فورين افيرز: تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن
تناولت مجلة فورين أفيرز الأميركية الحرب التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن منذ مارس/آذار 2015، وحذرت من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في البلاد جراء القصف والقتل والدمار والتشريد وانتشار الأوبئة الفتاكة مثل الكوليرا، في ظل نقص الغذاء والدواء والإغاثة الإنسانية.
فقد نشرت المجلة مقالا تحليليا للكاتب آشر أوركابي أشار فيه إلى سيطرة جماعة الحوثي على صناء ومحاصرتهم القصر الرئاسي في يناير/تشرين الثاني 2015، وبقاء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قيد الإقامة الجبرية تحت سيطرتهم إلى أن فرّ متجها إلى عدن في 21 شباط /فبراير 2015.
وتحدث المقال عن مواصلة الحوثيين تقدمهم في أرجاء البلاد في اليمن، وعن قيام تحالف من بعض الدول العربية بقيادة السعودية بحملة من الضربات الجوية ضد أهداف تابعة للحوثيين، إلى أن انتهى الأمر بحصار اليمن، وتحوله تحت القصف الجوي المستمر إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
وأشارت المجلة إلى أن نحو سبعة ملايين يمني يعيشون في مناطق تعاني من المجاعة، وأن نحو مليوني طفل يمني يعانون جراء سوء التغذية الحاد، وتحدثت عن انتشار وباء الكوليرا وتفشيه وإصابته أكثر من ستمئة ألف إنسان، بمن فيهم الأطفال والنساء.
وقال الكاتب إنه بينما يوصف الصراع في اليمن بأنه نتيجة للتنافس الشيعي السني بين إيران والسعودية، فإن الحرب في اليمن لا تتعلق بالمصالح الإقليمية بقدر ما هي استمرار للصراع الداخلي الذي طال أمده بين الحكومة اليمنية والقبائل الشمالية المهمشة.
وأضاف أن التسوية اليمنية الداخلية هي وحدها التي يمكنها إنهاء الحرب، وأنه يمكن للسعودية والولايات المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية أن تفعل الكثير لتحسين أوضاع اليمنيين في هذه الأثناء.
وتحدث الكاتب بإسهاب عن تاريخ اليمن منذ بدايات الدولة، وعن التمييز ضد القبائل الشمالية، الأمر الذي أدى إلى حركة احتجاج في الشمال، وبعض هذه الاحتجاجات تعود إلى عائلة الحوثي.
كما تحدث عن تراجع شرعية الحكومة المركزية على مدى العقد الماضي، وعن الفراغ السياسي في البلاد، بدءا من 2009، وتناول ظهور جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ويمضي في الحديث عن صعود الحوثيين والتدخل السعودي في اليمن.
وأشار إلى أن التدخل السعودي الذي بدأ كسلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف الحوثيين سرعان ما تحول إلى تدمير البنية التحتية الاقتصادية في اليمن وهدم المستشفيات والمصانع ومحطات المياه ومرافق الصرف الصحي والجسور والطرق عبر غارات متواصلة من القنابل.
وأضاف الكاتب أن التحالف السعودي حاصر -بمساعدة من الولايات المتحدة- الأجواء والموانئ اليمنية، حتى صار من الصعب على الطائرات المدنية التحليق في أجواء اليمن، فانعكس ذلك على وكالات الإغاثة والشركات التي لم تعد قادرة على الوصول إلى المتضررين والمحتاجين في البلاد.
وأشار إلى انهيار الاقتصاد اليمني الضعيف أصلا تحت الضغط، وقال إن شراء الطعام أو الدواء بالنسبة لليمنيين أصبح أمرا صعبا أو مستحيلا. ونسب إلى مصادر أممية القول إن ثلثي الشعب اليمني البالغة تعداده 28 مليون نسمة يواجهون نقصا في الأغذية ولا يحصلون على مياه نظيفة.
وذكر أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمات إنسانية أخرى أدانت الانتهاكات التي يتسبب فيها التحالف بقيادة السعودية لحقوق الإنسان في اليمن.
وقال إن مقرر الأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية سبق أن دعا مجلس الأمن الدولي للتحقيق في الجرائم السعودية ضد الإنسانية المحتملة في اليمن.
وأشار إلى أن الاستجابة العملية اللازمة من جانب منظمات الإغاثة الدولية كانت غير فاعلة، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في يوليو/تموز الماضي عن أيقاف برنامجها الخاص بالتطعيم ضد الكوليرا في اليمن.
وتحدث الكاتب عن الدور الأميركي في الحرب على اليمن، وعن بيع واشنطن الأسلحة للسعودية التي تستخدمها في هذه الحرب، وقال إنه يمكن للولايات المتحدة سحب دعمها العسكري للسعودية لإنهاء القتال في اليمن.