اليونسكو: لماذا نعطي جائزة لأعدائنا؟: يوسي بيلين
ما هي قصة اليونسكو الحقيقية، أو مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة ـ منظمات تتخذ بصورة متواترة بدرجة كبيرة قرارات تثير الغضب الشديد؟ .
الفلسطينيون عرفوا أنه من الغباء من ناحيتهم مواجهة دولة عظمى شرق أوسطية، عسكريا، بصورة عنيفة، وأنه يفضل البحث عن ساحة لديهم احتمالات أفضل فيها. الرئيس محمود عباس الذي عرف أن الائتلاف الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل لن يتوصل معه إلى اتفاق يمكنه العيش معه، وجد طريقة يمكنه من خلالها إثارة إسرائيل، بطريقة يحترمها العالم ويؤيدها، بسبب أنه إذا كنا لا نستطيع مساعدة الشعب الفلسطيني في القضية المركزية فعلى الأقل يجب أن نؤيده في لدغ إسرائيل.
هذه العملية الفلسطينية تؤلمنا أقل بكثير من الانتفاضات: لم يصب أحد فيها، وهي تخلق حالات غير معقولة نجد فيها دولا لا يوجد بينها وبين حقوق الإنسان أية صلة، تديننا على المس بهذه الحقوق وتنسب لنا عددا لا بأس به من الأفعال التي لم نقم بها (إضافة إلى الأفعال التي قمنا بها بأيدينا)، وتخلق تاريخا يعتبر أدبا خياليا، بخصوص عدم الصلة بين الشعب اليهودي والقدس.
عند استعراض الدول التي تؤيد القرارات التي تمثل أحيانا الجهل والغباء، نجد دولا قمنا بزيارتها فقط بالأمس، واستقبلتنا بحفاوة وجعلتنا نشعر أنها صديقة. وعندما نسأل متخذي القرارات لِمَ أيدوا هذا القرار أو ذاك، يفسرون لنا أنهم لم يعرفوا، وأنهم ربما يصلحون هذه القرارات في المستقبل ويفحصون من أعطى الأمر لذلك.
إذًا ما العمل؟ الخروج من المنظمة الدولية الأكثر أهمية في العالم، أو من فروعها المختلفة، هو خطأ كبير.
أعداؤنا سيكونون أول المصفقين لذلك. فهذا بالضبط ما يريدونه: إخراجنا من النادي.
قرار بصيغة «سأذهب إلى الجحيم إذًا» سيتم استقباله من جهتهم بالاستحسان. ليس في خروجنا أية رافعة يمكن أن تهدد أحدا. لن يأتوا للتوسل إلينا من أجل البقاء، ولن يتعهدوا لنا بالجنة إذا تراجعنا.
القرارات التي سيتم اتخاذها مستقبلا ستستمر في أن لا تتخذ عن طريق اليونسكو ولا عن طريق مجلس حقوق الإنسان، وأيضا ليس على أيدي الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بل بوساطة الدول الأعضاء فيها. الأمر الأخير الذي تؤدي الصهيونية إليه هو مغادرة النادي الدولي.
وهذا من دون أية صلة بحقيقة كون السكرتيرة الجديدة لليونسكو (التي يعرفها كاتب هذه السطور شخصيا منذ الصغر) مؤيدة لإسرائيل. الدول الأعضاء في هذه المؤسسات لن تبدأ باتخاذ قرارات داعمة للحكومة الأكثر يمينية في إسرائيل، فقط بسبب تنازلنا عن العضوية فيها.
يجب علينا أن نفهم: مصلحتنا القومية منذ إنشاء الحركة الصهيونية هي أن نكون جزءا من أسرة الشعوب. لقد حظينا بهذا الاعتراف بعد عناء، ونحن إحدى الدول المهمة في العالم، أيضا حتى لو كانوا غاضبين منا. وإلى حين إنهاء الصراع بيننا وبين الفلسطينيين ستكون أغلبية كبيرة في المؤسسات الدولية تمنح الفلسطينيين التأييد الدبلوماسي. ويجب عدم اقناع أنفسنا بالتفكير أن زيارة ناجحة كهذه أو تلك ستغير هذا الوضع.
في هذه الأثناء يجب علينا الحذر من سابقة عضويتنا في مجلس حقوق الإنسان الذي خرجنا منه وأغلقنا الباب من خلفنا، وعدنا إليه بعد بضع سنوات بهدوء.
إسرائيل اليوم