها السعودية؟ ولن يسمح للبنان ان يبقى “خارج السرب”؟ فهل ستتمكن الحكومة اللبنانية من تجاوز هذا الاستحقاق؟ سئل المسؤول الاميركي، الذي أصر على معرفة كيفية حل التباين على أرض الواقع بين حلفاء ايران والسعودية على الساحة اللبنانية؟ والملفت انه لم يكن مهتما بمعرفة متى ينسحب حزب الله من سوريا، بل ماذا سيفعل عندما سيعود الى لبنان؟ طبعا لم تكن لدى تلك الشخصيات اللبنانية أجوبة قاطعة على اسئلة المسؤول الاميركي لكنهم فهموا منه ان الرئيس ترامب لا ينوي الدخول في مفاوضات مع احد والاجواء السائدة في واشنطن تفيد بأن ثمنا باهظا سيدفعه اولئك الذين يهددون الأمن القومي الأميركي ويهددون حلفاء الولايات المتحدة…
وفي هذا الاطار تأتي الإجراءات المتسارعة التي يقودها ترامب لصالح اسرائيل مؤخرا، من محاصرة “حزب الله” ماليا، وقرار الانسحاب من اليونسكو، ومن ثم خطواته بشأن الاتفاق النووي الايراني. وفي هذا السياق، وبعد ساعات على فرض عقوبات جديدة على حزب الله صوت مجلس النواب الأميركي امس على تشريع جديد ينص على فرض عقوبات اضافية على برنامج الصواريخ البالستية في إيران ولكنه لم يستهدف الاتفاق النووي…
ومواكبة للتصعيد الاميركي، وفي ما يبدو تمهيدا للمرحلة المقبلة، غرد ثامر السبهان مجددا بالامس ضد “حزب الله” وقال “للجم حزب الميليشيا الارهابي” يجب معاقبة من يعمل ويتعاون معه سياسيا واقتصاديا واعلاميا والعمل جاد على تقليمه داخليا وخارجيا ومواجهته بالقوة. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد سبق وزيره بالامس بالقول ان حرب المملكة في اليمن ستستمرّ لمنع حركة الحوثيين المسلّحة من التحوّل إلى جماعة “حزب الله” أخرى على الحدود الجنوبيّة للسعوديّة. وأضاف “سنستمرّ إلى أن نتأكّد أنّه لن يتكرّر هناك “حزب الله”، لأنّ اليمن أشدّ خطورة من لبنان”. واكتفى مسؤول مقرب من حزب الله بالتعليق على كلامه بالقول “صح النوم”…
وبعد ساعات على عودته من دمشق مستأنفاً مهمة التنسيق الامني مع السلطات السورية، “فتح” مدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم “نافذة” لقناة اتصال محتملة مع الدولة السورية في ملف اللاجئين السوريين باعلانه انه مستعد للقيام بهذه المهمة اذا ما كلف بها رسميا، وهذا ما اعتبرته اوساط وزارية مطلعة تمهيدا لمرحلة جديدة لتسريع وضع الآليات الضرورية لمعالجة هذه الازمة، وهو ما تعمل عليه دوائر بعبدا… لكن الاهم في كلام ابراهيم بالامس هو تأكيده مغادرة “الارهابي” المطلوب شادي المولوي لمخيم عين الحلوة.
النهار: أجواء حكوميّة مُكهربة والخلاف الانتخابي يتّسع
كتبت “النهار”: يبدو من الصعوبة التكهن بما ستؤول اليه محاولات الحكومة للخروج من تناقضات معظم مكوناتها حيال الاجراءات التنفيذية المتصلة بالبطاقة البيومترية والتسجيل المسبق للناخبين في اطار الاستعدادات للانتخابات النيابية، بعدما اصطدمت كل مساعي اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ قانون الانتخاب الجديد بطريق مسدود. ولم يخف على الوزراء أمس تصاعد الاجواء المكهربة والمشدودة بين القوى السياسية في ظل جلسة لمجلس الوزراء تجنب الجميع خلالها ما أمكن اشعال السجالات، فكانت قراراتها أكثر من رتيبة باستثناء قرار عجيب يتصل بالاتجاه الى توسيع مطمري الكوستابرافا وبرج حمود من طريق تكليف مجلس الانماء والاعمار اعداد دراسة عن توسيع المطمرين الامر الذي سيثير على الارجح عاصفة اعتراضات. أما الاشارة الواضحة الى تكهرب الاجواء السياسية داخل الحكومة، فبرزت في الغاء اجتماع للجنة الوزراية المكلفة معالجة ملف النازحين السوريين والذي كان مقررا بعد ظهر أمس وأبلغ الوزراء أعضاء اللجنة ارجاءه عقب جلسة مجلس الوزراء من دون معرفة السبب. ومع ذلك، فان الانظار ستعود اليوم الى الاجتماع الجديد الذي ستعقده اللجنة الوزارية لتنفيذ قانون الانتخاب برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري لاستكمال النقاش من حيث وصل في اجتماع الاربعاء الماضي والذي اتسم بتصلب وتصعيد واسعين وخصوصاً في ظل الخلاف بين وزيري الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل والذي يبدو ان افق تضييقه لا يزال صعباً، الامر الذي بدأ يثير مزيداً من التساؤلات المريبة عن هذا الخلاف. وأفادت مصادر وزارية ان حيزاً واسعاً من المناقشات الوزارية امس تركز على موضوع البطاقة البيومترية انما من الباب التقني والمالي، فيما بدا واضحاً ان ثمة انتظاراً لاجتماعات اللجنة الوزارية لكي تبت القرار النهائي التوافقي في شأن عقدة البطاقة أو التسجيل المسبق للناخبين خارج مراكز اقتراعهم. كما ان الأجواء المشدودة لم تنعكس ايجاباً ولا انفراجاً على ملف التعيينات في مجلس ادارة “تلفزيون لبنان” على رغم اعلان وزير الاعلام ملحم الرياشي ان “الملف على طريق الحل”. ومع ان الموضوع اثير من خارج جدول الاعمال فان أي اتفاق لم يتم التوصل اليه بعد في انتظار جولات جديدة من التشاور. ويشار في هذا السياق الى ان وزير التربية مروان حمادة وزّع على الرئيس الحريري والوزراء في بداية الجلسة توصية أصدرها مجلس النواب في معرض مناقشته مشروع قانون الموازنة لسنة 2017 حول تطبيق امتحانات مجلس الخدمة المدنية. وقالت مصادر “تكتل التغيير والاصلاح” لـ”النهار” عن مناقشات مجلس الوزراء أمس إن وزراء التكتل لم يسكتوا على اعطاء داتا الاتصالات كاملة الى الأجهزة الأمنية وأصرّوا على انها المرة الاخيرة التي تعطى فيها الاجهزة هذه الداتا كاملة، كما انهم استطاعوا تقصير مدة اعطائها من ستة الى أربعة أشهر. كما طالب وزراء التكتل بتصور من الاجهزة لناحية عدم المس بحريات المواطنين. وفي موضوع عقود استيراد المحروقات لزوم كهرباء لبنان أصر وزراء التكتل على اجراء مناقصة فيما حاول الاخرون تمرير الوقت كي تتجدد العقود تلقائيا، كما قالت المصادر نفسها. وفي موضوع قانون الانتخاب اكدت المصادر ان “التيار الوطني الحر” باق على موقفه لجهة محاربة التزوير وتأمين حرية الناخب ورفع نسبة المقترعين.
المستقبل: مجلس إدارة جديد لمستشفى طرابلس.. ومطلوبو “عين الحلوة” بين فار ومستسلم الحكومة “تفكّك” أزمة النفايات: خطوة أولى نحو الحل
كتبت “المستقبل”: في طريقها الشاق نحو طيّ الملفات المزمنة وتفكيك الأزمات المستعصية منذ سنوات، تواصل حكومة “استعادة الثقة” تعبيد الدروب أمام تحقيق المزيد من الإنجازات، الواحد تلو الآخر، تعويضاً لما فات اللبنانيين من تراكم أثقل كاهلهم اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وبيئياً على طول مراحل الانقسام والتعطيل، فجاءت بالأمس خطوة إقرار دفتر شروط التفكك الحراري لتشكل “خطوة أولى في طريق حل أزمة النفايات المُزمنة” كما غرّد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تعليقاً على هذا الإنجاز، سيّما وأنه أتى مترافقاً مع بداية العمل على المشاريع المرتبطة بهذا الملف من خلال موافقة مجلس الوزراء على سداد الدفعات التنموية المستحقة للمناطق المعنيّة بقيمة 8 ملايين دولار، وفق ما أفادت مصادر وزارية “المستقبل”، مشيرةً إلى أنّ هذا المبلغ سيُسدد على دفعتين متساويتين الأولى تُدفع راهناً والثانية بعد شهرين.
وضمن مقررات جلسة الأمس التي عُقدت برئاسة الحريري في السراي الحكومي، برز كذلك تعيين مجلس إدارة جديد لمستشفى طرابلس الحكومي، في حين أرجأ رئيس مجلس الوزراء البت بملف التحضيرات الانتخابية تحت وطأة الاختلاف في الرأي بين الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل حول مسألة التسجيل المُسبق، التي يُطالب بها الأول ويعارضها الثاني، الأمر الذي أخذ حيزاً واسعاً من النقاش بين الجانبين خلال الجلسة، بحسب ما نقلت المصادر، ما اضطر الحريري إلى تأجيل الموضوع لمزيد من البحث والتوافق مع إشارته في هذا المجال إلى أنّ اللجنة المُكلفة بلورة تطبيقات القانون الانتخابي ستستأنف اجتماعاتها اليوم لتدارس المسألة.
اللواء: “إفتتاح رئاسي” للسنة القضائية.. واعتراضات باسيل تطيح لجنة قانون الإنتخابات “هروب مثير” لشادي المولوي إلى إدلب.. والسبهان لمواجهة “حزب الله” بالقوة
كتبت “اللواء”: يفتتح الرئيس ميشال عون عند الثالثة من بعد ظهر اليوم السنة القضائية في قصر العدل تحت شعار: “باسم الشعب تبنى الدولة”، بمشاركة الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري، في خطوة تسبق اطلالته التلفزيونية الاثنين، للتأكيد على جملة إنجازات تحققت، من التشكيلات القضائية إلى قانون الانتخاب الذي نقل عن رئيس الجمهورية اعتباره مدخلاً “لتجديد في البنية التشريعية، لأنها الركن الأساس للتعبير الحقيقي عن إرادة اللبنانيين”.
وتأتي هذه التأكيدات، في وقت ما تزال الاجتماعات التي تعقد لتطبيق قانون الانتخاب، تواجه صعوبات لا سيما لجهة مواقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حيث حضرت المناقشة مطولاً في مجلس الوزراء. ولم تنعقد اللجنة الوزارية أمس، وهي لن تنعقد اليوم، على ان تتكفل الاتصالات الجارية بتذليل عقدة تمسك الوزير باسيل “بالبيومترية” وتطبيق المادة 84 من قانون الانتخاب، والاعتراض المستمر من قبله على التسجيل المسبق، أو اعتماد بطاقة الهوية في الانتخابات المقبلة.
الجمهورية: السعودية لمعاقبة مَن يتعاون مع “الحزب”.. والحكومة تفشل “بيومترياً”
كتبت “الجمهورية”: غداةَ العقوبات الأميركية على إيران و”حزب الله”، بَرز هجوم سعودي مزدوج على “الحزب” وتمثّلَ بموقفٍ وتغريدة. الموقفُ عبّر عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤكّداً لــ”رويترز” أنّ “حرب المملكة في اليمن ستستمر لمنعِ حركة الحوثي المسلّحة من التحوّل جماعة “حزب الله” أخرى على الحدود الجنوبية للسعودية”. وأضاف: “سنستمر إلى أن نتأكّد من أنّه لن يتكرّر هناك “حزب الله”، لأنّ اليمن أشدّ خطورةً من لبنان”. أمّا التغريدة فأطلقها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، وقال فيها عن “حزب الله” من دون أن يسمّيه مباشرةً: “للجمِ حزب المليشيا الإرهابي، يجب معاقبةُ مَن يعمل ويتعاون معه سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، والعملُ الجادّ على تقليمِه داخلياً وخارجياً ومواجهته بالقوّة”.
إزاءَ الضغط الدولي غير المسبوق على “حزب الله”، سجّلت مصادر قريبة من الحزب لـ”الجمهورية”:
ـ أوّلاً: إنّ الولايات المتحدة الأميركية تمارس دائماً ضغوطاً على “حزب الله”، وبالتالي هذه الضغوط ليست بجديدة.
ـ ثانياً: العقوبات الاميركية الحالية تندرج في إطار ما يُصطلح على تسميته “الحرب البديلة”. أي عندما تفشل إسرائيل في شنّ حروب عسكرية مباشرة على “حزب الله”، ويَمنعها هو مِن تحقيق أهدافها، تلجأ أميركا عادةً الى نظام الحرب البديلة: إمّا عقوبات، أو تشويه إعلامي، أو عمل سياسي في المحافل الدولية.
ـ ثالثاً: الحزب جزء من المجتمع اللبناني، وبالتالي أيّ عقوبات عليه هي عقوبات على الاقتصاد الوطني اللبناني. ونأمل في أن تتّخذ الحكومة إجراءات مناسبة للحيلولة دون تأثير هذه العقوبات على لبنان واللبنانيين”.
من جهة ثانية، أكّدت المصادر نفسُها أنّ الكلام عن سحبِ عناصر لـ”حزب الله” من سوريا “ليس له أيّ أساس”، مشيرةً الى “أنه بين فترةٍ وأخرى، يجري تموضُع قوات إمّا بين لبنان وسوريا، أو في الداخل السوري، وبالتالي ما أشيعَ مِن معلومات في الآونة الأخيرة حول انسحاب “حزب الله” هو غير صحيح إطلاقاً”.
وعن تهويل إسرائيل بالحرب على لبنان، أكّدت المصادر “أنّ إسرائيل، وفي موازاة العقوبات الاميركية على “حزب الله” وعلى إيران، تمارس نوعاً مِن الضغط والتهويل على “حزب الله” وعلى لبنان، ونُدرك أنّها لجأت في الآونة الاخيرة الى إجرءات دفاعية على الحدود مع الجنوب وبالتالي لا نعتقد أنّ الحرب الاسرائيلية على لبنان احتمالٌ قريب، مع أنّنا لا ننفي أبداً أنّ لدى اسرائيل دائماً نيّاتٍ عدوانية ضد لبنان، وخصوصاً للانتقام من خسارتها الكبرى في حرب تمّوز”.