مقالات مختارة

هاشتاغ “وأنا كمان”!: جدعون ليفي

 

بعد انقضاء أيام هاشتاغ «# مي تو»، وهي الحملة العالمية ضد التحرش الجنسي بالنساء، يمكن البدء بحملة مهمة وعادلة ليست أقل من سابقتها. «# مي تو» ولدت في الشبكات الاجتماعية في أعقاب قضية المخرج هارفي فاينشتاين، وقد جلبت شهادات من هوليوود ووصلت إلى إسرائيل بفضل صحيفة «يديعوت احرونوت»، وهي الصحيفة التي لا يوجد أمر يعنيها أكثر من مساواة المرأة واحترام جسدها. 12 مليون امرأة انضممن إلى هذه الحملة في أرجاء العالم وتحدثن عن التحرشات الجنسية التي مررن بها، وعبرن عن تضامنهن مع النساء الشهيرات في بافرلي هيلز .

الحملة المقبلة أيضا يجب عليها أن تعنى باحترام النساء وأجسادهن ومصيرهن وحقوقهن في حياتهن وفي موتهن. وعليها أن تبدأ من إسرائيل، وتنتشر من هنا إلى أرجاء العالم. هذه الحملة لن تحرق فاينشتاين واحد. فدولة كاملة سيتم اتهامها فيها. والشهادات التي سيتم نشرها في إطارها لن تكون حول أشخاص مشهورين وأغنياء فقط. وهي ستجلب شهادات لنساء ضحايا لم يحلمن في أي يوم بهوليوود ولا بشاطئ البحر في تل أبيب.

الحملة المقبلة يجب تسميتها «# وأنا كمان». لنر كيف سيرد العالم على هذه الحملة. وفي الأساس كيف سيرد الإسرائيليون المشاركون في «# مي تو» الذين يقولون الآن في رمات هشارون وفي شوارع رمات افيف إزاء الشهادات القاسية لليمور لفنات وميتال دوهان واورنا بناي وياعل آفقسيس. «# أنا كمان» ستجلب أيضا شهادات نساء فلسطينيات ما زلن على قيد الحياة أو قتلن خلال الاحتلال الإسرائيلي.

الشهادات الأولى سنقدمها نحن، وكلها من الصيف الأخير، الذي كان صيفا هادئا نسبيا في تاريخ الاحتلال. «أنا كمان» ستكتبها بيأسها زينب الصالحي من مخيم الدهيشة للاجئين، التي تبلغ 52 سنة من عمرها، وهي أم لأولاد أيتام، عملت سنوات طوال في تنظيف منازل اليهود في القدس. ومنذ مرضها توقفت عن العمل. وهي تعيش الآن في مخيم الدهيشة في حالة فقر وإهمال يصعب وصفه مع زوجها الإسرائيلي د. من القطمون والمريض بالسرطان. ذات يوم قام الجنود بإطلاق سبع رصاصات على ابنها رائد (22 سنة) أمام ناظريها، أثناء محاولة الهرب منهم. وعندما كان يحتضر في مستشفى هداسا عين كارم، وحاولت رؤيته للمرة الأخيرة قبل موته، طردها الجنود الذين وقفوا أمام غرفته. بعد أسبوع من إطلاق النار على ابنها جاء الجنود لاعتقال شقيقه محمد، وفي هذه المرة أيضا في الليل وبقسوة اختطاف الناس من أسرتهم، وبعد بضعة أيام من ذلك توفي رائد.

«أنا كمان» ستشهد أسمى أبو خرمة، الأم الشابة من قرية كفر عين، التي شارك زوجها الموسيقي نضال في تسجيل أغنية تمدح عملية حلميش. وبسبب ذلك قامت قوات الجيش بدهم بيت العائلة بعنف مرتين في الليل. في المرة الأولى لاعتقال زوجها وفي المرة الثانية لمصادرة الغيتار خاصته. «أنا كمان» ستضم صوت الإسرائيلية رائدة أبو القيعان، التي تعيش منذ سنة تقريبا في خيمة مع أولادها العشرة، بعد أن قامت شرطة إسرائيل بقتل زوجها المعلم يعقوب أبو القيعان أثناء هدم منزله في أم الحيران، من أجل بناء حيران اليهودية. «أنا كمان» ستكتبها من سجنها عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار، التي تقضي حكما بالسجن مدته نصف سنة من دون محاكمة بسبب نشاطها السياسي، وبعد قضاء 15 شهرا في السجن على مخالفات سخيفة، التي كانت واحدة منها مشاركتها في معرض الكتاب وأخرى زيارة بيت للعزاء.

نوف نفيعات لن تستطيع المشاركة في الحملة. فقد كان عمرها 15 سنة عندما أطلقت النار عليها وقتلت بعد التلويح بسكين في حاجز «مفوت دوتان»؛ «موتي، تعذبي، يا قحبة»، هكذا صرخ عليها الجنود والمستوطنون الذين أحاطوها وهم يرقصون وهي تحتضر في الشارع. ومثلها أيضا لن تشارك فاطمة حجاجي. «يا أمي، رجاء لا تغضبي»، كتبت في رسالة تركتها في حقيبة المدرسة. وقد لوحت بسكين في الحاجز وقام الجنود بإطلاق عشرين رصاصة على الطفلة بالزي المدرسي الموحد وهي تنزف.

هذه فقط بداية الحملة التي لن تكون، وبيقين ليس في إسرائيل.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى