صحف: الملف الكردي يشكل تحديا للسياسة الأميركية
تناولت صحف أميركية وبريطانية الشأن الكردي وتطورات الأزمة في أعقاب الاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، وقالت إحداها إن محنة الأكراد تشكل مصاعب وتحديات أمام السياسية الخارجية الأميركية .
فقد قالت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية من خلال مقال للكاتبين جون غلاسر وكريستوفر بريبيل إن البعض يجادل بقوة، ويقول إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل لحماية الأكراد ولدعم تطلعاتهم نحو إقامة دولتهم المستقلة، خاصة في أعقاب تحرك القوات العراقية إلى مدينة كركوك التي يسيطر عليها الأكراد.
وأشارت المجلة إلى ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية التي حذرت في افتتاحيتها من أن التخلي عن الأكراد من شأنه الإضرار بمصداقية الولايات المتحدة وتقويض قدرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حشد الحلفاء ضد توسع إيران عبر الشرق الأوسط.
وقالت “إننا نقدر تماما ما يتعرض له الأكراد منذ أكثر من قرن من الظلم والإساءة والحرمان من الحقوق الأساسية، وإن الأكراد يعتبرون حلفاء موثوقا بهم بالنسبة للقوات الأميركية من نواح عديدة، وإن الأكراد يستحقون الاستقلال وتقرير المصير، وإننا نأمل أن يحققوا شيئا يرضيهم في نهاية المطاف“.
وأضافت المجلة أن الطريق الأميركي لمساعدة الأكراد في هذا السياق يعتبر وعرا بسبب التعقيدات في المنطقة، وأوضحت أن استقلال كردستان العراق من شأنه إزعاج الأتراك الذين يقاتلون منذ فترة طوية ضد الانفصال الكردي، مشيرة إلى أن تركيا تعتبر عضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأنها تستضيف القوات الأميركية في المنشآت التركية الرئيسية مثل قاعدة إنجرليك الجوية.
وأوضحت أن استقلال كردستان قد يكسب الأميركيين حليفا جديدا لكنه يعتبر هشا، في مقابل خسارتهم حليفا ناضجا وقويا نسبيا ممثلا في تركيا.
وأضافت المجلة أن انقسام العراق إلى دولتين أو أكثر من شأنه تعزيز النفوذ الإيراني في البلاد التي يهيمن عليها الشيعة، الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية إن الأكراد تعرضوا للهزيمة والانقسام في أعقاب استعادة العراق السيطرة على مدينة كركوك النفطية ومناطق أخرى متنازع عليها في شمالي البلاد.
وأضافت أن الاستفتاء الذي كان يفترض به تعزيز موقف الأكراد أدى إلى تراجعهم، وأنه كان للنفوذ الإيراني دور كبير في هذا الشأن وهذا التراجع الكردي.
وتحدثت الصحيفة عن تفاصيل تقدم القوات العراقية والحشد الشعبي في كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها في كردستان العراق وعن انسحاب قوات البشمركة وتراجعها أمام زحف الجيش العراقي.
وقالت إن مسؤولين حكوميين إيرانيين احتفلوا بانتشار القوات العراقية في كركوك وانتصارها على رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني.
ونسبت إلى وزير عراقي تصريحه بأن الجنرال الإيراني قاسم سليماني هو من نظم العمليات العسكرية والسياسية بشأن مدينة كركوك، وأن هذا الوزير قال إن من يعتقد أن سليماني يرجع الأمور إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لاتخاذ القرار فإنه لا يفهم كيف تسير الأمور في العراق.