ترامب: نتنياهو أصعب من عباس!: براك ربيد
في لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك قبل نحو أسبوعين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الطرف الأصعب على الإقناع في كل ما يتعلق بالمساعي للوصول إلى اتفاق سلام إسرائيلي ـ فلسطيني. هكذا حسب مصادر غربية وإسرائيلية ضالعة في مضامين اللقاء أو اطلعت عليه. وقال دبلوماسي غربي اطلع على تفاصيل اللقاء «لقد أوضح ترامب في اللقاء بأن الزعيمين إشكاليان. ولكن السياق العام لأقواله كان إن من بين الاثنين نتنياهو هو الأكثر إشكالية ».
المصادر السبعة ـ ستة منهم دبلوماسيون غربيون وواحد موظف إسرائيلي كبير سابق ـ طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب الحساسية السياسية. وأشاروا إلى أن اللقاء بين ترامب وغوتريش، الذي انعقد في 19 أيلول في مقر الأمم المتحدة في نيويورك واستمر ربع ساعة عني في نصفه على الأقل بالموضوع الإسرائيلي الفلسطيني. ترامب، الذي كان قبل يوم من ذلك التقى نتنياهو في نيويورك عرض على غوتريش انطباعاته من حديث مع رئيس الوزراء وموقفه بالنسبة للمسيرة السلمية الإسرائيلية ـ الفلسطينية.
وأشار الدبلوماسيون الغربيون إلى أن ترامب كرر في اللقاء مع الأمين العام تصميمه على تحقيق اتفاق سلام تاريخي. وقالوا إن ترامب قال لغوتريش إنه على مدى السنين نجح في صفقات عديدة وصعبة، ولكنه كان دوما يسمع بأن الصفقة الأصعب هي تحقيق سلام إسرائيلي ـ فلسطيني. وقال دبلوماسي غربي اطلع على تفاصيل اللقاء «شدد ترامب بأنه يريد محاولة التصدي لهذا التحدي». وقال الدبلوماسيون الغربيون إنه في أثناء اللقاء قال ترامب مع أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كبير جدا في العمر ويعاني من مصاعب سياسية داخلية، لكنه بحاجة إلى تراث يخلفه وراءه. أما نتنياهو من الجهة الأخرى، كما قال ترامب، فيوجد في وضع يفهم فيه بأنه لن يحصل على رئيس أمريكي أكثر عطفا يبدي تفهما أكبر لاحتياجات أمن إسرائيل، وعليه فهناك احتمال في أن يوافق على خطوات لم يوافق عليها في الماضي. وأشار ترامب إلى أنه عندما تسلم مهام منصبه، اعتقد بأن احتمال تحقيق الصفقة أقل. ولكن في ضوء المعطيات التي أشار إليها على عباس ونتنياهو، يعتقد بأنه يوجد احتمال لتحقيق صفقة.
وعلى حد قول الدبلوماسيين الغربيين، شجع الأمين العام ترامب على مواصلة الدفع إلى الأمام بمبادرة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وشدد أمامه على أنه هو أيضا يعتقد بأنه توجد فرصة لتحقيق اتفاق تاريخي. وروى الأمين العام لترامب عن زيارته إلى إسرائيل في شهر آب وشدد على أن زعيمي المعارضة اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني قالا له إنه إذا تقدم نتنياهو في مسيرة سياسية حقيقية، فإنهما سيدعمانه.
وافاد مسؤول كبير في البيت الأبيض معقبا: إن «اللقاء بين ترامب وغوتريش كان قصيرا، لكنه كان مجديا، وركز في أساسه على الاصلاحات في الأمم المتحدة وعلى العمل الممتاز للسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي. وعلى حد قول هذا المسؤول فإنه «بعد بحث في حماية الولايات المتحدة لإسرائيل في الأمم المتحدة، بحث الطرفان باختصار في محادثات السلام المتواصلة فقال الرئيس إن إحساسه يقول له إن الطرفين يريدان صنع السلام وهو متفائل بالنسبة لإمكانية تحقيق صفقة. نحن نركز على المحادثات الناجعة وليس على ضجيج الخلفية».
في 18 أيلول، قبل يوم من اللقاء مع الأمين العام، التقى ترامب في نيويورك مع نتنياهو. وفاجأ الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء حين ركز في تصريحه أمام الكاميرات في بداية اللقاء على المسألة الإسرائيلية ـ الفلسطينية. فقد قال ترامب في حينه إن «السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيكون إنجازا رائعا. نحن بالتأكيد نسير في هذا، وهناك احتمال جيد بأن يكون ممكنا تحقيقه». وقال بضع دقائق من اللقاء غرد ترامب الرسالة إياها في حسابه على التويتر. أما نتنياهو فلم يتعاون مع حماسة ترامب وفضل تركيز تصريحه العلني في بداية اللقاء على الموضوع الإيراني.
وفي 20 أيلول التقى ترامب في نيويورك الرئيس عباس. وفي التصريحات أمام الكاميرات في بداية اللقاء مع عباس واصل ترامب يبث التفاؤل، التصميم والالتزام الشخصي على العمل على مبادرة سلام في الشرق الأوسط.
وتعاون عباس مع رسالة ترامب وأثنى المرة تلو الأخرى على مساعيه لإحداث اختراق بين إسرائيل والفلسطينيين.
بعد بضعة أيام من عودته من نيويورك عقد نتنياهو اجتماعا لوزراء الكابنت السياسي الأمني وأطلعهم على محادثاته مع ترامب. وقال نتنياهو في جلسة الكابنت إن ترامب يعمل على خطة سلام وقد أخذ الانطباع مع الرئيس بأن الأخير مصمم جدا على تحقيقها. وقال نتنياهو في جلسة الكابنت «لا شك أن الموضوع الفلسطيني هو موضع ثقيل ومهم لدى ترامب. وترامب يبث جدية في هذا الموضوع. الأمريكيون يعدون خطة. وأنا عرضت على الرئيس مواقفنا. ترامب مصمم جدا وهو يريد أن يحقق الصفقة المطلقة».
هآرتس