التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية
تمضي أميركا في لملمة جراحها من “مجزرة لاس فيغاس” التي تحفر عميقاً في الوجدان الشعبي واتساع رقعة الألم وهول الصدمة مما حدث، مع تقدم مساعي المؤسسة الحاكمة لاستخلاص الدروس .
يستعرض قسم التحليل المذبحة الجماعية وانضمامها لقائمة طويلة من “حوادث العنف” بوتيرة متسارعة، والقاء نظرة على الخلفيات والمسببات التي لم تتضح كافة جوانبها بعد، وإحجام المؤسسات الأمنية عن وصف ما جرى “بحادث ارهابي” مرعب، عن سبق إصرار وتصميم ليس من قبل الأجهزة الرسمية فحسب، بل والمؤسسات الإعلامية الضخمة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
أولويات مضطربة
أشار مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الى ثغرات سياسات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، إذ “لديها عدد من السياسات المتبعة لكن ينقصها لُحمة استراتيجية ملموسة،” والتي يتشاطر في رؤيتها أطراف متعددة في المنطقة ويثير قلقها في الوقت عينه. الحلفاء الأقرب لواشنطن، من الدول العربية، سُعدوا بمجيء ترامب “وتنفسوا الصعداء .. بعد الوثوق من توجهه لتعزيز الوضع القائم والعزوف عن الانخراط في القضايا الداخلية للمنطقة.” الأقلية من الآنظمة الأخرى تنظر لترامب بعين الشك والنفور ويعتبرون سياسته “محفوفة بالمخاطر والاضرار.. بترجيحه النزاعات العسكرية والصراعات.” وحث المعهد الادارة الأميركية على “إعادة ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط” والخروج من دائرة التخبط وعدم الحسم.
https://www.csis.org/analysis/power-and-strategy
مصير الإتفاق النووي
اعتبرت مؤسسة هاريتاج تجدد الجدل حول “مواصلة أم عدم المواصلة بالالتزام،” للاتفاق النووي، بأنه جزء في سياق “مراكمة الرئيس ترامب ما يستطيع من مبررات لتفجير” الاوضاع؛ الذي أضحى مصيره “قنبلة موقوتة .. قد تنفجر في أي لحظة.” ورجحت المؤسسة أن يميل قرار ترامب المرتقب الى “عدم الاستمرار بالموقف الراهن.”
http://www.heritage.org/middle-east/commentary/trump-stockpiles-reasons-blow-iran-nuke-pa
كما طالبت مؤسسة هاريتاج، في مقال موازي، الادارة الأميركية “بعدم المصادقة على الاتفاق النووي” في موعده المحدد خاصة في ظل “المؤشرات التي أطلقها الرئيس ترامب معرباً عن عدم جهوزيته لتذييل توقيعه (على الاتفاق) مرة أخرى.” وأضافت المؤسسة أنه “شبه مستحيل إقدام ترامب على (المصادقة) مرة أخرى .. (خاصة وأن) إيران تعلن عن رفضها السماح بتفتيش قواعدها العسكرية.” وخلصت بالقول انه “يتعين على إدارة ترامب عدم المصادقة على الإتفاق وتبني استراتيجية ترمي إما إلى ترميمه أو الغائه.”
http://www.heritage.org/defense/report/time-decertify-the-iran-nuclear-agreement
حذر معهد المشروع الأميركي الادارة الأميركية من “حالة الشلل المعلنة لبلورة سياسة أمن قومي” مجدية على خلفية تضارب التصريحات من داخل أُطر الادارة عينها حول مصير الاتفاق النووي. وأعرب عن معارضته لتوجهات وزير الخارجية ريكس تيلرسون للمصادقة على الاتفاق عند موعده المحدد، 15 الشهر الجاري، عقب تصريحات نسبت له بأنه ينوي ادخال تعديلات على “الأداة الشرطية المتضمنة في قرار الكونغرس،” لتجديد الرئيس المصادقة عليه كل 90 يوماً “وتخفيف وتيرة الضغوط المتضمنة على الرئيس وتفاديا معارك دورية مع الكونغرس.” اتهم المعهد الوزير تيلرسون “بالتغاضي عن جوهر المسألة.”
http://www.aei.org/publication/should-trump-re-certify-iran-deal/
سوريا
حذر معهد الدراسات الحربية دوائر صنع القرار من مواصلة السير بضوابط السياسات الراهنة في الشرق الأوسط التي “تخاطر بالمصالح الاستراتيجية الحيوية (لأميركا) إلا في حال أقدمت على تعديل سياساتها في سوريا والعراق .. ومواجهة القيود التي تفرضها روسيا على حرية العمل الأميركية والخيارات” المأمولة. وأضاف في دراسة مطوّلة حول سوريا أن “إدارة ترامب اتخذت خطوات أولية لتعزيز الهيبة الأميركية في المنطقة بطمأنتها حلفائنا التقليديين وإبراز قدرتها على التعامل بصرامة مع الأعداء والخصوم.” واستدرك المعهد بالقول أن “وتيرة تحرك الإدارة تسير ببطء أكثر من نظيرتها لدى أعداء أميركا وخصومها والساعين لإفساد منجزاتها ..” وحدد الأطراف المقصودة بـ “روسيا، إيران ووكلائها، تركيا، داعش، القاعدة، وبعض العناصر الكردية .. الذين يستغلون الأوضاع الراهنة لتحقيق مكاسب استراتيجية بينما تروّج الولايات المتحدة لإحراز مكاسب في المدى المنظور ونجاحات تكتيكية الطابع.”
http://www.understandingwar.org/article/intelligence-estimate-and-forecast-syrian-theater
لبنان
أرجع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إصدار محكمة عسكرية لبنانية قراراً بإعدام “زعيم جهادي سني لبناني يدعى أحمد الأسير” الى “تفوّق حزب الله في لبنان .. (متسلحاً) بشبح إيران.” وأوضح أن الجيش اللبناني نفذ عملية ضد الأسير وأنصاره، عام 2013 “وعجز عن الحاق الهزيمة بالأسير (واضطر) لطلب مساعدة حزب الله .. الذي شرع منذ ذلك التاريخ بتنسيق وثيق مع مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش، لمحاربة المسلحين السنة.” وزعم المعهد أن “التعاون الوطيد والتفاهم الظاهر بين بيروت و «حزب الله» يتناقض بشكل صارخ مع معاملة الدولة للإرهابيين السنّة .. الدولة لا تقاصص “حزب الله” وحلفاءه على أعمالهم الإرهابية.” واستدرك بالقول ان ” أن نفوذ طهران المتنامي محلياً .. أدّى إلى انفراج عملي بين الميليشيا الشيعية والسنّة تركّزت بشكل أساسي على الأمن؛ (إذ إن) استقرار لبنان يهم واشنطن الى حد كبير.” وطالب المعهد واشنطن “ردع إيران والحد من نفوذها المتنامي .. فمحاربة المسلحين السنة من دون التصدي لما قد يشكل تطرفهم الرئيسي ليست استراتيجية رابحة.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/irans-shadow-over-lebanon
كردستان العراق
حذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من التداعيات الإقليمية للاستفتاء إذ “تعمل تركيا وإيران سوياً مع المسؤولين العراقيين على تنسيق الإجراءات العقابية (التي) قد تلحق الضرر بالمصالح الأمريكية وتزيد من نفوذ إيران.” وطالب الولايات المتحدة “التحرك سريعاً” للتصدي والتعامل مع “الحسابات التركية والعراقية” في هذا الشأن. وأضاف محذراً من تداعيات الحصار الإقتصادي على “حكومة إقليم كردستان .. وتعرض الحملة ضد تنظيم (داعش) الى تقليص أكبر جيوب الجماعة وأخطرها في شمال العراق؛ وما سيترتب عليها من حالة عدم استقرار ونشوب قتال بين الفصائل” الكردية. وشدد على ضرورة تحرك واشنطن بوساطة مع أنقرة .. إذ ليس من مصلحة أميركا السماح لروسيا وايران بالهيمنة على وجهات النظر التركية؛ وارسال البيت الأبيض مبعوث مدني ليس لديه خلفية سلبية مع الأتراك أو الأكراد أو بغداد لحل الأزمة.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-urgent-u.s.-role-in-post-referendum-kurdistan