الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الاخبار: عون يُحذّر «المجتمع الدولي»: عدم حلّ أزمة اللاجئين يعني الانفجار!

كتبت الاخبار: لا يرأف بلبنان في الفترة الأخيرة سوى الأعاجيب. بلد يجتمع فيه مجلس الوزراء من دون أن يُناقش المسائل المصيرية، والأخطار الأمنية التي تُحدق بالدولة. السياسيون يختلفون على أدنى التفاصيل، ويُصعّدون في تصريحاتهم، بعضهم ضدّ بعض، إلى أعلى المستويات. الضغوط الدولية والإقليمية تشتد، مع ترجيح أن تستعر في الأسابيع المقبلة. كلّ أنواع العواصف تضرب لبنان، إلا أنّ «أخطرها» مؤخراً هو اختلاف وجهات النظر حول طريقة التعامل مع مسألة النازح السوري وطبيعة العلاقة مع النظام في سوريا.

وكلّ طرف يسعى إلى توظيف هذا الملف الحساس والشائك، الذي بات يُشكّل تهديداً للأمن الاجتماعي وللعلاقة بين اللبنانيين والسوريين، في معارك الانتخابات النيابية في أيار 2018. رأْسَا الحربة في هذا الملف هما رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحرّ من جهة، وفي المقلب الآخر رئاسة الحكومة وتيار المستقبل وما يُسمّى المجتمع الدولي. التيار الأزرق يرى أنّ ما يقوم بها حليفه العوني أمرٌ خطير، «لاعتقاد التيار بأنّ ذلك سيُربحه الانتخابات». وتستعد قيادة «المستقبل» لمواجهة الخطاب العوني عبر الدعوة إلى التمسّك بالضمانات الدولية لعودة النازحين، فضلاً عن اقتناع مصادر تيار المستقبل بأنّ «الحوار مع النظام السوري لا يُعيد اللاجئ الهارب من الحرب. وأصلاً نحن غير مقتنعين بوجود عودة، أو مشروع إعادة إعمار، من دون حلّ سياسي».

لكن الرئيس ميشال عون كان واضحاً خلال اجتماعه أمس بسفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن (الروسي والبريطاني والأميركي والصيني والفرنسي، إضافة إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي ونائب ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، وممثل جامعة الدول العربية). وجّه إليهم رسائل خطية، تتمحور حول «التركيز على معالجة لُبّ أزمة النازحين السوريين وتداعياتها. أصبح لزاماً على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بذل كل الجهود الممكنة وتوفير الشروط الملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين الى بلدهم، ولا سيما إلى المناطق المستقرة التي يمكن الوصول اليها، أو تلك المنخفضة التوتر، من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل الى الحل السياسي». وعرض عون للمخاطر الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية الناتجة من عدم إيجاد حلّ، «لا شكّ أنّه كلّما طالت مُدّة الأزمة تحول ذلك إلى سبب لخلافات داخلية، حيث تظهر التباينات في الآراء حوله وتتطور إلى خلاف حول الإجراء الذي سنتخذه لإعادة النازحين إلى بلادهم». وحذّر من تداعيات أيّ انفجار قد يحصل في لبنان، «نتائجه قد تمتد إلى دول كثيرة»، إذا لم تُحل الأزمة.

لم يلقَ كلام عون ترحيباً من السفراء المشاركين؛ فبحسب مصادر مُطّلعة، «أعاد السفراء الترويج لموقفهم بأنّه لا يُمكن دفع النازحين إلى المغادرة، وهذا الإجراء يجب أن يقترن بالاستقرار السياسي وإيجاد حلّ في سوريا». يُحاول «المجتمع الدولي» فرض توجهاته على لبنان، «في وقت كان فيه الرئيس واضحاً، إن كان في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو كلمته أمس أمام السفراء. موقف الرئاسة اللبنانية نابعٌ من الحرص على الاستقرار الاقتصادي والأمني». وترى المصادر أنّ «مواقف عدد من الأفرقاء في الداخل مُتقاربة مع موقف السفراء الدوليين. فأصبح واضحاً من هو حريص على لبنان ويؤيد الأجندة اللبنانية التي يضعها رئيس الجمهورية، ومن يلتزم بقرارات المجتمع الدولي ومنظماته».

وكان عون قد توجه خلال كلمته أمس إلى المنظمات الدولية، آملاً منها المساعدة في إعادة النازحين، «وبأن لا تصدر عنها بيانات من شأنها أن تخيف هؤلاء النازحين، كالقول لهم إن عودتهم الى سوريا ستكون على مسؤوليتهم.

فنحن نعتبر أن مثل هذه التصريحات بمثابة تحريض للنازحين للبقاء على الارض اللبنانية. بعض المراجع الدولية تُحذر النازحين حتى من العودة الطوعية».

رسالة عون إلى منظمات المجتمع الدولي أتت غداة تنظيم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الأربعاء الماضي، بالتعاون مع وزارة الإعلام، ورشة عمل للإعلاميين أدارها الناطق الرسمي باسم المنظمة سكوت كريغ. هدف الورشة كان كيفية تغطية قضايا اللاجئين، «ولكن المنظمة وجّهت الإعلاميين إلى ضرورة اعتماد مُصطلحات مُعينة، وأنه يجب أن لا تُفرض العودة على النازح». المصادر المُتابعة للملف وصفت ما حصل خلال ورشة العمل بـ«الخطير، وخطاب يتناقض مع مواقف الرئيس ووزارة الخارجية. هل سيكون وزير الإعلام رأس حربة في هذا الصراع؟ وما هو موقف الحكومة من السيادة الحقيقية والاستقلال بالقرار اللبناني؟ أي بلد في العالم يسمح بأن يُفرض على إعلامه توجّه ما؟».

من جهته، يوضح وزير الإعلام ملحم رياشي أنّ ورشة العمل «جزء من الحملة الاعلامية التي تُعدّ لها الوزارة، وكشفت عنها قبل قرابة شهرين، هدفها تخفيف التشنّج بين اللبنانيين والسوريين، وسيُصار في المرحلة المقبلة إلى التعاقد مع مؤسسات إعلامية من أجل الهدف عينه، وإقامة صندوق للتبرع للدول المانحة. يستهونون (قاصداً التيار الوطني الحر) التشنيج في الشارع، ولكن أنا أستهوله». ويؤكد أنّ الأمر «لا علاقة له بالسياسة أو بموقف القوات اللبنانية. نحن أيضاً نريد عودة اللاجئين، ولكن من دون التنسيق مع النظام السوري، وانتظار فرصة آمنة للعودة». أما طريقة توجيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للإعلاميين «فكانت خطأ، لأنه لا يُمكن تلقين الإعلاميين، ولكن لا ينبغي تحميلها أكثر ممّا تحتمل. نحن نُنفّذ سياسة لبنان بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة، وليس سياسة الأخيرة».

البناء: تل أبيب تعترف بصاروخ سوري استهدف طائرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية… وتتحدّث عن رد… كركوك تحسم الصراع حول كردستان لصالح حلف بغداد والسليمانية… بعد مهلة سليماني… عون يمهّد لمبعوث رئاسي إلى دمشق يفتح ملف النازحين… والمستقبل متمسك بـ «التدويل»

كتبت البناء: حدثان كبيران تصدّرا التطورات الإقليمية، الاعتراف «الإسرائيلي» بإطلاق الدفاعات الجوية السورية صاروخاً على طائرة حربية «إسرائيلية» في الأجواء اللبنانية، في سابقة أولى تضيّق هامش الحركة «الإسرائيلية» التي باتت بعد نجاح الدفاعات الجوية السورية بفرض معادلة تحريم دخول الأجواء السورية، ترتكز على تنظيم غارات على العمق السوري بمدى صواريخها الموجهة من الجو بواسطة طائراتها عبر الأجواء اللبنانية، بحيث يتحول النجاح السوري في تكرار هذه السابقة، وتحقيق أهداف مباشرة بإصابة طائرات «إسرائيلية»، كما قال الناطق العسكري السوري، إلى نجاح في فرض معادلة ردع جديدة، تقيد اليد «الإسرائيلية» وتحصرها بالاعتماد على إطلاق صواريخ أرض أرض من الجولان المحتل بمدى ستين كيلومتراً، لتصير المرحلة اللاحقة ربما بفرض ردع الردّ على الصاروخ بصاروخ، ورفع سقف التحدّي حتى فرض الردع الشامل، بعدما تكون معادلة ردع الطيران «الإسرائيلي» عن استعمال الأجواء اللبنانية قد وفرت الحماية للمناطق السورية الواقعة حتى عمق ستين كيلومتر على طول الحدود اللبنانية السورية، من جبل الشيخ حتى القصير وصولاً للبحر المتوسط، وهي مناطق تتضمن العاصمة دمشق ومدن حمص وحماة وطرطوس، بعدما وفّر الردع الصاروخي لحماية الأجواء السورية حماية العمق السوري كله. من جهتها تل أبيب التي اعترفت بتعرض طائراتها في الأجواء اللبنانية للاستهداف بصواريخ سورية أعلنت أنها قامت بقصف بطارية صواريخ شرق دمشق، لم يؤكد حدوثها أي مصد عسكري سوري أو طرف ثالث، لكن الصراخ «الإسرائيلي» السياسي بدا مرتفعاً، على لسان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كاشفاً حجم القلق «الإسرائيلي» من التحوّل الجديد.

الحدث الثاني الذي خطف الأضواء كان النجاح الباهر للجيش العراقي مدعوماً بالحشد الشعبي، في الانتشار في مدينة كركوك واسترداد مرافق العاصمة كلها ومطارها وصولاً لحقول النفط فيها، وإنزال الأعلام الكردية في المؤسسات الحكومية ورفع الأعلام العراقية عليها. وفيما انسحبت وحدات البشمركة من المدينة، اتهمت جماعة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، تيار الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، وحزبه الاتحاد الوطني الكردستاني بالتواطؤ مع بغداد وطهران، في عملية تسلّم وتسليم لكركوك، مشيرة إلى أن الأغلبية السياسية والعسكرية الكردية في كركوك والسليمانية العاصمة الثانية لإقليم كردستان تعود لمناصري الطالباني، مضيفة أن ثمة صفقة رعاها الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري بين بغداد والسليمانية، تفسّر ما جرى في كركوك، بينما قالت مصادر من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن زيارة سليماني للسليمانية كما رسائله للبرزاني كانت واضحة لجهة، أن الحفاظ على لغة الحوار شرطه إنهاء وضع كركوك، وفقاً لتفاهم عراقي إيراني تركي، وأن الأفضل أن يتمّ ذلك بالتراضي، طالما أن حزب الاتحاد الوطني يعتبر الاستفتاء في كركوك غير شرعي وسجل اعتراضه العلني على شموله لها، ويعتبر الاحتفاظ بالسيطرة على كركوك وحقول نفطها بعد نهاية تهديد داعش، أمراً مخالفاً لمقتضيات التوافقات العراقية، فيما قالت مصادر عراقية قريبة من رئيس الحكومة حيدر العبادي أن قرار بسط السيادة على المناطق المتنازع عليها وحقول النفط تطبيق حرفي للدستور، وقد اتخذ ولا رجعة عنه، وكان اللافت صدور تحذيرات أميركية بعد ساعات على دخول الوحدات العراقية إلى كركوك بدت أقرب إلى التهديد للحكومة العراقية، بعدما لحقها كلام للسناتور الجمهوري جون ماكين لبغداد من المواجهة مع كردستان.

لبنانياً، خطا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خطوة عملية لتطبيق مقاربته لملف عودة النازحين السوريين، بدعوته السفراء للتدخل لدى حكوماتهم لعدم تحويل قضية النازحين لورقة ضغط سياسي في الصراع حول سورية، لأن لبنان والنازحين سيكونان أبرز ضحايا هذا الربط، بينما قالت مصادر مطلعة أن الرئيس عون يمهد لإيفاد مبعوث رئاسي إلى دمشق يحمل تصوراً حول آلية للتعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية في ملف العودة، وأنه سيقترح على الحكومة اللبنانية صيغة للفصل بين هذا الحل والمواقف اللبنانية المختلفة حول العلاقة بالأزمة السورية وأطرافها المحلية والإقليمية والدولية، في المقابل قالت المصادر نفسها إن موقف تيار المستقبل لا يزال عند تمسّكه بتدويل ملف النازحين، ورفض مقاربته كملف ثنائي لبناني سوري.

خطفت مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس، من ملف النزوح السوري الأضواء المحليّة لما تضمّنته من نداءات ورسائل تحذيرٍ وحثّ للدول الفاعلة وللمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته ومساعدة لبنان في معالجة الأزمة قبل انفجارها، كما لم تخلُ مواقف عون من الرسائل الى شركاء الداخل الذين يمعنون وبأوامر خارجية في رفض التواصل مع سورية لإيجاد الحلول، وبالتالي يساهمون في استمرار الأزمة وتفاقمها في المستقبل.

خطورة الوضع والتداعيات السلبية المتوقعة على المستويين اللبناني والدولي، دفعت رئيس الجمهورية الى استدعاء سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن مع سفراء الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى بعبدا، حيث عرض أمامهم، بحضور وزير الخارجية جبران باسيل، موقف لبنان من القضية. فشرح مخاطر استمرار النزوح سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية والانعكاسات التي سبّبتها على اليد العاملة اللبنانية، بحيث ارتفعت نسبة البطالة بين اللبنانيين.

فهل ستلقى مواقف عون آذاناً صاغية لدى المجتمع الدولي الصامت الأكبر إزاء المجازر الإرهابية في سورية وغيرها؟ وهل ستحرّك ضمير الدول الكبرى التي كان بعضها شريكاً أساسياً في الحرب على سورية وتهجير الملايين من شعبها إلى أصقاع العالم؟ وهل هذا المجتمع وتلك الدول يريدون فعلاً وقف الحرب وعودة النازحين إلى بلدهم؟ وماذا لو لم يتحمّلوا مسؤولياتهم على هذا الصعيد؟ ما هي الخيارات المتاحة حينها أمام الرئيس عون ووزارة الخارجية والحكومة؟ وهل سيتمكّن عون من انتزاع موقف من رئيس الحكومة سعد الحريري للتحرّك حكومياً باتجاه سورية وإيجاد حلول مشتركة بين الدولتين في ظل غياب أي حلول أمميّة جديّة؟

مصادر مقربة من بعبدا ومطلعة على الملف، أشارت لـ «البناء» إلى أن «خطوة الرئيس عون جاءت بعد أن لمس خلال مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاءاته على هامش الاجتماع تواطؤاً دولياً في ملف النزوح من خلال توطين مبطن للنازحين في الدول المضيفة. وقد كشف عن ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه. وبالتالي تولّد لدى الرئيس عون «شعور بمخاطر جمّة على الداخل اللبناني جراء استمرار الأزمة من دون تبلور أي حلول»، لكن المصادر لفتت الى أن «التباعد بين موقف عون والموقف الدولي لا يزال كبيراً، حيث يتمسّك المجتمع الدولي بالعودة الطوعية للنازحين، في المقابل تعمل بعض الدول الفاعلة على استخدام الملف السوري كورقة ضغط سياسية على سورية وعلى لبنان أيضاً ولا تريد حل الأزمة قبل نضوج الحل السياسي في سورية واعتبار النزوح جزءاً من هذا الحل، وبالتالي ابقاء أكثر من مليون ونصف نازحٍ في لبنان، الامر الذي سيترك تداعيات خطيرة على الواقع اللبناني». كما لفتت المصادر الى «تنسيق مسبق بين سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لجهة ابلاغ عون بأن الوضع في سورية لا يزال هشاً وأي عودة غير مدروسة قد تؤدي الى انتكاسة في العودة».

الديار: الجبير للحريري بعد زيارة موسكو : المزيد من «الواقعية».. بعبدا «تحشر» الدول الكبرى… حل ازمة النزوح او التواصل مع دمشق

كتبت الديار: لانه موسم الانتخابات، ستزداد المزايدات السياسية «وتلامس» «الخطوط الحمراء» دون ان تتجاوزها، «وثلاثية» اقرار الموازنة بعد 12 سنة من الغياب في مجلس النواب بدءا من اليوم، ستكون فرصة لكل الاطراف لاستعراض «عضلاتها» لكن الجميع محكومون بضوابط تبقي الامور تحت السيطرة، خيارات الجميع محدودة، وحدود «اللعبة» محكومة باستقرار مطلوب من الخارج قبل الداخل، فلا «خطابات» وزير الخارجية جبران باسيل، ولا ردود وزير الداخلية نهاد المشنوق، ونواب اللقاء الديموقراطي، ولا «الغضب» المتنامي للقوات اللبنانية من «اوعا خيك» التي حمل احزانها سمير جعجع الى استراليا، ولا «الحنق» المكتوم في عين التينة من «حليف الحليف»، او حتى علامات الاستفهام في حارة حريك من بعض «الشطحات»، يمكن ان تغير في قواعد «الاشتباك» السياسي المحكوم بوقائع يصعب تجاوزها، وقدرات محدودة لدى معظم القوى السياسية التي لا تملك سوى «الصراخ» لمحاولة استقطاب المزيد من الناخبين فوق «رقعة شطرنج» لا يوجد ضمن قواعدها «كش ملك»..

وازاء هذا المعادلة التي تتقاطع على تبنيها مصادر نيابية ووزارية من فريقي حكومة «ربط النزاع»، يمكن فهم تأكيد اوساط مقربة من بعبدا، عدم «رضى» رئيس الجمهورية ميشال عون عن كلام خطابي حيال مصالحة الجبل، وقد عبر الرئيس امام عدد من مستشاريه صراحة عن «انزعاجه» من المفردات التي لم تكن «موفقة» في مقاربة ملف وطني شديد الحساسية يحرص عون على ابقائه بعيدا عن السجالات والمواقف السياسية اليومية… ومن المرتقب حصول خطوات عملية «غير محددة» بعد لاعادة الامور الى نصابها في هذا الملف.

وفي سياق متصل، تؤكد اوساط تعمل على خط العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ان هذه العلاقة باتت تحتاج الى «صيانة» عاجلة قبل فوات الاوان، وسيتم الامر بعد عودة الدكتور سمير جعجع من جولته الخارجية، وقد انهت الدوائر المختصة في القوات ملف «مبكل» حيال تجاوزات التيار الوطني لتفاهم معراب، سيحمله معه «الحكيم» الى بعبدا، فيما تؤكد اوساط التيار الوطني الحر بان ما تسميه «القوات» بالتجاوزات ليس واردا في «التفاهم» وما يقوم به التيار الوطني الحر سياق سياسي طبيعي لا يمس مصالح الطرف الاخر الذي يطمح الى تطوير «التحالف»، لكن هذا الامر يحتاج الى نقاش سياسي جديد يتجاوز ما جرى التفاهم عليه في معراب، ويدخل ضمن قواعد مختلفة عن السابق.

اما العلاقة بين الرئاسة الاولى والثالثة، فلا تحتاج برأي تلك الاوساط الى اي «مراجعة» لان الخطوط العامة المتفق عليها لا تزال سارية المفعول، ولم يتجاوزها اي من الطرفين، على الرغم من السجالات المتكررة بين باسيل والمشنوق، فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ثبتا في اللقاء الاخير في بعبدا التزامات كل جانب اتجاه الاخر، ولم يبد اي من الرجلين رغبة في تبديل «قواعد اللعبة»، وقد حرص مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري بالامس على التأكيد للوزير باسيل بان كلام وزير الداخلية «شخصي» وليس موقف تيار المستقبل، نافيا ان يكون «التيار الازرق» في صدد الدخول في مواجهة مع العهد، وقد جرى تثبيت التفاهمات السياسية القائمة على ادراك كل طرف لحدود وقدرة الطرف الاخر على التحرك سياسيا في الداخل والخارج.

وفي هذا الاطار لم تبد اوساط المستقبل اي «انزعاج» من خطوة رئيس الجمهورية بالامس ازاء استقباله سفراء الدول الخمس الكبرى في لبنان لابلاغهم بخطورة وضع النزوح السوري، والمحت الى ان هذه الخطوة نسقت مع رئيس الحكومة الذي لا يمانع باتخاذ اي خطوة في هذا السياق، طالما ان الاتصال المباشر مع الحكومة السورية لا يندرج ضمنها.. وكان رئيس الجمهورية قد عرض امام السفراء بحضور وزير الخارجية موقف لبنان من موضوع النازحين السوريين، وعبر رسائل خطية شرح مخاطر استمرار النزوح سواء السياسية او الاقتصادية او الامنية والانعكاسات التي سببتها على اليد العاملة اللبنانية بحيث ارتفعت نسبة البطالة بين اللبنانيين. واكد عون ان من مصلحة هذه الدول معالجة هذه القضية تلافياً لحصول انفجار لانه اذا حصل سيحصل نزوح معاكس برا وبحرا، واشار الى انه في الكيلومتر المربع في لبنان يوجد 153 نازحاً بينما ثمة 5 نازحين في الكيلومتر الواحد فقط في بعض الدول..ولفت الى ان امن لبنان مهم بقدر ما هو مهم امن النازح السوري، وان ثمة مناطق في سوريا خارج اطار الحرب ومناطق اخرى عاد اليها الهدوء، مشدداً على ان ما يطالب به لبنان هو عودة النازحين الراغبين وليس المقصود من لديهم مشاكل سياسية مع السلطة القائمة، وقال: «ما نطلبه هو عودة الامنين الذين هربوا نتيجة الحرب وان ما يطلبه لبنان يضع حداً لمعاناة النازحين ويمنع اي تداعيات على الساحة اللبنانية» دون ان يتم ربط ذلك بالتوصل الى الحل السياسي. وقال «ان وطني لم يعد قادراً على تحمل المزيد وهو يطلب من المجتمع الدولي والاسرة الدولية الاسراع بمعالجة قضية النازحين»… وبحسب اوساط مقربة من بعبدا فان هذا الاجتماع اليوم يعتبر «خطوة اولى» ستتبعها خطوات لاحقة، والرئيس ينتظر اجوبة وردودا محددة من المجتمع الدولي، واذا لم يحصل ذلك فان ايجاد صيغة للتواصل مع الحكومة السورية يصبح حتميا… فالرئيس بالامس وجه «رسائل» للداخل والخارج مفادها «اللهم اشهد اني قد بلغت»…

المستقبل: رسالة «عرض حال» من بعبدا إلى المجتمع الدولي حول ملف النزوح

الحريري لصون المصلحة اللبنانية.. ووقف التدخّلات الإيرانية

كتبت المستقبل: بينما يستعد اللبنانيون لمواكبة وقائع «ثلاثية» الموازنة التي تبدأ طلائعها اليوم وسط ترقب لما سيتخللها بطبيعة الحال من مداخلات ومزايدات انتخابية وشعبوية على خشبة الهيئة العامة تحت تأثير النقل المباشر للجلسات التشريعية، يعود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى بيروت حاصداً سلة وازنة من الدعم الفاتيكاني والإيطالي للبنان، إن على مستوى ما تحقق من وعد بابوي بزيارة لبنان قريباً أو على صعيد التباحث مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني أمس في التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمري روما وباريس دعماً للمقدرات العسكرية والاقتصادية اللبنانية. في وقت جاء تصريح الحريري لصحيفة «لا ريبوبليكا» حاسماً في تحديد بوصلة عمله السياسي، وطنياً وعربياً، سواءً من خلال تأكيده العمل على تحييد الخلافات الداخلية والتركيز على صون مصلحة لبنان أولاً وحمايته من أي «تداعيات سلبية» جراء الاشتباك الأميركي ــــ الإيراني، أو عبر تجديده رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية ودعوته طهران إلى عدم الإخلال باستقرار المنطقة.

الجمهورية: ثلاثية الموازنة: خطابات.. ومزايدات… ولبنان يُحذِّر من «لغم» النازحين

كتبت الجمهورية: الصورة على تلبُّدِها إقليمياً، في ظلّ تطوّرات بالغة الدلالة تصَدَّرها الهجوم العراقي المفاجئ في اتّجاه إقليم كردستان والسيطرة على الأماكن الغنية بالنفط في كركوك، وهو أمرٌ يفتح باب الاحتمالات والتداعيات على مصراعيه في شتّى الميادين المرتبطة بهذا الإقليم. وكذلك الاشتباك السوري ـ الإسرائيلي المحدود في الأجواء اللبنانية الذي تجلّى بغارة الطيران الإسرائيلي على مربض سوري استهدفَه بينما كان يُحلّق في الأجواء اللبنانية. وأمّا لبنانياً، فما زال التفاهم الرئاسي هو الحاكم للوقائع الداخلية، وسيقدّم اليوم ترجمةً جديدة له في «ثلاثية الموازنة»، بمناقشات نيابية تحت سقفه، فيما دقَّ لبنان، عبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جرَس إنذارٍ من لغمِ النازحين السوريين المزروع في الجسم اللبناني، داعياً العالمَ إلى تحمُّل مسؤولياته في رفعِ هذا الثقل عن لبنان.

اليوم يبدأ العقد العادي الثاني لمجلس النواب، فيجدّد لمطبخِه التشريعي بلا تعديل، واليوم تنطلق جلسات الموازنة، مضغوطةً بازدحام نيابي على منبر الخطابة؛ فحتى ما قبل نهاية الدوام الرسمي أمس، سجّل ما يزيد عن 20 نائباً أسماءَهم على لائحة طالبي الكلام.

أهمّية جلسة اليوم ليست بالتجديد للّجان، ولا بمناقشات النواب التي اعتادت آذانُ الناس على سماعها، بل بإقرار الموازنة بحدّ ذاتها بما يُنهي وضعاً شاذّاً لبلدٍ يَصرف عشوائياً بلا موازنة منذ 12 عاماً.

وعلى رغم أنّ الموازنة المطروحة أمام المجلس مصروفة، إلّا أنّ إقرارها يؤسّس ليُبنى عليها في الموازنات اللاحقة، ولا سيّما موازنة السنة المقبلة التي يؤكّد وزير المالية علي حسن خليل أنّها ستُقَرّ قريباً جداً في مجلس الوزراء.

وبحسب الأجواء السابقة للجلسة، فإنّها بجولاتها النهارية والمسائية أشبَه بمهرجان خطابي تولدُ الموازنة في نهايته، وإنْ أمكنَ غداً مساءً، إذا ما نجح المسعى بتخفيض عدد طالبي الكلام. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الجمهورية» إنّ الجلسة مفتوحة ويُفترض أن تسير في أجواء طبيعية.

وحول المزايدات التي يمكن أن يقدّمها بعض النواب قال: «المنبر مفتوح للنواب لقول ما يريدون، وكلّ من يريد أن يزايد فهذا شأنه، وبالتالي الناس سترى المزايدين وتَحكم عليهم».

وأشار بري إلى أنّ ثمّة عملاً دؤوباً ينبغي أن ينطلق بعد إقرار الموازنة على صعيد إعادة إحياء الدولة بكلّ قطاعاتها، وكما سبقَ وقلت إقرار الموازنة يؤدّي فوراً إلى الخلاص من نسبة كبيرة جداً من الفساد الموجود، أضاف: «طريقة الصرف العشوائي التي كانت تحصل يجب أن تنتهي، وإقرار الموازنة سينهيها حتماً. أمامنا عمل كثير لإعادة البلد إلى وضعه الطبيعي مالياً واقتصادياً وإدارياً ورقابياً، وهذا يوجب تفعيلَ أجهزةِ الرقابة قبل كلّ شيء وسدَّ الثغرات القائمة فيها وجعلَها قادرةً على القيام بمهامّها، فهنا فقط تستقيم الأمور، ويجب أن تستقيم».

وردّاً على سؤال، قال: «آنَ الأوان لاجتثاثِ الفساد، ويجب وضعُ حدّ لهذا الفلتان، وآنَ الأوان لتستقيمَ الأمور، ومجلس النواب سيكون في مرحلة ما بعد إقرار الموازنة في مواجهة كبيرة مع مثلّث الفساد والفاسدين والمفسِدين».

اللواء: عون والسفراء: لقاء فوعد ولا اتفاق حول النازحين… الحريري يبحث مع جنتليوني مؤتمر دعم الجيش.. و«مباراة نيابية» على شاشات الموازنة اليوم

كتبت اللواء: باعتبار ان «التوافق» كفيل بتقطيع استحقاقات الشؤون الداخلية، ايا كان طابعها، احتلت قضية تداعيات الحرب في سوريا، والتوترات الإقليمية، أو الإقليمية – الدولية الأولوية في الاهتمام الرسمي، سواء في قصر بعبدا، حيث التقى الرئيس ميشال عون سفراء الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، لابلاغهم إن لبنان لم يعد قادراً على تحمل عدد النازحين السوريين على أراضيه، داعياً القوى العالمية للمساعدة في اعادتهم إلى المناطق التي يسودها الهدوء في بلادهم، في وقت كان فيه الرئيس سعد الحريري، والذي عاد مساء أمس إلى بيروت، بحث في قصر شيجي مع نظيره الإيطالي باولو جنتليوني التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر روما- 2 المخصص لدعم المؤسسات العسكرية والأمنية، من جيش وقوى أمن، فضلا عن مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد، إضافة الى موضوع النازحين السوريين، وتفعيل العلاقات الثنائية، وطلب لبنان رفع القيود الإيطالية المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية.

وبحسب المعلومات، فإن الجانب الإيطالي في هذه المحادثات تعهد بتنظيم مؤتمر روما – 2 على ان يكون في كانون الثاني المقبل، والالتزام بحضور مؤتمر باريس لدعم الاستثمار في لبنان.

وعن تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم تجديد التصويت على الاتفاق النووي مع إيران بالنسبة للبنان وباقي المنطقة، أمل الرئيس الحريري في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية ان نتفادى أية تداعيات سلبية على لبنان، لكنه شدّد على ان التدخلات في الشؤون الداخلية للبلدان العربية غير مقبولة، وعلى إيران ان تلعب دورا ايجابيا يُساعد في التنمية الاقتصادية والأمان، وأن لا تساهم في الإخلال بالاستقرار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى