باسيل: أمثالنا يسامحون لكنهم لا ينسون
جال رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في عدد من القرى في قضاء عاليه، يرافقه وزير الطاقة سيزار ابي خليل، منسق التيار في قضاء عاليه اسعد صوايا والهيئة المنسقية .
بدأت الجولة من بلدة رشميا، التي جال فيها باسيل والوفد المرافق مشيا على الأقدام، وكان في استقبالهم رئيس بلديتها منصور مبارك وعدد من الاهالي، وتوجهوا الى دير مار يوحنا المعمدان، حيث استقبلهم الرئيس العام السابق للرهبنة المارونية الاباتي باسيل الهاشم ولفيف من الكهنة.
وألقى الوزير باسيل كلمة، فقال: “جميل اليوم أن نعود ونلتقي في معمل رشميا، الذي أكيد له قيمة ليس فقط بانتاج الكهرباء، ولكن له قيمة معنوية بهذه المنطقة وقيمة تاريخية، وأعرف أن هذا استثمار مفيد للبنان، أن يستفيد من كل ثرواته الطبيعية الهواء والماء والشمس، ويستطيع أن ينتج من خلالهم كهرباء، وهذه النتيجة سنصل اليها، لدينا مشكلة واحدة هي الوقت، نحن نتصارع مع الوقت، وهذا المؤسف، وهذا دليل ليس التقدم بالفكر السياسي بالبلد، تخيلوا فريقين سياسيين بالبلد يتصارعون واحد يريد أن يأتي بالكهرباء اليوم الثاني يريد تأخيره، ويريد تأخيره لتخرج الوزارة من فريق التيار الوطني الحر وتذهب الى فريق ثان، ولكن هذه الوزارة لن تخرج من يدنا. ماذا تفعلون تتركون البلد من دون كهرباء، وهكذا عمل بالنفط وحصل التأخير، الذي حصل دون أن يتغير أي شيء، ذات النتيجة التي كنا قمنا بها منذ اربع سنوات ونصف، وهدرنا فرصة حقيقية بالبلد على سعر عال للنفط، على أسواق نفط غير مفتوحة، وعلى تقنيات غير مستعملة بعد، وأهدرنا خمس سنوات لنصل الى فرصة لن تتكرر، لأنه هبطت الأسواق ودخلت في هذا الوقت المواد النفطية“.
أضاف: “نحن كنا نتأمل أن ندخل بها والفرصة ذهبت، خسرنا الوقت، هذا الوقت من مسؤول عنه، من يدفع ثمنه للبنانيين وللاقتصاد الذي ينزف كل عام مليارات الدولارات، أليس له حساب هذا الوقت؟ الآن الذي أخرنا بالكهرباء وقلنا لهم داخل مجلس الوزراء أنه نفس النتيجة كيفما تعملون، لكن نحن لدينا الجرأة أن نقول للناس الحقيقة، هذه الكهرباء لتأتي بسرعة هناك هذه الطريقة، إذا كنتم متفقين جميعكم، إننا نريدها بسرعة يوجد، لماذا تأخرون؟ لتقطع الإنتخابات، مدد للمجلس النيابي تأخرت الإنتخابات، والآن يريدون إيجاد حجج، وسوف تسمعونها غدا، سيؤخرون من جديد فقط لكي لا يكون هناك كهرباء قبل الإنتخابات، هذه كل الفكرة، وأنه بذات فكرة الوقت، هذا الوقت، الذي ذهب علينا وعليكم بهذه المنطقة، وتحدثنا عن أشياء جميلة أنجز بعضها“.
وتابع: “في هذا الوقت الذي تهجرت الناس فيه وتركت قراها لأحداث أليمة، نتمنى تذكر ولا تعود، ولكن أثرها موجود، هل يستطيع أحد أن ينتزعها من الذاكرة ومن التاريخ؟ هناك أناس مثلكم تسامح وتتسامح، لأن هذه تربيتها وديانتها وثقافتها ووطنيتها، وهذه محبتها لبعضها بعضا، ولكن لا تنسى لأنه كي لا تتكرر نسامح، والوقت الذي مر إذا أحد يعتقد أن الجرح يختم، ولكن يبقى ظاهر مكانه، طبيعي كما جسم الإنسان، وهذه العلامة ستبقى قائمة حتى كل واحد عندما ينظر يتذكر، وما يكرر من أجل ذلك الوقت الذي ذهب، الذي نحن كنا نقول فيه العودة تمت، اليوم نعود ونقول إن العودة ما تمت، والمصالحة ما اكتملت، لأنه نريدها أن تكتمل ونريد العودة تكون حقيقة وناجزة“.
وأردف: “اليوم نستطيع أن نقول إنه مع قانون الإنتخابات القادم مع تنفيذه وتطبيقه، وعندما تحصل هذه الإنتخابات التي يتمثل كل الناس فيها، وعندما كل إنسان يكون شعر أنه بشخصيته السياسية وبإستقلاليته وبذاتيته وبحريته وبقراره هو موجود وقائم ويعبر، عندها يكون الإنسان قد أحس بنفسه انه عاد، من أجل ذلك اليوم نقول لأهلنا بهذه المنطقة آن أوان العودة السياسية، وستتم من خلال إنتخاب يمثل أهل هذه المنقطة التمثيل العادل والكامل لكل فئات ومكونات هه المنطقة، وهكذا تكون بدات العودة، هذه العودة، هذه مفاتيح بابها“.
واستطرد: “بعد ذلك يأتي الإنماء والإقتصاد وكل الأمور الأخرى، ولنستطيع أن نطوي مرحلة، أكيد يجب أن نعالج كل الآثار النفسية لها، ونقولها ليس لكي ننبش بالماضي، نحكيها لأنه بعدها، وما فينا نمشي في هذه المنطقة ونسمع الناس ماذا تتذكر وكم تتحسر، وما نقول إنه هذه المشكلة ما تعالجت بعد، عندما نتحدث عن حق المعرفة لأن هذا حق الإنسان الطبيعي أنه يريد أن يعرف أهله أين؟ وعظامهم أين؟ وترابهم أين؟ حقه ولا أحد يستطيع أن ينزع له هذا الحق، وطالما هكذا نعالج بعضنا نفسيا ووطنيا، هكذا نكون حقيقة، ونحن لا نحاسب نكون حقيقة نعالج، لكي لا يبقى إنسان عنده حسرة في قلبه“.
وقال: “لأنه مش طبيعي أيضا أنه في العام 2017، من بعد 27 سنة على انتهاء الحرب بلبنان، أن يكون قسم كبير من أهل المنطقة لم يعودوا حتى الآن، وتبقى القرية كما هي، هذا الذي يلزمه علاج حقيقي ليس فقط بالإحتفالات والخطابات، ونتحدث عن المصالحة وانتبهوا للمصالحة، نسأل من يريد أن يدق بالآخر، لا تخافوا السنا متصالحين مع بعضه دون جميلتنا، وعلاقتهم مع بعض كتير قوية، وهذا أساس المصالحة، وهذا الذي يبقينا بسلام مع بعضنا وهذا مؤمن، ولكن نحن كدولة ماذا نعمل؟ وماذا عملنا للعودة؟ وماذا فعلنا بالأموال التي صرفت عليها؟ ما مقدار العودة حقيقة للناس؟“.
أضاف: “من أجل ذلك أنا أريد أن أقول أول شيء لأجل هذه المنطقة، التي نحن عملنا الشيء الذي نعتبره قليلا لهم، هذا حقهم المؤخر سنين نرده بقدرتنا السياسية غير المكتملة، ونقول لهم عندما تكتمل قدرتنا السياسية، سوف نرد لهم أكثر ونأتيهم بأكثر، لأن هذا حقهم، آسف أنه متأخر، الوقت نعود الى الوقت، بالأموال هناك الفائدة وبالنيابة والتمثيل، الآن الذي يحب أهله حقيقة ومنطقته ويحب أن يعود إليها، والذي يحب أهله ويتذكر كيف استشهدوا بهذه المنطقة هذه، يفكر أنهم استشهدوا لأنهم بقوا بهذه المنطقة، هم ماتوا لأنهم بقوا بها، الذي يحبهم يحب أن يكرمهم ويتذكرهم يحب أن يبقى في هذا المنطقة، وإذا تركها سيعود إليها، هكذا نحن نحب أرضنا وأهلنا ونكرمهم، بقوا واختاروا أن يموتوا ليبقوا أولادهم، يجب أن يبقوا بارضهم لتكريمهم“.
وتابع: “ثانيا العودة، الذي اليوم قانون الانتخاب يعود ويؤمنها، العودة السياسية التي يلزمها الممارسة، ليس فقط القانون، بإمكاننا أخذ الحق ولكن لا نستعمله، يعني أعطي لكم الحق اليوم أن تتمثلوا، ولكن لا تشاركون وتختارون أن تبقوا في مكان سكنكم، من أجل ذلك نحن لدينا معركة حقيقية بقانون الإنتخاب، الذي يحاولون لدواعي تقنية، طبعا ونحن نتحدث عن التنوع الموجود ونتحدث عن القطعة التي كانت غائبة، لأنه بالنا غير مشغول على القطعة الموجودة في المنطقة، ولكن الذين يضعون اسبابا وحججا تقنية، كي لا يسهلوا إنتخاب الناس، بوقت القانون الذي أقريناه بمجلس النواب يسمح لأهل هذه المنطقة أن ينتخبوا أينما كانوا، هذا الحق يجب عليكم أن تمارسوه. نحن سهلنا لكم القانون، هناك محاولات لتصعيبه من جديد، نحن أكيد نواجهها وسوف نواجهها، ولكن المهم هذا الحق أن تستطيعوا أنتم أن تمارسوه“.
وأردف: “النقطة الثالثة بالإنماء، هي أن لبنان يقوم بمخطط إنماي جديد، برنامج إستثماري لكل المناطق اللبنانية، تعرفون أنه سيعود الحديث عن الإنماء المتوازن وكل منطقة على ماذا تحصل، وحصتها وكم نسبة الإستثمار بالكيلومتر المربع، أنا أعتبر أن هذه المناطق لها حق مأخر عندما نقيس ماذا ستأخذ، هناك تراكم التأخير والغبن الذي لحقها، وهذه المنطقة ليست كما غيرها، لا الإعتبارات السياسية التي تحتم على الدولة أن تعطيها عناية خاصة، حرقت أموال كثيرة وأناس لم تعد الى قراها، هذه نتيجة هذه قراءة، هذا ليس تحليلا وعملية إستنساب هذا واقع. نزور القرى ونسير فيها ويرى هذا الواقع، نحن علينا ان نغيره ونرى كيف سنعمل لتعود الناس على ضيعها، ليس زيارة بالصيف والعطل، تعود وتسكن وتعيش وتعمل مع بعضها، وهذا نزيل آثار الحرب، وهذا النزوح الذي نخاف منه وننبه عنه فأنتم تعيشونه“.
واستطرد: “عندما نتحدث عن النزوح من بلد الى آخر ونقول الذي يترك سوريا، خافوا أن لا يعود إليها، الذي يترك هذه المنطقة وسافر الى الخارج خافوا أن لا يعود إليها، لأننا نحن أولاد تجربة عشناها مع الذين نزحوا من الخارج الى لبنان ولجأوا، وعشناها مع اللبنانيين الذين نزحوا داخل لبنان وهم على بضع كيلومترات أصبحت عودتهم صعبة، هؤلاء الناس وهذه المناطق يلزمها عناية خاصة، بأنه باي برنامج وخطة إستثمارية ستسمعون عنها بالايام القادمة لان يكون لها إهتمام خاص، وهنا مسؤوليتكم أنتم سياسيون ورؤساء بلديات أن لا نعمل خطة إستثمارية بكل لبنان، أن لا تكونوا أخذتوا كل مشاريعكم فيها، وليس فقط طريق وكهرباء وبئر مياه، حتى البنى التحتية الي تؤهل المنطقة بأن تتحقق فيها فرص عمل، وتأمين للناس إمكانية البقاء فيها، والعيش هذا الأساس، ليس بتزفيت طريق لأنه هناك موسم إنتخابات نضع القليل من الإسفلت، ليس هذا الإنماء، نأمل أنه بهذا التفكير البعيد الذي سيبقينا في مناطقنا بالذاكرة وبالحالة النفسية أولا، ثانيا بالسياسة، وثالثا بالإقتصاد تكون حقيقة”، خاتما “نفكر على المدى البعيد كيف نبقى بأرضنا، وكيف نستأهل هذه الأرض وهذه المنقطة الحلوة ويخليها لأهلها”.