بقلم غالب قنديل

العلاقة بسورية ركن ميثاقي

غالب قنديل

الحملات السياسية الاميركية السعودية وضغوطها تلقى استجابة عند قيادة تيار المستقبل خلافا لما قيل انه ارسي من اتفاق على حماية التفاهم اللبناني من الضغوط التي تستهدف حزب الله ورئيس الجمهورية فالهجوم التصعيدي الذي استهدف الوزير جبران باسيل يبدو مستمرا منذ لقائه بالوزير وليد المعلم وقيادة المستقبل تعلن كلاما صارخا برفض اي اتصال لبناني سوري بصورة منافية لأي واقعية سياسية .

يحاول البعض التماس الأعذار واﻷسباب التخفيفية للرئيس سعد الحريري بالقول انها لعبة شد عصب انتخابية وهذا عذر اقبح من ذنب والحقيقة ليست كذلك فالحملة هي تنفيذ لتعليمات السبهان الذي هو مصدر التوجيه السعودي لأطراف لبنانية بشن حملات ضد سورية وحزب الله وبرفض عودة العلاقات اللبنانية السورية بشكل طبيعي تفرضه مصالح لبنانية ملحة والطارئ منها ملف النازحين بينما الدائم لا يقل أهمية وخطورة على الصعد السياسية ولاقتصادية فالجوار اللبناني السوري شديد التشابك ووثيق التفاعل والترابط والحمقى فقط يديرون ظهورهم لهذه الحقائق الراسخة التي شجت رؤوس كثيرة في مناطحتها تاريخيا.

الحملة التي تنطلق من مواقع سياسية لبنانية مرتبطة بالسعودية والولايات المتحدة تستهدف حزب الله والعلاقة بسورية وهي في الواقع تبغي الثأر لداعش والقاعدة من التكتل الذي أسقطهما ومنع المخطط اﻷميركي الصهيوني السعودي الذي استخدمهما من اجل تغيير خارطة المنطقة واغراقها بالدماء وبقصد اباحتها لهيمنة صهيونية مبرمة.

الرد الاميركي السعودي على انتصار سورية والمقاومة يجري في لبنان بواسطة اطراف لبنانية تابعة تستجيب للضغوط والتعليمات رغم مصالحها الحيوية في استمرار مشاركتها بالسلطة مع خصوم يخالفونها الموقف والخيار اتجاه المقاومة وسورية والاملاءات اﻷميركية المعروفة.

ما يتجاهله المستقبل هو ان العلاقة بسورية مميزة بحكم ميثاق الوفاق الوطني وان تعطيلها نسف لاتفاق الطائف الذي هو الاساس التكويني للسلطة السياسية وتصرف وزير الخارجية ينسجم ومنطق الميثاق بينما تصريحات الحريري والمشنوق وريفي وبعض المتلونين من اصحاب نصف الموقف خرق جسيم لاتفاق الطائف واما أزمة النازحين الضاغطة والطارئة فهي دافع استثنائي للتنسيق مع سورية لوضع خطة مشتركة لاعادتهم الى وطنهم والكلام عن الاستعمال الانتخابي للموضوع فيه تحقير للناخبين الذين يريدون سوقهم كالقطعان في مغامرات جديدة وخاسرة كأن ما فات لم يكفهم بما سفكت به من دماء وما حل من خراب وضرر.

يجب على الفريق الوطني ضرب اليد على الطاولة في موضوع العلاقة بسورية والموقف من المقاومة وكل الذرائع للتهرب من اتخاذ الموقف الصارم في وجه الابتزاز والتحريض مرفوضة.

ليس مقبولا الخضوع لأي ابتزاز داخلي او خارجي في القضايا والعناوين الوطنية وعلى رأسها المقاومة والعلاقة المميزة بسورية التي ترعاها معاهدة واتفاقات ثنائية ما تزال قائمة ومستمرة وبين جبرية الميثاق واستنسابية القرار الاجرائي لا مجال للاختيار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى