ايران وسورية وتحديات المحور
غالب قنديل
برزت بقوة الزيارة التي يقوم بها رئيس اﻷركان اﻹيراني لسورية ولقاؤه مع نظيره السوري وظهورهما السريع امام وسائل الإعلام وما اعلن كل منهما من مواقف في اطار ترسيخ التحالف والشراكة المستمرة من عقود والتي ترسخت في مجابهة التهديد الصهيوني والتحدي التكفيري وحيث اضاف رئيس الأركان السوري أمام ضيفه العربدة التركية العدوانية ولذلك مغزاه الكبير
.
غداة انتصار الثورة اﻹيرانية قام التحالف السوري اﻹيراني وانطلق من أولوية التصدي للخطر الصهيوني الذي يمثل تهديدا للمنطقة بأسرها بإشعال الحروب التوسعية وبالخطر النووي وبترسانة عسكرية متطورة أتاحتها الوﻻيات المتحدة ودول الناتو للعدو الصهيوني.
كان دعم واحتضان حركات المقاومة المناهضة للاحتلال الصهيوني اول ثمار هذا التحالف وهو ما حقق معادلة رادعة لجمت العدوانية الصهيونية وأرغمت الاحتلال على الهروب من لبنان ومن قطاع غزة ولما اراد الحلف الاستعماري شن حرب بواسطة عصابات التكفير كان الحلف اﻹيراني السوري بالمرصاد وحقق انجازات كبرى ما تزال متواصلة وهي ترسخ معادلات وتوازنات جديدة.
تطوير العلاقات السورية الايرانية في المجال الدفاعي ضد الكيان الصهيوني يمثل ضرورة قصوى بعدما لوح العدو بشن حرب شاملة تعوض خسارته الرهان على حروب التكفير والارهاب بفضل بطولات الجيش العربي السوري وحلفائه من ايران ولبنان والعراق وبفعل المساهمة الفعالة للشريك الروسي.
جاءت الزيارة معبرة وبقوة مع تصعيد العدوانية الصهيونية في استهداف سورية ولتدعم فاعلية الردع السوري الحازم والذي وصفه الاعلام الصهيوني بخط احمر جديد رسمه الرئيس بشار اﻷسد يمنع استباحة اﻷجواء اللبنانية للعدوان على سورية ودفاعاتها الجوية.
“ان محور المقاومة سيكون اكثر قوة “رسالة تعكس طبيعة القرار اﻹيراني بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع سورية وهما معا سورية وايران نواة وقيادة محور المقاومة بالشراكة مع حزب الله كما برهنت المعركة الضارية الجارية على مستقبل المنطقة منذ سبع سنوات وقد تبلورت قوة عراقية رديفة هي الحشد الشعبي في مخاض الدفاع الشامل عن المنطقة وبينما يتحضر المحور لتعزيز القدرة على صد العربدة الصهيونية يتقدم لاحباط الرهان الاميركي على تحويل الطموحات الكردية الى اداة استنزاف تعوض هزائم داعش بينما انكشف الدعم الصهيوني والاميركي لداعش والقاعدة في الميدان .
استكمال تحرير سورية هو المهمة الراهنة واﻷولوية المطلقة للمحور وكذلك للشريك الروسي ولذلك يستحق البحث في وجهة التعامل اللازمة مع الدور التركي العدواني ومع التدخل الأميركي المعادي ومع الوضع الكردي الملتبس ويمكن للتعاون السوري الايراني الوثيق ان يضبط تناغما جيدا ازاء كل تلك التحديات وتناغما أقوى مع الشريك الروسي يبطل فعل الابتزاز التركي ومناورات العدو الأميركي الصهيوني لصالح ترجيح كفة انتصار سورية وحلفائها وبما يمنع العدو من تحقيق غاية كشفتها التصريحات الصهيونية وهي محاولة زعزعة الثقة بين محور المقاومة وروسيا بعد الانجازات الكبرى التي حققتها الشراكة بينهما في المعركة ضد اﻹرهاب والتي فضحت الدجل الأميركي وأسقطت عنه اﻷقنعة.
قيادة سورية المقاومة لاتتخلى عن مبادئها ولاتساوم على حبة من ترابها لكنها تعرف جيدا كيف تدير الصراع بذكاء استراتيجي وتنتقل من مرحلة الى مرحلة بمزيد من التلاحم مع الحلفاء والشركاء الذين قدموا الكثير لدعم الصمود السوري كما استثمروا في هذا الصمود مكانة ودورا ومهابة على الصعيدين الدولي والاقليمي وليتذكر القلقون ان القلعة السورية قوة لروسيا فيها عقدة مصالح استراتيجية واقتصادية وسياسية بينما الكيان الصهيوني عبء حقيقي تزدحم عنده المطالب الناتجة عن هزائمه ومأزقه كقوة عدوان واحتلال وحسنا فعل الرئيس اﻷسد بتطوير الشراكات مع الحلفاء الروس واﻹيرانيين وفيما بينهم ليجعل القلعة السورية حصنا شامخا للقوى الشرقية الصاعدة الساعية للتخلص من نير الهيمنة اﻷميركية والمحكومة لذلك بالتصادم مع جميع التوابع واﻷدوات العميلة في المنطقة وبالذات مع العدوانية الصهيونية هذا اضافة الى أن المنطق الروسي المبني بحده اﻷدنى على الشرعية الدولية يمثل أرضية دعم وتضامن للموقف السوري من العدو الصهيوني فلا خوف على متانة التحالف مع روسيا لكن فصلا جديدا ترتسم فيه الفرصة المهمة التي يريد منها محور المقاومة ردع العدو الصهيوني وطرد القوات الأميركية والتركية من سورية وإنجاز تصفية بؤر التكفير واﻹرهاب وكل من هذه الأهداف بمفرده يقتضي معركة ضارية عسكرية وسياسية فكيف بإنجازها معا ؟!…. القليل من الصبر والثقة والثبات والقادم أفضل….