درس يوم الغفران… هل ننتظر صافرات الإنذار؟: ايتان هابر
لم يكن واحد في دولة إسرائيل استعد لحرب يوم الغفران. يوم الجمعة، قبل يوم من الحرب، لم تكن حتى ولا كلمة واحدة في الصحف عما من شأنه أن يحدث في الغداة. وسار الناس كعادتهم، جلسوا في المقاهي واستغلوا وقتهم بانشغالاتهم البيتية. وذهبوا إلى النوم من دون أن يضعوا خططا للسبت، إذ أن هذا هو يوم الغفران، ولا يمكن تدنيس العيد المقدس ـ وركب الأطفال الدراجات في شوارع المدن. وجاءت المفاجأة في ظهيرة يوم الغفران، وكأنها من عالم آخر، ووضعت إسرائيل والجيش الإسرائيلي في وضع صعب للغاية. لم يكن ينقص الكثير كي يعلن الجيش الإسرائيلي عن هزيمته ويستعد للدفاع عن تل أبيب. الطريق بين قناة السويس وحي فلورنتين كان مفتوحا للحركة .
من لا يؤمن اليوم بهزيمة محتملة للجيش الإسرائيلي يقول لا مجال للقلق ـ لدينا كذا وكذا رؤوس نووية وفقا لمنشورات أجنبية، لدينا كذا وكذا دبابات، كذا وكذا طائرات وبينها الطائرات الأكثر حداثة، ولدينا حتى غواصات ستصبح وسائل قتالية أساسية. غير أن هؤلاء يتحدثون وكأنه لم تكن حرب يوم الغفران، ولعله يجدر إرسالهم إلى التجول بين قادة الجيش الإسرائيلي الكبار كي يسمعوا فتواهم عن حملة الجرف الصامد أيضا.
نحن نعيش في جنة عدن من المجانين، والصورة من شأنها أن تنقلب رأسا على عقب في غضون ساعة أو ساعتين. أمر واحد من حسن نصر الله، والشمال سيكون شعلة نار. أمر ثان من زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، من شأنه أن يخلف الخراب والدمار في بلدات غلاف غزة والمدن المجاورة. العدو، في صورة رجال حماس وحزب الله، يعد نفسه ليوم الأمر. وماذا نفعل نحن؟ هل مخازن الطوارئ مليئة؟ هل العتاد فيها سيكفي؟ هل الدبابات مشحمة؟ هل حاويات الوقود مليئة؟ هذه ليست اسئلة نظرية فقط.
لقد تعرض الجيش الإسرائيلي لضربة قاسية في اليوم الأول لحرب يوم الغفران، ووجد نفسه غير جاهز على الاطلاق، باستثناء وحدات قليلة هنا وهناك.
والقاسم المشترك لكل المنتقدين على أنواعهم هو أن الجيش الإسرائيلي فوجئ تماما، ولم يكن جاهزا للحرب. وقد ورد هذا في التقرير الذي أعده النائب عوفر شيلح من حزب يوجد مستقبل. فالرجل خبير في جهاز الأمن، وأعد تقريرا أشار إلى قصورات في المجال الاستراتيجي والعملياتي. ومنذ إنهاء التقرير يتراكض بين وسائل الإعلام كي تعد الجمهور والجيش للحرب، ولكن صوته بقي كالصدى في الصحراء. ليس هذا هو الموضوع الأهم للعام في هذه الأيام، ووسائل الإعلام لا تكرس له انتباها كبيرا كافيا.
أما الجيش فأخذ التقرير بجدية أكبر، وحاول إدخال تعديلات مناسبة هنا وهناك ـ ولكن في نهاية المطاف سيبقى هذا التقرير كمؤشر على النوايا الطيبة، الأفعال الطيبة، التي لم تنجح.
وعندها ستأتي الصافرة التي تصم الآذان في الساعة الثانية من بعد الظهر، مثلما حدث في حينه في يوم الغفران من عام 1973. فالنجاح في الحرب يشير إلى استعدادات صحيحة، ونتيجة الحرب تتقرر قبل الرصاصة الأولى بكثير. إذا ما الذي ننتظره؟ الصافرة؟.
يديعوت